أحمد علي
02-06-2022, 12:33 PM
6598 - ( قد كنت أنهاك عن حبَّ يهود ).
قال الالباني في السلسلة الضعيفة :
ضعيف.
أخرجه أبو داود ( 3094 )، والحاكم ( 1/ 341 ) - من طريق محمد بن سلمة -، وأحمد ( 5/ 201 ) - من طريق يحيى بن زكريا بن أبي زائدة، كلاهما قالا: - عن محمد بن إسحاق عن الزهري عن عروة عن أسامة بن
زيد قال:
خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم يعود عبد الله بن أُبي في مرضه الذي مات فيه، فلما دخل عليه، عرف فيه الموت، قال:... فذكره. قال:
" فقد أبغضهم سعد بن زرارة فمه؟"، وقال يحيى: " فمات "! وزاد محمد ابن سلمة:
" فلما مات، أتاه ابنه، فقال: يا رسول الله! إن عبد الله بن أبي قد مات، فأعطني قميصك، أكفنه فيه، فنزع رسول الله صلى الله عليه وسلم قميصه، فأعطاه إياه ". وقال الحاكم :
" صحيح على شرط مسلم "! ووافقه الذهبي!
كذا قالا! ولا يخفى ما فيه من التساهل، فإن ابن إسحاق إنما أخرج له مسلم في الشواهد، زإن في حفظه شيئأ، ولذلك فهو حسن الحديث فقط - كما ذكر ذلك الذهبي نفسه في "الميزان" -، وحكى عن الإمام أحمد أنه كثير التدليس جداً، فهو حسن الحديث، إذا صرح بالتحديث، وقد روي هذا عنه في هذا الحديث، فقد أخرجه البيهقي في " دلائل النبوة " ( 5/ 285 ) من طريق أحمد بن عبد الجبار:حدثنا يونس بن بكير عن ابن إسحاق قال: حدثنا الزهري به إلى قوله: "فمه" بلفظ:
" أما والله! إن كنت لأنهاك...".
قلت: ابن عبد الجبار فيه كلام كثير واختلاف شديد، ما بين مكذب له، ومثن عليه خيراً، وموثق. وقال الحافظ في " التقريب":
"ضعيف، وسماعه للسيرة صحيح".
قلت: فمثله لا تطمئن النفس لزيادته التحديث على ذينك الثقتين، محمد ابن سلمة ويحيى بن زكريا اللذين روياه عن ابن إسحاق قال: ( عن ) دون التحديث، فهي زيادة من غير ثقة، فتكون منكرة، فإن ثبتت في رواية أحد من الثقات، فالحديث حسن، وإلا، بقينا على التضعيف، وهذا هو الذي يُلزِمُنا به علم الحديث.
وفي أثناء تحريري لهذا التحقيق انكشفت لي أوهام أو تساهلات لبعض من حفاظ الحديث، لعله من المفيد بيانها:
أولاً: تصحيح الحاكم والذهبي - كما تقدم -! وقال ابن القيم في "أحكام أهل الذمة " ( 1/ 202 ):
" وثبت عنه صلى الله عليه وسلم أنه عاد عبد الله بن أبي، رأس المنافقين". وأظن أنه يعني هذا.
ثانياً: جزم الحافظ ابن كثير في " البداية " بقوله ( 5/ 34 ):
"قال محمد بن إسحاق: حدثني الزهري... " دون أن يعزوه لأحد! والظاهر أن مستنده في ذلك رواية البيهقي المصرحة بالتحديث - وإن لم يكن التحديث سبق قلم منه، فقد عزاه في "تفسيره " ( 2/ 69 ) لرواية أحمد التي فيها العنعنة دون التحديث -.
ثالثاً: عزا الحافظ ابن حجر ( التحديث ) في " تخريج الكشاف، ( ص 78 ) إلى " مستدرك الحاكم " في ( الجنائز )، يعني: المكان الذي سبقت الإشارة إليه بالجزء والصفحة، وهو فيه معنعن - كما عرفت -. وقد تبين لي السبب بعد البحث والتنقيب، فقد رجعت إلى كتاب " تخريج الكشاف" للحافظ الزيلعي، الذي هو أصل كتاب "تخريج العسقلاني "، فإذا هو فيه ( ص 268 - المصورة )[ معزواً ] للحاكم في الموضع المذكور، والبيهقي في "الدلائل "! فاختصر العسقلاني هذا المصدر الثاني الذي فيه التحديث، فحصل الخطأ المذكور. والمعصوم من عصمه الله تعالى.
رابعأ: وقع الحديث في "جامع الأسانيد " لابن كثير ( 1/ 236 ) من رواية أحمد بزيادة - بعد قوله:" فمات ":
"فما نفعه".
ولا أصل لهذه الزيادة عنده ولا عند غيره ممن ذكرنا في التخريج، وغفل عن ذلك الدكتور القلعجي، وزاد - ضغثأ على إبالة - فعزاه لأ بي داود، مؤكدأ أنه حَوَّاشٌ قمّاشٌ!
نعم، رويت هذه الزيادة مكان المزيد عليها بإسناد مظلم في "دلاثل النبوة "، من طريق الحسن بن الجهم: حدثنا الحسين بن الفرج: حدثنا الواقدي قال:... فذكر الحديث، وفيه قول عبد الله بن بي بن سلول: " قد أبغضهم أسعد ( ! ) بن زرارة فما نفعه؟ ثم قال: يا رسول الله! ليس هذا بحين عتاب! هو الموت، فإن مت، فاحضر غسلي، وأعطني قميصك أكفن فيه. فأعطاه رسول الله مع قميصه الأعلى، وكان عليه قميصان ؛ فقال ابن أبي: أعطني قميصك الذي يلي جلدك.
فنزع قميصه الذي يلي جلده فأعطاه. ثم قال: وصلّ عليّ واستغفر لي.
قلت: وهذا إسناد معضل هالك، والواقدي: متهم بالكذب.
والحسين بن الفرج قال ابن معين:
" كذاب يسرق الحديث ".
والحسن بن الجهم: لم أعرفه.
والمتن منكر جداً، ولا يصح منه إلا إعطاؤه صلى الله عليه وسلم القميص، وصلاته عليه بطلب ابنه ذلك منه صلى الله عليه وسلم ، وهذا القدر في " الصحيحين "، وهو مخرج في "أحكام الجنائز " ( ص 95 ).
ونحو حديث الترجمة ضعفاً ومتناً: ما رواه عبد الرزاق في" تفسيره " ( 1/ 2/284 - 285 )، وابن جرير أيضاً ( 0 1/ 42 1 ) بسند رجاله ثقات عن قتادة في قوله تعالى: {ولا تصل على أحد منهم مات أبداً} قال:
أرسل عبد الله بن أبي بن سلول - وهو مريض - إلى النبي صلى الله عليه وسلم ، فلما دخل عليه النبي صلى الله عليه وسلم ، قال له:
" أهلكك حب يهود".
قال له: يا رسول الله! إنما أرسلت إليك، لتستغفر لي، ولم أرسل إليك، لتؤنبني! ثم ساله عبد الله أن يعطيه قميصه يكفن فيه، فأعطاه إياه... الحديث. وهذا مرسل أو معضل.
وروى الحكم بن أبان عن عكرمة مولى ابن عباس قال: قال ابن عباس:
لما [ كان ] مرضُ عبد الله بن أبي الذي مات فيه، جاءه النبي صلى الله عليه وسلم ، فتكلما بكلام بينهما، فقال عبد الله: قد فهمت ما تقول، امنن عليّ، فكفني في قميصك، وصل عليّ. فكفنه النبي صلى الله عليه وسلم في قميصه ذلك وصلى عليه.
قال ابن عباس: والله أعلم أي صلاة كانت، وما خادع محمد صلى الله عليه وسلم إنساناً قط.
أخرجه عبد الرزاق في " المصنف" ( 3/ 538/ 6627 )، ومن طريقه الطبراني في "المعجم الكبير" ( 1 1/ 235 - 236 )، وقال الهيثمي في "المجمع " ( 7/ 33 ):
"رواه الطبراني، وفيه الحكم بن أبان، وثقه النسائي وجماعة، وضعفه ابن المبارك، وبقية رجاله رجال الصحيح".
قلت: والحكم هذا وثقه الذهبي في " الكاشف "! وقال الحافظ في "التقريب ":
" صدوق عابد، وله أوهام".
قلت: فمثله يمكن تحسين حديثه، ولعله الذي ثبته ابن القيم، وليس حديث الترجمة كما ظننت أولاً، فإنه يلتقي معه في عيادته صلى الله عليه وسلم لعبد الله بن أبي المنافق. والله أعلم.
قال الالباني في السلسلة الضعيفة :
ضعيف.
أخرجه أبو داود ( 3094 )، والحاكم ( 1/ 341 ) - من طريق محمد بن سلمة -، وأحمد ( 5/ 201 ) - من طريق يحيى بن زكريا بن أبي زائدة، كلاهما قالا: - عن محمد بن إسحاق عن الزهري عن عروة عن أسامة بن
زيد قال:
خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم يعود عبد الله بن أُبي في مرضه الذي مات فيه، فلما دخل عليه، عرف فيه الموت، قال:... فذكره. قال:
" فقد أبغضهم سعد بن زرارة فمه؟"، وقال يحيى: " فمات "! وزاد محمد ابن سلمة:
" فلما مات، أتاه ابنه، فقال: يا رسول الله! إن عبد الله بن أبي قد مات، فأعطني قميصك، أكفنه فيه، فنزع رسول الله صلى الله عليه وسلم قميصه، فأعطاه إياه ". وقال الحاكم :
" صحيح على شرط مسلم "! ووافقه الذهبي!
كذا قالا! ولا يخفى ما فيه من التساهل، فإن ابن إسحاق إنما أخرج له مسلم في الشواهد، زإن في حفظه شيئأ، ولذلك فهو حسن الحديث فقط - كما ذكر ذلك الذهبي نفسه في "الميزان" -، وحكى عن الإمام أحمد أنه كثير التدليس جداً، فهو حسن الحديث، إذا صرح بالتحديث، وقد روي هذا عنه في هذا الحديث، فقد أخرجه البيهقي في " دلائل النبوة " ( 5/ 285 ) من طريق أحمد بن عبد الجبار:حدثنا يونس بن بكير عن ابن إسحاق قال: حدثنا الزهري به إلى قوله: "فمه" بلفظ:
" أما والله! إن كنت لأنهاك...".
قلت: ابن عبد الجبار فيه كلام كثير واختلاف شديد، ما بين مكذب له، ومثن عليه خيراً، وموثق. وقال الحافظ في " التقريب":
"ضعيف، وسماعه للسيرة صحيح".
قلت: فمثله لا تطمئن النفس لزيادته التحديث على ذينك الثقتين، محمد ابن سلمة ويحيى بن زكريا اللذين روياه عن ابن إسحاق قال: ( عن ) دون التحديث، فهي زيادة من غير ثقة، فتكون منكرة، فإن ثبتت في رواية أحد من الثقات، فالحديث حسن، وإلا، بقينا على التضعيف، وهذا هو الذي يُلزِمُنا به علم الحديث.
وفي أثناء تحريري لهذا التحقيق انكشفت لي أوهام أو تساهلات لبعض من حفاظ الحديث، لعله من المفيد بيانها:
أولاً: تصحيح الحاكم والذهبي - كما تقدم -! وقال ابن القيم في "أحكام أهل الذمة " ( 1/ 202 ):
" وثبت عنه صلى الله عليه وسلم أنه عاد عبد الله بن أبي، رأس المنافقين". وأظن أنه يعني هذا.
ثانياً: جزم الحافظ ابن كثير في " البداية " بقوله ( 5/ 34 ):
"قال محمد بن إسحاق: حدثني الزهري... " دون أن يعزوه لأحد! والظاهر أن مستنده في ذلك رواية البيهقي المصرحة بالتحديث - وإن لم يكن التحديث سبق قلم منه، فقد عزاه في "تفسيره " ( 2/ 69 ) لرواية أحمد التي فيها العنعنة دون التحديث -.
ثالثاً: عزا الحافظ ابن حجر ( التحديث ) في " تخريج الكشاف، ( ص 78 ) إلى " مستدرك الحاكم " في ( الجنائز )، يعني: المكان الذي سبقت الإشارة إليه بالجزء والصفحة، وهو فيه معنعن - كما عرفت -. وقد تبين لي السبب بعد البحث والتنقيب، فقد رجعت إلى كتاب " تخريج الكشاف" للحافظ الزيلعي، الذي هو أصل كتاب "تخريج العسقلاني "، فإذا هو فيه ( ص 268 - المصورة )[ معزواً ] للحاكم في الموضع المذكور، والبيهقي في "الدلائل "! فاختصر العسقلاني هذا المصدر الثاني الذي فيه التحديث، فحصل الخطأ المذكور. والمعصوم من عصمه الله تعالى.
رابعأ: وقع الحديث في "جامع الأسانيد " لابن كثير ( 1/ 236 ) من رواية أحمد بزيادة - بعد قوله:" فمات ":
"فما نفعه".
ولا أصل لهذه الزيادة عنده ولا عند غيره ممن ذكرنا في التخريج، وغفل عن ذلك الدكتور القلعجي، وزاد - ضغثأ على إبالة - فعزاه لأ بي داود، مؤكدأ أنه حَوَّاشٌ قمّاشٌ!
نعم، رويت هذه الزيادة مكان المزيد عليها بإسناد مظلم في "دلاثل النبوة "، من طريق الحسن بن الجهم: حدثنا الحسين بن الفرج: حدثنا الواقدي قال:... فذكر الحديث، وفيه قول عبد الله بن بي بن سلول: " قد أبغضهم أسعد ( ! ) بن زرارة فما نفعه؟ ثم قال: يا رسول الله! ليس هذا بحين عتاب! هو الموت، فإن مت، فاحضر غسلي، وأعطني قميصك أكفن فيه. فأعطاه رسول الله مع قميصه الأعلى، وكان عليه قميصان ؛ فقال ابن أبي: أعطني قميصك الذي يلي جلدك.
فنزع قميصه الذي يلي جلده فأعطاه. ثم قال: وصلّ عليّ واستغفر لي.
قلت: وهذا إسناد معضل هالك، والواقدي: متهم بالكذب.
والحسين بن الفرج قال ابن معين:
" كذاب يسرق الحديث ".
والحسن بن الجهم: لم أعرفه.
والمتن منكر جداً، ولا يصح منه إلا إعطاؤه صلى الله عليه وسلم القميص، وصلاته عليه بطلب ابنه ذلك منه صلى الله عليه وسلم ، وهذا القدر في " الصحيحين "، وهو مخرج في "أحكام الجنائز " ( ص 95 ).
ونحو حديث الترجمة ضعفاً ومتناً: ما رواه عبد الرزاق في" تفسيره " ( 1/ 2/284 - 285 )، وابن جرير أيضاً ( 0 1/ 42 1 ) بسند رجاله ثقات عن قتادة في قوله تعالى: {ولا تصل على أحد منهم مات أبداً} قال:
أرسل عبد الله بن أبي بن سلول - وهو مريض - إلى النبي صلى الله عليه وسلم ، فلما دخل عليه النبي صلى الله عليه وسلم ، قال له:
" أهلكك حب يهود".
قال له: يا رسول الله! إنما أرسلت إليك، لتستغفر لي، ولم أرسل إليك، لتؤنبني! ثم ساله عبد الله أن يعطيه قميصه يكفن فيه، فأعطاه إياه... الحديث. وهذا مرسل أو معضل.
وروى الحكم بن أبان عن عكرمة مولى ابن عباس قال: قال ابن عباس:
لما [ كان ] مرضُ عبد الله بن أبي الذي مات فيه، جاءه النبي صلى الله عليه وسلم ، فتكلما بكلام بينهما، فقال عبد الله: قد فهمت ما تقول، امنن عليّ، فكفني في قميصك، وصل عليّ. فكفنه النبي صلى الله عليه وسلم في قميصه ذلك وصلى عليه.
قال ابن عباس: والله أعلم أي صلاة كانت، وما خادع محمد صلى الله عليه وسلم إنساناً قط.
أخرجه عبد الرزاق في " المصنف" ( 3/ 538/ 6627 )، ومن طريقه الطبراني في "المعجم الكبير" ( 1 1/ 235 - 236 )، وقال الهيثمي في "المجمع " ( 7/ 33 ):
"رواه الطبراني، وفيه الحكم بن أبان، وثقه النسائي وجماعة، وضعفه ابن المبارك، وبقية رجاله رجال الصحيح".
قلت: والحكم هذا وثقه الذهبي في " الكاشف "! وقال الحافظ في "التقريب ":
" صدوق عابد، وله أوهام".
قلت: فمثله يمكن تحسين حديثه، ولعله الذي ثبته ابن القيم، وليس حديث الترجمة كما ظننت أولاً، فإنه يلتقي معه في عيادته صلى الله عليه وسلم لعبد الله بن أبي المنافق. والله أعلم.