مشاهدة النسخة كاملة : خَيْرُ الذِّكْرِ الْخَفِيُّي وَخَيْرُ الرِّزْقِ مَا يَكْفِي
أحمد علي
06-08-2023, 06:49 PM
1477 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا أُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَبِيبَةَ، عَنْ سَعْدِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " خَيْرُ الذِّكْرِ الْخَفِيُّ، وَخَيْرُ الرِّزْقِ مَا يَكْفِي " (1)
(1) إسناده ضعيف، محمد بن عبد الرحمن بن أبي لبيبة ضعيف، ثم هو لم يُدرك سعداً. أسامهَ بن زيد: هو الليثي. وهو في "الزهد" لوكيع (118) و (339) .
وأخرجه ابن أبي شيبة 10/375 و13/240، وأبو يعلي (731) ، والبيهقي في "الشعب" (553) من طريق وكيع، بهذا الإسناد.
وأخرجه الدورقي (74) عن عبيد الله بن موسى، والشاشي (183) ، وابن حبان (809) من طريق ابن وهب، والقضاعي في، مسند الشهاب" (1220) من طريق عيسى بن يونس، ثلاثتهم عن أسامهَ بن زيد، به. وسيأتي برقم (1478) و (1559) و (1560) و (1623) .
وللجملة الأخيرة منه شاهد عن الحسن مرسلا عند وكيع في "الزهد" (115) بلفظ: "خير الرزق الكفاف". وعن زياد بن جبير مرسلاً أيضاً عند أحمد في "الزهد"، كما في "الجامع الصغير" للسيوطي. ولأبي هريرة عند البخاري (6460) ، ومسلم (1055) ، وأحمد 2/232 بلفظ: "اللهم اجعل رزق آل محمد قوتاً"، وفي رواية عند مسلم: "كفافاً".
الكتاب: مسند الإمام أحمد بن حنبل
المؤلف: أبو عبد الله أحمد بن محمد بن حنبل بن هلال بن أسد الشيباني
المحقق: شعيب الأرنؤوط - عادل مرشد، وآخرون
إشراف: د عبد الله بن عبد المحسن التركي
أحمد علي
06-08-2023, 06:50 PM
[تضعييف حديث: (خير الذكر الخفي، وخير الرزق ما يكفي).]
أبو المظفر السِّنَّاري
قال أبو يعلى في (مسنده) [رقم/ 731]: (حدثنا أبو خيثمة حدثنا وكيع حدثنا أسامة بن زيد عن محمد بن عبد الرحمن بن أبي لبيبة: عن سعد بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: خير الرزق ما يكفي وخير الذكر الخفي).
*************************************
[731] (ضعيف) أخرجه وكيع في الزهد [رقم/ 333]، وعنه ابن أبي شيبة [رقم/34377]، وأحمد في " مسنده " [172/ 1]، وفي " الزهد " [ص/10] ومن طريقه ابن عبد البر في «جامع بيان العلم» [2/ 41/طبعة مؤسسة الريان]، وعبد بن حميد في مسنده [رقم/137/المنتخب]، ومن طريقه عُمَرَ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ عَلِيٍّ الْحَلَبِيِّ الشَّمَّاعِ في الجزء الأول من «ثبته عن شيوخه» [رقم/222/مخطوط/بترقيمي]،وأبو عوانة في «صحيحه» كما في «إتحاف المهرة» [5/ 122]، وابن الأعرابي في الزهد [ص/ 19/طبعة دار الكتب المصرية] والشاشي في مسنده [رقم/ 183]، وابن حبان [809]، وابن راهويه في «مسنده»، كما في «المطالب العالية» [13/ 650/طبعة العاصمة]، ومسدد في «مسنده» كما في «إتحاف الخيرة» [6/ 129]، وعنه الحربي في «غريب الحديث» [2/ 845]، والمعافي بن عمران في «الزهد» [رقم/58]، وابن السني في «القناعة» [ص/61 - 62/طبعة الرشد]، والبيهقي في الشعب [2/ رقم/ 548،549/طبعة الرشد]، وأبو القاسم التيمي في «الترغيب» [2/ 1355]، والقضاعي في الشهاب [2/ رقم/ 1218]، وأبو علي ابن شاذان في «الجزء الثاني من الفوائد المنتقاة العوالي الحسان والغرائب/انتخاب أبي القاسم الأزجي» [رقم/66/مخطوط/بترقيمي]، والعسكري كما في «المقاصد الحسنة» [ص/333]، وأبو بكر الجصاص في «أحكامه» [1/ 115]، وأبو جعفر ابن البختري في «مجلسين من أماليه/ضمن مجموع فيه مصنفاته» [رقم/25/طبعة دار البشائر]، ومن طريقه الذهبي في «معجم شيوخه» [1/ 321 - 322]،والثقفي في الجزء الثامن من «الثقفيات» [رقم/15/مخطوط/بترقيمي]،ومحمد بن إبراهيم الجرجاني في «عدة مجالس من أماليه» [رقم/275/مخطوط/بترقيمي]، ومن طريقه ابن القيسراني في «صفوة التصوف» [ص/461/طبعة دار المنتخب العربي]، وغيرهم من طرق عن أسامة بن زيد المدني عن محمد بن عبد الرحمن بن أبي لبيبة -وبعضهم يقول: ابن لبيبة- عن سعد به ... وهو عند الحربي بالفقرة الأولى منه فقط!
قال الهيثمي في «المجمع» [10/ 85]: «رواه أحمد وأبو يعلى، وفيه محمد بن عبد الرحمن بن لبيبة، وقد وثقه ابن حبان وقال: روى عن سعد بن أبي وقاص. قلت: وضعفه ابن معين، وبقية رجالهما رجال الصحيح».
قلتُ: هذا إسناد ضعيف غريب منقطع! وابن أبي لبيبة: ضعفه الدارقطني، وقال ابن معين: «ليس حديثه بشيء»، وقال الحافظ في «التقريب»: «ضعيف كثير الإرسال». وماذا يُجْديه ذكْرُ ابن حبان له في «الثقات»؟! ثم إنه لم يدرك سعدًا أصلا، كما قاله أبو حاتم الرازي. راجع: «جامع التحصيل» [ص/ 266] وجزم به المزي في تهذيبه [620/ 25].
فإن قلتَ: قد رواه عبد الحميد بن جعفر عن أسامة بن زيد فقال: عن ابن أبي لبيبة قال: «كنا مع سعد ... » وساق الحديث.
أخرجه أبو سعيد ابن الأعرابي في «الزهد» [ص/91/طبعة دار الكتب المصرية] قال: حدثنا الدقيقي- وهو عبد الملك- قال: حدثه أبو سفيان الحِمْيري [وتحرف عنده إلى: «الحميدي»!] عن عبد الحميد [وتحرف عنده إلى: «عبد المجيد»!] بن جعفر به ...
قلتُ: هذا وهم من عبد الحميد أو الراوي عنه! وقد رواه الثقات الأثبات عن أسامة بإسناده فلم يذكرو فيه ما ذكر عبد الحميد! يعني من قول ابن أبي لبيبة: «كنا مع سعد ... » وقولهم هو المحفوظ بلا ريب.
وأسامة بن زيد: هو الليثي المدني، وفيه مقال مشهور، لكنه صدوق متماسك على التحقيق. وقد استشهد به صاحبا «الصحيح». وقد اختلف في إسناده عليه؟ فرواه عنه وكيع ويحيى القطان وعثمان بن عمر البصري وعبد الله بن وهب، وعبيد الله بن موسى، والمعافي بن عمران وغيرهم على الوجه الماضي. وخالفهم عبد الله بن المبارك! واختلف عليه في سنده؟
فرواه عنه نعيم بن حماد حدثنا ابن المبارك عن أسامة بن زيد قال: أخبرني محمد بن عبد الله بن عمرو بن عثمان عن محمد بن عبد الرحمن ابن لبيبة عن سعد به ... ! وذكر قصة في أوله. فزاد فيه واسطة بين أسامة وابن أبي لبيبة!
هكذا أخرجه نعيم بن حماد في كتابه «الفتن» [1/رقم/ 402/طبعة مكتبة التوحيد]، حدثنا ابن المبارك به ...
قلت: ومحمد بن عبد الله بن عمرو بن عثمان: هو المعروف بـ «الديباج» وهو شيخ مدني مختلف فيه! وكأنه إلى الضعف أقرب إن شاء الله. أما نعيم بن حماد: فهو إمام في السنة فقيه شيخ صالح في نفسه، لكنه سيء الحفظ كثير المناكير أيضًا!
....
غير أنه لم ينفرد به عن ابن المبارك: بل تابعه:
2 - أَحْمَدُ بْنُ جَمِيلٍ الْمَرْوَزِيُّ، أنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُبَارَكِ، أنا أُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عُثْمَانَ، أَنَّ مُحَمَّدَ بْنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَبِيبَةَ، أَخْبَرَهُ أَنَّ عُمَرَ بْنَ سَعْدٍ قَدِمَ إِلَى أَبِيهِ به ...
هكذا أخرجه القاضي ابن حذلم في «حديثه عن شيوخه» [رقم/34/مخطوط/بترقيمي] نا أَبُو زُرْعَةَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَمْرٍو نا أَحْمَدُ بْنُ جَمِيلٍ الْمَرْوَزِيُّ به ... وساقه نحو رواية نعيم بن حماد.
1 - وحبان بن موسى السلمي – الثقة المشهور – فقال: أخبرنا عبد الله بن المبارك أخبرنا [أسامة بن] زيد أخبرني محمد بن عمرو بن عثمان أن محمد [بن] عبد الرحمن بن لبيبة أخبره أن عمر بن سعد ذهب إلى أبيه ... وساقه نحو رواية نعيم بن حماد.
أخرجه ابن المبارك في «مسنده/وهو برواية حبان بن موسى» [رقم/266/الطبعة العلمية] أخبرنا ابن المبارك به ...
قلتُ: وقع في مطبوعة «المسند»: «محمد بن أبي عبد الرحمن»! كذا! وهو تحريف بلا ريب! وقوله: «أبي) بين محمد وعبد الرحمن: زيادة مقحمة لا معنى لها! وكذا سقط من المطبوعة قوله: «أسامة بن» فصار هكذا: «أخبرنا زيد»؟ وما زيد؟ ومن يكون زيد؟!
ووقع في طبعة: «مكتبة المعارف/تعليق صبحي السامرائي» [رقم/250] من «مسند ابن المبارك»: «أخبرنا أسامة بن زيد أخبرني محمد ذهب إلى أبيه ... »! كذا سقط منه نصف الإسناد! وليس بشيء.
2 - وعَلِيُّ بْنُ إِسْحَاقَ السلمي – الثقة المشهور- عَنِ ابْنِ الْمُبَارَكِ، عَنْ أُسَامَةَ، قَالَ: أَخْبَرَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عُثْمَانَ، أَنَّ مُحَمَّدَ بْنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَبِيبَةَ عن سعد به ... أخرجه أحمد [1/ 172]، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ إِسْحَاقَ به ...
3 - وهكذا رواه يحيى بن عبد الحميد الحماني حدثنا عَبْدُ اللهِ بْنُ الْمُبَارَكِ، عَنْ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عُثْمَانَ، عَنِ ابْنِ أَبِي لَبِيبَةَ، عَنْ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ به ... أخرجه البيهقي في الشعب [2/ رقم/ 550]، وابن شاهين في فضائل الأعمال [1/ رقم/ 172]، من طريق أبي القاسم البغوي عن يحيى الحماني به ...
قلت: ويحيى الحماني: حافظ مشهور، لكنه كثير المناكير ليس بعمدة إذا انفرد، كما شرحناه في «المحارب الكفيل». وقد اختلف عليه في سنده؟
فرواه عنه أبو القاسم البغوي كما مضى. وخالفه الحسين بن إسحاق التستري! فرواه عن يحيى الحماني فقال: ثنا عبد الله بن المبارك عن أسامة بن زيد قال: أخبرني محمد بن عبد الله بن عمرو بن عثمان بن عفان أن محمد بن عبد الرحمن بن لبيبة أخبره أن عمر بن سعد أخبره أنه سمع أباه به ... ! فزاد فيه «عمر بن سعد» بين ابن أبي لبيبة وسعد! هكذا أخرجه الطبراني في الدعاء [رقم/ 1883]، حدثنا الحسين بن إسحاق التستري به ...
قلتُ: الحسين بن إسحاق حافظ صدوق مشهور، له ترجمة في «سير النبلاء» [14/ 57]، و «طبقات الحنابلة» [1/ 140].
فيبدو: أن يحيى الحماني لم يكن يضبط إسناده عن ابن المبارك! ثم جاء عيسى بن يونس -الإمام الثقة- وخالف الجميع في سنده وجوَّده! فرواه عن أسامة بن زيد فقال: عن ابن أبي لبيبة عن عمر بن سعد عن أبيه به ... !! فزاد فيه «عمر بن سعد».
هكذا أخرجه ابن السني في القناعة [رقم/ 39]، والقضاعي في «الشهاب» [2/رقم/1220]، من طريق سليمان بن عمر الأقطع حدثنا عيسى بن يونس به ... ولفظ سياق إسناد القضاعي: «عن عيسى بن يونس عن أسامة بن زيد عن محمد بن عبد الرحمن بن لبيبة قال: قال عمر بن سعد لأبيه: أنت من أهل بدر وأنت ممن اختار عمر في الشورى. قال: سمعت رسول الله r يقول:» وذكر الحديث.
قلتُ: قد ذكر الدارقطني طرفًا من هذا الاختلاف في سنده بكتابه «العلل» [394 - 393/ 4]، ثم قال: «والله أعلم بالصواب؟». فكأنه توقف عن الترجيح! والأشبه عندي: أن يكون أسامة بن زيد قد اضطرب في إسناده! وربما يكون أسامة قد سمعه من محمد بن عبد الله بن عمرو المعروف بـ: «الديباج» عن ابن أبي لبيبة، ثم قابل ابن أبي لبيبة فحدثه به، وهو قد صرح بالسماع من الرجلين جميعًا، فروى عنه يحيى القطان تصريحه بالسماع من ابن أبي لبيبة كما عند أحمد وغيره، وروى عنه ابن المبارك تصريحه بالسماع من محمد بن عبد الله بن عمرو المعروف بـ: «الديباج».
ويشبه عندي أيضًا: أن الحديث سمعه ابن أبي لبيبة من عامر بن سعد عن أبيه، ثم صار يسقط عامرًا ويرويه عن أبيه بلا واسطة! فإن سلم الحديث من علة الاختلاف في سنده؛ لم يسلم من ضعف ابن أبي لبيبة! وهو آفة الحديث على التحقيق.
وقد وقع اختلاف آخر على أسامة بن زيد في تسمية ابن أبي لبيبة! فرواه عنه الأكثرون فقالوا: «عن ابن أبي لبيبة»! ورواه عنه بعضهم فقال: «عن ابن لبيبة»؟
وقد سئل أبو زرعة الرازي عن هذا الاختلاف، كما في «العلل» [رقم/1926/طبعة سعد الحميد]، فقال: «ابنُ أَبِي لَبِيبَةَ أَصَحُّ». أما الدارقطني: فإنه رجَّح الوجهين جميعًا في «علله» وقال: «يُقالُ: هَذا وهَذا». والحديث: ضعيف على كل حال.
وقد سئل النووي عن صحة هذا الحديث في «فتاويه» [رقم/342/طبعة دار الحديث]، فقال: «ليس بثابت». وقد جازف أبو الحسنات اللكنوي وصحح سنده في «سباحة الفكر في الجهر بالذكر» [ص/43/طبعة دار السلام]! وسبقه المناوي وصحح سنده في «التيسير بشرح الجامع الصغير» [1/ 1066/طبعة مكتبة الشافعي]! مع كونه نقل في «فيض القدير» [3/ 472]، إشارة الحافظ العلائي والهيثمي إلى إعلال الحديث بـ: «ابن أبي لبيبة»!
وللحديث: شواهد لا يثبت منها شيء.
انتهى بحروفه من: (رحمات الملأ الأعلى بتخريج مسند أبي يعلى) [رقم/731].
والحديث: قد ضعفه الإمام الألباني في (الضعيفة) وفي (ضعيف الترغيب والترهيب) فأصاب.
vBulletin® v4.2.5, Copyright ©2000-2024, تصميم الوتين (عبدالمنعم البلوي )watein.com