أم حبيبة البريكى
02-11-2006, 04:39 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحمد لله لا يوجد أحد عندنا فى البيت يتابع المباريات وأنا عن نفسى كنت أحب مشاهدة مباريات التنس وخصوصا ويمبلدون ورولان جاروس ولكن أنعم الله على وابتعدت عن ذلك وأنا لست ضد ممارسة الرياضة ولكن يصاحبها الكثير من المخالفات الشرعية من كشف العورات وتضييع الصلوات وكثير من اللاعبيين نقرأ أسمائهم فى صفحات الحوادث فى قضايا أخلاقية مع المغنية فلانة والراقصة علانة
ولا حول ولا قوة إلا بالله
أمس كانت الشوارع فى حالة غير عادية من الطبل والزمر والزغاريت إيه يا جماعة هى القدس رجعت واحنا مش عارفيين ولا حتى بغداد ولكن هذا كله بسبب (المباراة الأسطورة ) وفوز الفراعنة
وأقرب المصائب هى مصيبة غرق العبارة 98 بدون مراعاة شعور الأيتام ولا الأرامل الذين فقدوا ذويهم ولم يراعوا بالمأتم الكبير الذى شهدته منطقة سفاجا التابعة لبلد اسمه مصر وكل ده بسبب الكورة كأنهم حصلوا على جنات عدن
والرئيس بنفسه راح يحضر وكأنهم مجتمعيين على تمثيل فيلم (الهروب الكبير) الهروب من مشاكلنا التى فعلناها بأيدينا حتى ينخدع العالم ومن حولنا من الشباب الغلبان الذى لا يوجد عنده هدف لا دينى ولا دنيوى ويعيش إنه حاجة كبيرة قوى وعظيم قوى ومتقدم قوى
وأنا مش بكبر المواضيع ولكن ما نعيشة اليوم من فشل وإهمال وبلادة هو الداعى للدهشة
وأعزز كلامى بهذه الكلمات الرائعة للدكتور حلمى القاعود
لكم الرحمة والغفران أيها الغارقون مع العبارة السلام 98 فى اعماق البحر الأحمر الهادئة!.
لكم الرحمة والغفران أيها العائدون من " ترحيلة " البحث عن " اللقمة " خارج الحدود ، فلم تجدوا صدراً أرحب من صدر البحر العميق ، يحتضنكم ، ويستقبلكم فى صمت وهدوء ، بعد أن ضاق بكم صدر الوطن ، وضاق بمعظم ابنائه ، فجعلهم يفرون إلى الغربة والمنافى بحثاً عن حياة أرحب ، وواقع أفضل ..ولكن هيهات أن يجد المصرى ملاذاً غير وطنه ، وملجأ غير بلاده مهما كانت لغة الحياة قاسية وخشنة ومدببة !
لكم الرحمة والغفران أيها البائسون فى الداخل والخارج ، بعد أن فسد كل شئ ، وانهار كل شئ وتحطم الأمل ، وضاع المستقبل ، ولم يعد متفائلاً على ساحة الوطن إلا اللصوص الكبار ،والحيتان الضخام ، والمنافقون والأفاقون ، والطغاة والجلادون !
لكم الرحمة والغفران يا شعب مصر التعيس الذى لم يعرف الفرح الحقيقى على مدى نصف قرن من الزمان ،ولم تشرق البهجة على ملامحه منذ صارت العصا الغليظة فوق كل راس مرفوعة ، وكل عقل مفتوح ، وكل وجدان طاهر وكل نفس أبية !!
نحن لانبكيكم يامن ذهبتم مع مياه البحر الأحمر إلى الأعماق بين ضباء وسفاجا، فالبكاء عليكم لم يعد مجدياً ، ولكننا نبكى أنفسنا وواقعنا ، ومستقبلنا . نحن يا أحبابنا السابقين إلى دار الخلود ، نبكى حياة مريرة تقوم على الخلل والظلم والاستهانة بكرامة المصرى وقيمته .
وإذا كان تجار هذا الزمان الجشعون قد أركبوكم أيها الغارقون سفينة عمرها خمسة وثلاثون عاماً (!) ، وزعموا أنها مطابقة للمعايير العالمية (!!) فالذنب ذنبكم ، والخطأ خطؤكم ، والموت حق لكم وعليكم ، لأن العبارة حين تغرق فليس لأن هناك خطأ ما يتعلق بها أو بقيادتها ، وإنما الأمر فى البداية والنهاية يتعلق بكم أنتم ، فكل شىء فى السفينة وقيادتها " تمام التمام " كما قال رجل الأعمال الذى عينوه وزيراً لوسائل النقل والمواصلات !
لا تقولوا -أيها الراحلون - إن السفينة أو العبارة استغاثت ، والتقط البعض استغاثتها ، فنحن مساء الخميس وصباح الجمعة ، ليلة أنس وسعادة وسهر مع الحبايب ،وكل شئ معطل ، حتى تشرق شمس يوم السبت ، بل يوم الأحد وفقا لنظام الإجازات الجديد الذى يحرص - فيما يبدو- على تطبيع الإجازات الأسبوعية مع أولاد العم إياهم ! ، ولذا فلا إغاثة ولا مغيث ، كيف يحق لكم تعكير مزاج الناس فى إجازة آخر الأسبوع ؟
صحيح أن القناة الإخبارية الحكومية بشرتنا أن سيادة الرئيس يتابع أخبار الغرقى ، وبعد ظهر الجمعة أمر بالتحقيق العاجل،وأن سيادة رئيس الوزراء يتابع ايضاً عمليات الإنقاذ ، وأن سيادة رجل الأعمال وزير الصحة والمستشفيات ، أمر برفع حالة الطوارئ فى سفاجا وما حولها لاستقبال الجثث والناجين وتقديم اللازم .. ولكننا يا أحباب مشغولون بشئ أهم وأخطر واكبر منكم ومن السبعين مليوناً ، أعنى مباراة المنتخب القومى والكونغو الديمقراطية فى كأس الأمم الإفريقية ، وهو ماجعل الإذاعات والقنوات التليفزيونية ( باستثناء النيل للأخبار ) تنشغل بالمباراة وأبطالها ، ومشجعيها من الجنسين الذين رسموا علم مصر على وجوههم ، ورفعوه بأيديهم ، فضلاً عن مناقشة الخطط السرية الاستراتيجية للقاء التاريخى بين الفريقين، الذى سيتم بموجبه - أو هكذا يفترض - تحقيق نصر تاريخى ، يفوق فى أهميته تحرير القدس وفلسطين والجولان ومزارع شبعا ؛ كمان !
أكثر من ألف وأربعمائة مصرى - من بينهم بعض السعوديين والسودانيين - ينبغى ألا يوقفوا الطبل والزمر والصفير والتصفيق الذى استمر مذ بدأ المصريون يعلمون بأنباء الكارثة حتى بدأت المباراة ، وكأن الضحايا ليسوا بشراً ، ولكنهم أقل من الذباب والبعوض .. ويبدو أن القوم تذكروا أخيراً هول الفاجعة فأعلنوا عن الوقوف دقيقة حداداً على الغرقى عندما تبدأ المباريات!
ومابين أنين أسر الضحايا ، وتصريحات المسؤلين ( الذين لايكذبون أبدا!) ، وجعير مذيعى المباراة ، وتوقعات خبراء الحروب الكروية ، وجهامة مدربى الفرق والنوادى فإن صوتا من أعماق البحر الأحمر ، أو من أعماق مصر المنكوبة يهتف فى حزن وأسى :
أيها المصرى : ما أرخصك ؟
الحمد لله لا يوجد أحد عندنا فى البيت يتابع المباريات وأنا عن نفسى كنت أحب مشاهدة مباريات التنس وخصوصا ويمبلدون ورولان جاروس ولكن أنعم الله على وابتعدت عن ذلك وأنا لست ضد ممارسة الرياضة ولكن يصاحبها الكثير من المخالفات الشرعية من كشف العورات وتضييع الصلوات وكثير من اللاعبيين نقرأ أسمائهم فى صفحات الحوادث فى قضايا أخلاقية مع المغنية فلانة والراقصة علانة
ولا حول ولا قوة إلا بالله
أمس كانت الشوارع فى حالة غير عادية من الطبل والزمر والزغاريت إيه يا جماعة هى القدس رجعت واحنا مش عارفيين ولا حتى بغداد ولكن هذا كله بسبب (المباراة الأسطورة ) وفوز الفراعنة
وأقرب المصائب هى مصيبة غرق العبارة 98 بدون مراعاة شعور الأيتام ولا الأرامل الذين فقدوا ذويهم ولم يراعوا بالمأتم الكبير الذى شهدته منطقة سفاجا التابعة لبلد اسمه مصر وكل ده بسبب الكورة كأنهم حصلوا على جنات عدن
والرئيس بنفسه راح يحضر وكأنهم مجتمعيين على تمثيل فيلم (الهروب الكبير) الهروب من مشاكلنا التى فعلناها بأيدينا حتى ينخدع العالم ومن حولنا من الشباب الغلبان الذى لا يوجد عنده هدف لا دينى ولا دنيوى ويعيش إنه حاجة كبيرة قوى وعظيم قوى ومتقدم قوى
وأنا مش بكبر المواضيع ولكن ما نعيشة اليوم من فشل وإهمال وبلادة هو الداعى للدهشة
وأعزز كلامى بهذه الكلمات الرائعة للدكتور حلمى القاعود
لكم الرحمة والغفران أيها الغارقون مع العبارة السلام 98 فى اعماق البحر الأحمر الهادئة!.
لكم الرحمة والغفران أيها العائدون من " ترحيلة " البحث عن " اللقمة " خارج الحدود ، فلم تجدوا صدراً أرحب من صدر البحر العميق ، يحتضنكم ، ويستقبلكم فى صمت وهدوء ، بعد أن ضاق بكم صدر الوطن ، وضاق بمعظم ابنائه ، فجعلهم يفرون إلى الغربة والمنافى بحثاً عن حياة أرحب ، وواقع أفضل ..ولكن هيهات أن يجد المصرى ملاذاً غير وطنه ، وملجأ غير بلاده مهما كانت لغة الحياة قاسية وخشنة ومدببة !
لكم الرحمة والغفران أيها البائسون فى الداخل والخارج ، بعد أن فسد كل شئ ، وانهار كل شئ وتحطم الأمل ، وضاع المستقبل ، ولم يعد متفائلاً على ساحة الوطن إلا اللصوص الكبار ،والحيتان الضخام ، والمنافقون والأفاقون ، والطغاة والجلادون !
لكم الرحمة والغفران يا شعب مصر التعيس الذى لم يعرف الفرح الحقيقى على مدى نصف قرن من الزمان ،ولم تشرق البهجة على ملامحه منذ صارت العصا الغليظة فوق كل راس مرفوعة ، وكل عقل مفتوح ، وكل وجدان طاهر وكل نفس أبية !!
نحن لانبكيكم يامن ذهبتم مع مياه البحر الأحمر إلى الأعماق بين ضباء وسفاجا، فالبكاء عليكم لم يعد مجدياً ، ولكننا نبكى أنفسنا وواقعنا ، ومستقبلنا . نحن يا أحبابنا السابقين إلى دار الخلود ، نبكى حياة مريرة تقوم على الخلل والظلم والاستهانة بكرامة المصرى وقيمته .
وإذا كان تجار هذا الزمان الجشعون قد أركبوكم أيها الغارقون سفينة عمرها خمسة وثلاثون عاماً (!) ، وزعموا أنها مطابقة للمعايير العالمية (!!) فالذنب ذنبكم ، والخطأ خطؤكم ، والموت حق لكم وعليكم ، لأن العبارة حين تغرق فليس لأن هناك خطأ ما يتعلق بها أو بقيادتها ، وإنما الأمر فى البداية والنهاية يتعلق بكم أنتم ، فكل شىء فى السفينة وقيادتها " تمام التمام " كما قال رجل الأعمال الذى عينوه وزيراً لوسائل النقل والمواصلات !
لا تقولوا -أيها الراحلون - إن السفينة أو العبارة استغاثت ، والتقط البعض استغاثتها ، فنحن مساء الخميس وصباح الجمعة ، ليلة أنس وسعادة وسهر مع الحبايب ،وكل شئ معطل ، حتى تشرق شمس يوم السبت ، بل يوم الأحد وفقا لنظام الإجازات الجديد الذى يحرص - فيما يبدو- على تطبيع الإجازات الأسبوعية مع أولاد العم إياهم ! ، ولذا فلا إغاثة ولا مغيث ، كيف يحق لكم تعكير مزاج الناس فى إجازة آخر الأسبوع ؟
صحيح أن القناة الإخبارية الحكومية بشرتنا أن سيادة الرئيس يتابع أخبار الغرقى ، وبعد ظهر الجمعة أمر بالتحقيق العاجل،وأن سيادة رئيس الوزراء يتابع ايضاً عمليات الإنقاذ ، وأن سيادة رجل الأعمال وزير الصحة والمستشفيات ، أمر برفع حالة الطوارئ فى سفاجا وما حولها لاستقبال الجثث والناجين وتقديم اللازم .. ولكننا يا أحباب مشغولون بشئ أهم وأخطر واكبر منكم ومن السبعين مليوناً ، أعنى مباراة المنتخب القومى والكونغو الديمقراطية فى كأس الأمم الإفريقية ، وهو ماجعل الإذاعات والقنوات التليفزيونية ( باستثناء النيل للأخبار ) تنشغل بالمباراة وأبطالها ، ومشجعيها من الجنسين الذين رسموا علم مصر على وجوههم ، ورفعوه بأيديهم ، فضلاً عن مناقشة الخطط السرية الاستراتيجية للقاء التاريخى بين الفريقين، الذى سيتم بموجبه - أو هكذا يفترض - تحقيق نصر تاريخى ، يفوق فى أهميته تحرير القدس وفلسطين والجولان ومزارع شبعا ؛ كمان !
أكثر من ألف وأربعمائة مصرى - من بينهم بعض السعوديين والسودانيين - ينبغى ألا يوقفوا الطبل والزمر والصفير والتصفيق الذى استمر مذ بدأ المصريون يعلمون بأنباء الكارثة حتى بدأت المباراة ، وكأن الضحايا ليسوا بشراً ، ولكنهم أقل من الذباب والبعوض .. ويبدو أن القوم تذكروا أخيراً هول الفاجعة فأعلنوا عن الوقوف دقيقة حداداً على الغرقى عندما تبدأ المباريات!
ومابين أنين أسر الضحايا ، وتصريحات المسؤلين ( الذين لايكذبون أبدا!) ، وجعير مذيعى المباراة ، وتوقعات خبراء الحروب الكروية ، وجهامة مدربى الفرق والنوادى فإن صوتا من أعماق البحر الأحمر ، أو من أعماق مصر المنكوبة يهتف فى حزن وأسى :
أيها المصرى : ما أرخصك ؟