ماجد سليمان البلوي
02-03-2019, 08:13 PM
مسلمون متخفون في قرى الأندلس النائية..؟؟
مقال نشرته جريدة LA VANGUARDIA القطلانية في 12 نونبر 2006. بعنوان :"En la sierra del Segura se mantiene el recuerdo de descendientes de moriscos que practicaban costumbres musulmanas
(في سييرا دي سيغورا لازالت تُحفظ ذكرى أحفاد المورسكيين الذين مارسوا العادات المسلمة).
كان خوان لوبيز غونزاليث Juan Lopez Gonzalez ينحني على ركبتيه في اتجاه الشرق و رأسه يلامس الأرض بصفة متكررة. أحيانا ينادي في اتجاه الشمس "محمد". و غالبا ما يتلو دعوات غير مفهومة حاملا كتابا قديما بين يديه, يُخفيه داخل كيس خشبي أسود بإحدى عوارض المنزل العلوية. خلال "الأسبوع المقدس" Semana Santa (1),حيث تمر المواكب الكنسية من البلدة,
لم يكن خوانJuan يأكل شيئا ما إن تشرق الشمس. كان يضع, خلال هذه الأيام, صحنا مقلوبا أمام عتبة باب مزرعته (2)؛ و ذات يوم سأله أحد جيرانه عن السبب, فأجابه مٌحمرّا أن ذلك من أجل تجفيف الصحن. لقد احمرّ لأنه "كاد يموت من الخوف, كان دائما يتخفى و يطلب مني ألا أحكي شيئا عمّا أراه يفعله" ..
تروي اليوم ابنته فينيرادا Venerada, "كان يخرج بمعية شقيقه للصلاة في الحقل حتى لا يراهما أحد". "كان يحني رأسه قبل الأكل متمتما دعاءا يٌكثر فيه ذكر الله "Alà". كما كانت له عبارات خاصة به, كقوله أروا خمينا "Arua Jimena" (تعال هنا), Jarria(براز), quém (كلب)…., و كان يقول لابنته: "هذه عادتنا, لكن عليك ألا تذكري هذا خارج المنزل".
توفي خوان لوبيز سنة 1986 و سن ابنته فينيرادا31 سنة, و كانت قد ذهبت أنذاك للعمل في فرنسا. لقد قضوا في بلدتهم ريوبار Riopar الواقعة في قلب منطقة سييرا ديل سيغورا Sierra del Seguraظروفا معيشية صعبة.
كانت تنتظر هذه المرأة بمقرعملها مفاجأة من العيار الثقيل, حيث سمعت عاملا مغربيا يناديها كوالدها: "أروا خمينا "Arua Jimena. و لما عرض عليها المغربي القرآن قارنته مع الكتاب الذي كان والدها ينزله من السقف باستعمال عصا طويلة,
و بروح الفضول تأكدت, في نسخة للقرآن بالإسبانية, من وجود كلمة كان والدها يرددها. كانت فينرادا تشك في فهم والدها شيئا كثيرا:"كان يضع النظارات و يفتحه, لكن لمّا أسأله عن أشياء فيه لا يعرف كيف يجيب عنها."
تعيش فينرادا اليوم في مزرعة والدها المسمّاة Martinez Campos, لأنه يقال أنها كانت لهذا الجنرال. لقد وُلد خوان بهذه المزرعة, أمّا جدها فكان من بلدة بوجرة القريبة Bogarra, بينما ينحدر والد جدها من بلدة لاس كاسيكاس ديل سيغورا Las Casicas del Segura القريبة أيضا.
رغم هذا التجدر النسبي بالمنطقة, فوالدها و جدها كانا يرددان باستمرار أن عائلتهم غرناطية الأصل, و بالتحديد من البشرات Alpujarras و متريل Motril. لكن هذه ليست سوى ذكريات عائلية موروثة لأنه لا أحد منهما يعلم الجد الذي هاجر إلى سييرا ديل سيغورا Sierra del Segura, ومتى كانت هجرته. هذه الذاكرة العائلية توارثت على مدى قرون ذكرى محمد بن أمية(3)" الذي كان ملكنا , كان شخصا صالحا, و رجلا عظيما" كما كان يردد خوان.
ربما كان خوان الأخير, لكنه لم يكن الوحيد, ف أوريليو أمورس Aurelio Amores الذي وُلد سنة 1918م يتذكر فترة شبابه لمّا كان كبار السن ب ريوبار القديمة Riopar Viejo (نواة البلدة الحالية) يعبدون الشمس عند وقت الفجر: "كانوا يخرجون إلى المنحدرات الواقعة بالشرق, يركعون و يتعبدون".
يقول أوريليو :"لم يكن عددهم قليلا, كانوا على الأقل اثني عشر شخصا", و يرددون خاتي مالي Jati mali (؟). يعلم أورليو جيدا لماذا كان هؤلاء الشيوخ يقومون بهذه الطقوس :"كان ذلك دينهم, يعبدون الشمس كما نفعل نحن مع يسوع".
لم يحاول أبدا أن يربط هذه الطقوس بالإسلام, لأنه لا يعلم عنه أي شيء. قبل جيلين كانت هذه الطقوس منتشرة بالمنطقة كما أكد أوريليو:"حكى لي أجدادي أنه في فترة شبابهم كان هناك العديد من الشيوخ يسجدون في اتجاه الشرق عدة مرات في اليوم"..
ولكم تحيات
ماجد البلوي
مقال نشرته جريدة LA VANGUARDIA القطلانية في 12 نونبر 2006. بعنوان :"En la sierra del Segura se mantiene el recuerdo de descendientes de moriscos que practicaban costumbres musulmanas
(في سييرا دي سيغورا لازالت تُحفظ ذكرى أحفاد المورسكيين الذين مارسوا العادات المسلمة).
كان خوان لوبيز غونزاليث Juan Lopez Gonzalez ينحني على ركبتيه في اتجاه الشرق و رأسه يلامس الأرض بصفة متكررة. أحيانا ينادي في اتجاه الشمس "محمد". و غالبا ما يتلو دعوات غير مفهومة حاملا كتابا قديما بين يديه, يُخفيه داخل كيس خشبي أسود بإحدى عوارض المنزل العلوية. خلال "الأسبوع المقدس" Semana Santa (1),حيث تمر المواكب الكنسية من البلدة,
لم يكن خوانJuan يأكل شيئا ما إن تشرق الشمس. كان يضع, خلال هذه الأيام, صحنا مقلوبا أمام عتبة باب مزرعته (2)؛ و ذات يوم سأله أحد جيرانه عن السبب, فأجابه مٌحمرّا أن ذلك من أجل تجفيف الصحن. لقد احمرّ لأنه "كاد يموت من الخوف, كان دائما يتخفى و يطلب مني ألا أحكي شيئا عمّا أراه يفعله" ..
تروي اليوم ابنته فينيرادا Venerada, "كان يخرج بمعية شقيقه للصلاة في الحقل حتى لا يراهما أحد". "كان يحني رأسه قبل الأكل متمتما دعاءا يٌكثر فيه ذكر الله "Alà". كما كانت له عبارات خاصة به, كقوله أروا خمينا "Arua Jimena" (تعال هنا), Jarria(براز), quém (كلب)…., و كان يقول لابنته: "هذه عادتنا, لكن عليك ألا تذكري هذا خارج المنزل".
توفي خوان لوبيز سنة 1986 و سن ابنته فينيرادا31 سنة, و كانت قد ذهبت أنذاك للعمل في فرنسا. لقد قضوا في بلدتهم ريوبار Riopar الواقعة في قلب منطقة سييرا ديل سيغورا Sierra del Seguraظروفا معيشية صعبة.
كانت تنتظر هذه المرأة بمقرعملها مفاجأة من العيار الثقيل, حيث سمعت عاملا مغربيا يناديها كوالدها: "أروا خمينا "Arua Jimena. و لما عرض عليها المغربي القرآن قارنته مع الكتاب الذي كان والدها ينزله من السقف باستعمال عصا طويلة,
و بروح الفضول تأكدت, في نسخة للقرآن بالإسبانية, من وجود كلمة كان والدها يرددها. كانت فينرادا تشك في فهم والدها شيئا كثيرا:"كان يضع النظارات و يفتحه, لكن لمّا أسأله عن أشياء فيه لا يعرف كيف يجيب عنها."
تعيش فينرادا اليوم في مزرعة والدها المسمّاة Martinez Campos, لأنه يقال أنها كانت لهذا الجنرال. لقد وُلد خوان بهذه المزرعة, أمّا جدها فكان من بلدة بوجرة القريبة Bogarra, بينما ينحدر والد جدها من بلدة لاس كاسيكاس ديل سيغورا Las Casicas del Segura القريبة أيضا.
رغم هذا التجدر النسبي بالمنطقة, فوالدها و جدها كانا يرددان باستمرار أن عائلتهم غرناطية الأصل, و بالتحديد من البشرات Alpujarras و متريل Motril. لكن هذه ليست سوى ذكريات عائلية موروثة لأنه لا أحد منهما يعلم الجد الذي هاجر إلى سييرا ديل سيغورا Sierra del Segura, ومتى كانت هجرته. هذه الذاكرة العائلية توارثت على مدى قرون ذكرى محمد بن أمية(3)" الذي كان ملكنا , كان شخصا صالحا, و رجلا عظيما" كما كان يردد خوان.
ربما كان خوان الأخير, لكنه لم يكن الوحيد, ف أوريليو أمورس Aurelio Amores الذي وُلد سنة 1918م يتذكر فترة شبابه لمّا كان كبار السن ب ريوبار القديمة Riopar Viejo (نواة البلدة الحالية) يعبدون الشمس عند وقت الفجر: "كانوا يخرجون إلى المنحدرات الواقعة بالشرق, يركعون و يتعبدون".
يقول أوريليو :"لم يكن عددهم قليلا, كانوا على الأقل اثني عشر شخصا", و يرددون خاتي مالي Jati mali (؟). يعلم أورليو جيدا لماذا كان هؤلاء الشيوخ يقومون بهذه الطقوس :"كان ذلك دينهم, يعبدون الشمس كما نفعل نحن مع يسوع".
لم يحاول أبدا أن يربط هذه الطقوس بالإسلام, لأنه لا يعلم عنه أي شيء. قبل جيلين كانت هذه الطقوس منتشرة بالمنطقة كما أكد أوريليو:"حكى لي أجدادي أنه في فترة شبابهم كان هناك العديد من الشيوخ يسجدون في اتجاه الشرق عدة مرات في اليوم"..
ولكم تحيات
ماجد البلوي