ماجد سليمان البلوي
07-31-2018, 11:41 AM
لقاء صحفي مع طويلين الاعمار..؟؟
يتسابق بعض محرري الأخبار الطريفة في الصحف ومحطات الإذاعة والتلفزيون
للقاء المسنين وتسجيل سبق صحفي مع أحدهم، ويتعشمون عناء السفر،
ويرافقهم مصور ومهندس صوت الخ.
وما أن يحل المحرر الصحفي في ضيافة هذا المسن، حتى يكون المخرج ومساعده قد طاف على البيئة التي عاش فيها هذا المسن، والكيفية التي يقضي وقته فيها، وما هو نوع الطعام، ودرجة حرارة الماء الذي يشربه، وكم مرة بدل أسنانه، ثم يقوم مقدم البرنامج وقت عرضه، باستعراض أبناء وبنات وأحفاد وحفيدات ذلك المسن وأحيانا أحفاد هؤلاء الأحفاد.
حاج، هل تعرف سنة مولدك؟
ـ ها؟ لا أسمعك جيدا..
يتطوع أحد الجمهور الذي تعود التفاهم مع ذلك المسن
ويطرح عليه السؤال بطريقة مختلفة.
ـ آه عمري، من زمان والله ..
ثم يتمادى المتطوع في الإجابة عن جد جده، فيقول 1887
المحرر: هل ممكن أن تسرد لنا عن تأثر المنطقة بالحرب العالمية الأولى؟
وبعد معاونة الحفيد الذكي يجيب الشيخ: آه، كان الأتراك ..
ويصمت ويمسح دمعة سالت بفعل الجاذبية الأرضية، ويضيف: راحوا ..
يفقد المحرر رغبته في طرح سؤال حول وعد بلفور واتفاقية سايكس ـ بيكو،
ولكن مخططه كان يشمل مثل تلك الأسئلة.
فيجيب: (شو؟) ( مين فلفور وفيكو؟)
يقدر المحرر أن تلك الملفات قد أتلفت بفعل الزمن فأراد أن ينتقل
الى زمن الحرب العالمية الثانية!
فيجيب: هتلر آه هتلر، كنا نحصد بالسهل الشمالي وقالوا: قامت القيامة، آه والله،
روحنا تركنا الحصيد بالسهل، ورجعنا بعد يومين بالجمال جبناه.
كان المحرر والمخرج والمصور تنتابهم رغبة في إيقاف تلك المقابلة، والصراخ في وجه ذلك المسن بقولهم بشكل (كورال): [عموه أو جدوه يضرب هيك عمر ما فيه رائحة الحكمة].
لكنهم اتفقوا على استثمار ذلك اللقاء بعمل تقرير طريف، مفاده: ماذا لو كان الناس يعيشون كالماضي السحيق بأعمار تصل لألف سنة؟ وبنفس الوقت يتمتعون بذاكرة جيدة.
استنتجوا أنه سيكون ذلك مفيدا في مسألة التاريخ، لكنه سيكون أحد أسباب إيقاف عجلة الحياة، فلن يتزوج أحد لأنه لو خطب أحدهم إحدى البنات من منتجات أحد الشيوخ الأحياء سيبحث عن سبب يجعله يرفض، فيقول مثلا: أنا أوافق على تزويج ابنة ابن ابني الخامس عشر من ابن فلان الذي مر جده علي وأنا أقف مع صلاح الدين ولم يسلم علي؟
أو لن يستطيع أحد التصرف بقطعة أرض لا يزال مالكها الأول
منذ ثمانمائة سنة على قيد الحياة.
واختتم الفريق أن الحكمة أن نرضى بالحياة كما هي
ولا نبحث عن طويلي العمر لأن الأعمار بيد الله. .
ولكم تحيات
ماجد البلوي
يتسابق بعض محرري الأخبار الطريفة في الصحف ومحطات الإذاعة والتلفزيون
للقاء المسنين وتسجيل سبق صحفي مع أحدهم، ويتعشمون عناء السفر،
ويرافقهم مصور ومهندس صوت الخ.
وما أن يحل المحرر الصحفي في ضيافة هذا المسن، حتى يكون المخرج ومساعده قد طاف على البيئة التي عاش فيها هذا المسن، والكيفية التي يقضي وقته فيها، وما هو نوع الطعام، ودرجة حرارة الماء الذي يشربه، وكم مرة بدل أسنانه، ثم يقوم مقدم البرنامج وقت عرضه، باستعراض أبناء وبنات وأحفاد وحفيدات ذلك المسن وأحيانا أحفاد هؤلاء الأحفاد.
حاج، هل تعرف سنة مولدك؟
ـ ها؟ لا أسمعك جيدا..
يتطوع أحد الجمهور الذي تعود التفاهم مع ذلك المسن
ويطرح عليه السؤال بطريقة مختلفة.
ـ آه عمري، من زمان والله ..
ثم يتمادى المتطوع في الإجابة عن جد جده، فيقول 1887
المحرر: هل ممكن أن تسرد لنا عن تأثر المنطقة بالحرب العالمية الأولى؟
وبعد معاونة الحفيد الذكي يجيب الشيخ: آه، كان الأتراك ..
ويصمت ويمسح دمعة سالت بفعل الجاذبية الأرضية، ويضيف: راحوا ..
يفقد المحرر رغبته في طرح سؤال حول وعد بلفور واتفاقية سايكس ـ بيكو،
ولكن مخططه كان يشمل مثل تلك الأسئلة.
فيجيب: (شو؟) ( مين فلفور وفيكو؟)
يقدر المحرر أن تلك الملفات قد أتلفت بفعل الزمن فأراد أن ينتقل
الى زمن الحرب العالمية الثانية!
فيجيب: هتلر آه هتلر، كنا نحصد بالسهل الشمالي وقالوا: قامت القيامة، آه والله،
روحنا تركنا الحصيد بالسهل، ورجعنا بعد يومين بالجمال جبناه.
كان المحرر والمخرج والمصور تنتابهم رغبة في إيقاف تلك المقابلة، والصراخ في وجه ذلك المسن بقولهم بشكل (كورال): [عموه أو جدوه يضرب هيك عمر ما فيه رائحة الحكمة].
لكنهم اتفقوا على استثمار ذلك اللقاء بعمل تقرير طريف، مفاده: ماذا لو كان الناس يعيشون كالماضي السحيق بأعمار تصل لألف سنة؟ وبنفس الوقت يتمتعون بذاكرة جيدة.
استنتجوا أنه سيكون ذلك مفيدا في مسألة التاريخ، لكنه سيكون أحد أسباب إيقاف عجلة الحياة، فلن يتزوج أحد لأنه لو خطب أحدهم إحدى البنات من منتجات أحد الشيوخ الأحياء سيبحث عن سبب يجعله يرفض، فيقول مثلا: أنا أوافق على تزويج ابنة ابن ابني الخامس عشر من ابن فلان الذي مر جده علي وأنا أقف مع صلاح الدين ولم يسلم علي؟
أو لن يستطيع أحد التصرف بقطعة أرض لا يزال مالكها الأول
منذ ثمانمائة سنة على قيد الحياة.
واختتم الفريق أن الحكمة أن نرضى بالحياة كما هي
ولا نبحث عن طويلي العمر لأن الأعمار بيد الله. .
ولكم تحيات
ماجد البلوي