عمر البلوي
07-21-2003, 02:05 PM
سبب محبة الله
لايزال العبد منقطعا عن الله حتىتتصل إرادته ومحبته بوجهه الأعلى والمراد بهذا الاتصال أن تفضي المحبة إليه وتتعلق به وحده ، فلا يحجبها شيء دونه ؛ وأن تتصل المعرفة بأسمائه وصفاته وأفعاله ، فلا يطمس نورها ظلمة التعطيل، كما لا يطمس نور المحبة ظلمة الشرك؛ وأن يتصل ذكره به سبحانه ، فيزول بين الذاكر والمذكور حجاب الغفلة والتفاته في حال الذكر إلى غير مذكوره . فحينئذٍ يتصل الذكر به ، ويتصل العمل بأوامره ونواهيه ، فيفعل الطاعة لأنه أمر بها وأحبها ، ويترك المناهي لكونه نهي عنها وأبغضها .
فهذا معنى اتصال العمل بأمره ونهيه ، وحقيقته زوال العلل الباعثة على الفعل والترك من الأغراض والحظوظ العاجلة . ويتصل التوكل والحب به ، بحيث يصير واثقاً به سبحانه ، مطمئناً إليه راضياً بحسن تدبيره له ، غير متهم له في حال من الاحوال . ويتصل فقره وفاقته به سبحانه دون من سواه ، ويتصل خوفه ورجاؤه وفرحه وسروره وابتهاجه به وحده ؛ فلا يخالف غيره ولا يرجوه ، ولا يفرح به كل الفرح ، ولا يسر به غاية السرور.
وإن ناله بالمخلوق بعض الفرح والسرور ، فليس الفرح التام الكامل والابتهاج والنعيم وقرة العين وسكون القلب الا به سبحانه . وما سواه إن أعان على هذا المكلوب فرح به وسر به ، وإن حجب عنه فهو بالحزن به والوحشة منه واضطراب القلب بحصوله أحق منه بأن يفرح به؛ فلا فرحة ولا سرور إلا به أو بما أوصل إليه وأعان على مرضاته .
وقد أخبر سبحانه أنه لايحب الفرحين لادنيا وزينتها ، وأمر بالفرح بفضله ورحمته ، وهو الاسلام والإيمان والقرآن ، كما فسره الصحابة والتابعون .
والمقصود أن من اتصلت له هذه الأمور بالله سبحانه فقد وصل ، وإلا فهو مقطوع عن ربه ؛ متصل بحظه ونفسه ، ملبس عليه في معرفته وإرادته وسلوكه.
منقول من كتاب الفوائد لابن القيم ص 247
لايزال العبد منقطعا عن الله حتىتتصل إرادته ومحبته بوجهه الأعلى والمراد بهذا الاتصال أن تفضي المحبة إليه وتتعلق به وحده ، فلا يحجبها شيء دونه ؛ وأن تتصل المعرفة بأسمائه وصفاته وأفعاله ، فلا يطمس نورها ظلمة التعطيل، كما لا يطمس نور المحبة ظلمة الشرك؛ وأن يتصل ذكره به سبحانه ، فيزول بين الذاكر والمذكور حجاب الغفلة والتفاته في حال الذكر إلى غير مذكوره . فحينئذٍ يتصل الذكر به ، ويتصل العمل بأوامره ونواهيه ، فيفعل الطاعة لأنه أمر بها وأحبها ، ويترك المناهي لكونه نهي عنها وأبغضها .
فهذا معنى اتصال العمل بأمره ونهيه ، وحقيقته زوال العلل الباعثة على الفعل والترك من الأغراض والحظوظ العاجلة . ويتصل التوكل والحب به ، بحيث يصير واثقاً به سبحانه ، مطمئناً إليه راضياً بحسن تدبيره له ، غير متهم له في حال من الاحوال . ويتصل فقره وفاقته به سبحانه دون من سواه ، ويتصل خوفه ورجاؤه وفرحه وسروره وابتهاجه به وحده ؛ فلا يخالف غيره ولا يرجوه ، ولا يفرح به كل الفرح ، ولا يسر به غاية السرور.
وإن ناله بالمخلوق بعض الفرح والسرور ، فليس الفرح التام الكامل والابتهاج والنعيم وقرة العين وسكون القلب الا به سبحانه . وما سواه إن أعان على هذا المكلوب فرح به وسر به ، وإن حجب عنه فهو بالحزن به والوحشة منه واضطراب القلب بحصوله أحق منه بأن يفرح به؛ فلا فرحة ولا سرور إلا به أو بما أوصل إليه وأعان على مرضاته .
وقد أخبر سبحانه أنه لايحب الفرحين لادنيا وزينتها ، وأمر بالفرح بفضله ورحمته ، وهو الاسلام والإيمان والقرآن ، كما فسره الصحابة والتابعون .
والمقصود أن من اتصلت له هذه الأمور بالله سبحانه فقد وصل ، وإلا فهو مقطوع عن ربه ؛ متصل بحظه ونفسه ، ملبس عليه في معرفته وإرادته وسلوكه.
منقول من كتاب الفوائد لابن القيم ص 247