ماجد سليمان البلوي
11-15-2018, 08:17 PM
من تاريخ فلسطين أبو جلدة والعرميط ياما كسّروا برانيط" حكايته وآخر كلماته وكيف أعدمه الإنجليز..؟؟
تسلق الراوي الجبال وسهرت الليالي بين المراجع والكتب والتراث الفلسطيني لتضع بين ايديكم تقريراً منقحاً عن الاسطورة البطل" ابو جلدة" وتسلقنا الجبال لنرى عن كثب ثكنة ابو جلدة والتي تعرف" بمغارة ابو جلدة " وتقع في اعلى جبال بلدة طمون محافظة طوباس .
في بلدة طمون على جبل طمون وجود مغارة تعتبر من احد المعالم الاثرية والتي يرتبط اسمها باحد القادة الفلسطينين وهي" مغارة ابوجلدة " حيث يعرفها الصغير والكبير في تلك المنطقة ، ويعتبر "ابوجلدة" المثل الاعلى لجميع سكانها حتى الاطفال يعتبرونه المثل الاعلى لهم وكذلك "العرميط" ، تلكما الشخصيتان المغيبتان بطريقة أو بأخرى من أشهر وأبرز روايات التاريخ الفلسطيني في مقاومة الاحتلال ..
ينقل لنا الثائر الفلسطيني نجاتي صدقي (1905-1979) في مذكراته عن أهم الشخصيات التي سببوا الأرق الدائم لحكومة الإنتداب البريطاني وهو جزءاً بسيطاً مما كتبه الشاعر هارون هاشم رشيد، والذي أعاد سيرة هذين البطلين إلى الحياة في كتاب عنوانه (أبو جلدة والعرميط ياما كسّرا برانيط ) ، وهي حكاية حقيقيّة من بطولات المقاومة الشعبيّة الفلسطينيّة.
في بداية الثلاثينات ذاع في المنطقة صيت رجلين هما "أبو جلدة وذراعه الأيمن العرميط "، اعتبرتهما الحكومة البريطانية من الأشقياء وقادة العصابات ، وطاردتهما في كل مكان ، واعتبرهما الناس بطلين مقاومين للاحتلال الإنجليزي.
وقد دخلت قصصهما وحكايتهما في الأشعار والأهازيج الشعبية .
قال أبو جـلـدة وأنا الطموني ... كـل الأعادي ما بهموني
قال أبو جلدة وانتا العرميطي ... وأنا ان متت بكفيني صيتي
قال أبو جلدة يا خويا صالح ... اضرب لا تخطي والعمر رايح
أبو جلدة والعرميط هم فلاحان فلسطينيان أسسا نواة خلية ثورية لمقاومة الإنتداب البريطاني في فلسطين اشتهرت في بداية الثلاثينات . وتعود جذور أبو جلدة إلى بلدة طمون شرقي نابلس، بينما رفيقه أبو العرميط من قرية بيتا جنوب نابلس.
وقد ولد صالح أحمد مصطفى العرميط في بلدة بيتا نهاية الحكم العثماني لفلسطين، وكان وحيداً لوالديه وعُرف بنشاطه وحيويته وجرأته مُنذ الصغر وكان يُعد الأقوى بين أبناء جيله وأقرانه. وقد وصفه صدقي نجاتي في مذكراته: "رجل قوي البنية، شديد البأس ".
اما أبو جلدة فهو أحمد المحمود من قرية طمون النابلسية فرّ من الخدمة العسكرية في الدولة العثمانيّة، وعمل عتالاً في ميناء حيفا، وهناك تعرّف بأوفى أصدقائه، ورافقهم في رحلة الثورة على الانتداب البريطاني الذي ما ان سيطر على فلسطين حتى بدأت عمليات الاستيطان وقدوم اليهود إلى فلسطين تتزايد ، بالتزامن مع تسريب الأرض لهم، وتدمير حياة الفلاحين الفلسطينيين بالضرائب الباهظة.
تعرّف أبو جلدة بالرجل المتعلّم المثقّف سليمان العامري وتأثّر به، واستمع لخطب الشيخ عز الدين القسّام في مسجد الإستقلال، وعايش مأساة أهالي قرى مرج بن عامر والأرض التي باعها إقطاعيون من خارج فلسطين، وطرد منها سكّانها، فحقد على السماسرة، وعلى الصهاينة، وازداد كرهه للإنجليز أصل البلاء في كّل ما يصيب أهالي فلسطين، وبخّاصة الفلاحين.
مع نهاية العشرينات التحق صالح العرميط برفيقه وصديقه أبو جلدة وشرعا في أوائل الثلاثينات بتشكيل أولى حركات مقاومة الإنتداب البريطاني في فلسطين.
وكانت "عصابة أبو جلدة" من أقوى الحركات التي ألحقت أضراراَ بالغة في قوات الإنتداب، كما أن "عصابة" أبو جلدة لم ترحم الفلسطينيين الذين ازدادت ثرواتهم في العهد العثماني، والذين أرهقوا الفلاّحين حتى عجزوا عن سداد ديونهم واضطرّوهم للتنازل عن أرضهم .
هؤلاء وضعهم أبو جلدة ورجاله في صّف الإنجليز والصهاينة، ووجهوا لهم ضربات قاسية في منطقة (جنين) خّاصةً، ووصلوا إلى ممتلكاتهم، وإليهم شخصيّاً، رغم حماية " مستر طومسون" رئيس اشرطة لهم .
كما كان اسم أبو جلدة مثار رعب لجنود الإنجليز، وكبار جنرالاتهم، وللتابعين محليّاً لهم، فهو يضرب ويختفي، ولا يترك أثراً، ولذلك زرعت عيون لمتابعته، فالعسس والمخبرون وجدوا في كل زمان ومكان.
هذا الإصرار غير المسبوق استدعى الضباط البريطانيين في نابلس إلى محاولة استمالة العرميط وإغرائه بالعفو العام مقابل تسليم رفيقه أبو جلدة وإرشادهم إلى مكان وجوده، حيث طُلب من خاله (سليم حسن عديلي) إحضاره لمبنى الكشله بنابلس للمقابلة وفق ضمانات للافراج عنه.
وقد ماطل العرميط بالإجابة ليتمكن من الخروج وكي لا يُغدر به ويتم اعتقاله، ومن ذكائه أنهم قدموا له الشاي فامتنع عن شُربه ولما أصروا أخذ الكوب الذي قدم للضابط البريطاني. وعندما فشل الضباط في استمالة العرميط أو الوصول إلى أبو جلدة بدأوا في نشر الإشاعات التي تقول بأنهم لصوص وأشقياء وقطاع طرق وعلى الناس الحذر من عصابتهم، وتبليغ مركز الشرطة عن أي أدلة أو معلومات تفيد في الوصول إلى قائد تلك العصابة.
وفقاً للروايات الشفوية الشعبية تمتع العرميط بمنصب النائب ذي الصلاحيات المطلقة والعين الحارسة لأبو جلدة، ولم يكن العرميط بحاجة إلى مراجعة أبو جلدة قبل قتل الجواسيس. ومن القصص التي يتم تداولها عن مدى إخلاص العرميط لرفيقه أن الانتداب البريطانيّ جنّد أحد الجواسيس ليلحق بأبو جلدة ثمّ يقوم بقتله أو تسليمه عندما تحين له الفرصة.
وبعد شهرين من رفقته لهم حيث تعاملوا معه كواحد منهم ، استغل هذا الرجل نوم الجميع وحاول الغدر بأبو جلده أثناء نومه، فانتبه العرميط للمؤامرة فأنقذ رفيقه.
مع فشل الجاسوس في اغتيال أبو جلدة كثفت بريطانيا من ملاحقتها لـ"عصابة" أبو جلدة وجندت العملاء للوشاية بهم، ونصبت لهم الكمائن وبذلت كل الوسائل للامساك بهم، ويضاف إلى ذلك إنشاء مراكز بوليس في عدة مناطق منها مخفر البوليس في قرية عقربا.
أبو جلدة ورفاقه كانوا على وعي كافٍ للخطر الذي يحيط بهم فعمدوا إلى تغيير أماكن تواجدهم باستمرار والتنقل الدائم بين الشمال والجنوب فمكثوا في غور عقربا بين فصايل والجفتلك مدة طويلة وكانوا في الصيف يختبئون في خربة يانون شمال عقربا.
وقد وجد أبو جلدة والعرميط ورفاقهما المساعدة والعون من قبل الفلاحين، وكانوا يقدمون لهم الطعام والشراب والمأوى والمبيت، وذلك تقديراً لهما على شجاعتهما ومواقفهما المشرفة في مقاومة الإحتلال..
وقد كان موقف الفلاحين موقفاً مغايراً لما أراده البريطانيون من خلال نشرهم الإشاعات بأن أبو جلدة قائد عصابة سرقة وقطع الطريق وما كان ل "عصابة" أبو جلدة إلا أن ازدادت شهرة وقوة بسبب دعم الفلاحين الذي كان أثره واضحاً بازدياد العمليات التي نفذتها "العصابة" حيث توزعت عملياتهم بين الغور وجنين ومرج ابن عامر و منطقة الحولة وما حولها حيث توجهت "العصابة" بقيادة أبو جلدة والعرميط هناك لمقاومة اليهود القادمين لفلسطين.
وقد أطلق البريطانيون اسم "طريق الحرامية" على طريق حيفا- مرج بن عامر وهو الطريق الذي اختاره أبو جلدة لانطلاق أعماله الفدائية، مستغلاً جبال المنطقة بكهوفها ومغاورها، وموقعها الاسترايتجي لمباغتة القوات البريطانية والاستيلاء على أسلحتها.
في العام 1933 وقع صالح العرميط و أحمد المحمود "أبو جلدة" في كمين محكم نُصب لهم بالتعاون مع أحد أقرباء أبو جلدة، وقامت بريطانيا باستدعاء خال العرميط (سليم حسين عديلي) لإخراجه وصاحبه أبو جلدة ومن معهم من المغارة التي اختبئوا فيها .
وهكذا اقتيد الأبطال الى الاعتقال وهناك مكثوا
في سجن المسكوبية بالقدس بانتظار حكم الإعدام.
في مذكرات نجاتي صدقي، يخبرنا أن (العرميط) طلب من أمّه أن تحضر معها خنجراً في الزيارة القادمة لأنه سيضعه معه في قبره، وسيذبح به الخائن الذي وشى به!
بينما كانت أخر كلمات أبو جلدة الذي تقدم إلى حبل المشنقة
غير آبه بالضباط البريطانيين "بخاطركم يا شباب..
فلسطين أمانة في أعناقكم..
إيّاكم أن تفرطوا في حبّة رمل من أرض فلسطين".
ولكم تحيات
ماجد البلوي
تسلق الراوي الجبال وسهرت الليالي بين المراجع والكتب والتراث الفلسطيني لتضع بين ايديكم تقريراً منقحاً عن الاسطورة البطل" ابو جلدة" وتسلقنا الجبال لنرى عن كثب ثكنة ابو جلدة والتي تعرف" بمغارة ابو جلدة " وتقع في اعلى جبال بلدة طمون محافظة طوباس .
في بلدة طمون على جبل طمون وجود مغارة تعتبر من احد المعالم الاثرية والتي يرتبط اسمها باحد القادة الفلسطينين وهي" مغارة ابوجلدة " حيث يعرفها الصغير والكبير في تلك المنطقة ، ويعتبر "ابوجلدة" المثل الاعلى لجميع سكانها حتى الاطفال يعتبرونه المثل الاعلى لهم وكذلك "العرميط" ، تلكما الشخصيتان المغيبتان بطريقة أو بأخرى من أشهر وأبرز روايات التاريخ الفلسطيني في مقاومة الاحتلال ..
ينقل لنا الثائر الفلسطيني نجاتي صدقي (1905-1979) في مذكراته عن أهم الشخصيات التي سببوا الأرق الدائم لحكومة الإنتداب البريطاني وهو جزءاً بسيطاً مما كتبه الشاعر هارون هاشم رشيد، والذي أعاد سيرة هذين البطلين إلى الحياة في كتاب عنوانه (أبو جلدة والعرميط ياما كسّرا برانيط ) ، وهي حكاية حقيقيّة من بطولات المقاومة الشعبيّة الفلسطينيّة.
في بداية الثلاثينات ذاع في المنطقة صيت رجلين هما "أبو جلدة وذراعه الأيمن العرميط "، اعتبرتهما الحكومة البريطانية من الأشقياء وقادة العصابات ، وطاردتهما في كل مكان ، واعتبرهما الناس بطلين مقاومين للاحتلال الإنجليزي.
وقد دخلت قصصهما وحكايتهما في الأشعار والأهازيج الشعبية .
قال أبو جـلـدة وأنا الطموني ... كـل الأعادي ما بهموني
قال أبو جلدة وانتا العرميطي ... وأنا ان متت بكفيني صيتي
قال أبو جلدة يا خويا صالح ... اضرب لا تخطي والعمر رايح
أبو جلدة والعرميط هم فلاحان فلسطينيان أسسا نواة خلية ثورية لمقاومة الإنتداب البريطاني في فلسطين اشتهرت في بداية الثلاثينات . وتعود جذور أبو جلدة إلى بلدة طمون شرقي نابلس، بينما رفيقه أبو العرميط من قرية بيتا جنوب نابلس.
وقد ولد صالح أحمد مصطفى العرميط في بلدة بيتا نهاية الحكم العثماني لفلسطين، وكان وحيداً لوالديه وعُرف بنشاطه وحيويته وجرأته مُنذ الصغر وكان يُعد الأقوى بين أبناء جيله وأقرانه. وقد وصفه صدقي نجاتي في مذكراته: "رجل قوي البنية، شديد البأس ".
اما أبو جلدة فهو أحمد المحمود من قرية طمون النابلسية فرّ من الخدمة العسكرية في الدولة العثمانيّة، وعمل عتالاً في ميناء حيفا، وهناك تعرّف بأوفى أصدقائه، ورافقهم في رحلة الثورة على الانتداب البريطاني الذي ما ان سيطر على فلسطين حتى بدأت عمليات الاستيطان وقدوم اليهود إلى فلسطين تتزايد ، بالتزامن مع تسريب الأرض لهم، وتدمير حياة الفلاحين الفلسطينيين بالضرائب الباهظة.
تعرّف أبو جلدة بالرجل المتعلّم المثقّف سليمان العامري وتأثّر به، واستمع لخطب الشيخ عز الدين القسّام في مسجد الإستقلال، وعايش مأساة أهالي قرى مرج بن عامر والأرض التي باعها إقطاعيون من خارج فلسطين، وطرد منها سكّانها، فحقد على السماسرة، وعلى الصهاينة، وازداد كرهه للإنجليز أصل البلاء في كّل ما يصيب أهالي فلسطين، وبخّاصة الفلاحين.
مع نهاية العشرينات التحق صالح العرميط برفيقه وصديقه أبو جلدة وشرعا في أوائل الثلاثينات بتشكيل أولى حركات مقاومة الإنتداب البريطاني في فلسطين.
وكانت "عصابة أبو جلدة" من أقوى الحركات التي ألحقت أضراراَ بالغة في قوات الإنتداب، كما أن "عصابة" أبو جلدة لم ترحم الفلسطينيين الذين ازدادت ثرواتهم في العهد العثماني، والذين أرهقوا الفلاّحين حتى عجزوا عن سداد ديونهم واضطرّوهم للتنازل عن أرضهم .
هؤلاء وضعهم أبو جلدة ورجاله في صّف الإنجليز والصهاينة، ووجهوا لهم ضربات قاسية في منطقة (جنين) خّاصةً، ووصلوا إلى ممتلكاتهم، وإليهم شخصيّاً، رغم حماية " مستر طومسون" رئيس اشرطة لهم .
كما كان اسم أبو جلدة مثار رعب لجنود الإنجليز، وكبار جنرالاتهم، وللتابعين محليّاً لهم، فهو يضرب ويختفي، ولا يترك أثراً، ولذلك زرعت عيون لمتابعته، فالعسس والمخبرون وجدوا في كل زمان ومكان.
هذا الإصرار غير المسبوق استدعى الضباط البريطانيين في نابلس إلى محاولة استمالة العرميط وإغرائه بالعفو العام مقابل تسليم رفيقه أبو جلدة وإرشادهم إلى مكان وجوده، حيث طُلب من خاله (سليم حسن عديلي) إحضاره لمبنى الكشله بنابلس للمقابلة وفق ضمانات للافراج عنه.
وقد ماطل العرميط بالإجابة ليتمكن من الخروج وكي لا يُغدر به ويتم اعتقاله، ومن ذكائه أنهم قدموا له الشاي فامتنع عن شُربه ولما أصروا أخذ الكوب الذي قدم للضابط البريطاني. وعندما فشل الضباط في استمالة العرميط أو الوصول إلى أبو جلدة بدأوا في نشر الإشاعات التي تقول بأنهم لصوص وأشقياء وقطاع طرق وعلى الناس الحذر من عصابتهم، وتبليغ مركز الشرطة عن أي أدلة أو معلومات تفيد في الوصول إلى قائد تلك العصابة.
وفقاً للروايات الشفوية الشعبية تمتع العرميط بمنصب النائب ذي الصلاحيات المطلقة والعين الحارسة لأبو جلدة، ولم يكن العرميط بحاجة إلى مراجعة أبو جلدة قبل قتل الجواسيس. ومن القصص التي يتم تداولها عن مدى إخلاص العرميط لرفيقه أن الانتداب البريطانيّ جنّد أحد الجواسيس ليلحق بأبو جلدة ثمّ يقوم بقتله أو تسليمه عندما تحين له الفرصة.
وبعد شهرين من رفقته لهم حيث تعاملوا معه كواحد منهم ، استغل هذا الرجل نوم الجميع وحاول الغدر بأبو جلده أثناء نومه، فانتبه العرميط للمؤامرة فأنقذ رفيقه.
مع فشل الجاسوس في اغتيال أبو جلدة كثفت بريطانيا من ملاحقتها لـ"عصابة" أبو جلدة وجندت العملاء للوشاية بهم، ونصبت لهم الكمائن وبذلت كل الوسائل للامساك بهم، ويضاف إلى ذلك إنشاء مراكز بوليس في عدة مناطق منها مخفر البوليس في قرية عقربا.
أبو جلدة ورفاقه كانوا على وعي كافٍ للخطر الذي يحيط بهم فعمدوا إلى تغيير أماكن تواجدهم باستمرار والتنقل الدائم بين الشمال والجنوب فمكثوا في غور عقربا بين فصايل والجفتلك مدة طويلة وكانوا في الصيف يختبئون في خربة يانون شمال عقربا.
وقد وجد أبو جلدة والعرميط ورفاقهما المساعدة والعون من قبل الفلاحين، وكانوا يقدمون لهم الطعام والشراب والمأوى والمبيت، وذلك تقديراً لهما على شجاعتهما ومواقفهما المشرفة في مقاومة الإحتلال..
وقد كان موقف الفلاحين موقفاً مغايراً لما أراده البريطانيون من خلال نشرهم الإشاعات بأن أبو جلدة قائد عصابة سرقة وقطع الطريق وما كان ل "عصابة" أبو جلدة إلا أن ازدادت شهرة وقوة بسبب دعم الفلاحين الذي كان أثره واضحاً بازدياد العمليات التي نفذتها "العصابة" حيث توزعت عملياتهم بين الغور وجنين ومرج ابن عامر و منطقة الحولة وما حولها حيث توجهت "العصابة" بقيادة أبو جلدة والعرميط هناك لمقاومة اليهود القادمين لفلسطين.
وقد أطلق البريطانيون اسم "طريق الحرامية" على طريق حيفا- مرج بن عامر وهو الطريق الذي اختاره أبو جلدة لانطلاق أعماله الفدائية، مستغلاً جبال المنطقة بكهوفها ومغاورها، وموقعها الاسترايتجي لمباغتة القوات البريطانية والاستيلاء على أسلحتها.
في العام 1933 وقع صالح العرميط و أحمد المحمود "أبو جلدة" في كمين محكم نُصب لهم بالتعاون مع أحد أقرباء أبو جلدة، وقامت بريطانيا باستدعاء خال العرميط (سليم حسين عديلي) لإخراجه وصاحبه أبو جلدة ومن معهم من المغارة التي اختبئوا فيها .
وهكذا اقتيد الأبطال الى الاعتقال وهناك مكثوا
في سجن المسكوبية بالقدس بانتظار حكم الإعدام.
في مذكرات نجاتي صدقي، يخبرنا أن (العرميط) طلب من أمّه أن تحضر معها خنجراً في الزيارة القادمة لأنه سيضعه معه في قبره، وسيذبح به الخائن الذي وشى به!
بينما كانت أخر كلمات أبو جلدة الذي تقدم إلى حبل المشنقة
غير آبه بالضباط البريطانيين "بخاطركم يا شباب..
فلسطين أمانة في أعناقكم..
إيّاكم أن تفرطوا في حبّة رمل من أرض فلسطين".
ولكم تحيات
ماجد البلوي