أحمد علي
02-26-2024, 09:19 AM
1144 - " يطلع الله تبارك و تعالى إلى خلقه ليلة النصف من شعبان ، فيغفر لجميع خلقه
إلا لمشرك أو مشاحن " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 3 / 135 :
حديث صحيح ، روي عن جماعة من الصحابة من طرق مختلفة يشد بعضها بعضا و هم معاذ
ابن جبل و أبو ثعلبة الخشني و عبد الله بن عمرو و أبي موسى الأشعري و أبي هريرة
و أبي بكر الصديق و عوف ابن مالك و عائشة .
1 - أما حديث معاذ فيرويه مكحول عن مالك بن يخامر عنه مرفوعا به . أخرجه ابن
أبي عاصم في " السنة " رقم ( 512 - بتحقيقي ) حدثنا هشام بن خالد حدثنا أبو
خليد عتبة بن حماد عن الأوزاعي و ابن ثوبان ( عن أبيه ) عن مكحول به . و من هذا
الوجه أخرجه ابن حبان ( 1980 ) و أبو الحسن القزويني في " الأمالي " ( 4 / 2 )
و أبو محمد الجوهري في " المجلس السابع " ( 3 / 2 ) و محمد بن سليمان الربعي في
" جزء من حديثه " ( 217 / 1 و 218 / 1 ) و أبو القاسم الحسيني في " الأمالي "
( ق 12 / 1 ) و البيهقي في " شعب الإيمان " ( 2 / 288 / 2 ) و ابن عساكر في "
التاريخ " ( 15 / 302 / 2 ) و الحافظ عبد الغني المقدسي في " الثالث و التسعين
من تخريجه " ( ق 44 / 2 ) و ابن المحب في " صفات رب العالمين " ( 7 / 2 و 129 /
2 ) و قال : " قال الذهبي : مكحول لم يلق مالك بن يخامر " .
قلت : و لولا ذلك لكان الإسناد حسنا ، فإن رجاله موثوقون ، و قال الهيثمي في
" مجمع الزوائد " ( 8 / 65 ) : " رواه الطبراني في " الكبير " و " الأوسط "
و رجالهما ثقات " .
2 - و أما حديث أبي ثعلبة فيرويه الأحوص بن حكيم عن مهاصر بن حبيب عنه . أخرجه
ابن أبي عاصم ( ق 42 - 43 ) و محمد بن عثمان بن أبي شيبة في " العرش " ( 118 /
2 ) و أبو القاسم الأزجي في " حديثه " ( 67 / 1 ) و اللالكائي في " السنة " ( 1
/ 99 - 100 ) و كذا الطبراني كما في " المجمع " و قال : " و الأحوص بن حكيم
ضعيف " . و ذكر المنذري في " الترغيب " ( 3 / 283 ) أن الطبراني و البيهقي أيضا
أخرجه عن مكحول عن أبي ثعلبة ، و قال البيهقي : " و هو بين مكحول و أبي ثعلبة
مرسل جيد " .
3 - و أما حديث عبد الله بن عمرو فيرويه ابن لهيعة حدثنا حيي بن عبد الله عن
أبي عبد الرحمن الحبلي عنه . أخرجه أحمد ( رقم 6642 ) .
قلت : و هذا إسناد لا بأس به في المتابعات و الشواهد ، قال الهيثمي : " و ابن
لهيعة لين الحديث و بقية رجاله وثقوا " . و قال الحافظ المنذري : ( 3 / 283 )
" و إسناده لين " .
قلت : لكن تابعه رشدين بن سعد بن حيي به . أخرجه ابن حيويه في " حديثه " . ( 3
/ 10 / 1 ) فالحديث حسن .
4 - و أما حديث أبي موسى فيرويه ابن لهيعة أيضا عن الزبير بن سليم عن الضحاك بن
عبد الرحمن عن أبيه قال : سمعت أبا موسى عن النبي صلى الله عليه وسلم نحوه .
أخرجه ابن ماجه ( 1390 ) و ابن أبي عاصم اللالكائي .
قلت : و هذا إسناد ضعيف من أجل ابن لهيعة . و عبد الرحمن و هو ابن عرزب والد
الضحاك مجهول . و أسقطه ابن ماجه في رواية له عن ابن لهيعة .
5 - و أما حديث أبي هريرة فيرويه هشام بن عبد الرحمن عن الأعمش عن أبي صالح
عنه مرفوعا بلفظ : " إذا كان ليلة النصف من شعبان يغفر الله لعباده إلا لمشرك
أو مشاحن " . أخرجه البزار في " مسنده " ( ص 245 - زوائده ) . قال الهيثمي :
" و هشام بن عبد الرحمن لم أعرفه ، و بقية رجاله ثقات " .
6 - و أما حديث أبي بكر الصديق فيرويه عبد الملك بن عبد الملك عن مصعب بن أبي
ذئب عن القاسم بن محمد عن أبيه أو عمه عنه . أخرجه البزار أيضا و ابن خزيمة في
" التوحيد " ( ص 90 ) و ابن أبي عاصم و اللالكائي في " السنة " ( 1 / 99 / 1 )
و أبو نعيم في " أخبار أصبهان " ( 2 / 2 ) و البيهقي كما في " الترغيب " ( 3 /
283 ) و قال : " لا بأس بإسناده " ! و قال الهيثمي : " و عبد الملك بن عبد
الملك ذكره ابن أبي حاتم في " الجرح و التعديل " و لم يضعفه . و بقية رجاله
ثقات " ! كذا قالا ، و عبد الملك هذا قال البخاري : " في حديثه نظر " . يريد
هذا الحديث كما في " الميزان " .
7 - و أما حديث عوف ابن مالك فيرويه ابن لهيعة عن عبد الرحمن ابن أنعم عن عبادة
ابن نسي عن كثير بن مرة عنه . أخرجه أبو محمد الجوهري في " المجلس السابع "
و البزار في " مسنده " ( ص 245 ) و قال : " إسناده ضعيف " .
قلت : و علته عبد الرحمن هذا و به أعله الهيثمي فقال : " و ثقة أحمد بن صالح
و ضعفه جمهور الأئمة ، و ابن لهيعة لين و بقية رجاله ثقات " .
قلت : و خالفه مكحول فرواه عن كثير بن مرة عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسلا .
رواه البيهقي و قال : " هذا مرسل جيد " . كما قال المنذري . أخرجه اللالكائي
( 1 / 102 / 1 ) عن عطاء بن يسار و مكحول و الفضل بن فضالة بأسانيد مختلفة عنهم
موقوفا عليهم و مثل ذلك في حكم المرفوع لأنه لا يقال بمجرد الرأي . و قد قال
الحافظ ابن رجب في " لطائف المعارف " ( ص 143 ) : " و في فضل ليلة نصف شعبان
أحاديث متعددة و قد اختلف فيها ، فضعفها الأكثرون و صحح ابن حبان بعضها و خرجه
في " صحيحه " و من أمثلها حديث عائشة قالت : فقدت النبي صلى الله عليه وسلم ...
" الحديث .
8 - و أما حديث عائشة فيرويه حجاج عن يحيى بن أبي كثير عن عروة عنه مرفوعا بلفظ
: " إن الله تعالى ينزل ليلة النصف من شعبان إلى السماء الدنيا ، فيغفر لأكثر
من عدد شعر غنم كلب " . أخرجه الترمذي ( 1 / 143 ) و ابن ماجه ( 1389 )
و اللالكائي ( 1 / 101 / 2 ) و أحمد ( 6 / 238 ) و عبد بن حميد في " المنتخب من
المسند " ( 194 / 1 - مصورة المكتب ) و فيه قصة عائشة في فقدها النبي صلى الله
عليه وسلم ذات ليلة . و رجاله ثقات لكن حجاج و هو ابن أرطأة مدلس و قد عنعنه ،
و قال الترمذي " و سمعت محمد ( يعني البخاري ) : يضعف هذا الحديث " .
و جملة القول أن الحديث بمجموع هذه الطرق صحيح بلا ريب و الصحة تثبت بأقل منها
عددا ما دامت سالمة من الضعف الشديد كما هو الشأن في هذا الحديث ، فما نقله
الشيخ القاسمي رحمه الله تعالى في " إصلاح المساجد " ( ص 107 ) عن أهل التعديل
و التجريح أنه ليس في فضل ليلة النصف من شعبان حديث صحيح ، فليس مما ينبغي
الاعتماد عليه ، و لئن كان أحد منهم أطلق مثل هذا القول فإنما أوتي من قبل
التسرع و عدم وسع الجهد لتتبع الطرق على هذا النحو الذي بين يديك . و الله
تعالى هو الموفق .
إلا لمشرك أو مشاحن " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 3 / 135 :
حديث صحيح ، روي عن جماعة من الصحابة من طرق مختلفة يشد بعضها بعضا و هم معاذ
ابن جبل و أبو ثعلبة الخشني و عبد الله بن عمرو و أبي موسى الأشعري و أبي هريرة
و أبي بكر الصديق و عوف ابن مالك و عائشة .
1 - أما حديث معاذ فيرويه مكحول عن مالك بن يخامر عنه مرفوعا به . أخرجه ابن
أبي عاصم في " السنة " رقم ( 512 - بتحقيقي ) حدثنا هشام بن خالد حدثنا أبو
خليد عتبة بن حماد عن الأوزاعي و ابن ثوبان ( عن أبيه ) عن مكحول به . و من هذا
الوجه أخرجه ابن حبان ( 1980 ) و أبو الحسن القزويني في " الأمالي " ( 4 / 2 )
و أبو محمد الجوهري في " المجلس السابع " ( 3 / 2 ) و محمد بن سليمان الربعي في
" جزء من حديثه " ( 217 / 1 و 218 / 1 ) و أبو القاسم الحسيني في " الأمالي "
( ق 12 / 1 ) و البيهقي في " شعب الإيمان " ( 2 / 288 / 2 ) و ابن عساكر في "
التاريخ " ( 15 / 302 / 2 ) و الحافظ عبد الغني المقدسي في " الثالث و التسعين
من تخريجه " ( ق 44 / 2 ) و ابن المحب في " صفات رب العالمين " ( 7 / 2 و 129 /
2 ) و قال : " قال الذهبي : مكحول لم يلق مالك بن يخامر " .
قلت : و لولا ذلك لكان الإسناد حسنا ، فإن رجاله موثوقون ، و قال الهيثمي في
" مجمع الزوائد " ( 8 / 65 ) : " رواه الطبراني في " الكبير " و " الأوسط "
و رجالهما ثقات " .
2 - و أما حديث أبي ثعلبة فيرويه الأحوص بن حكيم عن مهاصر بن حبيب عنه . أخرجه
ابن أبي عاصم ( ق 42 - 43 ) و محمد بن عثمان بن أبي شيبة في " العرش " ( 118 /
2 ) و أبو القاسم الأزجي في " حديثه " ( 67 / 1 ) و اللالكائي في " السنة " ( 1
/ 99 - 100 ) و كذا الطبراني كما في " المجمع " و قال : " و الأحوص بن حكيم
ضعيف " . و ذكر المنذري في " الترغيب " ( 3 / 283 ) أن الطبراني و البيهقي أيضا
أخرجه عن مكحول عن أبي ثعلبة ، و قال البيهقي : " و هو بين مكحول و أبي ثعلبة
مرسل جيد " .
3 - و أما حديث عبد الله بن عمرو فيرويه ابن لهيعة حدثنا حيي بن عبد الله عن
أبي عبد الرحمن الحبلي عنه . أخرجه أحمد ( رقم 6642 ) .
قلت : و هذا إسناد لا بأس به في المتابعات و الشواهد ، قال الهيثمي : " و ابن
لهيعة لين الحديث و بقية رجاله وثقوا " . و قال الحافظ المنذري : ( 3 / 283 )
" و إسناده لين " .
قلت : لكن تابعه رشدين بن سعد بن حيي به . أخرجه ابن حيويه في " حديثه " . ( 3
/ 10 / 1 ) فالحديث حسن .
4 - و أما حديث أبي موسى فيرويه ابن لهيعة أيضا عن الزبير بن سليم عن الضحاك بن
عبد الرحمن عن أبيه قال : سمعت أبا موسى عن النبي صلى الله عليه وسلم نحوه .
أخرجه ابن ماجه ( 1390 ) و ابن أبي عاصم اللالكائي .
قلت : و هذا إسناد ضعيف من أجل ابن لهيعة . و عبد الرحمن و هو ابن عرزب والد
الضحاك مجهول . و أسقطه ابن ماجه في رواية له عن ابن لهيعة .
5 - و أما حديث أبي هريرة فيرويه هشام بن عبد الرحمن عن الأعمش عن أبي صالح
عنه مرفوعا بلفظ : " إذا كان ليلة النصف من شعبان يغفر الله لعباده إلا لمشرك
أو مشاحن " . أخرجه البزار في " مسنده " ( ص 245 - زوائده ) . قال الهيثمي :
" و هشام بن عبد الرحمن لم أعرفه ، و بقية رجاله ثقات " .
6 - و أما حديث أبي بكر الصديق فيرويه عبد الملك بن عبد الملك عن مصعب بن أبي
ذئب عن القاسم بن محمد عن أبيه أو عمه عنه . أخرجه البزار أيضا و ابن خزيمة في
" التوحيد " ( ص 90 ) و ابن أبي عاصم و اللالكائي في " السنة " ( 1 / 99 / 1 )
و أبو نعيم في " أخبار أصبهان " ( 2 / 2 ) و البيهقي كما في " الترغيب " ( 3 /
283 ) و قال : " لا بأس بإسناده " ! و قال الهيثمي : " و عبد الملك بن عبد
الملك ذكره ابن أبي حاتم في " الجرح و التعديل " و لم يضعفه . و بقية رجاله
ثقات " ! كذا قالا ، و عبد الملك هذا قال البخاري : " في حديثه نظر " . يريد
هذا الحديث كما في " الميزان " .
7 - و أما حديث عوف ابن مالك فيرويه ابن لهيعة عن عبد الرحمن ابن أنعم عن عبادة
ابن نسي عن كثير بن مرة عنه . أخرجه أبو محمد الجوهري في " المجلس السابع "
و البزار في " مسنده " ( ص 245 ) و قال : " إسناده ضعيف " .
قلت : و علته عبد الرحمن هذا و به أعله الهيثمي فقال : " و ثقة أحمد بن صالح
و ضعفه جمهور الأئمة ، و ابن لهيعة لين و بقية رجاله ثقات " .
قلت : و خالفه مكحول فرواه عن كثير بن مرة عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسلا .
رواه البيهقي و قال : " هذا مرسل جيد " . كما قال المنذري . أخرجه اللالكائي
( 1 / 102 / 1 ) عن عطاء بن يسار و مكحول و الفضل بن فضالة بأسانيد مختلفة عنهم
موقوفا عليهم و مثل ذلك في حكم المرفوع لأنه لا يقال بمجرد الرأي . و قد قال
الحافظ ابن رجب في " لطائف المعارف " ( ص 143 ) : " و في فضل ليلة نصف شعبان
أحاديث متعددة و قد اختلف فيها ، فضعفها الأكثرون و صحح ابن حبان بعضها و خرجه
في " صحيحه " و من أمثلها حديث عائشة قالت : فقدت النبي صلى الله عليه وسلم ...
" الحديث .
8 - و أما حديث عائشة فيرويه حجاج عن يحيى بن أبي كثير عن عروة عنه مرفوعا بلفظ
: " إن الله تعالى ينزل ليلة النصف من شعبان إلى السماء الدنيا ، فيغفر لأكثر
من عدد شعر غنم كلب " . أخرجه الترمذي ( 1 / 143 ) و ابن ماجه ( 1389 )
و اللالكائي ( 1 / 101 / 2 ) و أحمد ( 6 / 238 ) و عبد بن حميد في " المنتخب من
المسند " ( 194 / 1 - مصورة المكتب ) و فيه قصة عائشة في فقدها النبي صلى الله
عليه وسلم ذات ليلة . و رجاله ثقات لكن حجاج و هو ابن أرطأة مدلس و قد عنعنه ،
و قال الترمذي " و سمعت محمد ( يعني البخاري ) : يضعف هذا الحديث " .
و جملة القول أن الحديث بمجموع هذه الطرق صحيح بلا ريب و الصحة تثبت بأقل منها
عددا ما دامت سالمة من الضعف الشديد كما هو الشأن في هذا الحديث ، فما نقله
الشيخ القاسمي رحمه الله تعالى في " إصلاح المساجد " ( ص 107 ) عن أهل التعديل
و التجريح أنه ليس في فضل ليلة النصف من شعبان حديث صحيح ، فليس مما ينبغي
الاعتماد عليه ، و لئن كان أحد منهم أطلق مثل هذا القول فإنما أوتي من قبل
التسرع و عدم وسع الجهد لتتبع الطرق على هذا النحو الذي بين يديك . و الله
تعالى هو الموفق .