ماجد سليمان البلوي
10-01-2018, 12:17 AM
من ذكريات طفولة الملياردير سليمان الراجحي..؟؟
كنت فقيراً جداً لدرجة أنني عجزت عن دفع الاشتراك في رحلة مدرسية كانت قيمة المشاركة فيها ريال سعودي واحد. لم أحصل على هذا الريال من أسرتي رغم بكائي الشديد، فلم تكن أسرتي تملك ريالاً واحداً فائضاً عن حاجاتها الأساسية في ذلك الوقت.
قبل يوم واحد من هذه الرحلة قام معلم الفصل بإعطائي ريالاً مكافأة منه لي مع تصفيق حاد من زملائي الطلبة. حينها لم أفكر بما حدث بل ذهبت مسرعاً واشتركت في الرحلة وتحول بكائي الشديد إلى سعادة غامرة استمرت أشهراً بعد ذلك.
المدرس الفلسطيني الذي أعطاني الريال..
وعندما كبرت وذهبت تلك الأيام وغادرت تلك المدرسة إلى الحياة العملية، وبعد مضي سنوات من العمل المضني، وبفضل الله، عرفت العمل الخيري التطوعي.
وهنا بدأت أتذكر ذلك المدرس الفلسطيني الذي أعطاني ذلك الريال وبدأت أسأل نفسي: هل أعطاني هذا الأستاذ الريال صدقة أم مكافأة فعلا؟ ولكنني لم أصل الى إجابة فقلت في نفسي: أياً كانت نية هذا الأستاذ في ذلك فقد كان قد حلّ لي مشكلة كانت كبيرة في وقتها، دون أن اشعر أنا أو غيري بأي انتقاص من قيمتي.
لك في ذمتي دينٌ قديم..
جعلتني هذه الحادثة أعود إلى المدرسة وإلى جهات التعليم بحثاً عن هذا المدرس الفلسطيني حتى عرفت طريقه، فخططت للقائه والتعرف على أحواله، وبقيت أبحث عنه إلى أن التقيت به، فوجدته بحال صعبة بلا عمل ويستعد للرحيل..
فقلت له بعد التعارف يا أستاذي الفاضل لك في ذمتي دَيْنٌ كبير جداً منذ سنوات، نفى الأستاذ وبشدة: ليس لي ديونٌ على أحد، وهنا سألته: هل تذكر طالباً أعطيته ريالاً لأنه أجاب كذا وكذا؟ وبعد تذكر وتأمل قال هذا المدرس ضاحكاً: نعم نعم، وهل تبحث عني لترد لي ريالاً؟ قلت له: نعم.
الفيلا والسيارة ..
بعد نقاش ليس بالقصير أركبته السيارة التي كانت معي، وذهبنا إلى أن وقفنا أمام فيلا جميلة، ونزلنا من السيارة ودخلنا تلك الفيلا عندها قلت له: يا أستاذي الفاضل، هذا هو سداد دَيْنك مع هذه السيارة، وراتب تطلبه مدى الحياة، وتوظيف ابنك في إحدى مؤسساتي.
ذُهل هذا المدرس وقال: لكن هذا كثير جداً، فأجبته: صدقني يا أستاذي أن فرحتي بريالك وقتها أكبر بكثير من حصولي الآن على عشر فلل كهذه وصدقني أنني ما زلت أذكر تلك الفرحة..
ولكم تحيات
ماجد البلوي
كنت فقيراً جداً لدرجة أنني عجزت عن دفع الاشتراك في رحلة مدرسية كانت قيمة المشاركة فيها ريال سعودي واحد. لم أحصل على هذا الريال من أسرتي رغم بكائي الشديد، فلم تكن أسرتي تملك ريالاً واحداً فائضاً عن حاجاتها الأساسية في ذلك الوقت.
قبل يوم واحد من هذه الرحلة قام معلم الفصل بإعطائي ريالاً مكافأة منه لي مع تصفيق حاد من زملائي الطلبة. حينها لم أفكر بما حدث بل ذهبت مسرعاً واشتركت في الرحلة وتحول بكائي الشديد إلى سعادة غامرة استمرت أشهراً بعد ذلك.
المدرس الفلسطيني الذي أعطاني الريال..
وعندما كبرت وذهبت تلك الأيام وغادرت تلك المدرسة إلى الحياة العملية، وبعد مضي سنوات من العمل المضني، وبفضل الله، عرفت العمل الخيري التطوعي.
وهنا بدأت أتذكر ذلك المدرس الفلسطيني الذي أعطاني ذلك الريال وبدأت أسأل نفسي: هل أعطاني هذا الأستاذ الريال صدقة أم مكافأة فعلا؟ ولكنني لم أصل الى إجابة فقلت في نفسي: أياً كانت نية هذا الأستاذ في ذلك فقد كان قد حلّ لي مشكلة كانت كبيرة في وقتها، دون أن اشعر أنا أو غيري بأي انتقاص من قيمتي.
لك في ذمتي دينٌ قديم..
جعلتني هذه الحادثة أعود إلى المدرسة وإلى جهات التعليم بحثاً عن هذا المدرس الفلسطيني حتى عرفت طريقه، فخططت للقائه والتعرف على أحواله، وبقيت أبحث عنه إلى أن التقيت به، فوجدته بحال صعبة بلا عمل ويستعد للرحيل..
فقلت له بعد التعارف يا أستاذي الفاضل لك في ذمتي دَيْنٌ كبير جداً منذ سنوات، نفى الأستاذ وبشدة: ليس لي ديونٌ على أحد، وهنا سألته: هل تذكر طالباً أعطيته ريالاً لأنه أجاب كذا وكذا؟ وبعد تذكر وتأمل قال هذا المدرس ضاحكاً: نعم نعم، وهل تبحث عني لترد لي ريالاً؟ قلت له: نعم.
الفيلا والسيارة ..
بعد نقاش ليس بالقصير أركبته السيارة التي كانت معي، وذهبنا إلى أن وقفنا أمام فيلا جميلة، ونزلنا من السيارة ودخلنا تلك الفيلا عندها قلت له: يا أستاذي الفاضل، هذا هو سداد دَيْنك مع هذه السيارة، وراتب تطلبه مدى الحياة، وتوظيف ابنك في إحدى مؤسساتي.
ذُهل هذا المدرس وقال: لكن هذا كثير جداً، فأجبته: صدقني يا أستاذي أن فرحتي بريالك وقتها أكبر بكثير من حصولي الآن على عشر فلل كهذه وصدقني أنني ما زلت أذكر تلك الفرحة..
ولكم تحيات
ماجد البلوي