أحمد علي
06-06-2023, 05:00 PM
3047- (أرأيتَ لو كانَ على أبِيكَ دَيْنٌ أَكُنْتَ قاضِيَهُ؟ قال: نعم. قال: حُجَّ عَنْ أَبِيكَ).
أخرجه ابن حبان (6/121/3971- الإحسان) من طريق حكيم بن سيف، والطحاوي في "المشكل " (3/ 221)، والطبراني في "الكبير" (12/15/12332) من طريقين آخرين؛ ثلاثتهم عن عبيدالله بن عمرو عن الأعمش عن مسلم البطين عن سعيد بن جبيرعن ابن عباس:
أن رجلاً أتى النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: إن أبي مات ولم يحج، أفأحج عنه؟ قال...
فذ كره.
قلت: وهذا إسناد صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين.
ثم أخرجه ابن حبان (3983 و 3986) من طريقين عن أبي الأحوص عن سماك عن عكرمة عن ابن عباس قال... فذكره نحوه؛ إلا أنه قال:
"إن أبي شيخ كبير لا يستطيع الحج؛ أفأحج عنه؟ قال:
"نعم؛ فحج عنه ".
ورجاله ثقات؛ لكن سماك مضطرب الحديث عن عكرمة، فلا يحتج به إلا
في المتابعات والشواهد، وقد توبع في الطريق الأولى؛ إلا في قوله: "لا يستطيع الحج "، وقد جاء من طريق أخرى؛ فقال محمد بن كريب عن أبيه عن ابن عباس قال: أخبرني حصين بن عوف قال:
قلت: يا رسول الله! إن أبي أدركه الحج ولا يستطيع أن يحج... الحديث. أخرجه ابن ماجه (08 29)، وابن أبي عاصم في "الآحاد" (4/468/ 2521)، والطبراني في "المعجم الكبير" (4/ 31/3548 و 3549).
ومحمد بن كريب ضعيف.
وله عند الطبراني (3550) طريق أخرى عن الحصين.
وسنده ضعيف أيضاً.
لكن له شاهد صحيح من حديث أبي رزين، انظره في "المشكاة" (2528).
ويغني عن ذاك الضعيف حديث ابن عباس عن أخيه الفضل- المتفق عليه-،
وإن كان فيه أن السائل المرأة الخثعمية، فالخطب في ذلك سهل، ولا سيما وفي بعض الروايات أن السائل رجل، وجمع الحافظ بينهما بما تراه في "الفتح " (4/68)،
وفي بعض ما ذكره نظر عندي ؛ لا مجال لذكره الآن، والمهم أن جوابه- صلى الله عليه وسلم - واحد في كل هذه الروايات، وسواء بعد ذلك أكان السائل رجلاً أو امرأة، والمسؤول عنه أباً أو أماً؛ فلا يلحق بهما غيرهما؛ إلا إذا كان معذوراً وأوصى كما هو مذهب مالك، وعليه يحمل حديث شبرمة، وتفصيل هذا لا مجال له الآن.
ثم رأيت للحديث طريقاً آخر، يرويه ابن إسحاق: حدثني خالد بن كثير أن عطاء بن أبي رباح حدثه أن عبدالله بن عباس حدثه:
أن رجلاً سأل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن الحج عن أبيه؟ قال:
"احجج عنه؛ ألا ترى أنه لو كان عليه دين.. " الحديث.
أخرجه الدارقطني (2/ 260/114).
قلت: إسناده حسن.
ويزيده قوة أنه رواه من طريق شريك عن ابن أبي ليلى عن عطاء.
ثم أخرج له شاهداً من حديث عبَّاد بن راشد: نا ثابت عن أنس بن مالك:
أن رجلاً سأل النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال:
هلك أبي ولم يحج؟ قال: " أرأيت.. " الحديث.
ومن هذا الوجه أخرجه الطبراني في "الكبير" (1/ 231/748) و"الأوسط " (1/8/ 1/98) وقال:
" لم يروه عن ثابت إلا عباد " .
كذا قال! وقد توبع كما يأتي، وهو صدوق له أوهام من رجال البخاري، فهو
إسناد حسن، ويرتقي إلى الصحة بمتابعة صدقة بن موسى عن ثابت به.
أخرجه البزار في "مسنده " (2/36/1144)، وقال:
"لا نعلم رواه عن ثابت إلا صدقة، وهو بصري، ليس به بأس، ولم يتابع على هذا، واحتمل حديثه ".
كذا قال! فهو في جانب، وقول الطبراني في جانب، وصدق الله: (وما أوتيتم من العلم إلا قليلاً) [ الإسراء/85] .
وقد تعقبه الحافظ في "مختصر الزوائد" (1/ 1/468/79) بقوله:
"قلت: بل هو ضعيف ؛ لكن توبع ".
كذا جزم هنا بضعفه- وهو صدقة الدقيقي-. ونحوه قول الذهبي في "الكاشف ": "ضُعّف ".
وقال الحافظ في " التقريب " :
" صدوق له أوهام " . *
أخرجه ابن حبان (6/121/3971- الإحسان) من طريق حكيم بن سيف، والطحاوي في "المشكل " (3/ 221)، والطبراني في "الكبير" (12/15/12332) من طريقين آخرين؛ ثلاثتهم عن عبيدالله بن عمرو عن الأعمش عن مسلم البطين عن سعيد بن جبيرعن ابن عباس:
أن رجلاً أتى النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: إن أبي مات ولم يحج، أفأحج عنه؟ قال...
فذ كره.
قلت: وهذا إسناد صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين.
ثم أخرجه ابن حبان (3983 و 3986) من طريقين عن أبي الأحوص عن سماك عن عكرمة عن ابن عباس قال... فذكره نحوه؛ إلا أنه قال:
"إن أبي شيخ كبير لا يستطيع الحج؛ أفأحج عنه؟ قال:
"نعم؛ فحج عنه ".
ورجاله ثقات؛ لكن سماك مضطرب الحديث عن عكرمة، فلا يحتج به إلا
في المتابعات والشواهد، وقد توبع في الطريق الأولى؛ إلا في قوله: "لا يستطيع الحج "، وقد جاء من طريق أخرى؛ فقال محمد بن كريب عن أبيه عن ابن عباس قال: أخبرني حصين بن عوف قال:
قلت: يا رسول الله! إن أبي أدركه الحج ولا يستطيع أن يحج... الحديث. أخرجه ابن ماجه (08 29)، وابن أبي عاصم في "الآحاد" (4/468/ 2521)، والطبراني في "المعجم الكبير" (4/ 31/3548 و 3549).
ومحمد بن كريب ضعيف.
وله عند الطبراني (3550) طريق أخرى عن الحصين.
وسنده ضعيف أيضاً.
لكن له شاهد صحيح من حديث أبي رزين، انظره في "المشكاة" (2528).
ويغني عن ذاك الضعيف حديث ابن عباس عن أخيه الفضل- المتفق عليه-،
وإن كان فيه أن السائل المرأة الخثعمية، فالخطب في ذلك سهل، ولا سيما وفي بعض الروايات أن السائل رجل، وجمع الحافظ بينهما بما تراه في "الفتح " (4/68)،
وفي بعض ما ذكره نظر عندي ؛ لا مجال لذكره الآن، والمهم أن جوابه- صلى الله عليه وسلم - واحد في كل هذه الروايات، وسواء بعد ذلك أكان السائل رجلاً أو امرأة، والمسؤول عنه أباً أو أماً؛ فلا يلحق بهما غيرهما؛ إلا إذا كان معذوراً وأوصى كما هو مذهب مالك، وعليه يحمل حديث شبرمة، وتفصيل هذا لا مجال له الآن.
ثم رأيت للحديث طريقاً آخر، يرويه ابن إسحاق: حدثني خالد بن كثير أن عطاء بن أبي رباح حدثه أن عبدالله بن عباس حدثه:
أن رجلاً سأل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن الحج عن أبيه؟ قال:
"احجج عنه؛ ألا ترى أنه لو كان عليه دين.. " الحديث.
أخرجه الدارقطني (2/ 260/114).
قلت: إسناده حسن.
ويزيده قوة أنه رواه من طريق شريك عن ابن أبي ليلى عن عطاء.
ثم أخرج له شاهداً من حديث عبَّاد بن راشد: نا ثابت عن أنس بن مالك:
أن رجلاً سأل النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال:
هلك أبي ولم يحج؟ قال: " أرأيت.. " الحديث.
ومن هذا الوجه أخرجه الطبراني في "الكبير" (1/ 231/748) و"الأوسط " (1/8/ 1/98) وقال:
" لم يروه عن ثابت إلا عباد " .
كذا قال! وقد توبع كما يأتي، وهو صدوق له أوهام من رجال البخاري، فهو
إسناد حسن، ويرتقي إلى الصحة بمتابعة صدقة بن موسى عن ثابت به.
أخرجه البزار في "مسنده " (2/36/1144)، وقال:
"لا نعلم رواه عن ثابت إلا صدقة، وهو بصري، ليس به بأس، ولم يتابع على هذا، واحتمل حديثه ".
كذا قال! فهو في جانب، وقول الطبراني في جانب، وصدق الله: (وما أوتيتم من العلم إلا قليلاً) [ الإسراء/85] .
وقد تعقبه الحافظ في "مختصر الزوائد" (1/ 1/468/79) بقوله:
"قلت: بل هو ضعيف ؛ لكن توبع ".
كذا جزم هنا بضعفه- وهو صدقة الدقيقي-. ونحوه قول الذهبي في "الكاشف ": "ضُعّف ".
وقال الحافظ في " التقريب " :
" صدوق له أوهام " . *