ماجد سليمان البلوي
10-07-2018, 10:53 PM
من التراث العراقي أغنية يا زارع البزرنكوش..؟؟
في العشرينات والثلاثينات من القرن الماضي كان البغداديون من أصحاب الوجاهه يعقدون مجالس سمرهم في بيوتهم وكان يحضر تلك المجالس وجوه مختلفه من علية القوم من ذوي العلم والفضل والأدب والشعر والسياسه ..
حيث يتجاذبون أطراف الحديث وتدور نقاشات حول أمور الساعه وامور مختلفه تستمر الى ساعة متاخرة من الليل وكانت تتخلل هذه المجالس فترات جميله من العزف والمقام والبستات البغداديه التي تضفي على هذه الجلسات روحاً من المرح والسعادة.
في شارع النهر المحاذي لنهر دجله في منطقة راس القريه كان هناك بيت بغدادي عتيق تطل احدى واجهاته على النهر ومدخله يؤدي الى زقاق ينفذ الى شارع الرشيد .
في الموقع المجاور للاورزدي القديم وكان ذلك البيت يحتوي على حديقة غناء مزدانة بانواع الورود والازهار من جميع الاصناف وكان صاحب الدار احد وجهاء بغداد الذي كان يرتاد مجلسه كل يوم جماعات من عشاق ورواد الادب والفن والشعر الى جانب ذلك كان صاحب الدار يقيم الحفلات الغنائيه والموسيقيه بين الحين والاخر.
في احدى الامسيات وعندما اجتمع الجلاس في تلك الدار حضر احد الاصدقاء الذي كان في سفر الى اصطنبول فرحب به صاحب البيت وابلغه الصديق انه قد احضر معه هدية جميله واخرج من جيبه كيسا صغيرا .
وبدا يزرع محتوياته في حديقة الدار واستغرب صاحب الدار متساءلا عن هذه البذور فاجابه الصديق انها بذور البزرنكوش وانه نبات جميل ذو رائحة عطره .
فقال له صاحب الدار يا صديقي يا زارع البزرنكوش ازرع لنا حنه
لان الشيب قد غزا رؤوسنا وصادف ان الفرقه الموسيقيه وقارئ المقام كانوا موجودين فاعجبهم الكلام وراحو يغنون بصوت واحد:
يا زارع البزرنكوش ازرع لنا حنه
واستمروا في الغناء وفي كل مرة كانوا يضيفون الى البسته
كلاما جديدا الى ان اخذت الاغنيه شكلها النهائي
وفي اليوم التالي بدأ الناس يرددونها في المقاهي والشوارع
واصبحت بعد ذلك من اجمل اغاني الفولكلور البغدادي الاصيل
** للتوضيح:البزرنكوش او المردقوش
هو نبات عشبي معمر عطري يعرف
بعدة اسماء منها البردقوش والمرزكوش
وهو من فصيلة النعناع وعندما
يجفف ويطحن يصبح مثل نبات الحناء..
ولكم تحيات
ماجد البلوي
في العشرينات والثلاثينات من القرن الماضي كان البغداديون من أصحاب الوجاهه يعقدون مجالس سمرهم في بيوتهم وكان يحضر تلك المجالس وجوه مختلفه من علية القوم من ذوي العلم والفضل والأدب والشعر والسياسه ..
حيث يتجاذبون أطراف الحديث وتدور نقاشات حول أمور الساعه وامور مختلفه تستمر الى ساعة متاخرة من الليل وكانت تتخلل هذه المجالس فترات جميله من العزف والمقام والبستات البغداديه التي تضفي على هذه الجلسات روحاً من المرح والسعادة.
في شارع النهر المحاذي لنهر دجله في منطقة راس القريه كان هناك بيت بغدادي عتيق تطل احدى واجهاته على النهر ومدخله يؤدي الى زقاق ينفذ الى شارع الرشيد .
في الموقع المجاور للاورزدي القديم وكان ذلك البيت يحتوي على حديقة غناء مزدانة بانواع الورود والازهار من جميع الاصناف وكان صاحب الدار احد وجهاء بغداد الذي كان يرتاد مجلسه كل يوم جماعات من عشاق ورواد الادب والفن والشعر الى جانب ذلك كان صاحب الدار يقيم الحفلات الغنائيه والموسيقيه بين الحين والاخر.
في احدى الامسيات وعندما اجتمع الجلاس في تلك الدار حضر احد الاصدقاء الذي كان في سفر الى اصطنبول فرحب به صاحب البيت وابلغه الصديق انه قد احضر معه هدية جميله واخرج من جيبه كيسا صغيرا .
وبدا يزرع محتوياته في حديقة الدار واستغرب صاحب الدار متساءلا عن هذه البذور فاجابه الصديق انها بذور البزرنكوش وانه نبات جميل ذو رائحة عطره .
فقال له صاحب الدار يا صديقي يا زارع البزرنكوش ازرع لنا حنه
لان الشيب قد غزا رؤوسنا وصادف ان الفرقه الموسيقيه وقارئ المقام كانوا موجودين فاعجبهم الكلام وراحو يغنون بصوت واحد:
يا زارع البزرنكوش ازرع لنا حنه
واستمروا في الغناء وفي كل مرة كانوا يضيفون الى البسته
كلاما جديدا الى ان اخذت الاغنيه شكلها النهائي
وفي اليوم التالي بدأ الناس يرددونها في المقاهي والشوارع
واصبحت بعد ذلك من اجمل اغاني الفولكلور البغدادي الاصيل
** للتوضيح:البزرنكوش او المردقوش
هو نبات عشبي معمر عطري يعرف
بعدة اسماء منها البردقوش والمرزكوش
وهو من فصيلة النعناع وعندما
يجفف ويطحن يصبح مثل نبات الحناء..
ولكم تحيات
ماجد البلوي