النبع الخالد
01-24-2006, 01:38 AM
اخواني في المنتدى التعليمي سبق ان نشرت صحيفة الوطن السعوديه هذا المقال المتعلق بالتربيه والتعليم للكاتب سعود البلوي .. وقد اقتقفت بعضا منه.. ومايحوي المقال ادناه يمثل راي كاتبه اتفقنا او اختلفنا معه في بعض النقاط او كلها ولكن يبدو ان هذا المقال يلامس شيئا من الحقيقة والواقع في بعض المدارس ..ويتضح ذلك مما استشهد به الكاتب من قصص عايشها..
كي
لا تموت الحياة
سعود خليف البلوي*
من الصعب تصور الحياة البشرية بلا أمل. الأمل هو السبيل الأقوى الذي يمنح الإنسان القدرة على
الاستمرار في الحياة، فالعيش بلا أمل يعني الموت البطيء انتظاراً للموت نفسه ولكن يبدو أن هذا
الأمل مفقود عند كثيرين في المدارس الحكومية التي ما زالت الحلقة المؤثرة في إعداد وتكوين
الأجيال.
في مدارسنا هناك معلمون مهووسون بالموت. لم يتوقف هوسهم هذا عند حدودهم الشخصية بل امتد
إلى طلبتهم، حيث يعملون على تكريس "أيديولوجيا الموت" في أذهان الطلبة بشكل يزرع فيهم العداء
والكره للحياة (الزائلة). أينما نول وجوهنا في المدارس فلا بد أن نعثر على (التماوت) قبل الموت
بما يشبه التأنيب على المجيء غير الاختياري إلى هذه الدنيا من خلال عبارات التذكير بـ "هادم اللذات
ومفرق الجماعات" التي تملأ بها الجدران والعقول بجهد ذاتي لبعض المعلمين وبمباركة بعض مديري
المدارس!ذات مرة أخبرني بعض الطلبة أنهم شاهدوا
زميلاً لهم قام بـ(إسقاط) ما شاهده في جنازة أحد أقربائه على قط صغير بحيث قام بذبحه بطريقة ما
رغم أنه ما زال طفلاً في الصف الأول الابتدائي![/COLOR]على الرغم من أن التساؤلات اللانهائية فيما يتعلق بالموت والحياة تبدأ مع الطفل في سن مبكرة إلا أنه
يجب علينا أن نغرس في الطفل حب هذه الحياة والطموح لمستقبل أكثر أملاً وإشراقاً، لا أن نشغل تفكيره
بالموت قبل أن تبدأ حياته، فالأطفال لا يدركون ماهية الموت، وقد توصلت بعض الدراسات أنهم
يعتقدونه حالةً من حالات النوم الطبيعي إذ ليس لديهم أدنى فكرة لما ورائيات الموت.
برأيي أن المعلم ليس مخولاً ببث تصوراته الذاتية عن الموت في أذهان التلاميذ، ولكن المشكلة تكمن
في وجود بعض المؤسسات الاجتماعية التي تدعم نشر مثل هذه الأفكار المؤدلجة عبر الأفلام والنشرات
والأشرطة وغيرها بهدف تخويف الناس وترهيبهم لضمان عدم انزلاقهم عن "الطريق القويم"!
من المفترض أن نعلِّم أطفالنا كيف يعيشون ويتعايشون وفق الأطر السليمة القائمة على احترام الحياة
نفسها؛ بأن يكون الإنسان إيجابياً ونافعاً، وألاّ يُغرس في ذهنه أن عليه انتظار نهايته المحتومة، فهو
بذلك يكون عرضة للتفكير المستمر باللغز الأكبر وعلامة الاستفهام الضخمة المستعصية. وفكرة الحياة
والموت غالباً ما تتكرّس مبادئها بفعل ما يتم تلقينه للتلاميذ عن طريق التعليم؛ لأن أثر المعلم
(التربوي) أصبح سلبياً اليوم، إذ إن كثيراً من المعلمين لا يعيرون اهتماماً لمعالجة المشكلات
التربوية والفكرية للتلاميذ، وهنا يفقد المعلم وضيفته الأساسية كمعد أجيال سويّة فكرياً وتربوياً، في ظل
وجود معلمين آخرين يقومون بإسقاط قناعاتهم وأفكارهم - وربما هلوساتهم - على التلاميذ! أليس
من المفترض أن يتعلم أبناؤنا حب الحياة لا هاجس الموت؟
* كاتب سعودي
http://www.alwatan.com.sa/daily/2006-01-20/writers/writers02.htm
كي
لا تموت الحياة
سعود خليف البلوي*
من الصعب تصور الحياة البشرية بلا أمل. الأمل هو السبيل الأقوى الذي يمنح الإنسان القدرة على
الاستمرار في الحياة، فالعيش بلا أمل يعني الموت البطيء انتظاراً للموت نفسه ولكن يبدو أن هذا
الأمل مفقود عند كثيرين في المدارس الحكومية التي ما زالت الحلقة المؤثرة في إعداد وتكوين
الأجيال.
في مدارسنا هناك معلمون مهووسون بالموت. لم يتوقف هوسهم هذا عند حدودهم الشخصية بل امتد
إلى طلبتهم، حيث يعملون على تكريس "أيديولوجيا الموت" في أذهان الطلبة بشكل يزرع فيهم العداء
والكره للحياة (الزائلة). أينما نول وجوهنا في المدارس فلا بد أن نعثر على (التماوت) قبل الموت
بما يشبه التأنيب على المجيء غير الاختياري إلى هذه الدنيا من خلال عبارات التذكير بـ "هادم اللذات
ومفرق الجماعات" التي تملأ بها الجدران والعقول بجهد ذاتي لبعض المعلمين وبمباركة بعض مديري
المدارس!ذات مرة أخبرني بعض الطلبة أنهم شاهدوا
زميلاً لهم قام بـ(إسقاط) ما شاهده في جنازة أحد أقربائه على قط صغير بحيث قام بذبحه بطريقة ما
رغم أنه ما زال طفلاً في الصف الأول الابتدائي![/COLOR]على الرغم من أن التساؤلات اللانهائية فيما يتعلق بالموت والحياة تبدأ مع الطفل في سن مبكرة إلا أنه
يجب علينا أن نغرس في الطفل حب هذه الحياة والطموح لمستقبل أكثر أملاً وإشراقاً، لا أن نشغل تفكيره
بالموت قبل أن تبدأ حياته، فالأطفال لا يدركون ماهية الموت، وقد توصلت بعض الدراسات أنهم
يعتقدونه حالةً من حالات النوم الطبيعي إذ ليس لديهم أدنى فكرة لما ورائيات الموت.
برأيي أن المعلم ليس مخولاً ببث تصوراته الذاتية عن الموت في أذهان التلاميذ، ولكن المشكلة تكمن
في وجود بعض المؤسسات الاجتماعية التي تدعم نشر مثل هذه الأفكار المؤدلجة عبر الأفلام والنشرات
والأشرطة وغيرها بهدف تخويف الناس وترهيبهم لضمان عدم انزلاقهم عن "الطريق القويم"!
من المفترض أن نعلِّم أطفالنا كيف يعيشون ويتعايشون وفق الأطر السليمة القائمة على احترام الحياة
نفسها؛ بأن يكون الإنسان إيجابياً ونافعاً، وألاّ يُغرس في ذهنه أن عليه انتظار نهايته المحتومة، فهو
بذلك يكون عرضة للتفكير المستمر باللغز الأكبر وعلامة الاستفهام الضخمة المستعصية. وفكرة الحياة
والموت غالباً ما تتكرّس مبادئها بفعل ما يتم تلقينه للتلاميذ عن طريق التعليم؛ لأن أثر المعلم
(التربوي) أصبح سلبياً اليوم، إذ إن كثيراً من المعلمين لا يعيرون اهتماماً لمعالجة المشكلات
التربوية والفكرية للتلاميذ، وهنا يفقد المعلم وضيفته الأساسية كمعد أجيال سويّة فكرياً وتربوياً، في ظل
وجود معلمين آخرين يقومون بإسقاط قناعاتهم وأفكارهم - وربما هلوساتهم - على التلاميذ! أليس
من المفترض أن يتعلم أبناؤنا حب الحياة لا هاجس الموت؟
* كاتب سعودي
http://www.alwatan.com.sa/daily/2006-01-20/writers/writers02.htm