ماجد سليمان البلوي
10-01-2018, 12:34 AM
من سواليف الحرب والاحتلال..؟؟
صديق قديم كنت قد التقيت به صدفة بعد غياب طويل له في المهجر، فوجدته على غير عادته فرحاً مسروراً، وعندما سألته عن سبب فرحه هذا،
أجابني قائلاً: ألم تسمع الأخبار؟
فقلت له: بلى، لقد سمعت مؤخراً أن اليهود الصهاينة دخلوا الحرم القدسي الشريف بأحذيتهم فدنّسوه، وقاموا باعتقالات واسعة بين صفوف المدافعين عن الحرم القدسي الشريف، فما كان منه إلا أن ضحك وقال:
لا … لا… يا رجل أنا لم أقصد هذا الخبر، هذا خبر محلي عادي لم يعد يحرك مشاعر أحد منا، ولم نعد نلتفت إليه لأننا قد اعتدنا مثل هذه الأخبار.
أنا أقصد أن روسيا قصفت سوريا، فضحكت في الحال، فسألني صديقي: على ماذا تضحك؟ فقلت له: لقد تذكرت شيئاً من الماضي البعيد، فقال: وما دخل الماضي في الحاضر؟
فقلت له: لا زلنا نكرر الخطأ نفسه، فقال: وضّح لي أكثر فأنا لا أفهم ما تريد قوله، فقلت له: عندما كنا طلاباً في جامعة حلب في بداية سبعينات القرن الماضي كان قد حضر طالب من (تشيكوسلوفاكيا) كي يتدرب عندنا في كلية الهندسة.
الطالب التشكوسلوفاكي مرتدياً الكوفية ..
فرحبنا به نحن الطلاب العرب في جامعة حلب، وقمنا بشرح القضية الفلسطينية له وتفهمها الرجل فما كان منه إلا أن ارتدى الكوفية الفلسطينية تضامناً معنا ومع قضيتنا.
وفي اليوم التالي اجتاحت روسيا (وكانت تسمى الإتحاد السوفياتي آنذاك) تشكوسلوفاكيا، وكانت الأخيرة عضواً في حلف وارسو حينذاك، فسألنا هذا الطالب عن موقفنا من هذا الاحتلال،
فقلنا له: إننا مع روسياً قلباً وقالباً، وكل ما تفعله وستفعله
هو الصح بعينه ظناً منا أن روسيا ستحرر لنا فلسطين.
فوجئ هذا الطالب التشكوسلوفاكي من ردنا الصاروخي على سؤاله، فما كان منه إلا أن انتفض وقال لنا كلاماً لا زلت أذكره حتى الآن: كيف تقفون مع المحتل وأرضكم محتلة؟
وكيف تطلبون من الناس أن يقفوا معكم ضد الاحتلال وأنتم تؤيدون المُحْتَل؟ خذوا كوفيّتكم هذه فلست بحاجة لها بعد هذا اليوم، لكنني قبل أن أغادركم عليّ أن أنصحكم بأن لا تكيلوا للناس بمكيالين، بل بمكيال واحد ينطبق على الجميع.
كما أنصحكم أن لا تنغرّوا بالأقوال، بل انتظروا الأفعال،
فاليوم احتلت روسيا تشكوسلوفاكيا وغداً ستحتل سوريا.
ولكم تحيات
ماجد البلوي
صديق قديم كنت قد التقيت به صدفة بعد غياب طويل له في المهجر، فوجدته على غير عادته فرحاً مسروراً، وعندما سألته عن سبب فرحه هذا،
أجابني قائلاً: ألم تسمع الأخبار؟
فقلت له: بلى، لقد سمعت مؤخراً أن اليهود الصهاينة دخلوا الحرم القدسي الشريف بأحذيتهم فدنّسوه، وقاموا باعتقالات واسعة بين صفوف المدافعين عن الحرم القدسي الشريف، فما كان منه إلا أن ضحك وقال:
لا … لا… يا رجل أنا لم أقصد هذا الخبر، هذا خبر محلي عادي لم يعد يحرك مشاعر أحد منا، ولم نعد نلتفت إليه لأننا قد اعتدنا مثل هذه الأخبار.
أنا أقصد أن روسيا قصفت سوريا، فضحكت في الحال، فسألني صديقي: على ماذا تضحك؟ فقلت له: لقد تذكرت شيئاً من الماضي البعيد، فقال: وما دخل الماضي في الحاضر؟
فقلت له: لا زلنا نكرر الخطأ نفسه، فقال: وضّح لي أكثر فأنا لا أفهم ما تريد قوله، فقلت له: عندما كنا طلاباً في جامعة حلب في بداية سبعينات القرن الماضي كان قد حضر طالب من (تشيكوسلوفاكيا) كي يتدرب عندنا في كلية الهندسة.
الطالب التشكوسلوفاكي مرتدياً الكوفية ..
فرحبنا به نحن الطلاب العرب في جامعة حلب، وقمنا بشرح القضية الفلسطينية له وتفهمها الرجل فما كان منه إلا أن ارتدى الكوفية الفلسطينية تضامناً معنا ومع قضيتنا.
وفي اليوم التالي اجتاحت روسيا (وكانت تسمى الإتحاد السوفياتي آنذاك) تشكوسلوفاكيا، وكانت الأخيرة عضواً في حلف وارسو حينذاك، فسألنا هذا الطالب عن موقفنا من هذا الاحتلال،
فقلنا له: إننا مع روسياً قلباً وقالباً، وكل ما تفعله وستفعله
هو الصح بعينه ظناً منا أن روسيا ستحرر لنا فلسطين.
فوجئ هذا الطالب التشكوسلوفاكي من ردنا الصاروخي على سؤاله، فما كان منه إلا أن انتفض وقال لنا كلاماً لا زلت أذكره حتى الآن: كيف تقفون مع المحتل وأرضكم محتلة؟
وكيف تطلبون من الناس أن يقفوا معكم ضد الاحتلال وأنتم تؤيدون المُحْتَل؟ خذوا كوفيّتكم هذه فلست بحاجة لها بعد هذا اليوم، لكنني قبل أن أغادركم عليّ أن أنصحكم بأن لا تكيلوا للناس بمكيالين، بل بمكيال واحد ينطبق على الجميع.
كما أنصحكم أن لا تنغرّوا بالأقوال، بل انتظروا الأفعال،
فاليوم احتلت روسيا تشكوسلوفاكيا وغداً ستحتل سوريا.
ولكم تحيات
ماجد البلوي