المحب لبلي
01-29-2006, 11:53 PM
الحمدُ للهِ، والصَّلاةُ والسَّلامُ على رسولِ اللهِ أما بعد:
فَإِن حماية جناب المصطفى -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- ، وحفظ حقه، وتوقيره ، والذب عَنْهُ، وجهاد أعدائه مطلب شرعي، وواجب ديني، وَهُوَ مِنْ حقوق شهادة أَنَّ محمدا رسول الله -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-.
وإن ما قام بِهِ البرابرة الدنماركيون ناتج عَنْ كفرهم بالله العظيم، وحقدهم على دين الإسلام، وبغضهم للرسول الكريم مُحَمَّد بن عَبْد الله الهاشمي -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- .
وإن الناظر فِي تاريخ الدنمارك يجد أَنَّ هذه البلاد الصغيرة البعيدة اشتهرت قديماً بالقرصنة واللصوصية ..
فَقَدْ كَانَ القراصنة الدنماركيون يجوبون البلدان الإسلامية المطلة على المحيط الأطلسي والبحر المتوسط فيغيرون ويسرقون وينهبون ويهربون ..
وَقَدْ كانوا يعرفون بـ"الأردمانيون" أَوْ "المجوس الأردمانيون" أَوْ يطلق عليهم المجوس فقط ..
وهم النورمان وإن كَانَ هَذَا اللفظ يجمع الدنمارك والنرويج والسويد
وَقَدْ كانوا فيهم كثرة مِنْ أَهْل الخسة والخبث ولهم باع طويل فِي الخراب والفساداد ..
قَالَ الذَّهَبِيُّ فِي سير أعلام النبلاء(8/261) : "فلما كانت سنة ثلاثين ومائتين طرق المجوس الأردمانيون إشبيلية في ثمانين مركبا في الوادي فصادفوا أهلها على غرارة بمطالة أمد الأمان لَهُمْ، مع قلة خبرتهم بحربهم، فطلعوا من المراكب وقد لاح لهم خور من أهلها، فقاتلوهم وقووا على المسلمين، ووضعوا السيف فيهم، وملكوا إشبيلية بعد القتل الذريع في أهلها حتى في النساء والبهائم ، وأقاموا بها سبعة أيام، فورد الخبر على الخليفة عبد الرحمن بن الحكم فاستنفر جيشه وبعث بهم إلى إشبيلية، فحلوا بالشرق، ووقع القتال واشتد الخطب، وانتصر المسلمون، واستحر القتل بالملاعين حتى فنى جمع الكفرة لعنهم الله، وحرق المسلمون ثلاثين مركبا من مراكبهم فكان بين دخولهم إلى إشبيلية وهروبهم عنها ثلاثة وأربعون يوما وهذا كان السبب في بناء سور واديها "
فمن وحشيتهم حتى البهائم قتلوها لعنهم الله
وانظر مِنْ أخبارهم وما فِيْهَا مِنَ الشناعة والغدر والخيانة والخبث والفساد فِي هذه المراجع:
سير أعلام النبلاء(10/312-313)
الذخيرة فِي محاسن أَهْل الجزيرة-يعني:الأندلس ردها الله إِلَى بلاد الإسلام-(5/181).
التاريخ الأندلسي للدكتور عَبْد الرَّحْمَنِ الحجي(ص/227-240) فإنه مهم ونفيس
#############
الدنماركيون مِنَ البقر إِلَى البقر!!
كَانَ الدنماركيون مشهورين بالقراصنة اللصوص الذين هم أشبه شيء بالبقر والبهائم، واليوم اشتهروا بالبقر الحقيقي فهي مِنْ أشهر الدول المصنعة للأجبان والألبان ..
البقر الدنماركيون فِي الماضي وجدوا مَنْ يؤدبهم ويضربهم بيد مِنْ حديد حتى راموا الصلح والهدنة فِي بَعْضِ الأوقات وخاصة فِي عهد ملكهم هوريك ..
أما اليوم وَفِي العصرالحاضر ونظراً لما أبدته دولة الدنمارك مِنَ المسالمة والمهادنة استفاد الناس مِنْ بقرهم! وشكروا لَهُمْ صنيعهم، وليس صنيعهم للجبن فِي الحاضر بل وَفِي الماضي حتى كَانَ أَهْل الأندلس يقولون: مِنْ دخل شريش ولم يأكل بِهَا المجبنات فهو محروم!!
وشريش مِنَ المدن التابعة لإشبيلية وعرفت بالجبن بَعْدَ أَنْ بقي فِيْهَا مجموعة مِنَ الدنماركيين على إثر دحر غزوهم لإشبيلية عام229هـ حيث أسلموا واحترفوا تربية المواشي وصناعة الجبن. انْظُرْ: نفح الطيب(1/184)
ويبدوا أَنَّ البقر القدامى(البرابرة المجوس) قَدْ عادوا فِي هذه السنة، وصار لَهُمْ الصولة والجولة فِي الدنمارك، وسيكونون بإذن الله دماراً على أنفسهم وبلادهم ..
لذا يجب على عقلاء الدنماركيين أَنْ يحبسوا هؤلاء البقر، وأن يجعلوا منهم عبرة لمن اعتبر!
#############
دين الله منصور، وجناب نبينا مُحَمَّد -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- محفوظ، وَلَوْ كره الكافرون
قَالَ الله تعالى{إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ{1} فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ{2} إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الْأَبْتَرُ{3}
قَالَ شَيْخُ الإسْلامِ -رَحِمَهُ اللهُ- فِي مَجْمُوعِ الفَتَاوَى(13/171-173) : "والله سبحانه قد أخبر أنه : {أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ}، وأخبر أنه {إِنَّا لَنَنصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا}.
والله سبحانه يجزي الإنسان بجنس عمله، فالجزاء من جنس العمل، فمن خالف الرسل عوقب بمثل ذنبه، فإن كان قد قدح فيهم ونسب ما يقولونه إلى أنه جهل وخروج عن العلم والعقل ابتلى في عقله وعلمه، وظهر من جهله ما عوقب بِهِ.
ومن قال عنهم: إنهم تعمدوا الكذب؛ أظهر الله كذبه.
ومن قَالَ: إنهم جهال؛ أظهر الله جهله.
ففرعون وهامان وقارون لما قالوا عن موسى: إنه ساحر كذاب؛ أخبر الله بذلك عنهم في قَوْلُهُ: {وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا مُوسَى بِآيَاتِنَا وَسُلْطَانٍ مُّبِينٍ * إِلَى فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَقَارُونَ فَقَالُوا سَاحِرٌ كَذَّابٌ}
وطلب فرعون إهلاكه بالقتل، وصار يصفه بالعيوب؛ كقوله: {وَقَالَ فِرْعَوْنُ ذَرُونِي أَقْتُلْ مُوسَى وَلْيَدْعُ رَبَّهُ إِنِّي أَخَافُ أَن يُبَدِّلَ دِينَكُمْ أَوْ أَن يُظْهِرَ فِي الْأَرْضِ الْفَسَادَ} وَقَالَ: {أَمْ أَنَا خَيْرٌ مِّنْ هَذَا الَّذِي هُوَ مَهِينٌ وَلا يَكَادُ يُبِينُ} أهلك اللهُ فرعونَ، وَأَظْهَرَ كذبه وافتراءه على الله وعلى رسله وأذله غاية الإذلالِ، وأعجزه عن الكلام النافع فلم يبين حجة.
وفرعون هذه الأمة أبو جهل كان يسمى أبا الحكم، ولكن النبِيَّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- سماه أبا جهل ، وهو كما سماه رسول الله -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أبو جهل، أهلك به نفسه وأتباعه في الدنيا والآخرة.
والذين قالوا عن الرسول أنه أبتر، وقصدوا أنه يموت فينقطع ذكره ؛ عوقبوا بانبتارهم، كما قال تعالى : {إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الْأَبْتَرُ}.
فلا يوجد من شنأ الرسولَ إلا بَتَرَهُ اللهُ، حتى أهل البدع المخالفون لسنته، قيل لأبي بكر بن عياش: إن بالمسجد قوماً يجلسون للناس، ويتكلمون بالبدعة، فَقَالَ: من جلس للناس جلس الناس إِلَيْهِ، لكن أهل السنة يبقون ويبقى ذكرهم، وأهل البدعة يموتون ويموت ذكرهم "
**********************
وأختم هَذَا المقال بما قاله شَيْخُ الإسْلامِ ابنُ تَيْمِيَّةَ -رَحِمَهُ اللهُ- فِي الصارم المسلول على شاتم الرسول -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- (2/233) :
" فهذا الملعون الذي افترى على النبي -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- إنه ما كان يدري إلا ما كتب لَهُ؛ قصمه الله ، وفضحه بأن أخرجه من القبر بعد أن دفن مرارا، وهذا أمر خارج عن العادة يدل كل أحد على أن هذا عقوبة لما قاله، وأنه كان كاذبا، إذ كان عامة الموتى لا يصيبهم مثل هَذَا، وان هذا الجرم أعظم من مجرد الارتداد، إذ كان عامة المرتدين يموتون ولا يصيبهم مثل هَذَا.
وإن الله منتقم لرسوله ممن طعن عليه وسبه، ومظهر لدينه، ولكذبِ الكاذبِ إذا لم يمكن الناسُ أن يقيموا عليه الحد.
ونظير هذا ما حدثناه أعداد من المسلمين العدول أهل الفقه والخبرة عما جربوه مرات متعددة في حصر الحصون والمدائن التي بالسواحل الشامية لما حصر المسلمون فيها بني الأصفر في زماننا قالوا: كنا نحن نحصر الحصن أو المدينة الشهر أو أكثر من الشهر، وهو ممتنع علينا، حتى نكاد نيأس منه، حتى إذا تعرض أهله لسب رسول الله -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- والوقيعة في عرضه تعجلنا فتحه، وتيَسَّرَ، ولم يكد يتأخر إلا يوماً أو يومين أو نحو ذلك ، ثم يفتح المكان عنوة، ويكون فيهم ملحمة عظيمة، قالوا: حتى إن كنا لنتباشر بتعجيل الفتح إذا سمعناهم يقعون فيه مع امتلاء القلوب غيظاً عليهم بما قالوا فِيْهِ.
وهكذا حدثني بعض أصحابنا الثقات أن المسلمين من أهل المغرب حالهم مع النصارى كذلك، ومن سنة الله أن يعذب أعداءه تارة بعذاب من عِنْدِهِ، وتارة بأيدي عباده المؤمنين"
فأسأل الله العظيم رب العرش الكريم أَنْ ينتقم مِمَّن طعن فِي نبينا مُحَمَّد -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أَوْ أساء إِلَى جنابه -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-
وأسأله تعالى أَنْ يشل يمينه، وأن يجعله عبرة للمعتبرين .
وأسأله تعالى أَنْ يحفظ إخواننا المسلمين فِي بلاد الغرب، وأن يحميهم مِمَّن يكيد بِهِمْ.
والله أعلم. وصلَّى اللهُ وسلَّم على نبينا محمد
كتبه نصرة لخاتم النبيين -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- :
أَبُو عُمَر أسامة بن عطايا العتيبي
يوم الجمعة 26/12/ 1426هـ
فَإِن حماية جناب المصطفى -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- ، وحفظ حقه، وتوقيره ، والذب عَنْهُ، وجهاد أعدائه مطلب شرعي، وواجب ديني، وَهُوَ مِنْ حقوق شهادة أَنَّ محمدا رسول الله -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-.
وإن ما قام بِهِ البرابرة الدنماركيون ناتج عَنْ كفرهم بالله العظيم، وحقدهم على دين الإسلام، وبغضهم للرسول الكريم مُحَمَّد بن عَبْد الله الهاشمي -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- .
وإن الناظر فِي تاريخ الدنمارك يجد أَنَّ هذه البلاد الصغيرة البعيدة اشتهرت قديماً بالقرصنة واللصوصية ..
فَقَدْ كَانَ القراصنة الدنماركيون يجوبون البلدان الإسلامية المطلة على المحيط الأطلسي والبحر المتوسط فيغيرون ويسرقون وينهبون ويهربون ..
وَقَدْ كانوا يعرفون بـ"الأردمانيون" أَوْ "المجوس الأردمانيون" أَوْ يطلق عليهم المجوس فقط ..
وهم النورمان وإن كَانَ هَذَا اللفظ يجمع الدنمارك والنرويج والسويد
وَقَدْ كانوا فيهم كثرة مِنْ أَهْل الخسة والخبث ولهم باع طويل فِي الخراب والفساداد ..
قَالَ الذَّهَبِيُّ فِي سير أعلام النبلاء(8/261) : "فلما كانت سنة ثلاثين ومائتين طرق المجوس الأردمانيون إشبيلية في ثمانين مركبا في الوادي فصادفوا أهلها على غرارة بمطالة أمد الأمان لَهُمْ، مع قلة خبرتهم بحربهم، فطلعوا من المراكب وقد لاح لهم خور من أهلها، فقاتلوهم وقووا على المسلمين، ووضعوا السيف فيهم، وملكوا إشبيلية بعد القتل الذريع في أهلها حتى في النساء والبهائم ، وأقاموا بها سبعة أيام، فورد الخبر على الخليفة عبد الرحمن بن الحكم فاستنفر جيشه وبعث بهم إلى إشبيلية، فحلوا بالشرق، ووقع القتال واشتد الخطب، وانتصر المسلمون، واستحر القتل بالملاعين حتى فنى جمع الكفرة لعنهم الله، وحرق المسلمون ثلاثين مركبا من مراكبهم فكان بين دخولهم إلى إشبيلية وهروبهم عنها ثلاثة وأربعون يوما وهذا كان السبب في بناء سور واديها "
فمن وحشيتهم حتى البهائم قتلوها لعنهم الله
وانظر مِنْ أخبارهم وما فِيْهَا مِنَ الشناعة والغدر والخيانة والخبث والفساد فِي هذه المراجع:
سير أعلام النبلاء(10/312-313)
الذخيرة فِي محاسن أَهْل الجزيرة-يعني:الأندلس ردها الله إِلَى بلاد الإسلام-(5/181).
التاريخ الأندلسي للدكتور عَبْد الرَّحْمَنِ الحجي(ص/227-240) فإنه مهم ونفيس
#############
الدنماركيون مِنَ البقر إِلَى البقر!!
كَانَ الدنماركيون مشهورين بالقراصنة اللصوص الذين هم أشبه شيء بالبقر والبهائم، واليوم اشتهروا بالبقر الحقيقي فهي مِنْ أشهر الدول المصنعة للأجبان والألبان ..
البقر الدنماركيون فِي الماضي وجدوا مَنْ يؤدبهم ويضربهم بيد مِنْ حديد حتى راموا الصلح والهدنة فِي بَعْضِ الأوقات وخاصة فِي عهد ملكهم هوريك ..
أما اليوم وَفِي العصرالحاضر ونظراً لما أبدته دولة الدنمارك مِنَ المسالمة والمهادنة استفاد الناس مِنْ بقرهم! وشكروا لَهُمْ صنيعهم، وليس صنيعهم للجبن فِي الحاضر بل وَفِي الماضي حتى كَانَ أَهْل الأندلس يقولون: مِنْ دخل شريش ولم يأكل بِهَا المجبنات فهو محروم!!
وشريش مِنَ المدن التابعة لإشبيلية وعرفت بالجبن بَعْدَ أَنْ بقي فِيْهَا مجموعة مِنَ الدنماركيين على إثر دحر غزوهم لإشبيلية عام229هـ حيث أسلموا واحترفوا تربية المواشي وصناعة الجبن. انْظُرْ: نفح الطيب(1/184)
ويبدوا أَنَّ البقر القدامى(البرابرة المجوس) قَدْ عادوا فِي هذه السنة، وصار لَهُمْ الصولة والجولة فِي الدنمارك، وسيكونون بإذن الله دماراً على أنفسهم وبلادهم ..
لذا يجب على عقلاء الدنماركيين أَنْ يحبسوا هؤلاء البقر، وأن يجعلوا منهم عبرة لمن اعتبر!
#############
دين الله منصور، وجناب نبينا مُحَمَّد -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- محفوظ، وَلَوْ كره الكافرون
قَالَ الله تعالى{إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ{1} فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ{2} إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الْأَبْتَرُ{3}
قَالَ شَيْخُ الإسْلامِ -رَحِمَهُ اللهُ- فِي مَجْمُوعِ الفَتَاوَى(13/171-173) : "والله سبحانه قد أخبر أنه : {أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ}، وأخبر أنه {إِنَّا لَنَنصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا}.
والله سبحانه يجزي الإنسان بجنس عمله، فالجزاء من جنس العمل، فمن خالف الرسل عوقب بمثل ذنبه، فإن كان قد قدح فيهم ونسب ما يقولونه إلى أنه جهل وخروج عن العلم والعقل ابتلى في عقله وعلمه، وظهر من جهله ما عوقب بِهِ.
ومن قال عنهم: إنهم تعمدوا الكذب؛ أظهر الله كذبه.
ومن قَالَ: إنهم جهال؛ أظهر الله جهله.
ففرعون وهامان وقارون لما قالوا عن موسى: إنه ساحر كذاب؛ أخبر الله بذلك عنهم في قَوْلُهُ: {وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا مُوسَى بِآيَاتِنَا وَسُلْطَانٍ مُّبِينٍ * إِلَى فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَقَارُونَ فَقَالُوا سَاحِرٌ كَذَّابٌ}
وطلب فرعون إهلاكه بالقتل، وصار يصفه بالعيوب؛ كقوله: {وَقَالَ فِرْعَوْنُ ذَرُونِي أَقْتُلْ مُوسَى وَلْيَدْعُ رَبَّهُ إِنِّي أَخَافُ أَن يُبَدِّلَ دِينَكُمْ أَوْ أَن يُظْهِرَ فِي الْأَرْضِ الْفَسَادَ} وَقَالَ: {أَمْ أَنَا خَيْرٌ مِّنْ هَذَا الَّذِي هُوَ مَهِينٌ وَلا يَكَادُ يُبِينُ} أهلك اللهُ فرعونَ، وَأَظْهَرَ كذبه وافتراءه على الله وعلى رسله وأذله غاية الإذلالِ، وأعجزه عن الكلام النافع فلم يبين حجة.
وفرعون هذه الأمة أبو جهل كان يسمى أبا الحكم، ولكن النبِيَّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- سماه أبا جهل ، وهو كما سماه رسول الله -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أبو جهل، أهلك به نفسه وأتباعه في الدنيا والآخرة.
والذين قالوا عن الرسول أنه أبتر، وقصدوا أنه يموت فينقطع ذكره ؛ عوقبوا بانبتارهم، كما قال تعالى : {إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الْأَبْتَرُ}.
فلا يوجد من شنأ الرسولَ إلا بَتَرَهُ اللهُ، حتى أهل البدع المخالفون لسنته، قيل لأبي بكر بن عياش: إن بالمسجد قوماً يجلسون للناس، ويتكلمون بالبدعة، فَقَالَ: من جلس للناس جلس الناس إِلَيْهِ، لكن أهل السنة يبقون ويبقى ذكرهم، وأهل البدعة يموتون ويموت ذكرهم "
**********************
وأختم هَذَا المقال بما قاله شَيْخُ الإسْلامِ ابنُ تَيْمِيَّةَ -رَحِمَهُ اللهُ- فِي الصارم المسلول على شاتم الرسول -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- (2/233) :
" فهذا الملعون الذي افترى على النبي -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- إنه ما كان يدري إلا ما كتب لَهُ؛ قصمه الله ، وفضحه بأن أخرجه من القبر بعد أن دفن مرارا، وهذا أمر خارج عن العادة يدل كل أحد على أن هذا عقوبة لما قاله، وأنه كان كاذبا، إذ كان عامة الموتى لا يصيبهم مثل هَذَا، وان هذا الجرم أعظم من مجرد الارتداد، إذ كان عامة المرتدين يموتون ولا يصيبهم مثل هَذَا.
وإن الله منتقم لرسوله ممن طعن عليه وسبه، ومظهر لدينه، ولكذبِ الكاذبِ إذا لم يمكن الناسُ أن يقيموا عليه الحد.
ونظير هذا ما حدثناه أعداد من المسلمين العدول أهل الفقه والخبرة عما جربوه مرات متعددة في حصر الحصون والمدائن التي بالسواحل الشامية لما حصر المسلمون فيها بني الأصفر في زماننا قالوا: كنا نحن نحصر الحصن أو المدينة الشهر أو أكثر من الشهر، وهو ممتنع علينا، حتى نكاد نيأس منه، حتى إذا تعرض أهله لسب رسول الله -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- والوقيعة في عرضه تعجلنا فتحه، وتيَسَّرَ، ولم يكد يتأخر إلا يوماً أو يومين أو نحو ذلك ، ثم يفتح المكان عنوة، ويكون فيهم ملحمة عظيمة، قالوا: حتى إن كنا لنتباشر بتعجيل الفتح إذا سمعناهم يقعون فيه مع امتلاء القلوب غيظاً عليهم بما قالوا فِيْهِ.
وهكذا حدثني بعض أصحابنا الثقات أن المسلمين من أهل المغرب حالهم مع النصارى كذلك، ومن سنة الله أن يعذب أعداءه تارة بعذاب من عِنْدِهِ، وتارة بأيدي عباده المؤمنين"
فأسأل الله العظيم رب العرش الكريم أَنْ ينتقم مِمَّن طعن فِي نبينا مُحَمَّد -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أَوْ أساء إِلَى جنابه -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-
وأسأله تعالى أَنْ يشل يمينه، وأن يجعله عبرة للمعتبرين .
وأسأله تعالى أَنْ يحفظ إخواننا المسلمين فِي بلاد الغرب، وأن يحميهم مِمَّن يكيد بِهِمْ.
والله أعلم. وصلَّى اللهُ وسلَّم على نبينا محمد
كتبه نصرة لخاتم النبيين -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- :
أَبُو عُمَر أسامة بن عطايا العتيبي
يوم الجمعة 26/12/ 1426هـ