يوسف بن عبد الله البلوي
01-30-2006, 03:00 AM
للاطلاع على لامية العرب للشنفري
موضوع كتبه أخونا ابن المعتز
http://www.bluwe.com/bluwe/showthread.php?t=12652
وهاهي لامية العجم للطغرائي الذي قال عنه الذهبي في السير :
الطُّغْرائي العميدُ، فخرُ الكتاب، مُؤيدُ الدين أبو إسماعيل الحسينُ بنعلي بن محمد بن عبد الصَّمد الأصبهاني المُنْشِىء، الشاعر.
وقال عنه في العبر :
والطُّغرائي الوزيرُ مؤيّد الدين أَبو إِسماعيل الحُسيْن بن عَليّ الإِصبهانيّ، صاحبُ ديوان الإِنشاء للسلطان محمد بن ملكشاه، واتصل بابنه مسعُود، ثم أُخذ الطغرائيُّ أَسيراً وذُبح بين يديْ الملك محمود في ربيع الأَول، وقد نيّف على الستين. وكان من أَفراد الدهر، وحامل لواءَ النظم والنثر. وهو صاحب «لامية العجم».
وقد توفي الطغرائي
سنة 514، أربع عشرة وخمسمائة.
هذه القصيدة :
نظمها: ببغداد، سنة 505، خمس وخمسمائة.
في وصف حاله، وشكاية عن زمانه.
وقد اعتنى بها الأدباء: فشرحوها وعارضوها وخمسوها ..
أصالة الرأي صانتني عن الخطل وحلية الفضل زانتني لدى العطل
مجدي أخيراً ومجدي أولاً شرع والشمس رأد الضحى كالشمس في الطفل
فيم الإقامة بالزوراء لا سكني بها ولا ناقتي فيها ولا جملي
ناء عن الأهل صفر الكف منفرد كالسيف عري متناه عن الخلل
فلا صديق إليه مشتكى حزني ولا أنيس إليه منتهى جذلي
طال اغترابي حتى حن راحلتي ورحلها وقرى العسالة الذبل
وضج من لغب نضوي وعج لما يلقى ركابي ولح الركب في عذلي
أريد بسطة كف أستعين بها على قضاء حقوق للعلا قبلي
والدهر يعكس آمالي ويقنعني من الغنيمة بعد الكد بالقفل
وذي شطاط كصدر الرمح معتقل بمثله غير هياب ولا وكل
حلو الفكاهة مر الجد قد مزجت بشدة البأس منه رقة الغزل
طردت سرح الكرى عن ورد مقلته والليل أغرى سوام النوم بالمقل
والركب ميل على اكوار من طرب صاح وآخر من خمر الهوى ثمل
فقلت أدعوك للجلى لتنصرني وأنت تخذلني في الحادث الجلل
تنام عيني وعين النجم ساهرة وتستحيل وصبغ الليل لم يحل
فهل تعين على غي هممت به والغي يزجر أحياناً عن الفشل
إني أريد طروق الحي من إضم وقد حماه رماة من بين ثعل
يحمون بالبيض والسمر اللدان به سود الغدائر حمر الحلي والحلل
فسر بنا في ذمام الليل معتسفاً فنفحة الطيب تهدينا إلى الحلل
فالحب حيث العدا والأسد رابضة حول الكناس لها غاب من الأسل
نؤم ناشئة بالجزع قد سقيت نصالها بمياه الغنج والكحل
قد زاد طيب أحاديث الكرام بها ما بالكرائم من جبن ومن بخل
تبيت نار الهوى منهن في كبد حرى ونار القرى منهم على قلل
يقتلن أنضاء حب لا حراك بها وينحرون كرام الخيل والإبل
يشفى لديغ العوالي في بيوتهم بنهلة من غدير الخمر والعسل
لعل إلمامة بالجزع ثانية يدب منها نسيم البرء في عللي
لا أكره الطعنة النجلاء قد شفعت برشقة من نبال الأعين النجل
ولا أهاب الصفاح البيض تسعدني باللمح من خلل الأستار والكلل
ولا أخل بغزلان تغازلني ول دهتني أسود الغيل بالغيل
حب السلامة يثني هم صاحبه عن المعالي ويغري المرء بالكسل
فإن جنحت إليه فاتخذ نفقاً في الأرض أو سلماً في الجو واعتزل
ودع غمار العلا للمقدمين على ركوبها واقتنع منهن بالبلل
رضى الذليل بخفص العيش مسكنة والعز تحت رسيم الأينق الذلل
فادرأ بها في نحور البيد حافلة معارضات مثاني اللجم بالجدل
إن العلا حدثتني وهي صادقة فيما تحدث أن العز في النقل
لو أن في شرف المأوى بلوغ منى لم تبرح الشمس يوماً دارة الحمل
أهبت بالحظ لو ناديت مستمعاً والحظ عني بالجهال في شغل
لعله إن بدا فضلي ونقصهم لعينه نام عنهم أو تنبه لي
أعلل النفس بالآمال أرقبها ما أضيق العيش لولا فسحة الأمل
لم أرض بالعيش والأيام مقبلة فكيف أرضى وقد ولت على عجل
غالى بنفسي عرفاني بقيمتها فصنتها عن رخيص القدر مبتذل
وعادة النصل أن يزهى بجوهره وليس يعمل إلا في يدي بطل
ما كنت أوثر أن يمتد بي زمني حتى أرى دولة الأوغاد والسفل
تقدمتني أناس كان شوطهم وراء خطوي إذ أمشي على مهل
هذا جزاء امرئ أقرانه درجوا من قبله فتمنى فسحة الأجل
وإن علاني من دوني فلا عجب لي أسوة بانحطاط الشمس عن زحل
فاصبر لها غير محتال ولا ضجر في حادث الدهر ما يغني عن الحيل
أعدى عدوك أدنى من وثقت به فحاذر الناس واصحبهم على دخل
وحسن ظنك بالأيام معجزة فظن شراً وكن منها على وجل
غاض الوفاء وفاض الغدر وانفرجت مسافة الخلف بين القول العمل
وشان صدقك عند الناس كذبهم وهل يطابق معوج بمعتدل
إن كان ينجع شيء في ثيابهم على العهود فسبق السيف للعذل
يا وراداً سؤر عيش كله كدر أنفقت صفوك في أيامك الأول
فيم اقتحامك لج البحر تركبه وأنت يكفيك منه مصة الوشل
ملك القناعة لا يخشى عليه ولا يحتاج فيه إلى الأنصار والحول
ترجو البقاء بدار لا ثبات لها فهل سمعت بظل غير منتقل
ويا خبيراً على الأسرار مطلعاً أصمت ففي الصمت منجاة من الزلل
قد رشحوك لأمر لو فطنت له فاربأ بنفسك أن ترعى مع الهمل
موضوع كتبه أخونا ابن المعتز
http://www.bluwe.com/bluwe/showthread.php?t=12652
وهاهي لامية العجم للطغرائي الذي قال عنه الذهبي في السير :
الطُّغْرائي العميدُ، فخرُ الكتاب، مُؤيدُ الدين أبو إسماعيل الحسينُ بنعلي بن محمد بن عبد الصَّمد الأصبهاني المُنْشِىء، الشاعر.
وقال عنه في العبر :
والطُّغرائي الوزيرُ مؤيّد الدين أَبو إِسماعيل الحُسيْن بن عَليّ الإِصبهانيّ، صاحبُ ديوان الإِنشاء للسلطان محمد بن ملكشاه، واتصل بابنه مسعُود، ثم أُخذ الطغرائيُّ أَسيراً وذُبح بين يديْ الملك محمود في ربيع الأَول، وقد نيّف على الستين. وكان من أَفراد الدهر، وحامل لواءَ النظم والنثر. وهو صاحب «لامية العجم».
وقد توفي الطغرائي
سنة 514، أربع عشرة وخمسمائة.
هذه القصيدة :
نظمها: ببغداد، سنة 505، خمس وخمسمائة.
في وصف حاله، وشكاية عن زمانه.
وقد اعتنى بها الأدباء: فشرحوها وعارضوها وخمسوها ..
أصالة الرأي صانتني عن الخطل وحلية الفضل زانتني لدى العطل
مجدي أخيراً ومجدي أولاً شرع والشمس رأد الضحى كالشمس في الطفل
فيم الإقامة بالزوراء لا سكني بها ولا ناقتي فيها ولا جملي
ناء عن الأهل صفر الكف منفرد كالسيف عري متناه عن الخلل
فلا صديق إليه مشتكى حزني ولا أنيس إليه منتهى جذلي
طال اغترابي حتى حن راحلتي ورحلها وقرى العسالة الذبل
وضج من لغب نضوي وعج لما يلقى ركابي ولح الركب في عذلي
أريد بسطة كف أستعين بها على قضاء حقوق للعلا قبلي
والدهر يعكس آمالي ويقنعني من الغنيمة بعد الكد بالقفل
وذي شطاط كصدر الرمح معتقل بمثله غير هياب ولا وكل
حلو الفكاهة مر الجد قد مزجت بشدة البأس منه رقة الغزل
طردت سرح الكرى عن ورد مقلته والليل أغرى سوام النوم بالمقل
والركب ميل على اكوار من طرب صاح وآخر من خمر الهوى ثمل
فقلت أدعوك للجلى لتنصرني وأنت تخذلني في الحادث الجلل
تنام عيني وعين النجم ساهرة وتستحيل وصبغ الليل لم يحل
فهل تعين على غي هممت به والغي يزجر أحياناً عن الفشل
إني أريد طروق الحي من إضم وقد حماه رماة من بين ثعل
يحمون بالبيض والسمر اللدان به سود الغدائر حمر الحلي والحلل
فسر بنا في ذمام الليل معتسفاً فنفحة الطيب تهدينا إلى الحلل
فالحب حيث العدا والأسد رابضة حول الكناس لها غاب من الأسل
نؤم ناشئة بالجزع قد سقيت نصالها بمياه الغنج والكحل
قد زاد طيب أحاديث الكرام بها ما بالكرائم من جبن ومن بخل
تبيت نار الهوى منهن في كبد حرى ونار القرى منهم على قلل
يقتلن أنضاء حب لا حراك بها وينحرون كرام الخيل والإبل
يشفى لديغ العوالي في بيوتهم بنهلة من غدير الخمر والعسل
لعل إلمامة بالجزع ثانية يدب منها نسيم البرء في عللي
لا أكره الطعنة النجلاء قد شفعت برشقة من نبال الأعين النجل
ولا أهاب الصفاح البيض تسعدني باللمح من خلل الأستار والكلل
ولا أخل بغزلان تغازلني ول دهتني أسود الغيل بالغيل
حب السلامة يثني هم صاحبه عن المعالي ويغري المرء بالكسل
فإن جنحت إليه فاتخذ نفقاً في الأرض أو سلماً في الجو واعتزل
ودع غمار العلا للمقدمين على ركوبها واقتنع منهن بالبلل
رضى الذليل بخفص العيش مسكنة والعز تحت رسيم الأينق الذلل
فادرأ بها في نحور البيد حافلة معارضات مثاني اللجم بالجدل
إن العلا حدثتني وهي صادقة فيما تحدث أن العز في النقل
لو أن في شرف المأوى بلوغ منى لم تبرح الشمس يوماً دارة الحمل
أهبت بالحظ لو ناديت مستمعاً والحظ عني بالجهال في شغل
لعله إن بدا فضلي ونقصهم لعينه نام عنهم أو تنبه لي
أعلل النفس بالآمال أرقبها ما أضيق العيش لولا فسحة الأمل
لم أرض بالعيش والأيام مقبلة فكيف أرضى وقد ولت على عجل
غالى بنفسي عرفاني بقيمتها فصنتها عن رخيص القدر مبتذل
وعادة النصل أن يزهى بجوهره وليس يعمل إلا في يدي بطل
ما كنت أوثر أن يمتد بي زمني حتى أرى دولة الأوغاد والسفل
تقدمتني أناس كان شوطهم وراء خطوي إذ أمشي على مهل
هذا جزاء امرئ أقرانه درجوا من قبله فتمنى فسحة الأجل
وإن علاني من دوني فلا عجب لي أسوة بانحطاط الشمس عن زحل
فاصبر لها غير محتال ولا ضجر في حادث الدهر ما يغني عن الحيل
أعدى عدوك أدنى من وثقت به فحاذر الناس واصحبهم على دخل
وحسن ظنك بالأيام معجزة فظن شراً وكن منها على وجل
غاض الوفاء وفاض الغدر وانفرجت مسافة الخلف بين القول العمل
وشان صدقك عند الناس كذبهم وهل يطابق معوج بمعتدل
إن كان ينجع شيء في ثيابهم على العهود فسبق السيف للعذل
يا وراداً سؤر عيش كله كدر أنفقت صفوك في أيامك الأول
فيم اقتحامك لج البحر تركبه وأنت يكفيك منه مصة الوشل
ملك القناعة لا يخشى عليه ولا يحتاج فيه إلى الأنصار والحول
ترجو البقاء بدار لا ثبات لها فهل سمعت بظل غير منتقل
ويا خبيراً على الأسرار مطلعاً أصمت ففي الصمت منجاة من الزلل
قد رشحوك لأمر لو فطنت له فاربأ بنفسك أن ترعى مع الهمل