سعد الفاضلي
03-01-2006, 12:23 AM
لكم يحرص ابليس على اغواء بني ادم ويصدهم عن الخير , وابليس _نعوذ بالله منه _ له مداخل كثيره على بني ادم , فاذا رأى ابن ادم على معصيه وسوس له بالتسويف وأن العمر طويل وستتوب اذا بلغت السبعين او الثمانين, واذا راّه على طاعه قال له : لا يقبلها الله منك فانها رياء ...وهكذا.
تأملوا معي احبتي ما كتبه الامام ابن الجوزي في كتابه النفيس(صيد الخاطر) وهويخاطب نفسه بعد وسوسة ابليس له ومحاولته صده عن الوعظ.
أترككم أحبتي تتأملون في كلام هذا العالم الرباني.
قال رحمه الله:-
مازالت نفسي تنازعني بما يوجبه مجلس الوعظ وتوبة التائبين ورؤية الزاهدين الى الزهد والانقطاع عن الخلق والانفراد بالاخره , فتأملت ذلك فوجدت عمومه من الشيطان ؛ فان الشيطان يرى أنه لايخلو الى مجلس من خلق لايحصون , يبكون ويندبون على ذنوبهم , ويقوم في الغالب جماعة يتوبون ويقطعون شعور الصبا , وربما أتفق خمسون ومائه.
ولقد تاب عندي في بعض الايام اكثر من مائه,وعمومهم من صبيان قد نشأوا على اللعب والانهماك في المعاصي ؛ فكان الشيطان لبعد غوره في الشر راّني اجتذب الي من أجتذب منه , فأراد أن يشغلني عن ذلك بما يزخرفه ليخلو هو بمن أجتذبه من يده , ولقد حسن اليّ الانقطاع عن المجالس , وقال : لا يخلوا من تصنع للخلق . فقلت : أما زخرفة الالفاظ وتزويقها , واخراج المعنى من مستحسن العباره ففضيلة لا رذيله , وأما أن أقصد الناس بما لا يجوز في الشرع فمعاذ الله.
ثم رأيته يريني في التزهد قطع أسباب ؛ظاهرها الاباحة من الاكتساب , فقلت له : فان طاب لي الزهد ,وتمكنت من العزله , فنفد ما بيدي أو احتاج بعض عائلتي ألست أعود القهقري؟ فدعني اجمع ما يسد خلتي ويصونني عن مسألة الناس , فان مد عمري كان نعم السبب؛ والا كان للعائله , ولا أكون كراكب أراق ماءه لرؤية سراب , فلما ندم وقت الفوات لم ينتفع بالندم , وانما الصواب توطئة المضجع قبل النوم , وجمع المال الساد للخله قبل الكبر , أخذا بالحزم وقد قال الرسول صلى الله عليه وسلم لأن تترك ورثتك أغنياء خير لك من أن تتركهم عالة يتكففون الناس). وقال :نعم المال الصالح للرجل الصالح).
وأما الانقطاع فينبغي أن تكون العزلة عن الشر لاعن الخير, والعزلة عن الشر واجبة على كل حال.
تأملوا معي احبتي ما كتبه الامام ابن الجوزي في كتابه النفيس(صيد الخاطر) وهويخاطب نفسه بعد وسوسة ابليس له ومحاولته صده عن الوعظ.
أترككم أحبتي تتأملون في كلام هذا العالم الرباني.
قال رحمه الله:-
مازالت نفسي تنازعني بما يوجبه مجلس الوعظ وتوبة التائبين ورؤية الزاهدين الى الزهد والانقطاع عن الخلق والانفراد بالاخره , فتأملت ذلك فوجدت عمومه من الشيطان ؛ فان الشيطان يرى أنه لايخلو الى مجلس من خلق لايحصون , يبكون ويندبون على ذنوبهم , ويقوم في الغالب جماعة يتوبون ويقطعون شعور الصبا , وربما أتفق خمسون ومائه.
ولقد تاب عندي في بعض الايام اكثر من مائه,وعمومهم من صبيان قد نشأوا على اللعب والانهماك في المعاصي ؛ فكان الشيطان لبعد غوره في الشر راّني اجتذب الي من أجتذب منه , فأراد أن يشغلني عن ذلك بما يزخرفه ليخلو هو بمن أجتذبه من يده , ولقد حسن اليّ الانقطاع عن المجالس , وقال : لا يخلوا من تصنع للخلق . فقلت : أما زخرفة الالفاظ وتزويقها , واخراج المعنى من مستحسن العباره ففضيلة لا رذيله , وأما أن أقصد الناس بما لا يجوز في الشرع فمعاذ الله.
ثم رأيته يريني في التزهد قطع أسباب ؛ظاهرها الاباحة من الاكتساب , فقلت له : فان طاب لي الزهد ,وتمكنت من العزله , فنفد ما بيدي أو احتاج بعض عائلتي ألست أعود القهقري؟ فدعني اجمع ما يسد خلتي ويصونني عن مسألة الناس , فان مد عمري كان نعم السبب؛ والا كان للعائله , ولا أكون كراكب أراق ماءه لرؤية سراب , فلما ندم وقت الفوات لم ينتفع بالندم , وانما الصواب توطئة المضجع قبل النوم , وجمع المال الساد للخله قبل الكبر , أخذا بالحزم وقد قال الرسول صلى الله عليه وسلم لأن تترك ورثتك أغنياء خير لك من أن تتركهم عالة يتكففون الناس). وقال :نعم المال الصالح للرجل الصالح).
وأما الانقطاع فينبغي أن تكون العزلة عن الشر لاعن الخير, والعزلة عن الشر واجبة على كل حال.