أحمد علي
12-25-2023, 12:09 PM
341 - " البذاذة من الإيمان . يعني التقشف " .
قال الألباني في "السلسلة الصحيحة" 1 / 601 :
أخرجه ابن ماجه ( 4118 ) عن أيوب بن سويد عن أسامة بن زيد عن عبد الله بن
أبي أمامة الحارثي عن أبيه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : فذكره .
قلت : و هذا إسناد رجاله ثقات غير أيوب بن سويد قال الحافظ : " صدوق يخطىء " .
قلت : فهو لا بأس به في المتابعات ، و قد توبع ، فأخرجه الطبراني في " المعجم
الكبير " ( 1 / 40 / 1 ) من طريق سعيد بن سلمة بن أبي الحسام حدثني صالح
بن كيسان أن عبد الله بن أبي أمامة بن ثعلبة حدثه عن أبيه به .
و تابعه زهير بن محمد عن صالح به إلا أنه قال : " صالح بن أبي صالح " .
خرجه الحاكم ( 1 / 9 ) و قال :
" احتج مسلم بصالح بن أبي صالح السمان " . و وافقه الذهبي .
قلت : قد اختلف سعيد بن سلمة و زهير بن محمد في نسبة صالح هذا ، فالأول قال :
" ابن كيسان " و الآخر " ابن أبي صالح " . و في كل منهما ضعف من قبل حفظه لكن
سعيدا أحسن حالا منه ، و سواء كانت روايته أرجح ، أو رواية زهير فإن كلا من
الصالحين ثقة في الحديث لاسيما صالح بن كيسان فإنه محتج به في " الصحيحين " . و
إن مما يرجح أنه هو أنهم ذكروه في الرواة عن عبد الله بن أبي أمامة دون الآخر و
الله أعلم .
ثم رأيت الحديث قد أخرجه القضاعي في " مسند الشهاب " ( 6 / 2 / 1 ) من طريق
زهير فقال : عن صالح بن كيسان ، فجزمت بما رجحته و تبين أن ما في " المستدرك "
وهم من بعض الرواة إن لم يكن من الحاكم نفسه .
و قد أدخل بعض الرواة بين عبد الله بن أبي أمامة و أبيه رجلا ، فقال محمد
ابن إسحاق عن عبد الله بن أبي أمامة عن عبد الله بن كعب بن مالك عن أبي أمامة
قال : " ذكر أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يوما عنده الدنيا ، فقال
رسول الله صلى الله عليه وسلم :
" ألا تسمعون ، ألا تسمعون ؟ إن البذاذة من الإيمان ، إن البذاذة من الإيمان .
يعني التقحل " .
أخرجه أبو داود ( 4161 ) .
قلت : و ابن إسحاق مدلس ، و قد عنعنه .
و قد توبع ، فرواه إسماعيل بن عياش عن عبد العزيز بن عبيد الله عن عبد الله
بن عبيد الله بن حكيم بن حزام أن أبا المنيب بن أبي أمامة ( هو عبد الله
بن أبي أمامة ) أخبره أنه لقي عبد الله بن كعب بن مالك : حدثني أبوك قال :
فذكره . أخرجه الطبراني .
ثم روى هو و الطحاوي في " مشكل الآثار " ( 1 / 478 و 4 / 151 ) من طريق
عبد الحميد بن جعفر عن عبد الله بن ثعلبة عن عبد الرحمن بن كعب بن مالك
قال : سمعت أباك يقول : فذكره .
قلت : و رجال هذه الطريق ثقات كلهم ، بخلاف التي قبلها ، ففيها عبد العزيز
ابن عبيد الله و هو الحمصي ضعيف . و شيخه عبد الله بن عبيد الله بن حكيم
بن حزام لم أجد له ترجمة .
و هي متفقة مع الطريق التي قبلها على تسمية الرجل بـ " عبد الله بن كعب "
خلافا للطريق الأخيرة ، ففيها " عبد الرحمن بن كعب " ، و هي أجود . و كل من
عبد الله و عبد الرحمن ثقة .
و مجموع هذه الطرق الثلاث تحملنا على الاقتناع بثبوت الواسطة بين عبد الله
بن أبي أمامة و أبيه .
و يؤيد ذلك ما روى الطبراني أيضا بسند صحيح عن المنيب بن عبد الله بن أبي أمامة
بن ثعلبة قال :
" انصرفت من المسجد ، فإذا برجل عليه ثياب بيض ، و قميص و رداء سابغ ، و عمامة
بغير قلنسوة ، قد أرخى من ورائه مثل ما بين يديه ، فقال لي :
أخبرني جدك أبو أمامة بن ثعلبة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : فذكره .
و الظاهر أن هذا الرجل الذي لم يسم هو ابن كعب بن مالك ، و على هذا فيكون قد
حدث بهذا الحديث عبد الله بن أبي أمامة على ما سبق في الطرق المتقدمة ، و ابنه
المنيب على ما في روايته هذه ، و لكن المنيب هذا مجهول ما روى عنه سوى ابنه
عبد الله ، و هو الذي روى هذا الحديث عنه ، و لذلك فلا يعتمد على روايته .
و خلاصة القول أن الرواة قد اختلفوا على عبد الله بن أبي أمامة في هذا
الحديث فأسامة بن زيد و صالح بن كيسان قالا : عنه عن أبيه . و محمد بن إسحاق
و عبد الله بن عبيد الله بن حليم و عبد الحميد بن جعفر قالوا : عنه عن ابن كعب
بن مالك عن أبي أمامة .
و يبدو أن رواية هؤلاء الثلاثة أرجح لأنهم أكثر ، و لأن معهم زيادة علم .
و من علم حجة على من لم يعلم .
ثم اختلف هؤلاء الثلاثة في تسمية ابن كعب ، فالأولان سمياه عبد الله ، و سماه
عبد الحميد بن جعفر عبد الرحمن . و لا شك عندي في أن روايته أصح من روايتهما
لأنه ثقة احتج به مسلم ، و كذلك سائر الرواة ، فالاعتماد في تقوية الحديث على
هذا الطريق ، لثقة رواتها و سلامتها من العلل ، فلنسق إسنادها بكامله لزيادة
الاطمئنان لما ذكرنا . قال الطبراني رحمه الله : حدثنا محمد بن عبد الله
الحضرمي أنبأنا أحمد بن عاصم بن عنبسة العباداني أنبأنا عبد الله بن حمران
أنبأنا عبد الحميد بن جعفر عن عبد الله بن ثعلبة عن عبد الرحمن بن كعب بن مالك
قال سمعت أباك يقول :
سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : فذكره باللفظ المذكور أعلاه ، و هو
لفظ ابن ماجه .
و محمد بن عبد الله الحضرمي ثقة حافظ و هو الملقب بـ ( مطين ) ، و ترجمته في
" تذكرة الحفاظ " ( 2 / 210 ) .
و أحمد بن عاصم بن عنبسة العباداني صدوق كما قال الحافظ في " التقريب " و تابعه
إبراهيم بن مرزوق عند الطحاوي ، و لا بأس ، و بقية الرجال ثقات رجال مسلم غير
عبد الله بن أبي أمامة و هو صدوق أيضا .
و كان الحامل على تحرير هذا أنني رأيت الحافظ المنذري قد نقل عن بعض المحدثين
ما يشعر بتضعيفه للحديث ، و لم يحرر القول فيه ، و لو بإيجاز مع وقوع خطأ منه ،
فاقتضى تحقيق القول فيه ، فقد قال : ( 3 / 107 ) :
" رواه أبو داود و ابن ماجه كلاهما من رواية محمد بن إسحاق ، و قد تكلم أبو عمر
النمري في هذا الحديث " .
فأقول : و غالب الظن أن الكلام المشار إليه إنما هو الاختلاف الذي في إسناده ،
و قد بينا الراجح منه فلا يضره .
و أيضا فإن الحديث ليس عند ابن ماجه من رواية محمد بن إسحاق ، كما سبق ذكره في
أول البحث ، فاقتضى التنبيه .
ثم إن السيوطي قد عزى الحديث للإمام أحمد أيضا ، و مع أن الحاكم قد أخرجه من
طريقه ، فإني لم أره في " المسند " له ، و هو المراد عند إطلاق العزو إليه .
و ذكر المناوي في شرحه عليه :
أن الحافظ العراقي قال في " أماليه " : " حديث حسن " .
و الديلمي : " هو صحيح " . و كذا قال الحافظ في " الفتح " .
ثم رأيت للحديث طريقا أخرى ، فقال الحميدي في " مسنده " ( 357 ) :
حدثنا سفيان قال : حدثنا محمد بن إسحاق عن معبد بن كعب عن عمه أو أمه قال :
" تعلمن يا هؤلاء أن البذاذة من الإيمان " .
و ابن إسحاق مدلس ، و قد عنعنه ، و قد سبق من طريقه بإسناد آخر له .
قال الألباني في "السلسلة الصحيحة" 1 / 601 :
أخرجه ابن ماجه ( 4118 ) عن أيوب بن سويد عن أسامة بن زيد عن عبد الله بن
أبي أمامة الحارثي عن أبيه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : فذكره .
قلت : و هذا إسناد رجاله ثقات غير أيوب بن سويد قال الحافظ : " صدوق يخطىء " .
قلت : فهو لا بأس به في المتابعات ، و قد توبع ، فأخرجه الطبراني في " المعجم
الكبير " ( 1 / 40 / 1 ) من طريق سعيد بن سلمة بن أبي الحسام حدثني صالح
بن كيسان أن عبد الله بن أبي أمامة بن ثعلبة حدثه عن أبيه به .
و تابعه زهير بن محمد عن صالح به إلا أنه قال : " صالح بن أبي صالح " .
خرجه الحاكم ( 1 / 9 ) و قال :
" احتج مسلم بصالح بن أبي صالح السمان " . و وافقه الذهبي .
قلت : قد اختلف سعيد بن سلمة و زهير بن محمد في نسبة صالح هذا ، فالأول قال :
" ابن كيسان " و الآخر " ابن أبي صالح " . و في كل منهما ضعف من قبل حفظه لكن
سعيدا أحسن حالا منه ، و سواء كانت روايته أرجح ، أو رواية زهير فإن كلا من
الصالحين ثقة في الحديث لاسيما صالح بن كيسان فإنه محتج به في " الصحيحين " . و
إن مما يرجح أنه هو أنهم ذكروه في الرواة عن عبد الله بن أبي أمامة دون الآخر و
الله أعلم .
ثم رأيت الحديث قد أخرجه القضاعي في " مسند الشهاب " ( 6 / 2 / 1 ) من طريق
زهير فقال : عن صالح بن كيسان ، فجزمت بما رجحته و تبين أن ما في " المستدرك "
وهم من بعض الرواة إن لم يكن من الحاكم نفسه .
و قد أدخل بعض الرواة بين عبد الله بن أبي أمامة و أبيه رجلا ، فقال محمد
ابن إسحاق عن عبد الله بن أبي أمامة عن عبد الله بن كعب بن مالك عن أبي أمامة
قال : " ذكر أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يوما عنده الدنيا ، فقال
رسول الله صلى الله عليه وسلم :
" ألا تسمعون ، ألا تسمعون ؟ إن البذاذة من الإيمان ، إن البذاذة من الإيمان .
يعني التقحل " .
أخرجه أبو داود ( 4161 ) .
قلت : و ابن إسحاق مدلس ، و قد عنعنه .
و قد توبع ، فرواه إسماعيل بن عياش عن عبد العزيز بن عبيد الله عن عبد الله
بن عبيد الله بن حكيم بن حزام أن أبا المنيب بن أبي أمامة ( هو عبد الله
بن أبي أمامة ) أخبره أنه لقي عبد الله بن كعب بن مالك : حدثني أبوك قال :
فذكره . أخرجه الطبراني .
ثم روى هو و الطحاوي في " مشكل الآثار " ( 1 / 478 و 4 / 151 ) من طريق
عبد الحميد بن جعفر عن عبد الله بن ثعلبة عن عبد الرحمن بن كعب بن مالك
قال : سمعت أباك يقول : فذكره .
قلت : و رجال هذه الطريق ثقات كلهم ، بخلاف التي قبلها ، ففيها عبد العزيز
ابن عبيد الله و هو الحمصي ضعيف . و شيخه عبد الله بن عبيد الله بن حكيم
بن حزام لم أجد له ترجمة .
و هي متفقة مع الطريق التي قبلها على تسمية الرجل بـ " عبد الله بن كعب "
خلافا للطريق الأخيرة ، ففيها " عبد الرحمن بن كعب " ، و هي أجود . و كل من
عبد الله و عبد الرحمن ثقة .
و مجموع هذه الطرق الثلاث تحملنا على الاقتناع بثبوت الواسطة بين عبد الله
بن أبي أمامة و أبيه .
و يؤيد ذلك ما روى الطبراني أيضا بسند صحيح عن المنيب بن عبد الله بن أبي أمامة
بن ثعلبة قال :
" انصرفت من المسجد ، فإذا برجل عليه ثياب بيض ، و قميص و رداء سابغ ، و عمامة
بغير قلنسوة ، قد أرخى من ورائه مثل ما بين يديه ، فقال لي :
أخبرني جدك أبو أمامة بن ثعلبة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : فذكره .
و الظاهر أن هذا الرجل الذي لم يسم هو ابن كعب بن مالك ، و على هذا فيكون قد
حدث بهذا الحديث عبد الله بن أبي أمامة على ما سبق في الطرق المتقدمة ، و ابنه
المنيب على ما في روايته هذه ، و لكن المنيب هذا مجهول ما روى عنه سوى ابنه
عبد الله ، و هو الذي روى هذا الحديث عنه ، و لذلك فلا يعتمد على روايته .
و خلاصة القول أن الرواة قد اختلفوا على عبد الله بن أبي أمامة في هذا
الحديث فأسامة بن زيد و صالح بن كيسان قالا : عنه عن أبيه . و محمد بن إسحاق
و عبد الله بن عبيد الله بن حليم و عبد الحميد بن جعفر قالوا : عنه عن ابن كعب
بن مالك عن أبي أمامة .
و يبدو أن رواية هؤلاء الثلاثة أرجح لأنهم أكثر ، و لأن معهم زيادة علم .
و من علم حجة على من لم يعلم .
ثم اختلف هؤلاء الثلاثة في تسمية ابن كعب ، فالأولان سمياه عبد الله ، و سماه
عبد الحميد بن جعفر عبد الرحمن . و لا شك عندي في أن روايته أصح من روايتهما
لأنه ثقة احتج به مسلم ، و كذلك سائر الرواة ، فالاعتماد في تقوية الحديث على
هذا الطريق ، لثقة رواتها و سلامتها من العلل ، فلنسق إسنادها بكامله لزيادة
الاطمئنان لما ذكرنا . قال الطبراني رحمه الله : حدثنا محمد بن عبد الله
الحضرمي أنبأنا أحمد بن عاصم بن عنبسة العباداني أنبأنا عبد الله بن حمران
أنبأنا عبد الحميد بن جعفر عن عبد الله بن ثعلبة عن عبد الرحمن بن كعب بن مالك
قال سمعت أباك يقول :
سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : فذكره باللفظ المذكور أعلاه ، و هو
لفظ ابن ماجه .
و محمد بن عبد الله الحضرمي ثقة حافظ و هو الملقب بـ ( مطين ) ، و ترجمته في
" تذكرة الحفاظ " ( 2 / 210 ) .
و أحمد بن عاصم بن عنبسة العباداني صدوق كما قال الحافظ في " التقريب " و تابعه
إبراهيم بن مرزوق عند الطحاوي ، و لا بأس ، و بقية الرجال ثقات رجال مسلم غير
عبد الله بن أبي أمامة و هو صدوق أيضا .
و كان الحامل على تحرير هذا أنني رأيت الحافظ المنذري قد نقل عن بعض المحدثين
ما يشعر بتضعيفه للحديث ، و لم يحرر القول فيه ، و لو بإيجاز مع وقوع خطأ منه ،
فاقتضى تحقيق القول فيه ، فقد قال : ( 3 / 107 ) :
" رواه أبو داود و ابن ماجه كلاهما من رواية محمد بن إسحاق ، و قد تكلم أبو عمر
النمري في هذا الحديث " .
فأقول : و غالب الظن أن الكلام المشار إليه إنما هو الاختلاف الذي في إسناده ،
و قد بينا الراجح منه فلا يضره .
و أيضا فإن الحديث ليس عند ابن ماجه من رواية محمد بن إسحاق ، كما سبق ذكره في
أول البحث ، فاقتضى التنبيه .
ثم إن السيوطي قد عزى الحديث للإمام أحمد أيضا ، و مع أن الحاكم قد أخرجه من
طريقه ، فإني لم أره في " المسند " له ، و هو المراد عند إطلاق العزو إليه .
و ذكر المناوي في شرحه عليه :
أن الحافظ العراقي قال في " أماليه " : " حديث حسن " .
و الديلمي : " هو صحيح " . و كذا قال الحافظ في " الفتح " .
ثم رأيت للحديث طريقا أخرى ، فقال الحميدي في " مسنده " ( 357 ) :
حدثنا سفيان قال : حدثنا محمد بن إسحاق عن معبد بن كعب عن عمه أو أمه قال :
" تعلمن يا هؤلاء أن البذاذة من الإيمان " .
و ابن إسحاق مدلس ، و قد عنعنه ، و قد سبق من طريقه بإسناد آخر له .