البــــــــــدر
02-26-2006, 09:36 PM
يعد حسن الاستماع والقراءة الهادئة المتأنية من أهم شروط التواصل الناجح مع الآخرين ويفيد الطرفين في استمرار الحوار والتواصل وشعور المتحدث بارتياح واطمئنان وشعور المستمع بالفهم الجيد والإلمام بموضوع الحوار مما يمكنه من الرد المناسب ولتحقيق ذلك:
1- إقبال المستمع نحو المتحدث ( قارئ الموضوع على كاتبه ).
2- عدم إظهار علامات الرفض والاستياء.
3- عدم الإنفعال أو إعطاء ردود سريعة ومباشرة.
مستويات الحوار:
المستوى الأول: حوار داخلي مع النفس بمحاسبتها وحملها على الحق .
المستوى الثاني: حوار بين أفراد المجتمع وفق الاجتهادات المختلفة عملا بمبدأ ( نصف رأيك عند أخيك ).
المستوى الثالث: حوار بين المسلم وغير المسلم وهو حوار يجري وفق مبدأ المدافعة الذي يمنع الفساد وينمي الخير لإعمار الكون... يقول الله تعالى: ( ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض لفسدت الأرض ولكن الله ذو فضل على العالمين ).
تعليق:
وعلى مستوى المنتديات نريد أن يكون للحوار اهداف قريبة وأخرى بعيدة فالقريبة تطلب لذاتها والبعيدة لإقناع الآخرين بوجهة نظر معينة.
إن حسن الخطاب وعدم الاستفزاز أو ازدراء الآخرين من اهم مقومات الحوار الناجح.
هناك قاعدة يجب أن نطبقها أثناء التحاور ( قولي صواب يحتمل الخطأ وقول غيري خطأ يحتمل الصواب ).
يجب ان تكون لدينا القدرة على التفاعل المعرفي والعاطفي والسلوكي مع بعضنا البعض لكي يسهل علينا تبادل الخبرات والمفاهيم ويتم التواصل والتقارب.
سأستعرض أخيرا الوان الحوار السلبي وهو للأسف سائد في حياتنا وفي مجتمعاتنا وفق مسيرتنا الحضارية أفرادا وجماعات:
1- الحوار العدمي التعجيزي:وفيه لا يرى أحد طرفي الحوار أو كليهما إلا السلبيات والأخطاء والعقبات وهكذا ينتهي الحوار إلى أنه لا فائدة, ويترك هذا النوع من الحوار قدرا كبيرا من الإحباط لدى أحد الطرفين أو كليهما حيث يسد الطريق امام كل محاولة للنهوض.
2- حوار المناورة ( الكر والفر ):ينشغل الطرفان ( او أحدهما ) بالتفوق اللفظي في المناقشة بصرف النظر عن الثمرة الحقيقية والنهائية لتلك المناقشة وهو نوع من اثبات الذات بشكل سطحي.
3- الحوار المزدوج:وهنا يعطي ظاهر الكلام معنى غير ما يعطيه بطانه لكثرة ما يحتويه من التورية والألفاظ المبهمة وهو يهدف إلى إرباك الطرف الآخر ودلالاته انه نوع من العدوان الخبيث.
4- الحوار السلطوي ( اسمع واستجب ):نجد هذا النوع سائدا على كثير من المستويات فهناك الأب المتسلط والأم المتسلطة والمعلم المتسلط والمسؤول المتسلط وهو نوع شديد من العدوان حيث يلغي أحد الأطراف كيان الطرف الآخر ويعتبره أدنى من أن يحاور بل عليه فقط السماع للأوامر الفوقية والاستجابة دون مناقشة أو تضجر وهذا النوع فضلا عن أنه إلغاء لكيان وحرية طرف لحساب الطرف الآخر فهو يلغي ويحبط القدرات الإبداعية للطرف المقهور فيؤثر سلبا على الطرفين وعلى الأمة بأكملها.
5- الحوار السطحي ( لا تقترب من الأعماق فتغرق):حين يصبح التحاور حول الأمور الجوهرية محظورا أو محاطا بالمخاطر يلجأ أحد الطرفين أو كليهما إلى تسطيح الحوار طلبا للسلامة أو كنوع من الهروب من الرؤية الأعمق بما تحمله من دواعي القلق النفسي والاجتماعي.
6- حوار الطريق المسدود ( لا داعي للحوار فلن نتفق ):يعلن الطرفان ( او احدهما ) منذ البداية تمسكهما ( او تمسكه ) بثوابت متضادة تغلق الطريق منذ البداية أمام الحوار وهو نوع من التعصب الفكري وانحسار مجال الرؤية.
7- الحوار الإلغائي أو التسفيهي:
( كل ما عداي خطأ ) يصر أحد طرفي الحوار على ألا يرى شيئا غير رأيه وهو لا يكتفي بهذا بل يتنكر لأي رؤية أخرى ويسفهها ويلغيها وهذا النوع يجمع كل سيئات الحوار السلطوي وحوار الطريق المسدود.
8- حوار البرج العاجي:ويقع فيه بعض المثقفين حين تدور مناقشتهم حول قضايا فلسفية أو شبه فلسفية مقطوعة الصلة بواقع الحياة اليومي وواقع مجتمعاتهم وغالبا ما يكون ذلك الحوار نوع من إبراز التميز على العامة دون محاولة إيجابية لإصلاح الواقع.
9- الحوار المرافق ( معك على طول الخط ):وفيه يلغي أحد الأطراف حقه في التحاور لحساب الطرف الآخر إما استخفاف ( خذه على قد عقله ) أو خوفا أو تبعية حقيقية أو مجاملة لإلقاء المسؤولية كاملة على الآخر وهذا نلاحظه في أغلب المنتديات التحاورية بتعليق ( يعطيك العافية كلامك صحيح ) أو ( يسلمو على المشاركة.. ) وهو غير مطلوب منه هذا .. هو مطلوب منه المناقشة والمحاورة وإبداء رأيه.
10- الحوار المعاكس ( عكس دائما ):حين يتجه أحد طرفي الحوار يمينا ويحاول الطرف الآخر الاتجاه يسارا والعكس بالعكس .. او أن يطرح أحد الطرفين موضوعا مخالفا للحقيقة وللثوابت المعروفة تجسيدا لمبدأ ( خالف تعرف ) .. والهدف من هذا رغبة في إثبات الذات بالتميز والاختلاف ولو كان ذلك على حساب جوهر الحقيقة.
11- حوار العدوان السلبي ( صمت العناد والتجاهل ):يلجأ احد الأطراف إلى الصمت السلبي عنادا وتجاهلا ورغبة في مكايدة الطرف الآخر بشكل سلبي دون التعرض لخطر المواجهة.
وبعد:
فلننظر إلى انفسنا ولنقم بعملية ( التقويم الذاتي ) لما نطرحه من مواضيع وقضايا وردود ومشكلات في منتدانا في إطار انواع الحوار السلبي ولنحاول أن نبتعد عنها قدر الإمكان وإن كانت طبيعة النفس البشرية بما تحمله من آراء وأفكار ومعتقدات قد تجبر بني البشر على الاختلاف الفطري أساسا وعلى سلوك أحد هذه الطرق في الحوار.
قمت بالإعداد والتجميع وفق ما تقتضيه مصلحة هذا الركن رغبة في رفع مستوى النقاش والتحاور فيما بينا آملا التعليق بكل صراحة وشفافية على ذلك...
وفقكم الله...
1- إقبال المستمع نحو المتحدث ( قارئ الموضوع على كاتبه ).
2- عدم إظهار علامات الرفض والاستياء.
3- عدم الإنفعال أو إعطاء ردود سريعة ومباشرة.
مستويات الحوار:
المستوى الأول: حوار داخلي مع النفس بمحاسبتها وحملها على الحق .
المستوى الثاني: حوار بين أفراد المجتمع وفق الاجتهادات المختلفة عملا بمبدأ ( نصف رأيك عند أخيك ).
المستوى الثالث: حوار بين المسلم وغير المسلم وهو حوار يجري وفق مبدأ المدافعة الذي يمنع الفساد وينمي الخير لإعمار الكون... يقول الله تعالى: ( ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض لفسدت الأرض ولكن الله ذو فضل على العالمين ).
تعليق:
وعلى مستوى المنتديات نريد أن يكون للحوار اهداف قريبة وأخرى بعيدة فالقريبة تطلب لذاتها والبعيدة لإقناع الآخرين بوجهة نظر معينة.
إن حسن الخطاب وعدم الاستفزاز أو ازدراء الآخرين من اهم مقومات الحوار الناجح.
هناك قاعدة يجب أن نطبقها أثناء التحاور ( قولي صواب يحتمل الخطأ وقول غيري خطأ يحتمل الصواب ).
يجب ان تكون لدينا القدرة على التفاعل المعرفي والعاطفي والسلوكي مع بعضنا البعض لكي يسهل علينا تبادل الخبرات والمفاهيم ويتم التواصل والتقارب.
سأستعرض أخيرا الوان الحوار السلبي وهو للأسف سائد في حياتنا وفي مجتمعاتنا وفق مسيرتنا الحضارية أفرادا وجماعات:
1- الحوار العدمي التعجيزي:وفيه لا يرى أحد طرفي الحوار أو كليهما إلا السلبيات والأخطاء والعقبات وهكذا ينتهي الحوار إلى أنه لا فائدة, ويترك هذا النوع من الحوار قدرا كبيرا من الإحباط لدى أحد الطرفين أو كليهما حيث يسد الطريق امام كل محاولة للنهوض.
2- حوار المناورة ( الكر والفر ):ينشغل الطرفان ( او أحدهما ) بالتفوق اللفظي في المناقشة بصرف النظر عن الثمرة الحقيقية والنهائية لتلك المناقشة وهو نوع من اثبات الذات بشكل سطحي.
3- الحوار المزدوج:وهنا يعطي ظاهر الكلام معنى غير ما يعطيه بطانه لكثرة ما يحتويه من التورية والألفاظ المبهمة وهو يهدف إلى إرباك الطرف الآخر ودلالاته انه نوع من العدوان الخبيث.
4- الحوار السلطوي ( اسمع واستجب ):نجد هذا النوع سائدا على كثير من المستويات فهناك الأب المتسلط والأم المتسلطة والمعلم المتسلط والمسؤول المتسلط وهو نوع شديد من العدوان حيث يلغي أحد الأطراف كيان الطرف الآخر ويعتبره أدنى من أن يحاور بل عليه فقط السماع للأوامر الفوقية والاستجابة دون مناقشة أو تضجر وهذا النوع فضلا عن أنه إلغاء لكيان وحرية طرف لحساب الطرف الآخر فهو يلغي ويحبط القدرات الإبداعية للطرف المقهور فيؤثر سلبا على الطرفين وعلى الأمة بأكملها.
5- الحوار السطحي ( لا تقترب من الأعماق فتغرق):حين يصبح التحاور حول الأمور الجوهرية محظورا أو محاطا بالمخاطر يلجأ أحد الطرفين أو كليهما إلى تسطيح الحوار طلبا للسلامة أو كنوع من الهروب من الرؤية الأعمق بما تحمله من دواعي القلق النفسي والاجتماعي.
6- حوار الطريق المسدود ( لا داعي للحوار فلن نتفق ):يعلن الطرفان ( او احدهما ) منذ البداية تمسكهما ( او تمسكه ) بثوابت متضادة تغلق الطريق منذ البداية أمام الحوار وهو نوع من التعصب الفكري وانحسار مجال الرؤية.
7- الحوار الإلغائي أو التسفيهي:
( كل ما عداي خطأ ) يصر أحد طرفي الحوار على ألا يرى شيئا غير رأيه وهو لا يكتفي بهذا بل يتنكر لأي رؤية أخرى ويسفهها ويلغيها وهذا النوع يجمع كل سيئات الحوار السلطوي وحوار الطريق المسدود.
8- حوار البرج العاجي:ويقع فيه بعض المثقفين حين تدور مناقشتهم حول قضايا فلسفية أو شبه فلسفية مقطوعة الصلة بواقع الحياة اليومي وواقع مجتمعاتهم وغالبا ما يكون ذلك الحوار نوع من إبراز التميز على العامة دون محاولة إيجابية لإصلاح الواقع.
9- الحوار المرافق ( معك على طول الخط ):وفيه يلغي أحد الأطراف حقه في التحاور لحساب الطرف الآخر إما استخفاف ( خذه على قد عقله ) أو خوفا أو تبعية حقيقية أو مجاملة لإلقاء المسؤولية كاملة على الآخر وهذا نلاحظه في أغلب المنتديات التحاورية بتعليق ( يعطيك العافية كلامك صحيح ) أو ( يسلمو على المشاركة.. ) وهو غير مطلوب منه هذا .. هو مطلوب منه المناقشة والمحاورة وإبداء رأيه.
10- الحوار المعاكس ( عكس دائما ):حين يتجه أحد طرفي الحوار يمينا ويحاول الطرف الآخر الاتجاه يسارا والعكس بالعكس .. او أن يطرح أحد الطرفين موضوعا مخالفا للحقيقة وللثوابت المعروفة تجسيدا لمبدأ ( خالف تعرف ) .. والهدف من هذا رغبة في إثبات الذات بالتميز والاختلاف ولو كان ذلك على حساب جوهر الحقيقة.
11- حوار العدوان السلبي ( صمت العناد والتجاهل ):يلجأ احد الأطراف إلى الصمت السلبي عنادا وتجاهلا ورغبة في مكايدة الطرف الآخر بشكل سلبي دون التعرض لخطر المواجهة.
وبعد:
فلننظر إلى انفسنا ولنقم بعملية ( التقويم الذاتي ) لما نطرحه من مواضيع وقضايا وردود ومشكلات في منتدانا في إطار انواع الحوار السلبي ولنحاول أن نبتعد عنها قدر الإمكان وإن كانت طبيعة النفس البشرية بما تحمله من آراء وأفكار ومعتقدات قد تجبر بني البشر على الاختلاف الفطري أساسا وعلى سلوك أحد هذه الطرق في الحوار.
قمت بالإعداد والتجميع وفق ما تقتضيه مصلحة هذا الركن رغبة في رفع مستوى النقاش والتحاور فيما بينا آملا التعليق بكل صراحة وشفافية على ذلك...
وفقكم الله...