أحمد علي
07-13-2023, 06:44 PM
أحاديث لا تصح في الزنا
140 - " الزنا يورث الفقر " .
قال الالباني في السلسلة الضعيفة :
باطل .
رواه القضاعي في " مسند الشهاب " ( 7 / 2 ) عن أحمد بن عبد الرحمن بن أخي وهب قال أخبرنا عمي قال أنبأنا الماضي بن محمد عن ليث بن أبي سليم عن مجاهد عن عبد الله بن عمر مرفوعا .
قلت : وهذا سند واه ، وله علتان : الأولى ضعف ليث بن أبي سليم . والأخرى الماضي بن محمد وهو مجهول ، منكر الحديث كما تقدم ، وعزاه السيوطي في " الجامع " لرواية القضاعي والبيهقي عن ابن عمر ، وقال المنذري في " الترغيب " ( 3 / 190 ) : رواه البيهقي ، وفي إسناده الماضي بن محمد.
قلت : هو عنده في " الشعب " ( 4 / 363 ) من طريق ابن عدي وهذا في " الكامل " ( 6 / 432 ) وقال الذهبي : له أحاديث منكرة منها هذا الحديث .
قلت : والحديث رواه ابن أبي حاتم في " العلل " ( 1 / 410 - 411 ) : سمعت أبي وحدثنا عن حرملة عن ابن وهب عن الماضي بن محمد عن هشام عن ليث بن أبي سليم عن مجاهد عن ابن عمر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : فذكره ، قال أبي : هذا حديث باطل ، وماضي لا أعرفه .
قلت : ثم وجدت له متابعا ، فقال أبو بكر الكلاباذي في " مفتاح المعاني " ( 359 / 2 ) : حدثنا عبد الله بن محمد حدثنا القاسم بن عباد حدثنا عباد حدثنا أحمد بن حرب عن حسان عن إسماعيل عن ليث به .
قلت : فانحصرت علة الحديث في الليث ولعل أصله موقوف وهم فيه الليث فرفعه ، فقد رواه ابن حبان في " الثقات ، ( 2 / 295 ) من طريق مكحول الشامي قال لي ابن عمر يا مكحول إياك والزنا فإنه يورث الفقر .
ثم وجدت له طريقا آخر أخرجه البيهقي في " الشعب " والديلمي في " مسند الفردوس " ( 2 / 99 / 2 - الغرائب ) كلاهما من طريق الحاكم عن شيخه محمد ابن صالح بن هانيء وهو ثقة قال حدثنا أحمد بن سهل بن مالك حدثني محمد بن إسماعيل البخاري حدثنا الحسن بن علي الصفار حدثنا أبو خالد الأحمر حدثنا محمد ابن عجلان عن نافع عن ابن عمر به .
قلت : وهذا إسناد حسن لولا أنني لم أعرف الحسن بن علي بن صفار وأحمد بن سهل ابن مالك ، فمن كان عنده علم عنهما فليتفضل بإعلامي مشكورا وجزاه الله خيرا .
وللحديث شاهد ولكنه واه وهو :
141 - " إياكم والزنا فإنه فيه ست خصال : ثلاثا في الدنيا وثلاثا في الآخرة ، فأما اللواتي في الدنيا فإنه يذهب بالبهاء ، ويورث الفقر ، وينقص الرزق ، وأما اللواتي في الآخرة : فإنه يورث سخط الرب ، وسوء الحساب والخلود في النار " .
قال الالباني في السلسلة الضعيفة :
موضوع .
أخرجه ابن عدي ( 20 / 23 ) وأبو نعيم ( 4 / 111 ) من طريق مسلمة بن علي عن الأعمش عن شقيق عن حذيفة رضي الله عنه مرفوعا ، وقال ابن عدي : وهذا عن الأعمش غير محفوظ وهو منكر ، وقال أبو نعيم : غريب من حديث الأعمش ، تفرد به مسلمة وهو ضعيف الحديث .
قلت : وهو مجمع على تركه ، بل قال الحاكم : روى عن الأوزاعي والزبيدي المناكير والموضوعات وقد ساق له الذهبي من مناكيره أحاديث كثيرة منها هذا ، وآخر قال فيه أبو حاتم : باطل موضوع وسيأتي إن شاء الله برقم ( 145 ) .
والحديث أورده ابن الجوزي في " الموضوعات " ( 3 / 107 ) من طريق أبي نعيم ثم قال : مسلمة متروك ، وتابعه أبان بن نهشل عن إسماعيل بن أبي خالد عن الأعمش به وأبان منكر الحديث جدا ، قال ابن حبان : ولا أصل لهذا الحديث ، وتعقبه السيوطي في " اللآليء " ( 2 / 191 ) بما نقله عن أبي نعيم من اقتصاره على تضعيف مسلمة ، وبأن البيهقي أخرجه في " شعب الإيمان " وقال : هذا إسناد ضعيف ، مسلمة متروك وأبو عبد الرحمن الكوفي مجهول .
قلت : أبو عبد الرحمن هذا وقع في رواية ابن الجوزي بين مسلمة والأعمش ، وليس هو في سند " الحلية " ولا في سند الحديث في " الميزان " فالله أعلم .
ثم رأيت الحديث في جزء من " أمالي الشريف أبي القاسم الحسيني " ( 55 / 1 ) وفيه أبو عبد الرحمن الكوفي هذا ، وكذا هو في " الشعب " ( 4 / 379 / 5475 ) .ثم وجدت له طريقا آخر عن الأعمش أخرجه الواحدي في " الوسيط " ( 3 / 100 / 1 ) من طريق معاوية بن يحيى عن سليمان عن الأعمش .
قلت : ومعاوية هذا هو الصدفي وهو ضعيف جدا ، قال النسائي : ليس بثقة وضعفه هو في رواية وغيره ، ولا يخفى أن تعقب السيوطي المذكور لا فائدة منه لأن كلام البيهقي وكذا أبي نعيم ليس نصا في أن الحديث غير موضوع حتى يعارض به حكم ابن الجوزي بوضعه لما أخبرناك غير مرة أن الموضوع من أنواع الحديث الضعيف .
فتنبه ، وقد روي هذا الحديث بلفظ آخر وهو :
142 - " إياكم والزنا فإن في الزنا ست خصال ، ثلاث في الدنيا وثلاث في الآخرة ، فأما اللواتي في دار الدنيا فذهاب نور الوجه ، وانقطاع الرزق ، وسرعة الفناء وأما اللواتي في الآخرة فغضب الرب ، وسوء الحساب ، والخلود في النار إلا أن يشاء الله " .
قال الالباني في السلسلة الضعيفة :
موضوع .
أخرجه الخطيب ( 12 / 493 ) وعنه ابن الجوزي في " الموضوعات " ( 3 / 107 ) من طريق كعب بن عمرو بن جعفر البلخي إملاءً : حدثنا أبو جابر عرس بن فهد الموصلي في الموصل : حدثنا الحسن بن عرفة العبدي : حدثني يزيد بن هارون عن حميد الطويل عن أنس مرفوعا ، وقال الخطيب وتبعه ابن الجوزي : رجال إسناد هذا الحديث ثقات سوى كعب وكان غير ثقة ، ثم روى عن محمد بن أبي الفوارس أنه قال : كان سيء الحال في الحديث ، وعن العتيقي قال : فيه تساهل في الحديث .
والحديث رواه من هذا الوجه الواحدي في " تفسيره " ( ق 155 / 1 ) ، وتعقب ابن الجوزي السيوطي في " اللآليء " ( 2 / 191 ) بقوله : قلت : وله طريق آخر واه أخرجه أبو نعيم : حدثنا أبو بكر المفيد حدثنا أبو الدنيا الأشج عن علي بن أبي طالب رفعه ، والله أعلم .
قلت : لم يخجل السيوطي عفا الله عنا وعنه من أن يستشهد بهذا الإسناد الباطل فإن أبا الدنيا هذا كذاب أفاك لا يخفى حاله على السيوطي ، فقد ترجمه الذهبي في " الميزان " فقال : كذاب طرقي ، كان بعد الثلاث مئة ادعى السماع من علي بن أبي طالب واسمه عثمان بن خطاب أبو عمرو ، حدث عنه محمد بن أحمد المفيد بأحاديث وأكثرها متون معروفة ملصوقة بعلي بن أبي طالب ... وما يعني برواية هذا الضرب ويفرح بعلوها إلا الجهلة ، وقال في ترجمته من الأسماء : طير طرأ على أهل بغداد ، وحدث بقلة حياء بعد الثلاث مئة عن علي بن أبي طالب فافتضح بذلك وكذبه النقادون .
فإذا كان السيوطي لا يحكم بوضع حديث يرويه مثل هذا الرجل البين كذبه ، فهو دليل واضح على مبلغ تساهله في حكمه على الأحاديث ، فاعلم هذا ولا تنسه يفدك ذكرك إياه في مواطن النزاع .
وروي هذا الحديث على لفظ ، آخر وهو :
143 - " إياكم والزنا فإن فيه أربع خصال : يذهب بالبهاء من الوجه ، ويقطع الرزق ، ويسخط الرحمن ، والخلود في النار " .
قال الالباني في السلسلة الضعيفة :
موضوع .
رواه الطبراني في " الأوسط " ( 2 / 144 / 2 / 7238 - بترقيمي ) وابن الجوزي في " الموضوعات " ( 3 / 106 ) من رواية ابن عدي عن عمرو بن جميع عن ابن جريج عن عطاء عن ابن عباس مرفوعا ، وقال الطبراني : لم يروه ، عن ابن جريج إلا عمرو ، وقال ابن الجوزي : عمرو كذاب ، وهو كما قال الهيثمي في " المجمع " ( 6 / 255 ) : رواه الطبراني في " الأوسط " وفيه عمرو بن جميع وهو متروك ، وأما السيوطي فتعقبه في " اللآليء " ( 2 / 189 ) بقوله : قلت : أخرجه الطبراني في " الأوسط " ، وبناء على هذا التعقيب الذي لا يسمن ولا يغني من جوع أورد السيوطي الحديث في " الجامع " برواية الطبراني وابن عدي فتعقبه الشارح المناوي بعد أن ذكر تعقب السيوطي لابن الجوزي فقال : وهو تعقب أو هى من بيت العنكبوت لأن ابن جميع الذي حكم بوضع الحديث لأجله في سند الطبراني أيضا فما الذي صنعه ؟
! ثم وجدت له متابعا فقال أبو سعيد بن الأعرابي في " معجمه " ( 99 / 2 ) أنبأنا إبراهيم بن إسماعيل الطلحي أبو إسحاق الكوفي يعرف بابن جهد ، أنبأنا مختار بن غسان قال سمعت إسماعيل بن مسلم عن ابن جريج به .
قلت : ومن طريق ابن الأعرابي رواه ابن الحمامي الصوفي في " منتخب من مسموعاته " ( 34 / 2 ) ، وهذا السند خير من الذي قبله ، ولكنه معلول من وجوه ثلاثة : الأول : إسماعيل هذا هو البصري ثم المكي ضعيف .
الثاني : مختار بن غسان لم يوثقه أحد .
الثالث : إبراهيم بن إسماعيل لم أجد من ترجمه نعم ذكره ابن حبان ( في الثقات ) (80 / 88 ) ثم إن مدار السندين على ابن جريج وقد عنعنه !
723 - " ما زنى عبد قط فأدمن على الزنا إلا ابتلي في أهل بيته " .
قال الالباني في السلسلة الضعيفة :
موضوع .
رواه ابن عدي ( 15 / 2 ) وأبو نعيم في " أخبار أصبهان " ( 1 / 278 ) عن إسحاق بن نجيح عن ابن جريج عن عطاء عن ابن عباس مرفوعا ، وقال ابن عدي : " وإسحاق بن نجيح بين الأمر في الضعفاء ، وهو ممن يضع الحديث " .
وأورده السيوطي في " ذيل الأحاديث الموضوعة " ( ص 149 رقم 728 ) وقال : " إنه من أباطيل إسحاق بن نجيح " . ومما يؤيد بطلان هذا الحديث أنه يؤكد وقوع الزنى في أهل الزاني ، وهذا باطل يتنافى مع الأصل المقرر في القرآن ( وأن ليس للإنسان إلا ما سعى ) . نعم إن كان الرجل يجهر بالزنا ويفعله في بيته فربما سرى ذلك إلى أهله والعياذ بالله تعالى ولكن ليس ذلك بحتم كما أفاده هذا الحديث ، فهو باطل . ومثله : " من زنى زني به ولوبحيطان داره " .
877 - " أولاد الزنا يحشرون يوم القيامة على صورة القردة والخنازير " .
قال الالباني في السلسلة الضعيفة :
منكر .
رواه العقيلي في " الضعفاء " ( 139 ) عن زيد بن عياض عن عيسى بن حطان الرقاشي عن عبد الله بن عمرو مرفوعا . وقال : " لا يحفظ من وجه يثبت " .
ثم روى عن سلام بن أبي مطيع قال : حدث رجل أيوب يوما حديثا ، فأنكره أيوب ، فقال أيوب : من حدثك بهذا ؟ قال : محمد بن واسع . قال : بخ ، ثقة . قال : عن من ؟ قال : عن زيد بن عياض : قال لا تزده " .
وللحديث علة أخرى وهي الرقاشي هذا ، فهو وإن ذكره ابن حبان في " الثقات " ( 1 / 162 ) فقد قال ابن عبد البر : " ليس ممن يحتج بحديثه " . والحديث عندي ظاهر النكارة مخالف لأصل إسلامي عظيم وهو قوله تبارك وتعالى : ( لا تزر وازرة وزر أخرى ) . فما ذنب أولاد الزنا حتى يحشروا على صورة القردة والخنازير ؟! ورحم الله من قال : غيري جنى وأنا المعذب فيكم فكأنني سبابة المتندم !
والحديث أورده ابن الجوزي في " الموضوعات " من طريق العقيلي هذه ، وقال ( 3 / 109 ) : " موضوع لا أصل له " . ووافقه السيوطي في " اللآلي " ( 1971 ) . وأما ابن عراق في " تنزيه الشريعة " ( 310 / 1 ) فقد تعقبهما بقوله : " لم أر من اتهمهما بكذب ووضع ، وقال الذهبي في زيد بن عياض : قلت : كأن أيوب رحمه الله يغمز من زيد بن عياض ، فيقول للرجل حينما ذكره : " لا تزده " . أي لا تزد في ذكر من فوقه من الإسناد لأنه سقط ما دام أنه من طريق ابن عياض ذكره ابن أبي حاتم مختصرا ولم يضعفه ، والله أعلم " .
قلت : وكأنه ذهل عن الأصل القرآني العظيم الذي ذكرناه ، والله أعلم .
1236 - " ما من قوم يظهر فيهم الزنا إلا أخذوا بالسنة، وما من قوم يظهر فيهم الرشا،
إلا أخذوا بالرعب ".
قال الالباني في السلسلة الضعيفة :
ضعيف
أخرجه أحمد ( 4/205 ) عن ابن لهيعة عن عبد الله بن سليمان عن محمد بن راشد
المرادي عن عمرو بن العاص قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول :
فذكره.
قلت : وهذا إسناد مسلسل بالعلل :
الأولى : الانقطاع بين المرادي وعمرو. قال الحافظ في " التعجيل " :
" وقد سقط رجل بين محمد وعمرو، فقد ذكر ابن يونس في المصريين محمد بن راشد
المرادي، روى عن رجل عن عبد الله بن عمرو، وذكر البخاري وابن أبي حاتم
وابن حبان في " الثقات " : محمد بن راشد بن أبي سكينة، روى عن أبيه، وعنه
حرملة بن عمران المصري، قال البخاري : " حديثه في المصريين ". وأنا أظن أنه
هذا والله أعلم ".
الثانية : جهالة المرادي هذا، قال الحسيني :
" مجهول غير معروف ".
الثالثة : عبد الله بن سليمان وهو أبو حمزة البصري الطويل. قال الحافظ :
" صدوق يخطىء ". الرابعة : ابن لهيعة، وهو عبد الله سييء الحفظ.
واعلم أن في الأخذ بالسنين حديثا آخر بلفظ :
" ولم ينقصوا المكيال والميزان إلا أخذوا بالسنين، وشدة المؤنة وجور
السلطان عليهم.. ".
وهو مخرج في " الصحيحة " ( 106 ).
1272 - " إذا ظلم أهل الذمة كانت الدولة دولة العدو، وإذا كثر الزنا كثر السبا،
وإذا كثر اللوطية رفع الله يده عن الخلق فلا يبالي في أي واد هلكوا ".
قال الالباني في السلسلة الضعيفة :
ضعيف جدا
رواه الطبراني في " الكبير " ( 1752 ) عن نعيم بن حماد قال : حدثنا عبد الخالق
ابن زيد بن واقد عن أبيه، قال : سمعت بسر بن عبيد الله يذكر عن جابر بن
عبد الله مرفوعا.
قلت : وهذا سند ضعيف جدا عبد الخالق هذا قال النسائي :
" ليس بثقة ".
وقال البخاري :
" منكر الحديث ". وهذا معناه عنده أنه في منتهى الضعف كما هو مشروح في " المصطلح "، فقول المنذري في " الترغيب " ( 3/198 ) :
" ضعيف ولم يترك " ؛ ليس بصواب.
ثم إن الراوي عنه نعيم بن حماد ضعيف أيضا.
1287 - " لا يدخل ولد الزنا الجنة، ولا شيء من نسله، إلى سبعة آباء ".
قال الالباني في السلسلة الضعيفة :
باطل
رواه الطبراني في " الأوسط " ( رقم - 145 ) عن الحسين بن إدريس الحلواني : نا
سليمان بن أبي هو ذة : نا عمرو بن أبي قيس عن إبراهيم بن المهاجر عن مجاهد عن محمد بن عبد الرحمن بن أبي ذباب عن أبي هريرة مرفوعا وقال :
" لم يروه عن إبراهيم إلا عمرو ".
قلت : وهو صدوق له أوهام، لكن شيخه إبراهيم بن المهاجر وهو ابن جابر البجلي
صدوق لين الحفظ، فهو علة الحديث.
وأما إعلال الهيثمي للحديث بقوله ( 6/257 ) :
" وفيه الحسين بن إدريس وهو ضعيف ".
فلا وجه له، لأن الحسين هذا وثقه الدارقطني وأخرج له ابن حبان في " صحيحه "
وكان من الحفاظ كما قال ابن ماكولا، وغاية ما جرح به قول ابن أبي حاتم فيه :
" كتب إلي بجزء من حديثه، فأول حديث منه باطل، والثاني باطل، والثالث
ذكرته لعلي بن الجنيد فقال : أحلف بالطلاق أنه حديث ليس له أصل، وكذا هو عندي
فلا أدري البلاء منه أومن خالد بن هياج ".
فقد تردد ابن أبي حاتم في اتهام الرجل بهذه البواطيل فينبغي التوقف عن الجزم
بأنه المتهم، حتى يأتي البيان وقد وجدنا الحافظ ابن عساكر قال :
" البلاء في الأحاديث المذكورة من خالد بلا شك ".
ومما يؤكد أن الحسين بن إدريس بريء العهدة من هذا الحديث أنه لم يتفرد به كما
يشعر بذلك قول الطبراني المتقدم، وقال عبد بن حميد في " المنتخب من المسند "
( ق 189/2 ) : حدثنا عبد الرحمن بن سعد الرازي : حدثنا عمرو بن أبي قيس به.
وأورده ابن الجوزي في " الموضوعات " ( 3/111 )، وقال - وتبعه السيوطي في "
اللآلىء " - 2/193 ) :
" لا يصح، إبراهيم بن مهاجر ضعيف، قال الدارقطني : اختلف على مجاهد في هذا
الحديث على عشرة أوجه، فتارة يروى عن مجاهد عن أبي هريرة، وتارة عن مجاهد عن
ابن عمر، وتارة عن مجاهد عن ابن أبي ذباب، وتارة عن مجاهد عن ابن عمرو
موقوفا، إلى غير ذلك، وكله من تخليط الرواة ".
قلت : وقد بين أبو نعيم في " حلية الأولياء " ( 3/307 - 309 ) هذه الوجوه
العشرة من الاضطراب، وزاد عليها فأفاد وأجاد، فمن شاء فليرجع إليه.
وللحديث طرق أخرى بنحوه كلها معلولة، وقد ساق ابن الجوزي بعضها وبين عللها
ثم قال :
" إن هذه الأحاديث مخالفة للأصول، وأعظمها قوله تعالى : " ولا تزر وازرة
وزر أخرى " ".
وزاد عليه ابن عراق في " تنزيه الشريعة " ( 2/228 ) :
" قلت : ولقوله صلى الله عليه وسلم " ولد الزنا ليس عليه إثم أبو يه شيء ".
أخرجه الطبراني من حديث عائشة. قال السخاوي : وسنده جيد. والله أعلم ".
قلت : وقد تكلم على الحديث جماعة من العلماء كالحافظ ابن حجر في " تخريج
الكشاف " ( 4/176/210 ) والسخاوي في " المقاصد الحسنة " ( 470/1322 ) وابن
طاهر في " تذكرة الموضوعات " ( ص 109 ) وابن القيم في " المنار " ( ص 48 )،
واتفقوا جميعا على أنه ليس على ظاهره، وعلى أنه ليس له إسناد صالح للاحتجاج
به، وغاية ما ادعاه بعضهم ردا على ابن طاهر وابن الجوزي أنه ليس بموضوع !
ولذلك تكلفوا في تأويله حتى لا يتعارض مع الأصل المتقدم، بما تراه مشروحا في
كثير من المصادر المتقدمة. وأنا أرى أنه لا مسوغ لتكلف تأويله بعد ثبوت ضعفه
من جميع طرقه، ولذلك فقد أحسن صنعا من حكم عليه بالوضع كابن طاهر وابن
الجوزي. والله أعلم.
ثم بدا لي تقييد هذا الحكم، بهذا اللفظ المخرج هنا بتمامه، وأما طرفه الأول
منه، فقد روي نحوه من طرق أخرى يقوي بعضها بعضا، وصحح أحدها ابن حبان في
حديث خرجته في " الصحيحة " برقم ( 672 )، وذكرت هناك المعنى المراد منه
فراجعه.
1462 - " فرخ الزنا لا يدخل الجنة ".
قال الالباني في السلسلة الضعيفة :
ضعيف
رواه ابن عدي ( 189/1 ) : حدثنا حمزة بن داود الثقفي : حدثنا محمد بن زنبور :
حدثنا عبد العزيز بن أبي حازم عن سهيل عن أبيه عن أبي هريرة مرفوعا وقال :
" يعرف بسهيل ".
قلت : إنما يعرف عنه بلفظ : " ولد الزنا شر الثلاثة ".
هكذا أخرجه الطحاوي وأبو داود وغيرهما من طرق عدة عن سهيل به. وفي لفظ
للطحاوي : " فرخ الزنا شر الثلاثة "، لكن في إسناده حسان بن غالب وهو متروك.
فالمحفوظ اللفظ الذي قبله، ولذلك خرجته في " الصحيحة " ( 671 ).
وأما هذا فعلته محمد بن زنبور، فإن فيه ضعفا، فلا يقبل منه ما خالف فيه
الثقات، وحمزة بن داود الثقفي لم أجد له ترجمة.
وهذا ليس بشيء كما ترى ، فقد أساء بذكره إياه في " الجامع الصغير " ! ولعبد النور هذا حديث آخر زاد فيه أشياء خلافا للثقات ، وسيأتي إن شاء الله تعالى .
1846 - " الغيبة أشد من الزنا ، إن الرجل يتوب فيتوب الله عليه ، وإن صاحب الغيبة لا يغفر له حتى يغفر له صاحبه " .
ضعيف جدا . رواه السلفي في " الطيوريات " ( 173 / 1 ) وابن عبد الهادي في
" جزء أحاديث ... " ( 227 / 2 ) عن أسباط بن محمد : أخبرنا أبو رجاء الخراساني
عن عباد بن كثير عن الجريري عن أبي نضرة عن جابر بن عبد الله وأبي سعيد
الخدري مرفوعا . ورواه أبو موسى المديني في " اللطائف " ( 4 / 1 ) عن داود
بن المحبر : حدثنا عباد بن كثير به ، إلا أنه قال : " عن أبي سعيد عن جابر بن
عبد الله " ، وقال : " حديث غريب لا أعرفه هكذا إلا من هذا الوجه ، ورواه أبو
رجاء عبد الله بن واقد الهروي عن عباد فقال : عن جابر وأبي سعيد رضي الله
عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم " . قلت : داود متهم بالكذب ، فلا عبرة
بمخالفته ، وأسباط وأبو رجاء ثقتان ، وإنما علة الحديث عباد بن كثير وهو
الثقفي البصري ، قال الحافظ : " متروك ، قال أحمد : روى أحاديث كذب " . و
الحديث قال الهيثمي في " المجمع " ( 8 / 92 ) : " رواه الطبراني في " الأوسط "
، وفيه عباد بن كثير الثقفي وهو متروك " . وقال الحافظ المنذري في " الترغيب
" ( 3 / 300 ) : " رواه ابن أبي الدنيا في " كتاب الغيبة " ، والطبراني في "
الأوسط " ، والبيهقي ، عن جابر بن عبد الله وأبي سعيد الخدري . ورواه
البيهقي أيضا عن رجل لم يسم عن أنس . ورواه عن سفيان بن عيينة غير مرفوع ، و
هو الأشبه . والله أعلم " . وقد روي الحديث بلفظ : " إياكم والغيبة فإن
الغيبة أشد من الزنا ، قيل : يا رسول الله ! وكيف الغيبة أشد من الزنا ؟ قال :
الرجل يزني فيتوب ، فيتوب الله عز وجل عليه ، وإن صاحب الغيبة لا يغفر له حتى
يغفر له صاحبه " . رواه الدينوري في " المجالسة " ( 27 / 8 / 2 ) والضياء في
" المنتقى من مسموعاته بمرو" ( 23 / 2 ) عن أسباط بن محمد قال : حدثنا أبو
رجاء الخراساني عن عباد بن كثير عن الجريري عن أبي نضرة عن جابر بن عبد الله و
أبي سعيد الخدري مرفوعا . ورواه الواحدي في " تفسيره " ( 4 / 81 / 2 ) من هذا
الوجه عن جابر وحده ، إلا أنه وقع فيه : " عن أبي الزبير " بدل : " أبي نضرة "
، ولعله تحريف من بعض الرواة وهكذا على الصواب أورده ابن أبي حاتم في " العلل
" ( 2 / 120 ) وقال : " فقلت لأبي : هذا الحديث منكر ؟ قال : كما تقول ، (
الأصل : يكون ) أسأل الله العافية ، يجيء عباد بن كثير البصري بمثل هذا ؟! " .
والحديث عند الطبراني في " الأوسط " ( 4 / 485 - مجمع البحرين ) والبيهقي في
" الشعب " ( 2 / 305 / 2 ) والأصبهاني في " الترغيب " ( 582 ) عن عباد به .
4128 - ( المقيم على الزنا كعابد وثن ) .
قال الالباني في السلسلة الضعيفة :
ضعيف جداً
رواه ابن نظيف في "الفوائد" (100/ 1) عن كثير بن يزيد ابن أبي صابر : أخبرنا جنادة بن مروان ، عن الحارث بن النعمان ابن أخت سعيد بن جبير ، عن أنس بن مالك مرفوعاً .
قلت : وهذا إسناد ضعيف جداً ؛ الحارث هذا ؛ قال البخاري :
"منكر الحديث" . وقال العقيلي :
"أحاديثه مناكير" .
وجنادة بن مروان ؛ قال أبو حاتم :
"ليس بقوي في الحديث" .
وله طريق آخر ، رواه ابن عساكر (7/ 161/ 2) عن إبراهيم بن الهيثم البلدي : أخبرنا علي بن عياش الحمصي ، عن سعيد بن عمارة ، عن الحارث بن النعمان قال : سمعت أنس بن مالك مرفوعاً .
قلت : وسعيد بن عمارة ؛ قال الأزدي :
"متروك" . وقال ابن حزم : "مجهول" . وقال الحافظ :
"ضعيف" .
4295 - ( لأن أمتع بسوط في سبيل الله ؛ أحب إلي من أن أعتق ولد الزنا ) .
قال الالباني في السلسلة الضعيفة :
ضعيف
أخرجه الحاكم (2/ 215) عن سلمة بن الفضل ، عن محمد بن إسحاق ، عن الزهري ، عن عروة بن الزبير قال :
"بلغ عائشة رضي الله عنها أن أبا هريرة يقول : إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال : (فذكره) ، وأن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال :
"ولد الزنا شر الثلاثة" ، و "إن الميت يعذب ببكاء الحي" ، فقالت عائشة : رحم الله أبا هريرة ! أساء سمعاً فأساء إصابة ، أما قوله : "لأن أمتع بسوط في سبيل الله أحب إلي من أن أعتق ولد الزنا" ، إنها لما نزلت (فلا اقتحم العقبة . وما أدراك ما العقبة) قيل : يا رسول الله ! ما عندنا ما نعتق إلا أن أحدنا له جارية سوداء تخدمه وتسعى عليه ، فلو أمرناهن فزنين فجئن بالأولاد فأعتقناهم !؟ فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - :
"لأن أمتع بسوط في سبيل الله أحب إلي من أن آمر بالزنا ثم أعتق الولد" .
وأما قوله : "ولد الزنا شر ثلاثة" ، فلم يكن الحديث على هذا ، إنما كان رجل من المنافقين يؤذي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال : "من يعذرني من فلان ؟" قيل : يا رسول الله مع ما به ، ولد زنا ، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : "هو شر الثلاثة ، والله عز وجل يقول : (ولا تزر وازرة وزر أخرى)" .
وأما قوله : "إن الميت ليعذب ببكاء الحي" ، فلم يكن الحديث على هذا ، ولكن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مر بدار رجل من اليهود قد مات وأهله يبكون عليه فقال : "إنهم يبكون عليه ، وإنه ليعذب ، والله عز وجل يقول : (لا يكلف الله نفساً إلا وسعها)" . وقال الحاكم :
"صحيح على شرط مسلم" ! ورده الذهبي بقوله :
"كذا قال ، وسلمة لم يحتج به (م) وقد وثق ، وضعفه ابن راهويه" .
قلت : وقال الحافظ في "التقريب" :
"صدوق كثير الخطأ" .
قلت : وابن إسحاق مدلس وقد عنعنه ، فإنى للحديث الصحة بل الحسن ؟!
وقد روي من طريق أخرى عن الزهري ، فقال الحارث بن أبي أسامة في "مسنده" (56/ 1 - زوائده) : حدثنا عبد العزيز بن أبان قال : حدثنا معمر بن أبان ابن حمران قال : أخبرني الزهري به نحوه .
وابن أبان هذا ؛ متروك ؛ فلا يستشهد به .
6110 - ( مَن نظرَ إلى فرجِ امرأةٍ ؛ لم تَحِلَّ له أمُّها ولا ابنتُها) .
قال الالباني في السلسلة الضعيفة :
منكر .
أخرجه ابن أبي شيبة في "المصنف " (4/165) : جرير بن عبدالحميد
عن حجاج عن أبي هانئ قال : قال رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ... فذكره .
قلت : وهذا إسناد ضعيف مرسل ، أبو هانئ هذا لم أعرفه ، وقد ذكر الذهبي
في "المقتنى" خمسة بهذه الكنية وسماهم ، ولم يتبين لي أنه منهم ، وكلام
البيهقي الآتي يشعر بأنه مجهول لا يعرف .
والحجاج الظاهر أنه ابن أرطاة ، وبه جزم البيهقي ، وهو كوفي ، وكذا الراوي
عنه جرير بن عبدالحميد ، قال البيهقي في (باب الزنا لا يحرم الحلال) من "السنن
الكبرى ، (7/ 170) :
"وأما الذي يروى فيه عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : "إذا نظر الرجل إلى فرج المرأة ؛ حرمت عليه أمها وابنتها" ؛ فإنه إنما رواه الحجاج بن أرطاة عن أبي هانئ ، أو أم هانئ عن
النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ . وهذا منقطع ، ومجهول ، وضعيف ، الحجاج بن أرطاة لا يحتج به فيما
يسنده ، فكيف بما يرسله عمن لا يعرف ؟! " .
وجزم الحافظ في "الفتح " (9/156) بأنه حديث ضعيف ، وعزاه لابن أبي
شيبة من حديث أم هانئ ؛ كذا وقع فيه : (أم هانئ) ... والصواب : (أبو هانئ) - كما
سبق عن "المصنف " - ، وكذلك وقع في "الدر المنثورة (2/136) معزواً لابن أبي
شيبة ، ووقع عند البيهقي معلقاً على الشك : (أبي هانئ ، أو : أم هانئ) - كما
رأيت - ، فإن كان محفوظاً ؛ ففيه إشارة إلى أن الراوي لم يحفظه جيداً ، ولعل ذلك
من الحجاج أو من شيخه الذي أسقطه من الإسناد ؛ فإنه مشهور بالتدليس . والله
أعلم .
140 - " الزنا يورث الفقر " .
قال الالباني في السلسلة الضعيفة :
باطل .
رواه القضاعي في " مسند الشهاب " ( 7 / 2 ) عن أحمد بن عبد الرحمن بن أخي وهب قال أخبرنا عمي قال أنبأنا الماضي بن محمد عن ليث بن أبي سليم عن مجاهد عن عبد الله بن عمر مرفوعا .
قلت : وهذا سند واه ، وله علتان : الأولى ضعف ليث بن أبي سليم . والأخرى الماضي بن محمد وهو مجهول ، منكر الحديث كما تقدم ، وعزاه السيوطي في " الجامع " لرواية القضاعي والبيهقي عن ابن عمر ، وقال المنذري في " الترغيب " ( 3 / 190 ) : رواه البيهقي ، وفي إسناده الماضي بن محمد.
قلت : هو عنده في " الشعب " ( 4 / 363 ) من طريق ابن عدي وهذا في " الكامل " ( 6 / 432 ) وقال الذهبي : له أحاديث منكرة منها هذا الحديث .
قلت : والحديث رواه ابن أبي حاتم في " العلل " ( 1 / 410 - 411 ) : سمعت أبي وحدثنا عن حرملة عن ابن وهب عن الماضي بن محمد عن هشام عن ليث بن أبي سليم عن مجاهد عن ابن عمر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : فذكره ، قال أبي : هذا حديث باطل ، وماضي لا أعرفه .
قلت : ثم وجدت له متابعا ، فقال أبو بكر الكلاباذي في " مفتاح المعاني " ( 359 / 2 ) : حدثنا عبد الله بن محمد حدثنا القاسم بن عباد حدثنا عباد حدثنا أحمد بن حرب عن حسان عن إسماعيل عن ليث به .
قلت : فانحصرت علة الحديث في الليث ولعل أصله موقوف وهم فيه الليث فرفعه ، فقد رواه ابن حبان في " الثقات ، ( 2 / 295 ) من طريق مكحول الشامي قال لي ابن عمر يا مكحول إياك والزنا فإنه يورث الفقر .
ثم وجدت له طريقا آخر أخرجه البيهقي في " الشعب " والديلمي في " مسند الفردوس " ( 2 / 99 / 2 - الغرائب ) كلاهما من طريق الحاكم عن شيخه محمد ابن صالح بن هانيء وهو ثقة قال حدثنا أحمد بن سهل بن مالك حدثني محمد بن إسماعيل البخاري حدثنا الحسن بن علي الصفار حدثنا أبو خالد الأحمر حدثنا محمد ابن عجلان عن نافع عن ابن عمر به .
قلت : وهذا إسناد حسن لولا أنني لم أعرف الحسن بن علي بن صفار وأحمد بن سهل ابن مالك ، فمن كان عنده علم عنهما فليتفضل بإعلامي مشكورا وجزاه الله خيرا .
وللحديث شاهد ولكنه واه وهو :
141 - " إياكم والزنا فإنه فيه ست خصال : ثلاثا في الدنيا وثلاثا في الآخرة ، فأما اللواتي في الدنيا فإنه يذهب بالبهاء ، ويورث الفقر ، وينقص الرزق ، وأما اللواتي في الآخرة : فإنه يورث سخط الرب ، وسوء الحساب والخلود في النار " .
قال الالباني في السلسلة الضعيفة :
موضوع .
أخرجه ابن عدي ( 20 / 23 ) وأبو نعيم ( 4 / 111 ) من طريق مسلمة بن علي عن الأعمش عن شقيق عن حذيفة رضي الله عنه مرفوعا ، وقال ابن عدي : وهذا عن الأعمش غير محفوظ وهو منكر ، وقال أبو نعيم : غريب من حديث الأعمش ، تفرد به مسلمة وهو ضعيف الحديث .
قلت : وهو مجمع على تركه ، بل قال الحاكم : روى عن الأوزاعي والزبيدي المناكير والموضوعات وقد ساق له الذهبي من مناكيره أحاديث كثيرة منها هذا ، وآخر قال فيه أبو حاتم : باطل موضوع وسيأتي إن شاء الله برقم ( 145 ) .
والحديث أورده ابن الجوزي في " الموضوعات " ( 3 / 107 ) من طريق أبي نعيم ثم قال : مسلمة متروك ، وتابعه أبان بن نهشل عن إسماعيل بن أبي خالد عن الأعمش به وأبان منكر الحديث جدا ، قال ابن حبان : ولا أصل لهذا الحديث ، وتعقبه السيوطي في " اللآليء " ( 2 / 191 ) بما نقله عن أبي نعيم من اقتصاره على تضعيف مسلمة ، وبأن البيهقي أخرجه في " شعب الإيمان " وقال : هذا إسناد ضعيف ، مسلمة متروك وأبو عبد الرحمن الكوفي مجهول .
قلت : أبو عبد الرحمن هذا وقع في رواية ابن الجوزي بين مسلمة والأعمش ، وليس هو في سند " الحلية " ولا في سند الحديث في " الميزان " فالله أعلم .
ثم رأيت الحديث في جزء من " أمالي الشريف أبي القاسم الحسيني " ( 55 / 1 ) وفيه أبو عبد الرحمن الكوفي هذا ، وكذا هو في " الشعب " ( 4 / 379 / 5475 ) .ثم وجدت له طريقا آخر عن الأعمش أخرجه الواحدي في " الوسيط " ( 3 / 100 / 1 ) من طريق معاوية بن يحيى عن سليمان عن الأعمش .
قلت : ومعاوية هذا هو الصدفي وهو ضعيف جدا ، قال النسائي : ليس بثقة وضعفه هو في رواية وغيره ، ولا يخفى أن تعقب السيوطي المذكور لا فائدة منه لأن كلام البيهقي وكذا أبي نعيم ليس نصا في أن الحديث غير موضوع حتى يعارض به حكم ابن الجوزي بوضعه لما أخبرناك غير مرة أن الموضوع من أنواع الحديث الضعيف .
فتنبه ، وقد روي هذا الحديث بلفظ آخر وهو :
142 - " إياكم والزنا فإن في الزنا ست خصال ، ثلاث في الدنيا وثلاث في الآخرة ، فأما اللواتي في دار الدنيا فذهاب نور الوجه ، وانقطاع الرزق ، وسرعة الفناء وأما اللواتي في الآخرة فغضب الرب ، وسوء الحساب ، والخلود في النار إلا أن يشاء الله " .
قال الالباني في السلسلة الضعيفة :
موضوع .
أخرجه الخطيب ( 12 / 493 ) وعنه ابن الجوزي في " الموضوعات " ( 3 / 107 ) من طريق كعب بن عمرو بن جعفر البلخي إملاءً : حدثنا أبو جابر عرس بن فهد الموصلي في الموصل : حدثنا الحسن بن عرفة العبدي : حدثني يزيد بن هارون عن حميد الطويل عن أنس مرفوعا ، وقال الخطيب وتبعه ابن الجوزي : رجال إسناد هذا الحديث ثقات سوى كعب وكان غير ثقة ، ثم روى عن محمد بن أبي الفوارس أنه قال : كان سيء الحال في الحديث ، وعن العتيقي قال : فيه تساهل في الحديث .
والحديث رواه من هذا الوجه الواحدي في " تفسيره " ( ق 155 / 1 ) ، وتعقب ابن الجوزي السيوطي في " اللآليء " ( 2 / 191 ) بقوله : قلت : وله طريق آخر واه أخرجه أبو نعيم : حدثنا أبو بكر المفيد حدثنا أبو الدنيا الأشج عن علي بن أبي طالب رفعه ، والله أعلم .
قلت : لم يخجل السيوطي عفا الله عنا وعنه من أن يستشهد بهذا الإسناد الباطل فإن أبا الدنيا هذا كذاب أفاك لا يخفى حاله على السيوطي ، فقد ترجمه الذهبي في " الميزان " فقال : كذاب طرقي ، كان بعد الثلاث مئة ادعى السماع من علي بن أبي طالب واسمه عثمان بن خطاب أبو عمرو ، حدث عنه محمد بن أحمد المفيد بأحاديث وأكثرها متون معروفة ملصوقة بعلي بن أبي طالب ... وما يعني برواية هذا الضرب ويفرح بعلوها إلا الجهلة ، وقال في ترجمته من الأسماء : طير طرأ على أهل بغداد ، وحدث بقلة حياء بعد الثلاث مئة عن علي بن أبي طالب فافتضح بذلك وكذبه النقادون .
فإذا كان السيوطي لا يحكم بوضع حديث يرويه مثل هذا الرجل البين كذبه ، فهو دليل واضح على مبلغ تساهله في حكمه على الأحاديث ، فاعلم هذا ولا تنسه يفدك ذكرك إياه في مواطن النزاع .
وروي هذا الحديث على لفظ ، آخر وهو :
143 - " إياكم والزنا فإن فيه أربع خصال : يذهب بالبهاء من الوجه ، ويقطع الرزق ، ويسخط الرحمن ، والخلود في النار " .
قال الالباني في السلسلة الضعيفة :
موضوع .
رواه الطبراني في " الأوسط " ( 2 / 144 / 2 / 7238 - بترقيمي ) وابن الجوزي في " الموضوعات " ( 3 / 106 ) من رواية ابن عدي عن عمرو بن جميع عن ابن جريج عن عطاء عن ابن عباس مرفوعا ، وقال الطبراني : لم يروه ، عن ابن جريج إلا عمرو ، وقال ابن الجوزي : عمرو كذاب ، وهو كما قال الهيثمي في " المجمع " ( 6 / 255 ) : رواه الطبراني في " الأوسط " وفيه عمرو بن جميع وهو متروك ، وأما السيوطي فتعقبه في " اللآليء " ( 2 / 189 ) بقوله : قلت : أخرجه الطبراني في " الأوسط " ، وبناء على هذا التعقيب الذي لا يسمن ولا يغني من جوع أورد السيوطي الحديث في " الجامع " برواية الطبراني وابن عدي فتعقبه الشارح المناوي بعد أن ذكر تعقب السيوطي لابن الجوزي فقال : وهو تعقب أو هى من بيت العنكبوت لأن ابن جميع الذي حكم بوضع الحديث لأجله في سند الطبراني أيضا فما الذي صنعه ؟
! ثم وجدت له متابعا فقال أبو سعيد بن الأعرابي في " معجمه " ( 99 / 2 ) أنبأنا إبراهيم بن إسماعيل الطلحي أبو إسحاق الكوفي يعرف بابن جهد ، أنبأنا مختار بن غسان قال سمعت إسماعيل بن مسلم عن ابن جريج به .
قلت : ومن طريق ابن الأعرابي رواه ابن الحمامي الصوفي في " منتخب من مسموعاته " ( 34 / 2 ) ، وهذا السند خير من الذي قبله ، ولكنه معلول من وجوه ثلاثة : الأول : إسماعيل هذا هو البصري ثم المكي ضعيف .
الثاني : مختار بن غسان لم يوثقه أحد .
الثالث : إبراهيم بن إسماعيل لم أجد من ترجمه نعم ذكره ابن حبان ( في الثقات ) (80 / 88 ) ثم إن مدار السندين على ابن جريج وقد عنعنه !
723 - " ما زنى عبد قط فأدمن على الزنا إلا ابتلي في أهل بيته " .
قال الالباني في السلسلة الضعيفة :
موضوع .
رواه ابن عدي ( 15 / 2 ) وأبو نعيم في " أخبار أصبهان " ( 1 / 278 ) عن إسحاق بن نجيح عن ابن جريج عن عطاء عن ابن عباس مرفوعا ، وقال ابن عدي : " وإسحاق بن نجيح بين الأمر في الضعفاء ، وهو ممن يضع الحديث " .
وأورده السيوطي في " ذيل الأحاديث الموضوعة " ( ص 149 رقم 728 ) وقال : " إنه من أباطيل إسحاق بن نجيح " . ومما يؤيد بطلان هذا الحديث أنه يؤكد وقوع الزنى في أهل الزاني ، وهذا باطل يتنافى مع الأصل المقرر في القرآن ( وأن ليس للإنسان إلا ما سعى ) . نعم إن كان الرجل يجهر بالزنا ويفعله في بيته فربما سرى ذلك إلى أهله والعياذ بالله تعالى ولكن ليس ذلك بحتم كما أفاده هذا الحديث ، فهو باطل . ومثله : " من زنى زني به ولوبحيطان داره " .
877 - " أولاد الزنا يحشرون يوم القيامة على صورة القردة والخنازير " .
قال الالباني في السلسلة الضعيفة :
منكر .
رواه العقيلي في " الضعفاء " ( 139 ) عن زيد بن عياض عن عيسى بن حطان الرقاشي عن عبد الله بن عمرو مرفوعا . وقال : " لا يحفظ من وجه يثبت " .
ثم روى عن سلام بن أبي مطيع قال : حدث رجل أيوب يوما حديثا ، فأنكره أيوب ، فقال أيوب : من حدثك بهذا ؟ قال : محمد بن واسع . قال : بخ ، ثقة . قال : عن من ؟ قال : عن زيد بن عياض : قال لا تزده " .
وللحديث علة أخرى وهي الرقاشي هذا ، فهو وإن ذكره ابن حبان في " الثقات " ( 1 / 162 ) فقد قال ابن عبد البر : " ليس ممن يحتج بحديثه " . والحديث عندي ظاهر النكارة مخالف لأصل إسلامي عظيم وهو قوله تبارك وتعالى : ( لا تزر وازرة وزر أخرى ) . فما ذنب أولاد الزنا حتى يحشروا على صورة القردة والخنازير ؟! ورحم الله من قال : غيري جنى وأنا المعذب فيكم فكأنني سبابة المتندم !
والحديث أورده ابن الجوزي في " الموضوعات " من طريق العقيلي هذه ، وقال ( 3 / 109 ) : " موضوع لا أصل له " . ووافقه السيوطي في " اللآلي " ( 1971 ) . وأما ابن عراق في " تنزيه الشريعة " ( 310 / 1 ) فقد تعقبهما بقوله : " لم أر من اتهمهما بكذب ووضع ، وقال الذهبي في زيد بن عياض : قلت : كأن أيوب رحمه الله يغمز من زيد بن عياض ، فيقول للرجل حينما ذكره : " لا تزده " . أي لا تزد في ذكر من فوقه من الإسناد لأنه سقط ما دام أنه من طريق ابن عياض ذكره ابن أبي حاتم مختصرا ولم يضعفه ، والله أعلم " .
قلت : وكأنه ذهل عن الأصل القرآني العظيم الذي ذكرناه ، والله أعلم .
1236 - " ما من قوم يظهر فيهم الزنا إلا أخذوا بالسنة، وما من قوم يظهر فيهم الرشا،
إلا أخذوا بالرعب ".
قال الالباني في السلسلة الضعيفة :
ضعيف
أخرجه أحمد ( 4/205 ) عن ابن لهيعة عن عبد الله بن سليمان عن محمد بن راشد
المرادي عن عمرو بن العاص قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول :
فذكره.
قلت : وهذا إسناد مسلسل بالعلل :
الأولى : الانقطاع بين المرادي وعمرو. قال الحافظ في " التعجيل " :
" وقد سقط رجل بين محمد وعمرو، فقد ذكر ابن يونس في المصريين محمد بن راشد
المرادي، روى عن رجل عن عبد الله بن عمرو، وذكر البخاري وابن أبي حاتم
وابن حبان في " الثقات " : محمد بن راشد بن أبي سكينة، روى عن أبيه، وعنه
حرملة بن عمران المصري، قال البخاري : " حديثه في المصريين ". وأنا أظن أنه
هذا والله أعلم ".
الثانية : جهالة المرادي هذا، قال الحسيني :
" مجهول غير معروف ".
الثالثة : عبد الله بن سليمان وهو أبو حمزة البصري الطويل. قال الحافظ :
" صدوق يخطىء ". الرابعة : ابن لهيعة، وهو عبد الله سييء الحفظ.
واعلم أن في الأخذ بالسنين حديثا آخر بلفظ :
" ولم ينقصوا المكيال والميزان إلا أخذوا بالسنين، وشدة المؤنة وجور
السلطان عليهم.. ".
وهو مخرج في " الصحيحة " ( 106 ).
1272 - " إذا ظلم أهل الذمة كانت الدولة دولة العدو، وإذا كثر الزنا كثر السبا،
وإذا كثر اللوطية رفع الله يده عن الخلق فلا يبالي في أي واد هلكوا ".
قال الالباني في السلسلة الضعيفة :
ضعيف جدا
رواه الطبراني في " الكبير " ( 1752 ) عن نعيم بن حماد قال : حدثنا عبد الخالق
ابن زيد بن واقد عن أبيه، قال : سمعت بسر بن عبيد الله يذكر عن جابر بن
عبد الله مرفوعا.
قلت : وهذا سند ضعيف جدا عبد الخالق هذا قال النسائي :
" ليس بثقة ".
وقال البخاري :
" منكر الحديث ". وهذا معناه عنده أنه في منتهى الضعف كما هو مشروح في " المصطلح "، فقول المنذري في " الترغيب " ( 3/198 ) :
" ضعيف ولم يترك " ؛ ليس بصواب.
ثم إن الراوي عنه نعيم بن حماد ضعيف أيضا.
1287 - " لا يدخل ولد الزنا الجنة، ولا شيء من نسله، إلى سبعة آباء ".
قال الالباني في السلسلة الضعيفة :
باطل
رواه الطبراني في " الأوسط " ( رقم - 145 ) عن الحسين بن إدريس الحلواني : نا
سليمان بن أبي هو ذة : نا عمرو بن أبي قيس عن إبراهيم بن المهاجر عن مجاهد عن محمد بن عبد الرحمن بن أبي ذباب عن أبي هريرة مرفوعا وقال :
" لم يروه عن إبراهيم إلا عمرو ".
قلت : وهو صدوق له أوهام، لكن شيخه إبراهيم بن المهاجر وهو ابن جابر البجلي
صدوق لين الحفظ، فهو علة الحديث.
وأما إعلال الهيثمي للحديث بقوله ( 6/257 ) :
" وفيه الحسين بن إدريس وهو ضعيف ".
فلا وجه له، لأن الحسين هذا وثقه الدارقطني وأخرج له ابن حبان في " صحيحه "
وكان من الحفاظ كما قال ابن ماكولا، وغاية ما جرح به قول ابن أبي حاتم فيه :
" كتب إلي بجزء من حديثه، فأول حديث منه باطل، والثاني باطل، والثالث
ذكرته لعلي بن الجنيد فقال : أحلف بالطلاق أنه حديث ليس له أصل، وكذا هو عندي
فلا أدري البلاء منه أومن خالد بن هياج ".
فقد تردد ابن أبي حاتم في اتهام الرجل بهذه البواطيل فينبغي التوقف عن الجزم
بأنه المتهم، حتى يأتي البيان وقد وجدنا الحافظ ابن عساكر قال :
" البلاء في الأحاديث المذكورة من خالد بلا شك ".
ومما يؤكد أن الحسين بن إدريس بريء العهدة من هذا الحديث أنه لم يتفرد به كما
يشعر بذلك قول الطبراني المتقدم، وقال عبد بن حميد في " المنتخب من المسند "
( ق 189/2 ) : حدثنا عبد الرحمن بن سعد الرازي : حدثنا عمرو بن أبي قيس به.
وأورده ابن الجوزي في " الموضوعات " ( 3/111 )، وقال - وتبعه السيوطي في "
اللآلىء " - 2/193 ) :
" لا يصح، إبراهيم بن مهاجر ضعيف، قال الدارقطني : اختلف على مجاهد في هذا
الحديث على عشرة أوجه، فتارة يروى عن مجاهد عن أبي هريرة، وتارة عن مجاهد عن
ابن عمر، وتارة عن مجاهد عن ابن أبي ذباب، وتارة عن مجاهد عن ابن عمرو
موقوفا، إلى غير ذلك، وكله من تخليط الرواة ".
قلت : وقد بين أبو نعيم في " حلية الأولياء " ( 3/307 - 309 ) هذه الوجوه
العشرة من الاضطراب، وزاد عليها فأفاد وأجاد، فمن شاء فليرجع إليه.
وللحديث طرق أخرى بنحوه كلها معلولة، وقد ساق ابن الجوزي بعضها وبين عللها
ثم قال :
" إن هذه الأحاديث مخالفة للأصول، وأعظمها قوله تعالى : " ولا تزر وازرة
وزر أخرى " ".
وزاد عليه ابن عراق في " تنزيه الشريعة " ( 2/228 ) :
" قلت : ولقوله صلى الله عليه وسلم " ولد الزنا ليس عليه إثم أبو يه شيء ".
أخرجه الطبراني من حديث عائشة. قال السخاوي : وسنده جيد. والله أعلم ".
قلت : وقد تكلم على الحديث جماعة من العلماء كالحافظ ابن حجر في " تخريج
الكشاف " ( 4/176/210 ) والسخاوي في " المقاصد الحسنة " ( 470/1322 ) وابن
طاهر في " تذكرة الموضوعات " ( ص 109 ) وابن القيم في " المنار " ( ص 48 )،
واتفقوا جميعا على أنه ليس على ظاهره، وعلى أنه ليس له إسناد صالح للاحتجاج
به، وغاية ما ادعاه بعضهم ردا على ابن طاهر وابن الجوزي أنه ليس بموضوع !
ولذلك تكلفوا في تأويله حتى لا يتعارض مع الأصل المتقدم، بما تراه مشروحا في
كثير من المصادر المتقدمة. وأنا أرى أنه لا مسوغ لتكلف تأويله بعد ثبوت ضعفه
من جميع طرقه، ولذلك فقد أحسن صنعا من حكم عليه بالوضع كابن طاهر وابن
الجوزي. والله أعلم.
ثم بدا لي تقييد هذا الحكم، بهذا اللفظ المخرج هنا بتمامه، وأما طرفه الأول
منه، فقد روي نحوه من طرق أخرى يقوي بعضها بعضا، وصحح أحدها ابن حبان في
حديث خرجته في " الصحيحة " برقم ( 672 )، وذكرت هناك المعنى المراد منه
فراجعه.
1462 - " فرخ الزنا لا يدخل الجنة ".
قال الالباني في السلسلة الضعيفة :
ضعيف
رواه ابن عدي ( 189/1 ) : حدثنا حمزة بن داود الثقفي : حدثنا محمد بن زنبور :
حدثنا عبد العزيز بن أبي حازم عن سهيل عن أبيه عن أبي هريرة مرفوعا وقال :
" يعرف بسهيل ".
قلت : إنما يعرف عنه بلفظ : " ولد الزنا شر الثلاثة ".
هكذا أخرجه الطحاوي وأبو داود وغيرهما من طرق عدة عن سهيل به. وفي لفظ
للطحاوي : " فرخ الزنا شر الثلاثة "، لكن في إسناده حسان بن غالب وهو متروك.
فالمحفوظ اللفظ الذي قبله، ولذلك خرجته في " الصحيحة " ( 671 ).
وأما هذا فعلته محمد بن زنبور، فإن فيه ضعفا، فلا يقبل منه ما خالف فيه
الثقات، وحمزة بن داود الثقفي لم أجد له ترجمة.
وهذا ليس بشيء كما ترى ، فقد أساء بذكره إياه في " الجامع الصغير " ! ولعبد النور هذا حديث آخر زاد فيه أشياء خلافا للثقات ، وسيأتي إن شاء الله تعالى .
1846 - " الغيبة أشد من الزنا ، إن الرجل يتوب فيتوب الله عليه ، وإن صاحب الغيبة لا يغفر له حتى يغفر له صاحبه " .
ضعيف جدا . رواه السلفي في " الطيوريات " ( 173 / 1 ) وابن عبد الهادي في
" جزء أحاديث ... " ( 227 / 2 ) عن أسباط بن محمد : أخبرنا أبو رجاء الخراساني
عن عباد بن كثير عن الجريري عن أبي نضرة عن جابر بن عبد الله وأبي سعيد
الخدري مرفوعا . ورواه أبو موسى المديني في " اللطائف " ( 4 / 1 ) عن داود
بن المحبر : حدثنا عباد بن كثير به ، إلا أنه قال : " عن أبي سعيد عن جابر بن
عبد الله " ، وقال : " حديث غريب لا أعرفه هكذا إلا من هذا الوجه ، ورواه أبو
رجاء عبد الله بن واقد الهروي عن عباد فقال : عن جابر وأبي سعيد رضي الله
عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم " . قلت : داود متهم بالكذب ، فلا عبرة
بمخالفته ، وأسباط وأبو رجاء ثقتان ، وإنما علة الحديث عباد بن كثير وهو
الثقفي البصري ، قال الحافظ : " متروك ، قال أحمد : روى أحاديث كذب " . و
الحديث قال الهيثمي في " المجمع " ( 8 / 92 ) : " رواه الطبراني في " الأوسط "
، وفيه عباد بن كثير الثقفي وهو متروك " . وقال الحافظ المنذري في " الترغيب
" ( 3 / 300 ) : " رواه ابن أبي الدنيا في " كتاب الغيبة " ، والطبراني في "
الأوسط " ، والبيهقي ، عن جابر بن عبد الله وأبي سعيد الخدري . ورواه
البيهقي أيضا عن رجل لم يسم عن أنس . ورواه عن سفيان بن عيينة غير مرفوع ، و
هو الأشبه . والله أعلم " . وقد روي الحديث بلفظ : " إياكم والغيبة فإن
الغيبة أشد من الزنا ، قيل : يا رسول الله ! وكيف الغيبة أشد من الزنا ؟ قال :
الرجل يزني فيتوب ، فيتوب الله عز وجل عليه ، وإن صاحب الغيبة لا يغفر له حتى
يغفر له صاحبه " . رواه الدينوري في " المجالسة " ( 27 / 8 / 2 ) والضياء في
" المنتقى من مسموعاته بمرو" ( 23 / 2 ) عن أسباط بن محمد قال : حدثنا أبو
رجاء الخراساني عن عباد بن كثير عن الجريري عن أبي نضرة عن جابر بن عبد الله و
أبي سعيد الخدري مرفوعا . ورواه الواحدي في " تفسيره " ( 4 / 81 / 2 ) من هذا
الوجه عن جابر وحده ، إلا أنه وقع فيه : " عن أبي الزبير " بدل : " أبي نضرة "
، ولعله تحريف من بعض الرواة وهكذا على الصواب أورده ابن أبي حاتم في " العلل
" ( 2 / 120 ) وقال : " فقلت لأبي : هذا الحديث منكر ؟ قال : كما تقول ، (
الأصل : يكون ) أسأل الله العافية ، يجيء عباد بن كثير البصري بمثل هذا ؟! " .
والحديث عند الطبراني في " الأوسط " ( 4 / 485 - مجمع البحرين ) والبيهقي في
" الشعب " ( 2 / 305 / 2 ) والأصبهاني في " الترغيب " ( 582 ) عن عباد به .
4128 - ( المقيم على الزنا كعابد وثن ) .
قال الالباني في السلسلة الضعيفة :
ضعيف جداً
رواه ابن نظيف في "الفوائد" (100/ 1) عن كثير بن يزيد ابن أبي صابر : أخبرنا جنادة بن مروان ، عن الحارث بن النعمان ابن أخت سعيد بن جبير ، عن أنس بن مالك مرفوعاً .
قلت : وهذا إسناد ضعيف جداً ؛ الحارث هذا ؛ قال البخاري :
"منكر الحديث" . وقال العقيلي :
"أحاديثه مناكير" .
وجنادة بن مروان ؛ قال أبو حاتم :
"ليس بقوي في الحديث" .
وله طريق آخر ، رواه ابن عساكر (7/ 161/ 2) عن إبراهيم بن الهيثم البلدي : أخبرنا علي بن عياش الحمصي ، عن سعيد بن عمارة ، عن الحارث بن النعمان قال : سمعت أنس بن مالك مرفوعاً .
قلت : وسعيد بن عمارة ؛ قال الأزدي :
"متروك" . وقال ابن حزم : "مجهول" . وقال الحافظ :
"ضعيف" .
4295 - ( لأن أمتع بسوط في سبيل الله ؛ أحب إلي من أن أعتق ولد الزنا ) .
قال الالباني في السلسلة الضعيفة :
ضعيف
أخرجه الحاكم (2/ 215) عن سلمة بن الفضل ، عن محمد بن إسحاق ، عن الزهري ، عن عروة بن الزبير قال :
"بلغ عائشة رضي الله عنها أن أبا هريرة يقول : إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال : (فذكره) ، وأن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال :
"ولد الزنا شر الثلاثة" ، و "إن الميت يعذب ببكاء الحي" ، فقالت عائشة : رحم الله أبا هريرة ! أساء سمعاً فأساء إصابة ، أما قوله : "لأن أمتع بسوط في سبيل الله أحب إلي من أن أعتق ولد الزنا" ، إنها لما نزلت (فلا اقتحم العقبة . وما أدراك ما العقبة) قيل : يا رسول الله ! ما عندنا ما نعتق إلا أن أحدنا له جارية سوداء تخدمه وتسعى عليه ، فلو أمرناهن فزنين فجئن بالأولاد فأعتقناهم !؟ فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - :
"لأن أمتع بسوط في سبيل الله أحب إلي من أن آمر بالزنا ثم أعتق الولد" .
وأما قوله : "ولد الزنا شر ثلاثة" ، فلم يكن الحديث على هذا ، إنما كان رجل من المنافقين يؤذي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال : "من يعذرني من فلان ؟" قيل : يا رسول الله مع ما به ، ولد زنا ، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : "هو شر الثلاثة ، والله عز وجل يقول : (ولا تزر وازرة وزر أخرى)" .
وأما قوله : "إن الميت ليعذب ببكاء الحي" ، فلم يكن الحديث على هذا ، ولكن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مر بدار رجل من اليهود قد مات وأهله يبكون عليه فقال : "إنهم يبكون عليه ، وإنه ليعذب ، والله عز وجل يقول : (لا يكلف الله نفساً إلا وسعها)" . وقال الحاكم :
"صحيح على شرط مسلم" ! ورده الذهبي بقوله :
"كذا قال ، وسلمة لم يحتج به (م) وقد وثق ، وضعفه ابن راهويه" .
قلت : وقال الحافظ في "التقريب" :
"صدوق كثير الخطأ" .
قلت : وابن إسحاق مدلس وقد عنعنه ، فإنى للحديث الصحة بل الحسن ؟!
وقد روي من طريق أخرى عن الزهري ، فقال الحارث بن أبي أسامة في "مسنده" (56/ 1 - زوائده) : حدثنا عبد العزيز بن أبان قال : حدثنا معمر بن أبان ابن حمران قال : أخبرني الزهري به نحوه .
وابن أبان هذا ؛ متروك ؛ فلا يستشهد به .
6110 - ( مَن نظرَ إلى فرجِ امرأةٍ ؛ لم تَحِلَّ له أمُّها ولا ابنتُها) .
قال الالباني في السلسلة الضعيفة :
منكر .
أخرجه ابن أبي شيبة في "المصنف " (4/165) : جرير بن عبدالحميد
عن حجاج عن أبي هانئ قال : قال رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ... فذكره .
قلت : وهذا إسناد ضعيف مرسل ، أبو هانئ هذا لم أعرفه ، وقد ذكر الذهبي
في "المقتنى" خمسة بهذه الكنية وسماهم ، ولم يتبين لي أنه منهم ، وكلام
البيهقي الآتي يشعر بأنه مجهول لا يعرف .
والحجاج الظاهر أنه ابن أرطاة ، وبه جزم البيهقي ، وهو كوفي ، وكذا الراوي
عنه جرير بن عبدالحميد ، قال البيهقي في (باب الزنا لا يحرم الحلال) من "السنن
الكبرى ، (7/ 170) :
"وأما الذي يروى فيه عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : "إذا نظر الرجل إلى فرج المرأة ؛ حرمت عليه أمها وابنتها" ؛ فإنه إنما رواه الحجاج بن أرطاة عن أبي هانئ ، أو أم هانئ عن
النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ . وهذا منقطع ، ومجهول ، وضعيف ، الحجاج بن أرطاة لا يحتج به فيما
يسنده ، فكيف بما يرسله عمن لا يعرف ؟! " .
وجزم الحافظ في "الفتح " (9/156) بأنه حديث ضعيف ، وعزاه لابن أبي
شيبة من حديث أم هانئ ؛ كذا وقع فيه : (أم هانئ) ... والصواب : (أبو هانئ) - كما
سبق عن "المصنف " - ، وكذلك وقع في "الدر المنثورة (2/136) معزواً لابن أبي
شيبة ، ووقع عند البيهقي معلقاً على الشك : (أبي هانئ ، أو : أم هانئ) - كما
رأيت - ، فإن كان محفوظاً ؛ ففيه إشارة إلى أن الراوي لم يحفظه جيداً ، ولعل ذلك
من الحجاج أو من شيخه الذي أسقطه من الإسناد ؛ فإنه مشهور بالتدليس . والله
أعلم .