ماجد سليمان البلوي
03-11-2018, 11:01 PM
ذكريات من مدينة الزرقاء الاردنية ومطاحن زمان ..؟؟
يا رغيف الخبز يكفيني سنة..
حتى منتصف السبعينيات من القرن الماضي كانت المطاحن موجودة
في كل مدينة وقرية، فمثلاً كانت مطحنة زعيتر والوطنية في الزرقاء..
واحدة في وسط السوق والأخرى أول الغويرية، كنا نوصل القمح البلدي المغربل القادم من الحصن بشوالات خط أحمر إلى تلك المطاحن ليخرج طحيناً بلدياً، وكان كل من يذهب للمطحنة يخرج معفرا بالطحين، وكان يتم أخذ القمح للمطاحن على ظهور الحميرـ إذ كان لها مربض في المطحنة ـ ويتم طحنها دقيقاً ... .
او جرشها برغلا... يلقون حمولتهم في فضاء الطاحونة..
يربطون حيواناتهم بحبل يلفونه حول شيش حديد..
او وتد خشبي يدقونه في الأرض.. بانتظار دورهم في الطحن..
ويتم صب الحبوب في قمع الطاحونة..
وعندما يقتربون من قايش التدوير ليهرعوا متزاحمين على الباب هربا من مسخ وجوههم بغبار الدقيق، وكانت الناس عموماً لا تشتري الخبز من المخابر الجاهزة؛
بل تهيىء العجين في البيوت بواسطة لقن نحاسي كبير ما زال موجودا لدي، ويضاف الى العجنة قليل من الطحين الزيرو، ويغطى اللقن حتى يتخمر طول الليل..
وفي الصباح يحمل الفرش إلى الفرن بعد تقريص العجين على شكل كرات ويتم وضعة على سدر، ومن أشهر الأفران في مدينة الزرقاء فرن (أبو شحادة) في شارع الفاروق وفرن (أبو حامد ) أول الغويرية، ويتم رق العجين وفرده وتنقيشة بأصابع اليدين..
فيخرج الرغيف ساخناً مسبحاً خيرات الخالق، أما من يفضلون خبزاً من نوع أخر وكان يطلق علية ( الأفرنجي ) يلجأون إلى فرن السوق ومخبز الوفاء والعمال، وكانت معظم العائلات تستعين بأولادها لأيصال العجنة وجلب الخبز المخبوز المشروح وحتى وصوله للبيت يمرط رغيفا أو رغيفين ( الخبز الحاف بعرض الكتاف ) ..
وقد تخبز العائلة لعدة أيام، وكان الخبز يؤكل كله حتى لو بقي فتات منه فالخبز نعمة وكما علمتنا جداتنا ، أما خبز السوق كان يقال عنه ما فية بركة؛
ولكن الجميع يحب خبز السوق حتى كبرنا وعرفنا قيمة الخبز البلدي المشروح..
فقد كنت أسمع أن خبز السوق إن بات لا يعود صالحاً للأكل.
كم انت جميل أيها الزمن الجميل عندما كانت تتزاحم العجنات عند بسطة الفرن
والناس يتنادرون ويتكلمون والضحكة تعلو الشفاه، لم تكن تكنلوجيا افران الكهرباء
قد غزتنا، كنا نسمع صوت ناظم الغزالي :
«وأن وردت النور تناوشي الرغيف يا رغيف الخبز يكفيني سنة».
ولكم تحيات
ماجد البلوي
يا رغيف الخبز يكفيني سنة..
حتى منتصف السبعينيات من القرن الماضي كانت المطاحن موجودة
في كل مدينة وقرية، فمثلاً كانت مطحنة زعيتر والوطنية في الزرقاء..
واحدة في وسط السوق والأخرى أول الغويرية، كنا نوصل القمح البلدي المغربل القادم من الحصن بشوالات خط أحمر إلى تلك المطاحن ليخرج طحيناً بلدياً، وكان كل من يذهب للمطحنة يخرج معفرا بالطحين، وكان يتم أخذ القمح للمطاحن على ظهور الحميرـ إذ كان لها مربض في المطحنة ـ ويتم طحنها دقيقاً ... .
او جرشها برغلا... يلقون حمولتهم في فضاء الطاحونة..
يربطون حيواناتهم بحبل يلفونه حول شيش حديد..
او وتد خشبي يدقونه في الأرض.. بانتظار دورهم في الطحن..
ويتم صب الحبوب في قمع الطاحونة..
وعندما يقتربون من قايش التدوير ليهرعوا متزاحمين على الباب هربا من مسخ وجوههم بغبار الدقيق، وكانت الناس عموماً لا تشتري الخبز من المخابر الجاهزة؛
بل تهيىء العجين في البيوت بواسطة لقن نحاسي كبير ما زال موجودا لدي، ويضاف الى العجنة قليل من الطحين الزيرو، ويغطى اللقن حتى يتخمر طول الليل..
وفي الصباح يحمل الفرش إلى الفرن بعد تقريص العجين على شكل كرات ويتم وضعة على سدر، ومن أشهر الأفران في مدينة الزرقاء فرن (أبو شحادة) في شارع الفاروق وفرن (أبو حامد ) أول الغويرية، ويتم رق العجين وفرده وتنقيشة بأصابع اليدين..
فيخرج الرغيف ساخناً مسبحاً خيرات الخالق، أما من يفضلون خبزاً من نوع أخر وكان يطلق علية ( الأفرنجي ) يلجأون إلى فرن السوق ومخبز الوفاء والعمال، وكانت معظم العائلات تستعين بأولادها لأيصال العجنة وجلب الخبز المخبوز المشروح وحتى وصوله للبيت يمرط رغيفا أو رغيفين ( الخبز الحاف بعرض الكتاف ) ..
وقد تخبز العائلة لعدة أيام، وكان الخبز يؤكل كله حتى لو بقي فتات منه فالخبز نعمة وكما علمتنا جداتنا ، أما خبز السوق كان يقال عنه ما فية بركة؛
ولكن الجميع يحب خبز السوق حتى كبرنا وعرفنا قيمة الخبز البلدي المشروح..
فقد كنت أسمع أن خبز السوق إن بات لا يعود صالحاً للأكل.
كم انت جميل أيها الزمن الجميل عندما كانت تتزاحم العجنات عند بسطة الفرن
والناس يتنادرون ويتكلمون والضحكة تعلو الشفاه، لم تكن تكنلوجيا افران الكهرباء
قد غزتنا، كنا نسمع صوت ناظم الغزالي :
«وأن وردت النور تناوشي الرغيف يا رغيف الخبز يكفيني سنة».
ولكم تحيات
ماجد البلوي