يوسف بن عبد الله البلوي
04-30-2005, 05:41 PM
مناظرة بين
أحلام المستقبل
وذكريات الماضي
نعيش دائما على إحداثيات الواقع ..
وحياتنا بكل تفاصيلها وأحداثها .. وأفراحها وأتراحها ..
تتشكل على هذا النطاق الضيق ..
وفي كل لحظة من لحظات واقعنا :
تمتد أمامنا آفاق لا محدودة
ترسمها لنا أحلام نبعثها نحو المستقبل ..
ومن خلفنا آفاق لا يحاصرها إلا النسيان
ترسل لنا عبقاً عبر ذكريات الماضي ..
وبين أحلام المستقبل وذكريات الماضي ..
كان هذا السجال :
أحلام المستقبل :
وُجدت حينما وجدت طيفاً شعورياً وامضاً ..
تشف من خلفه حياة ملؤها الأمل الوديع ..
لأحيل بأطيافي حياة الناس من ضيق إلى اتساع ..
ومن حزن إلى أفراح ..
ذكريات الماضي :
ومن هاوية الماضي السحيقة بُعثت أنا .. لأكون حبل الوصال
الممتد بين الواقع وماضيه الجميل الفائت ..
أحلام المستقبل :
أحلامٌ أنا .. مرسلة إلى الزمن القادم الذي لما يصل ..
لتعيش النفس بهذه الأحلام آمال توسع لها ضائقة العيش ..
(وما أضيق العيش لولا فسحة الأملِ )
ذكريات الماضي :
وأنا ذكريات يبعثها أثير سالف ليكون عطرها أريجاً
يذكر أيام السرور والإيناس فتهيم به النفس سعادة وزهواً .
أحلام المستقبل :
وهل في الذكريات رمز إيناس ؟؟
إن ذكريات الأحزان هي التي تستعصي على النسيان دائماً ..
فتفوح ذكراها بنوح مآسيها ..
أما ذكريات السرور فسرعان ما يحويها قبر النسيان لينقلها إلى العدم ..
وما أصدق الشاعر حين قال :
إني تذكرت والذكرى مؤرقة ...)
ذكريات الماضي :
بل تبقى ذكريات السرور .. تبقى ولا شك ..
أما تحيى ذكريات اللقاء ؟؟
أما تهيج المشاعر بترجيعها في الوجدان ؟؟
فيفتر ثغر الكون باسماً لها ؟؟
أما كانت الذكريات هي السلوان في كثير من الأحيان على مصائب الدهر ؟؟
أما سمعت قول الشاعر الذاكر :
ولي في ذكر عهدكم مواسِ
أحلام المستقبل :
وسيندثر كثير منها .. أما الأحلام فهي من النفس تتولد ..
وبها تصاغ .. فلا سبيل لموتها أو لانقطاعها !!.. إلا برحيل النفس ..
ذكريات الماضي :
أحلام الهباء !!
نسج خيال زائف ..
لا يغني ولا يسمن ..
قارني بين عبق ينتشي من واقع مرّ على أرض الواقع ..
وبين خيال لا وجود له بل هو أمانٍ سرابية تائهة .. لا مرافيء لها ..
أحلام المستقبل :
أمانٍ بها يثور الطموح .. وتتولد العزيمة ..
ويكون الجد مع المثابرة ..
ذكريات الماضي :
بل حجة الكسلان هي أحلامه في يقظته ..
والعزيمة عمل لا أحلام .. أما ذكرتِ قول من قال :
وخلِّ أحاديث الأمانِ فإنها ** علالة نفس العاجز المتحيرِ
أحلام المستقبل :
وهل باعث العزيمة إلا إرادة المعالي ؟؟
وهل المعالي إلا بين طيات المستقبل ؟؟
لا يصلها إلا الأحلام لترسم للمريد الطريق إليها ؟؟
ليكون بعد ذلك همه هو الوصول ..
ذكريات الماضي :
نعم بالفعل ليكون همه ..!!!
وتتراكم الهموم عليه وتتراكم .
حتى يصبح بين همومه حائراً لا حراك به ..
أحلام المستقبل :
وهل بلغ العظماء السؤدد إلا بالهموم ؟؟
بعد أن أورثتهم الهمم ..
ألا تسمعين قول الأول :
وقائلة لمَ اعترتك الهموم ؟؟ ** وأمرك ممتثل في الأمم
فقلت اتركيني على غصتي ** بقدر الهموم تكون الهمم
ولكن قولي لي بربكِ أي عزم أو همة تورث الذكريات الهالكة ..
لمن بات يتجرع آهاته بما يتذكره ويرجعه منها ؟؟؟
ذكريات الماضي :
رصيد الماضي يبعث على النهوض ..
ويحفز للقيام ..
فهو كما قال من قال :
كَرَّ ذِكْراكُم على آمالهِ ** فاستمرَّ العزمُ منه واسْتقَلْ
بل هي تصحح المسير وتهدي السبيل :
ذِكْرَيَاتٍ تَهْدِي إلى الْخَيْرِ مَنْ ** ضَل سَبِيلاً وَتَنْفَعُ الأَحْيَاءَ
أحلام المستقبل :
فدعينا من هذا وذاك .. وقولي لي :
أعندما تذكر الذكريات فهل غير الأحزان المريرة .. تخطر ..؟؟
وعندما تذكر الأحلام فهل غير الأماني السعيدة تؤمل ؟؟
لقد أكثرالشعراء حتى بلغوا النصاب وأربوا :
فقال أحدهم :
إيه يا ذِكرياتُ سامَحَكِ اللَهُ ** عَلى ما أَثَرتِهِ مِن حَنيني
وَعَلى ما أَثخَنتِهِ مِن جِراحي ** وَعَلى ما اِستَنزَفتِهِ مِن شُؤوني
وشواهد هذا كثير كثير ..
ذكريات الماضي :
ما أكبرها من مغالطة صريحة ..
الذكريات استحالت إلى مآسٍ حزينة ؟؟!!
بعد أن كانت مبعث الاسعاد .. ومنبع السرور ..
أين أنتِ من قولهم :
لولا بقايا ذكرياتٍ رسَت ** في القلبِ لم يقوَ عليها العذاب
أم أين أنتِ من قول الآخر :
وكم ذكرياتٍ لها عَذْبَةٍ ** أعيش عليها وأحيا بها
============
أحلام المستقبل
وذكريات الماضي
نعيش دائما على إحداثيات الواقع ..
وحياتنا بكل تفاصيلها وأحداثها .. وأفراحها وأتراحها ..
تتشكل على هذا النطاق الضيق ..
وفي كل لحظة من لحظات واقعنا :
تمتد أمامنا آفاق لا محدودة
ترسمها لنا أحلام نبعثها نحو المستقبل ..
ومن خلفنا آفاق لا يحاصرها إلا النسيان
ترسل لنا عبقاً عبر ذكريات الماضي ..
وبين أحلام المستقبل وذكريات الماضي ..
كان هذا السجال :
أحلام المستقبل :
وُجدت حينما وجدت طيفاً شعورياً وامضاً ..
تشف من خلفه حياة ملؤها الأمل الوديع ..
لأحيل بأطيافي حياة الناس من ضيق إلى اتساع ..
ومن حزن إلى أفراح ..
ذكريات الماضي :
ومن هاوية الماضي السحيقة بُعثت أنا .. لأكون حبل الوصال
الممتد بين الواقع وماضيه الجميل الفائت ..
أحلام المستقبل :
أحلامٌ أنا .. مرسلة إلى الزمن القادم الذي لما يصل ..
لتعيش النفس بهذه الأحلام آمال توسع لها ضائقة العيش ..
(وما أضيق العيش لولا فسحة الأملِ )
ذكريات الماضي :
وأنا ذكريات يبعثها أثير سالف ليكون عطرها أريجاً
يذكر أيام السرور والإيناس فتهيم به النفس سعادة وزهواً .
أحلام المستقبل :
وهل في الذكريات رمز إيناس ؟؟
إن ذكريات الأحزان هي التي تستعصي على النسيان دائماً ..
فتفوح ذكراها بنوح مآسيها ..
أما ذكريات السرور فسرعان ما يحويها قبر النسيان لينقلها إلى العدم ..
وما أصدق الشاعر حين قال :
إني تذكرت والذكرى مؤرقة ...)
ذكريات الماضي :
بل تبقى ذكريات السرور .. تبقى ولا شك ..
أما تحيى ذكريات اللقاء ؟؟
أما تهيج المشاعر بترجيعها في الوجدان ؟؟
فيفتر ثغر الكون باسماً لها ؟؟
أما كانت الذكريات هي السلوان في كثير من الأحيان على مصائب الدهر ؟؟
أما سمعت قول الشاعر الذاكر :
ولي في ذكر عهدكم مواسِ
أحلام المستقبل :
وسيندثر كثير منها .. أما الأحلام فهي من النفس تتولد ..
وبها تصاغ .. فلا سبيل لموتها أو لانقطاعها !!.. إلا برحيل النفس ..
ذكريات الماضي :
أحلام الهباء !!
نسج خيال زائف ..
لا يغني ولا يسمن ..
قارني بين عبق ينتشي من واقع مرّ على أرض الواقع ..
وبين خيال لا وجود له بل هو أمانٍ سرابية تائهة .. لا مرافيء لها ..
أحلام المستقبل :
أمانٍ بها يثور الطموح .. وتتولد العزيمة ..
ويكون الجد مع المثابرة ..
ذكريات الماضي :
بل حجة الكسلان هي أحلامه في يقظته ..
والعزيمة عمل لا أحلام .. أما ذكرتِ قول من قال :
وخلِّ أحاديث الأمانِ فإنها ** علالة نفس العاجز المتحيرِ
أحلام المستقبل :
وهل باعث العزيمة إلا إرادة المعالي ؟؟
وهل المعالي إلا بين طيات المستقبل ؟؟
لا يصلها إلا الأحلام لترسم للمريد الطريق إليها ؟؟
ليكون بعد ذلك همه هو الوصول ..
ذكريات الماضي :
نعم بالفعل ليكون همه ..!!!
وتتراكم الهموم عليه وتتراكم .
حتى يصبح بين همومه حائراً لا حراك به ..
أحلام المستقبل :
وهل بلغ العظماء السؤدد إلا بالهموم ؟؟
بعد أن أورثتهم الهمم ..
ألا تسمعين قول الأول :
وقائلة لمَ اعترتك الهموم ؟؟ ** وأمرك ممتثل في الأمم
فقلت اتركيني على غصتي ** بقدر الهموم تكون الهمم
ولكن قولي لي بربكِ أي عزم أو همة تورث الذكريات الهالكة ..
لمن بات يتجرع آهاته بما يتذكره ويرجعه منها ؟؟؟
ذكريات الماضي :
رصيد الماضي يبعث على النهوض ..
ويحفز للقيام ..
فهو كما قال من قال :
كَرَّ ذِكْراكُم على آمالهِ ** فاستمرَّ العزمُ منه واسْتقَلْ
بل هي تصحح المسير وتهدي السبيل :
ذِكْرَيَاتٍ تَهْدِي إلى الْخَيْرِ مَنْ ** ضَل سَبِيلاً وَتَنْفَعُ الأَحْيَاءَ
أحلام المستقبل :
فدعينا من هذا وذاك .. وقولي لي :
أعندما تذكر الذكريات فهل غير الأحزان المريرة .. تخطر ..؟؟
وعندما تذكر الأحلام فهل غير الأماني السعيدة تؤمل ؟؟
لقد أكثرالشعراء حتى بلغوا النصاب وأربوا :
فقال أحدهم :
إيه يا ذِكرياتُ سامَحَكِ اللَهُ ** عَلى ما أَثَرتِهِ مِن حَنيني
وَعَلى ما أَثخَنتِهِ مِن جِراحي ** وَعَلى ما اِستَنزَفتِهِ مِن شُؤوني
وشواهد هذا كثير كثير ..
ذكريات الماضي :
ما أكبرها من مغالطة صريحة ..
الذكريات استحالت إلى مآسٍ حزينة ؟؟!!
بعد أن كانت مبعث الاسعاد .. ومنبع السرور ..
أين أنتِ من قولهم :
لولا بقايا ذكرياتٍ رسَت ** في القلبِ لم يقوَ عليها العذاب
أم أين أنتِ من قول الآخر :
وكم ذكرياتٍ لها عَذْبَةٍ ** أعيش عليها وأحيا بها
============