أحمد علي
10-01-2023, 10:32 AM
حَدِيثُ هَزَّالٍ (1)
21890 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ سَعْدٍ، أَخْبَرَنِي يَزِيدُ بْنُ نُعَيْمِ بنِ هَزَّالٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: كَانَ مَاعِزُ بْنُ مَالِكٍ فِي حِجْرِ أَبِي، فَأَصَابَ جَارِيَةً مِنَ الْحَيِّ، فَقَالَ لَهُ أَبِي: ائْتِ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَخْبِرْهُ بِمَا صَنَعْتَ، لَعَلَّهُ يَسْتَغْفِرُ لَكَ. وَإِنَّمَا يُرِيدُ بِذَلِكَ رَجَاءَ أَنْ يَكُونَ لَهُ مَخْرَجٌ، فَأَتَاهُ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنِّي زَنَيْتُ، فَأَقِمْ عَلَيَّ كِتَابَ اللهِ. فَأَعْرَضَ عَنْهُ، فَعَادَ، (2) فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنِّي زَنَيْتُ، فَأَقِمْ عَلَيَّ كِتَابَ اللهِ. فَأَعْرَضَ عَنْهُ (3) ، ثُمَّ أَتَاهُ الثَّالِثَةَ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنِّي زَنَيْتُ، فَأَقِمْ عَلَيَّ كِتَابَ اللهِ. ثُمَّ أَتَاهُ الرَّابِعَةَ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنِّي زَنَيْتُ، فَأَقِمْ عَلَيَّ كِتَابَ اللهِ. فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " " إِنَّكَ قَدْ قُلْتَهَا أَرْبَعَ مَرَّاتٍ، فَبِمَنْ؟ " (4) " قَالَ: بِفُلَانَةَ. قَالَ: " " هَلْ ضَاجَعْتَهَا؟ " " قَالَ: نَعَمْ. قَالَ: " " هَلْ بَاشَرْتَهَا؟ " " قَالَ: نَعَمْ. قَالَ: " " هَلْ جَامَعْتَهَا؟ " " قَالَ: نَعَمْ. قَالَ: فَأَمَرَ بِهِ أَنْ يُرْجَمَ، قَالَ: فَأُخْرِجَ بِهِ إِلَى الْحَرَّةِ، فَلَمَّا رُجِمَ، فَوَجَدَ مَسَّ الْحِجَارَةِ، جَزَعَ، فَخَرَجَ يَشْتَدُّ، فَلَقِيَهُ عَبْدُ اللهِ بْنُ أُنَيْسٍ، وَقَدْ أَعْجَزَ أَصْحَابَهُ، فَنَزَعَ لَهُ بِوَظِيفِ بَعِيرٍ، فَرَمَاهُ بِهِ، فَقَتَلَهُ، قَالَ: ثُمَّ أَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَذَكَرَ ذَلِكَ لَهُ، فَقَالَ: " " هَلَّا تَرَكْتُمُوهُ لَعَلَّهُ يَتُوبُ، فَيَتُوبَ اللهُ عَلَيْهِ " " قَالَ هِشَامٌ: فَحَدَّثَنِي يَزِيدُ بْنُ نُعَيْمِ بْنِ هَزَّالٍ، عَنْ أَبِيهِ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لِأَبِي حِينَ رَآهُ: " " وَاللهِ يَا هَزَّالُ، لَوْ كُنْتَ سَتَرْتَهُ بِثَوْبِكَ، كَانَ خَيْرًا مِمَّا صَنَعْتَ بِهِ " (5)
__________
= في تسمية صحابيه، فقيل: "أبو بشير"، وقيل: "أبو اليسر"، وقيل: "أبو هبيرة"، والصحيح: أنه أبو بشير الأنصاري. عبد الله: هو ابن وهب القرشي المصري، ومخرمة: هو ابن بُكير بن عبد الله بن الأشجِّ.
وأخرجه البزار في "مسنده" (2304) عن محمد بن عبد الرحيم، وأبو يعلى في "مسنده الكبير" كما في "إتحاف الخيرة" (1276) ، وفي "الصغير" (1572) ، ومن طريقه ابن الأثير في "أسد الغابة" 6/317-318، كلاهما (محمد بن عبد الرحيم وأبو يعلى) عن هارون بن معروف، بهذا الإسناد. وسمى محمد بن عبد الرحيم صحابيه: "أبا اليسر"، وسماه أبو يعلى: "أبا هُبيرة الأنصاري".
وأخرجه البخاري تعليقاً في "الكنى" ص 15 عن أحمد بن عيسى، والطبراني في "الأوسط" (6520) من طريق أبي الطاهر أحمد بن عمرو بن السرح، كلاهما عن عبد الله بن وهب، به.
وفي الباب عن ابن عمر سلف في مسنده برقم (4612) ، وقد استوفينا ذكر شواهده هناك.
(1) هَزَّال، بتشديد الزاي: هو ابن يزيد الأَسْلمي، له صحبة، ذكره ابن سعد في طبقة الخَنْدقِيينَ.
(2) جاء مكان قوله: "فعاد" في (م) : "ثم أتاه الثانية"، وما أثبتناه من الأصول الخطية.
(3) قوله: "فأعرض عنه" ليس في (م) ، واستدركناه من الأصول الخطية.
(4) كذا في (ظ 5) ونسخة بهامش (ر) ، وفي (م) و (ر) : "فيمن".
(5) صحيح لغيره، وهذا إسناد حسن، نعيم بن هزال بن يزيد الأَسْلمي مختلف في صحبته، وقد روى عنه ابنه يزيد ومحمد بن المنكدر، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وابنه يزيد بن نعيم وهشام بن سعد المدني صدوقان حسنا الحديث. وكيع: هو ابن الجراح الرُّؤَاسي الكوفي.
وأخرجه ابن أبي شيبة 10/71-72، وأبو داود (4419) ، وابن عبد البر في "التمهيد" 23/126 من طريق وكيع بن الجراح، بهذا الإسناد. وليس في رواية ابن أبي شيبة وأبي دواد قول هشام بن سعد: "فحدثني ... إلخ". ورواية ابن عبد البر مختصرة.
وأخرجه مختصراً النسائي في "الكبرى" (7279) من طريق عكرمة بن عمار، عن يزيد بن نعيم بن هزال، عن أبيه: أن هزالاً حدثه: أن ماعزاً -وهو نسيب لهزال- وقع على نسيبة هزال، وأن هزالاً لم يزل بماعز يأمره أن يعترف ويتوب، حتى أتى رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فامر رسول الله صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ برجمه.
وأخرجه عبد الرزاق إثر الحديث (13342) من طريق يحيى بن سعيد، عن نعيم بن عبد الله بن هزال: أن النبي صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال لهزال: "لو سترته بثوبك لكان خيراً لك" قال: وهزال الذي كان أمره أن يأتي النبي صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فيخبره.
وأخرجه النسائي في "الكبرى" (7278) ، وابن عبد البر في "التمهيد" 23/125 من طريق يحيى بن سعيد الأنصاري، والدولابي في "الكنى والأسماء" 1/105، والطبراني في "الكبير" 22/ (531) من طريق عكرمة بن عمار، كلاهما عن يزيد بن نعيم بن هزال، عن جده هزال بن يزيد الأسلمي. ولفظ حديث يحيى بن سعيد الأنصاري: أنه كان أمر ماعزاً أن يأتي النبي صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فيخبره بحديثه، فأتى ماعز، فأخبره، فأعرض عنه وهو يردد ذلك على رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فبعث إلى قومه، فسألهم: "أبه جنون؟ " قالوا: لا. فسأل عنه: "أثيب، أم بكر؟ " قالوا: ثيب. فأمر به فرجم، ثم قال: "يا هزال، لو سترته كان خيراً لك". وحديث عكرمة بن عمار عند الدولابي مختصر بلفظ: "أن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال له: يا هزال، أما إنك لو سترته بردائك لكان خيراً لك" قالها مرتين أو ثلاثاً، يعني ماعزاً. وسيأتي الحديث مطولاً ومختصراً بالأرقام (21891) و (21892) و (21893) و (21894) و (21895) .
وأخرجه مرسلاً مالك في "موطئه" 2/821، ومن طريقه النسائي في "الكبرى" (7277) عن يحيى بن سعيد، عن سعيد بن المسيب قال: بلغني أن رسول الله صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال لرجل من أسلم -يقال له: هزال-: "يا هزال، لو سترته بردائك لكان خيراً لك". قال يحيى بن سعيد: فحدثت بهذا الحديث في مجلس فيه يزيد بن نعيم بن هزال الأسلمي، فقال يزيد: هزال جدي، وهذا الحديث حق.
وقصة رجم ماعز بن مالك قد رواها جمع من الصحابة رضوان الله عليهم، منهم: أبو هريرة، وقد سلف حديثه في مسنده برقم (7849) ، وذكرنا أحاديث الباب هناك.
وفي باب ستر المسلم عن ابن عمر سلف في مسنده برقم (5646) ، وعن أبي هريرة سلف برقم (7427) ، وعن رجل من أصحاب النبي صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سلف (16596) ، وعن مسلمة بن مخلد سلف (16960) ، وعن عقبة بن عامر سلف (17331) ، وعن عائشة سيأتي (25121) .
وقوله: "بوَظِيف بَعير": الوظيف لكل ذي أربع: ما فوق الرُّسْغ إلى مِفْصل الساق، والوَظِيف في يدي البعير: من رُسْغيه إلى ركبتيه، وأما في رجليه: فمن رُسْغيه إلى عُرْقوبيه. والجمع: أَوْظِفَةٌ ووُظُف.
الكتاب: مسند الإمام أحمد بن حنبل
المؤلف: أبو عبد الله أحمد بن محمد بن حنبل بن هلال بن أسد الشيباني
المحقق: شعيب الأرنؤوط - عادل مرشد، وآخرون
إشراف: د عبد الله بن عبد المحسن التركي
21890 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ سَعْدٍ، أَخْبَرَنِي يَزِيدُ بْنُ نُعَيْمِ بنِ هَزَّالٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: كَانَ مَاعِزُ بْنُ مَالِكٍ فِي حِجْرِ أَبِي، فَأَصَابَ جَارِيَةً مِنَ الْحَيِّ، فَقَالَ لَهُ أَبِي: ائْتِ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَخْبِرْهُ بِمَا صَنَعْتَ، لَعَلَّهُ يَسْتَغْفِرُ لَكَ. وَإِنَّمَا يُرِيدُ بِذَلِكَ رَجَاءَ أَنْ يَكُونَ لَهُ مَخْرَجٌ، فَأَتَاهُ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنِّي زَنَيْتُ، فَأَقِمْ عَلَيَّ كِتَابَ اللهِ. فَأَعْرَضَ عَنْهُ، فَعَادَ، (2) فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنِّي زَنَيْتُ، فَأَقِمْ عَلَيَّ كِتَابَ اللهِ. فَأَعْرَضَ عَنْهُ (3) ، ثُمَّ أَتَاهُ الثَّالِثَةَ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنِّي زَنَيْتُ، فَأَقِمْ عَلَيَّ كِتَابَ اللهِ. ثُمَّ أَتَاهُ الرَّابِعَةَ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنِّي زَنَيْتُ، فَأَقِمْ عَلَيَّ كِتَابَ اللهِ. فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " " إِنَّكَ قَدْ قُلْتَهَا أَرْبَعَ مَرَّاتٍ، فَبِمَنْ؟ " (4) " قَالَ: بِفُلَانَةَ. قَالَ: " " هَلْ ضَاجَعْتَهَا؟ " " قَالَ: نَعَمْ. قَالَ: " " هَلْ بَاشَرْتَهَا؟ " " قَالَ: نَعَمْ. قَالَ: " " هَلْ جَامَعْتَهَا؟ " " قَالَ: نَعَمْ. قَالَ: فَأَمَرَ بِهِ أَنْ يُرْجَمَ، قَالَ: فَأُخْرِجَ بِهِ إِلَى الْحَرَّةِ، فَلَمَّا رُجِمَ، فَوَجَدَ مَسَّ الْحِجَارَةِ، جَزَعَ، فَخَرَجَ يَشْتَدُّ، فَلَقِيَهُ عَبْدُ اللهِ بْنُ أُنَيْسٍ، وَقَدْ أَعْجَزَ أَصْحَابَهُ، فَنَزَعَ لَهُ بِوَظِيفِ بَعِيرٍ، فَرَمَاهُ بِهِ، فَقَتَلَهُ، قَالَ: ثُمَّ أَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَذَكَرَ ذَلِكَ لَهُ، فَقَالَ: " " هَلَّا تَرَكْتُمُوهُ لَعَلَّهُ يَتُوبُ، فَيَتُوبَ اللهُ عَلَيْهِ " " قَالَ هِشَامٌ: فَحَدَّثَنِي يَزِيدُ بْنُ نُعَيْمِ بْنِ هَزَّالٍ، عَنْ أَبِيهِ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لِأَبِي حِينَ رَآهُ: " " وَاللهِ يَا هَزَّالُ، لَوْ كُنْتَ سَتَرْتَهُ بِثَوْبِكَ، كَانَ خَيْرًا مِمَّا صَنَعْتَ بِهِ " (5)
__________
= في تسمية صحابيه، فقيل: "أبو بشير"، وقيل: "أبو اليسر"، وقيل: "أبو هبيرة"، والصحيح: أنه أبو بشير الأنصاري. عبد الله: هو ابن وهب القرشي المصري، ومخرمة: هو ابن بُكير بن عبد الله بن الأشجِّ.
وأخرجه البزار في "مسنده" (2304) عن محمد بن عبد الرحيم، وأبو يعلى في "مسنده الكبير" كما في "إتحاف الخيرة" (1276) ، وفي "الصغير" (1572) ، ومن طريقه ابن الأثير في "أسد الغابة" 6/317-318، كلاهما (محمد بن عبد الرحيم وأبو يعلى) عن هارون بن معروف، بهذا الإسناد. وسمى محمد بن عبد الرحيم صحابيه: "أبا اليسر"، وسماه أبو يعلى: "أبا هُبيرة الأنصاري".
وأخرجه البخاري تعليقاً في "الكنى" ص 15 عن أحمد بن عيسى، والطبراني في "الأوسط" (6520) من طريق أبي الطاهر أحمد بن عمرو بن السرح، كلاهما عن عبد الله بن وهب، به.
وفي الباب عن ابن عمر سلف في مسنده برقم (4612) ، وقد استوفينا ذكر شواهده هناك.
(1) هَزَّال، بتشديد الزاي: هو ابن يزيد الأَسْلمي، له صحبة، ذكره ابن سعد في طبقة الخَنْدقِيينَ.
(2) جاء مكان قوله: "فعاد" في (م) : "ثم أتاه الثانية"، وما أثبتناه من الأصول الخطية.
(3) قوله: "فأعرض عنه" ليس في (م) ، واستدركناه من الأصول الخطية.
(4) كذا في (ظ 5) ونسخة بهامش (ر) ، وفي (م) و (ر) : "فيمن".
(5) صحيح لغيره، وهذا إسناد حسن، نعيم بن هزال بن يزيد الأَسْلمي مختلف في صحبته، وقد روى عنه ابنه يزيد ومحمد بن المنكدر، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وابنه يزيد بن نعيم وهشام بن سعد المدني صدوقان حسنا الحديث. وكيع: هو ابن الجراح الرُّؤَاسي الكوفي.
وأخرجه ابن أبي شيبة 10/71-72، وأبو داود (4419) ، وابن عبد البر في "التمهيد" 23/126 من طريق وكيع بن الجراح، بهذا الإسناد. وليس في رواية ابن أبي شيبة وأبي دواد قول هشام بن سعد: "فحدثني ... إلخ". ورواية ابن عبد البر مختصرة.
وأخرجه مختصراً النسائي في "الكبرى" (7279) من طريق عكرمة بن عمار، عن يزيد بن نعيم بن هزال، عن أبيه: أن هزالاً حدثه: أن ماعزاً -وهو نسيب لهزال- وقع على نسيبة هزال، وأن هزالاً لم يزل بماعز يأمره أن يعترف ويتوب، حتى أتى رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فامر رسول الله صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ برجمه.
وأخرجه عبد الرزاق إثر الحديث (13342) من طريق يحيى بن سعيد، عن نعيم بن عبد الله بن هزال: أن النبي صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال لهزال: "لو سترته بثوبك لكان خيراً لك" قال: وهزال الذي كان أمره أن يأتي النبي صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فيخبره.
وأخرجه النسائي في "الكبرى" (7278) ، وابن عبد البر في "التمهيد" 23/125 من طريق يحيى بن سعيد الأنصاري، والدولابي في "الكنى والأسماء" 1/105، والطبراني في "الكبير" 22/ (531) من طريق عكرمة بن عمار، كلاهما عن يزيد بن نعيم بن هزال، عن جده هزال بن يزيد الأسلمي. ولفظ حديث يحيى بن سعيد الأنصاري: أنه كان أمر ماعزاً أن يأتي النبي صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فيخبره بحديثه، فأتى ماعز، فأخبره، فأعرض عنه وهو يردد ذلك على رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فبعث إلى قومه، فسألهم: "أبه جنون؟ " قالوا: لا. فسأل عنه: "أثيب، أم بكر؟ " قالوا: ثيب. فأمر به فرجم، ثم قال: "يا هزال، لو سترته كان خيراً لك". وحديث عكرمة بن عمار عند الدولابي مختصر بلفظ: "أن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال له: يا هزال، أما إنك لو سترته بردائك لكان خيراً لك" قالها مرتين أو ثلاثاً، يعني ماعزاً. وسيأتي الحديث مطولاً ومختصراً بالأرقام (21891) و (21892) و (21893) و (21894) و (21895) .
وأخرجه مرسلاً مالك في "موطئه" 2/821، ومن طريقه النسائي في "الكبرى" (7277) عن يحيى بن سعيد، عن سعيد بن المسيب قال: بلغني أن رسول الله صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال لرجل من أسلم -يقال له: هزال-: "يا هزال، لو سترته بردائك لكان خيراً لك". قال يحيى بن سعيد: فحدثت بهذا الحديث في مجلس فيه يزيد بن نعيم بن هزال الأسلمي، فقال يزيد: هزال جدي، وهذا الحديث حق.
وقصة رجم ماعز بن مالك قد رواها جمع من الصحابة رضوان الله عليهم، منهم: أبو هريرة، وقد سلف حديثه في مسنده برقم (7849) ، وذكرنا أحاديث الباب هناك.
وفي باب ستر المسلم عن ابن عمر سلف في مسنده برقم (5646) ، وعن أبي هريرة سلف برقم (7427) ، وعن رجل من أصحاب النبي صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سلف (16596) ، وعن مسلمة بن مخلد سلف (16960) ، وعن عقبة بن عامر سلف (17331) ، وعن عائشة سيأتي (25121) .
وقوله: "بوَظِيف بَعير": الوظيف لكل ذي أربع: ما فوق الرُّسْغ إلى مِفْصل الساق، والوَظِيف في يدي البعير: من رُسْغيه إلى ركبتيه، وأما في رجليه: فمن رُسْغيه إلى عُرْقوبيه. والجمع: أَوْظِفَةٌ ووُظُف.
الكتاب: مسند الإمام أحمد بن حنبل
المؤلف: أبو عبد الله أحمد بن محمد بن حنبل بن هلال بن أسد الشيباني
المحقق: شعيب الأرنؤوط - عادل مرشد، وآخرون
إشراف: د عبد الله بن عبد المحسن التركي