مشاهدة النسخة كاملة : أديموا الحج و العمرة فإنهما ينفيان الفقر و الذنوب كما ينفي الكير خبث الحديد
أحمد علي
06-06-2023, 09:44 AM
1185 - " أديموا الحج و العمرة فإنهما ينفيان الفقر و الذنوب كما ينفي الكير خبث
الحديد " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 3 / 181 :
رواه الطبراني في "الأوسط " ( 1 / 111 / 2 ) عن حمزة الزيات عن علي بن زيد بن
جدعان عن يوسف بن مهران عن ابن عباس مرفوعا . و قال : " لم يروه عن علي إلا
حمزة " .
قلت : و هو صدوق ربما وهم و احتج به مسلم لكن ابن جدعان ضعيف . و قال الهيثمي
( 3 / 278 ) : " و فيه كلام " .
قلت : لكن يقويه أن له طريقا أخرى في " كامل ابن عدي " ( ق 191 / 2 ) من طريق
شعيب بن صفوان عن الربيع بن ركين عن عمرو بن دينار عن ابن عباس به . و قال :
" و شعيب عامة ما يرويه لا يتابع عليه " .
قلت : قد قال فيه أحمد : " لا بأس به ، و هو صحيح الحديث " . و قال أبو حاتم :
" يكتب حديثه و لا يحتج به " . و ذكره ابن حبان في " الثقات " و قال : " و كان
ربما أخطأ " .
قلت : فهو حسن الحديث إذا لم يخالف ، فإذا توبع فهو صحيح الحديث كما هنا . على
أنه يشهد له حديث جابر مرفوعا به . رواه الطبراني في " الأوسط " أيضا من طريق
يزيد بن أبي زياد عن عبد الله بن محمد بن عقيل عنه به . و ابن عقيل قال الهيثمي
: " و فيه كلام و مع ذلك فحديثه حسن " . و له طريق أخرى عن جابر . أخرجه ابن
عدي ( 304 / 2 ) من طريق محمد بن عبد الله العمري عن أيوب عن محمد بن المنكدر
عنه . لكن العمري هذا واه . و بالجملة فالحديث صحيح بهذه الطريق ، لاسيما و له
شواهد كثيرة سيأتي تخريجها بلفظ : " تابعوا بين الحج و العمرة ... " ( 1200 ) .
أحمد علي
06-06-2023, 09:45 AM
ما مِن عَملٍ يُخلِصُه العبدُ للهِ لا يَشوبُه شائبةٌ إلَّا كان أجرُه عندَ اللهِ عظيمًا.
وفي هذا الحديثِ يقولُ عَبدُ اللَّهِ بنُ مسعودٍ رضي اللهُ عنه: قال النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: "تابِعوا بينَ الحَجِّ والعُمرةِ"، أيِ: اجعَلوا أحدَهُما تابِعًا للآخَرِ واقعًا على عَقِبِه، أي: إذا حَجَجتُم فاعتَمِروا، وإذا اعتَمَرْتُم فحُجُّوا؛ فإنَّهما مُتتابعانِ، وقيل: يَحتمِلُ أنْ يُرادَ إتْباعُ أحدِهما الآخَرَ، ولو تَخلَّل بينهما زمانٌ، بحيثُ يَظهرُ مع ذلك الاهتِمامُ بِهما، ويُطلَقُ عليه عُرْفًا أنَّه رَدِفَه، وتَبِعَه. وهذا الاحتِمالُ أظهَرُ؛ إذِ القَصدُ الاهتمامُ بِهما، وعدمُ الإهمالِ، فيَكونُ الأمرُ بالمُتابعةِ بينهُما للإرشادِ؛ "فإنَّهما يَنفيانِ الفَقرَ والذُّنوبَ، أي: فإنَّ المُتابعةَ بين الحَجِّ والعُمرةِ سَببٌ في زوالِ الفَقرِ، وسببٌ لغُفرانِ الذُّنوبِ، ومحوِها "كما يَنفي الكِيرُ خَبَثَ الحديدِ والذَّهبِ والفضَّةِ"، أي: بمثلِ ما يُستخدَمُ الكيرُ في إزالةِ ونَزْعِ الشَّوائبِ العالقةِ بأصلِ المعادنِ وتَنقيتِها، والكِيرُ: ما يَنفُخُ به الحَدَّادُ في النَّارِ. قيل: إنَّ أعمالَ الحجِّ والعُمرةِ منَ الطَّاعاتِ إنَّما تُكفِّرُ الصَّغائرَ؛ فأمَّا الكبائرُ فإنَّما تُكفَّرُ بِالتَّوْبَةِ أو رَحْمَةِ اللهِ وفَضلِه، ولكنَّ هذه الطاعاتِ رُبَّما أثَّرتْ في القَلبِ فأورَثَت توبةً تُكفِّرُ كلَّ خَطيئةٍ.
"وليس للحَجِّ المبرورِ" والمبرورُ مُشتَقٌّ مِن البِرِّ، وهو بمعنى: المَقبولِ وهو الَّذي لا يُخالِطُه إثمٌ، "ثوابٌ دونَ الجنَّةِ"، أي: أنَّه لا يُقتصَرُ لصاحبِه مِن الجَزاءِ على تَكفيرِ بَعضِ ذُنوبِه، بل لا بُدَّ أن يدخُلَ الجنَّةَ.
وفي الحديث: بيانُ فَضلِ المتابعَةِ بين الحجِّ والعُمرةِ.
منقول
https://www.youtube.com/watch?v=NQkqtl-GsHw (https://www.youtube.com/watch?v=NQkqtl-GsHw)
أحمد علي
06-06-2023, 09:53 AM
قال ابن فارس رحمه الله تعالى:" (نَفَى) يدلّ على تعرية شيء من شيء، وإبعاده منه " انتهى. "معجم مقاييس اللغة" (5/ 456).أي أن الإكثار من الحج والعمرة يُبعد عن فاعل ذلك ذنوبَه ويُزيلها.وهذا كما في حديث أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: العُمْرَةُ إِلَى العُمْرَةِ كَفَّارَةٌ لِمَا بَيْنَهُمَا، وَالحَجُّ المَبْرُورُ لَيْسَ لَهُ جَزَاءٌ إِلَّا الجَنَّةُ رواه البخاري (1773)، ومسلم (1349).وكما في حديث عَمْرو بْن الْعَاصِ، قال: " فَلَمَّا جَعَلَ اللهُ الْإِسْلَامَ فِي قَلْبِي أَتَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقُلْتُ: ابْسُطْ يَمِينَكَ فَلْأُبَايِعْكَ، فَبَسَطَ يَمِينَهُ، قَالَ: فَقَبَضْتُ يَدِي، قَالَ: مَا لَكَ يَا عَمْرُو؟ قَالَ: قُلْتُ: أَرَدْتُ أَنْ أَشْتَرِطَ، قَالَ: تَشْتَرِطُ بِمَاذَا؟ قُلْتُ: أَنْ يُغْفَرَ لِي، قَالَ: أَمَا عَلِمْتَ أَنَّ الْإِسْلَامَ يَهْدِمُ مَا كَانَ قَبْلَهُ؟ وَأَنَّ الْهِجْرَةَ تَهْدِمُ مَا كَانَ قَبْلَهَا؟ وَأَنَّ الْحَجَّ يَهْدِمُ مَا كَانَ قَبْلَهُ؟ رواه مسلم (121).وهما أيضا يبعدان عن صاحبهما الفقر.فقد يسبق إلى خاطر الإنسان أن الإكثار منهما يحتاج إلى مزيد مال ووقت، وهذا يُفقِر الإنسان، بما يُنفق عليهما وبالزمان الذي يصرفه عليهما. فأرشد الوحي إلى أن الإكثار لا يفقر، بل يغني. وهذا مثل قوله تعالى: وَمَا أَنْفَقْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ وَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ سبأ/39.قال ابن كثير رحمه الله تعالى:" أي: مهما أنفقتم من شيء فيما أمركم به، وأباحه لكم؛ فهو يخلفه عليكم في الدنيا بالبدل، وفي الآخرة بالجزاء والثواب، كما ثبت في الحديث: ( قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: أَنْفِقْ أُنْفِقْ عَلَيْكَ )... " انتهى من"تفسير ابن كثير" (6/523).وشبّه ازالة تتابع الحج والعمر للذنوب والفقر، بإزالة نار الصائغ والحداد، للوسخ الذي يلتصق بالحديد والذهب والفضة فينقيهم من الشوائب.قال المباركفوري رحمه الله تعالى:" قوله: (كَمَا يَنْفِي الْكِيرُ) وهو ما ينفخ فيه الحدّاد لاشتعال النّار للتّصفية (خَبَثَ الْحَدِيدِ وَالذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ) أي وسخها" انتهى من "تحفة الأحوذي" (3/454).
منقول
أحمد علي
06-06-2023, 09:54 AM
1200 - " تابعوا بين الحج و العمرة ، فإنهما ينفيان الفقر و الذنوب كما ينفي الكير خبث
الحديد " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 3 / 196 :
ورد من حديث عبد الله بن عباس و عبد الله بن مسعود و عبد الله بن عمر و عمر
ابن الخطاب و جابر بن عبد الله .
1 - أما حديث ابن عباس فيرويه سهل بن حماد أبو عتاب الدلال أخبرنا عزرة بن ثابت
عن عمرو بن دينار قال : قال ابن عباس : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
فذكره . رواه النسائي ( 2 / 4 ) و عنه الطبراني في " المعجم الكبير " ( 3 / 113
/ 1 ) و عنه الضياء المقدسي في " الأحاديث المختارة " ( 67 / 99 / 2 ) .
قلت : و هذا إسناد صحيح على شرط مسلم . و خالفه حجاج بن نصير فقال : أخبرنا
ورقاء عن عمرو بن دينار عن ابن عمرو به . أخرجه الطبراني ( 3 / 210 / 1 ) .
لكن حجاج بن نصير ضعيف ، فلا يعتد بمخالفته لكن يأتي من طريقين آخرين عن ابن
عمر . و تابعه عطاء عن ابن عباس به . أخرجه العقيلي ( 464 ) عن يحيى بن صالح
الأيلي عن إسماعيل بن أمية عنه . و كذلك أخرجه الطبراني ( 3 / 21 / 1 ) و عنه
الضياء ( 63 / 14 / 1 ) لكنه قال : " ابن جريج " مكان إسماعيل بن أمية " .
و الأيلي هذا له مناكير . و له متابعان آخران ذكرتهما تحت الحديث المتقدم بلفظ
: " أديموا الحج " ( 1185 ) .
2 - و أما حديث ابن مسعود فيرويه عاصم عن شقيق عنه مرفوعا به و زاد : " و الذهب
و الفضة و ليس للحج المبرور ثواب إلا الجنة " . أخرجه الترمذي ( 1 / 155 )
و النسائي و أحمد ( 1 / 387 ) و عنه ابن حبان ( 967 ) و الطبري في " التفسير "
( ج 4 رقم 3956 ) و الطبراني ( 3 / 76 / 2 ) و العقيلي ( ص 157 ) و أبو نعيم في
" الحلية " ( 4 / 110 ) و البغوي في " شرح السنة " ( 2 / 112 / 1 ) و قال هو
و الترمذي : " حديث حسن صحيح غريب " .
قلت : و إسناده حسن ، فإن عاصما و هو ابن بهدلة أبي النجود و في حفظه بعض الضعف
و عنه رواه ابن خزيمة في " صحيحه " أيضا ( 1 / 253 / 1 ) .
3 - و أما حديث ابن عمر فله عنه ثلاثة طرق :
الأولى : عن عمرو بن دينار عنه . و في إسناده حجاج بن نصير الضعيف كما تقدم
قريبا .
الثانية : عن سلمة بن عبد الملك العوصي عن إبراهيم بن يزيد عن عبدة بن أبي
لبابة قال : سمعت ابن عمر يقول : فذكره . أخرجه أبو سعيد بن الأعرابي في
" معجمه " ( ق 14 / 2 ) و ابن عساكر ( 2 / 285 / 2 ) . و هذا إسناد ضعيف جدا ،
إبراهيم هذا هو الخوزي متروك . و أما العوصي فصدوق يخالف كما في " التقريب " .
الثالثة : عن عثمان بن سعيد الصيداوي حدثنا سليمان بن صلح حدثني ابن ثوبان عن
منصور بن المعتمر عن الشعبي عن ابن عمر مرفوعا به إلا أنه قال : " فإن متابعة
ما بينهما يزيد في العمر و الرزق " . أخرجه تمام الرازي في " الفوائد " ( ج 1
رقم 31 ) . و عزاه المنذري في " الترغيب " ( 2 / 107 ) للبيهقي .
قلت : و عثمان و سليمان لم أجد من ترجمهما .
4 - و أما حديث عمر فيرويه عاصم بن عبيد الله عن عبد الله بن عامر بن ربيعة
العدوي عن أبيه عنه . أخرجه ابن ماجه ( 2 / 108 - الطبعة العلمية ) و أحمد ( 1
/ 25 ) و الحميدي في " مسنده " ( 17 ) و الطبري في " التفسير " ( ج 4 / 223 /
3958 ) و المحاملي في " الأمالي " ( ج 4 رقم 33 ) و ابن عساكر في " تاريخ دمشق
" ( 8 / 323 / 2 ) .
قلت : و عاصم بن عبيد الله ضعيف .
5 - و أما حديث جابر فله عنه ثلاث طرق :
الأولى : عن بشر بن المنذر حدثنا محمد بن مسلم عن عمرو بن ( دينار عنه ) .
أخرجه البزار ( 112 ) و قال : " لا نعلمه عن جابر إلا بهذا الإسناد " . كذا قال
و خفي عليه الطريقان الآخران ، و قد خرجتهما فيما سبقت الإشارة إليه . و الحديث
قال الهيثمي في " المجمع " ( 3 / 277 ) : " رواه البزار و رجاله رجال الصحيح
خلا بشر بن المنذر ففي حديثه وهم ، قاله العقيلي ، و وثقه ابن حبان " .
قلت : لكن محمد بن مسلم و الطائفي و إن كان من رجال مسلم فقد قال الحافظ فيه :
" صدوق يخطىء " .
6 - و أما حديث عامر بن ربيعة فيرويه عاصم بن عبيد الله عن عبد الله بن عامر بن
ربيعة عن أبيه مرفوعا به نحوه و زاد في رواية : " و الحج المبرور ليس له جزاء
إلا الجنة " . أخرجه أحمد ( 3 / 446 و 447 ) . و عاصم بن عبيد الله ضعيف كما
تقدم و كأنه اضطرب فيه ، فكان تارة يرويه عبد الله بن عامر بن ربيعة عن أبيه
كما في هذه الرواية ، و تارة عنه عن أبيه عن عمر كما سبق ( رقم 4 ) . و الزيادة
المذكورة صحيحة يشهد لها حديث ابن مسعود السابق و كذا حديث أبي هريرة في
" الصحيحين " و غيرهما .
vBulletin® v4.2.5, Copyright ©2000-2024, تصميم الوتين (عبدالمنعم البلوي )watein.com