بدر البلوي
07-21-2003, 02:05 PM
للكاتب جمال حمدان .. من فلسطين
المحطــة الأولى :
ركبتُ في أبو ظبي ذات مرة مع سائق " باكستاني " ملتحٍ , فقال لي : من فين نفرات؟ فقلتُ له فلسطيني ! فقال لي : فلسطين هزا في قدس ! فقلت الحمد لله أن ذاكرتك أقوى من ذاكرة بني جلدتنا .. نعم القدس .!!
فأخذ الرجل يبكي بصوت عال وسرعان ما تحول بكاؤه لنحيب ونشيج .. فقلتُ في بالي : العمى !! الراجل بيلطم على ميتنا وأنا لا .. فشاركته البكاء ولستُ أدري على ماذا بكينا .. ولكني فقعت بالصوت وكدتُ أقطع هدومي عندما وجدته يقسم بأغلظ الأيمان بأنه لن يأخذ الأجرة مني لأنه اعتبرها صدقة جارية !!
المحطــة الثانية :
عندما أتيتُ للسويد , تقابلت مع البوليس بدواعي قبولي كلاجئ سياسي وكان المترجم سويدي يتكلم العربية أحسن بكثير من بعض العرب.. فأخذتُ أقصُّ عليه الكوابيس التي عايشتها بأم عينيَّ , فأخذ يبكي .. فقلتُ في بالي – ليس وقت بكا .. أرجو أن تنقل ما سمعت للمحقق ! – فترجم ما سمعه لرجل البوليس فأخذ يبكي ..فقلت في بالي ..افاااااااااااااااه .. ما يصير يا جماعة وشاركتهما البكاء مع أني اعتقدتُ بأني كفَّيت ووفيت في البكاء كلَّما مرَّ عليَّ كابوس ولكنني هذه المرة وجدت أن الرماح التي أصابتني قد اجتمعن فبكيت للشاعر الذي قال :
تأبى الرماح إذا اجتمعن تكسرا
............. وإذا افترقن تكسرت أفرادا
المحطــة الثالثة :
عزمت أحد العراقيين من أهل السُّنة للإفطار عندي في رمضان .. فلما حان وقت الإفطار ... قلت له : سمِّ بالله وتفضل يا ضيف الرحمن ! فأحجم الرجل ولم يمد يده ! فبدأت الريبة تدبُّ في نفسي وقلتُ مهما بلغت درجة إيماني وتقواي فلن أدعي بأني وصلتُ لمنزلة سيدنا إبراهيم عليه السلام ولا أزعم بأن هذا الضيف ملَكَا .. فأعدت القولَ عليه ..سمِّ بالله وتفضل يا ضيف الرحمن ..!! فبكى الرجل ! .. وإذا به يقول لي :
والله إني استحي أن أمدَّ يديَّ للطعام وأنا أعلم بأن والدتي في العراق لا تجد ما تبلُّ بها ريقها إن حان الأذان .. كذلكَ لنا أخوة في فلسطين ليسوا بأحسن حال من والدتي .. فبكيتُ عندما تذكرتُ بيت الشعر القائل ..
هل تبكينَّ على حالي وابتسمُ
............ بئس الطعامُ إذن أو ما احتواهُ فمُ
المحطــة الرابعة :
كنتُ أتابع أحداث مجزرة جنين وأرى المأساة على تلفاز إحدى القنوات في بثٍ حي مباشر .. وسمعتُ استغاثة المجاهدين فحوَّلتُ القناة لقناة أخرى علَّني أجدُ فيها تغطية أكثر تفصيلا فوجدتها تعيدُ " فعاليات مهرجان التسوِّق " فبكيتُ عليهم , وعدتُ لجنينِ مبتسما وقلتُ : ربحت والله تجارتكم , ولمثل هذه الأسواق فلتتسابق الأقدام !!
وعطــر الله أنفاســكم!
.........................
ملاحظة
قمت بتغيير توقيعي بناء على توجيه او امر او طلب من المشرف العام
المحطــة الأولى :
ركبتُ في أبو ظبي ذات مرة مع سائق " باكستاني " ملتحٍ , فقال لي : من فين نفرات؟ فقلتُ له فلسطيني ! فقال لي : فلسطين هزا في قدس ! فقلت الحمد لله أن ذاكرتك أقوى من ذاكرة بني جلدتنا .. نعم القدس .!!
فأخذ الرجل يبكي بصوت عال وسرعان ما تحول بكاؤه لنحيب ونشيج .. فقلتُ في بالي : العمى !! الراجل بيلطم على ميتنا وأنا لا .. فشاركته البكاء ولستُ أدري على ماذا بكينا .. ولكني فقعت بالصوت وكدتُ أقطع هدومي عندما وجدته يقسم بأغلظ الأيمان بأنه لن يأخذ الأجرة مني لأنه اعتبرها صدقة جارية !!
المحطــة الثانية :
عندما أتيتُ للسويد , تقابلت مع البوليس بدواعي قبولي كلاجئ سياسي وكان المترجم سويدي يتكلم العربية أحسن بكثير من بعض العرب.. فأخذتُ أقصُّ عليه الكوابيس التي عايشتها بأم عينيَّ , فأخذ يبكي .. فقلتُ في بالي – ليس وقت بكا .. أرجو أن تنقل ما سمعت للمحقق ! – فترجم ما سمعه لرجل البوليس فأخذ يبكي ..فقلت في بالي ..افاااااااااااااااه .. ما يصير يا جماعة وشاركتهما البكاء مع أني اعتقدتُ بأني كفَّيت ووفيت في البكاء كلَّما مرَّ عليَّ كابوس ولكنني هذه المرة وجدت أن الرماح التي أصابتني قد اجتمعن فبكيت للشاعر الذي قال :
تأبى الرماح إذا اجتمعن تكسرا
............. وإذا افترقن تكسرت أفرادا
المحطــة الثالثة :
عزمت أحد العراقيين من أهل السُّنة للإفطار عندي في رمضان .. فلما حان وقت الإفطار ... قلت له : سمِّ بالله وتفضل يا ضيف الرحمن ! فأحجم الرجل ولم يمد يده ! فبدأت الريبة تدبُّ في نفسي وقلتُ مهما بلغت درجة إيماني وتقواي فلن أدعي بأني وصلتُ لمنزلة سيدنا إبراهيم عليه السلام ولا أزعم بأن هذا الضيف ملَكَا .. فأعدت القولَ عليه ..سمِّ بالله وتفضل يا ضيف الرحمن ..!! فبكى الرجل ! .. وإذا به يقول لي :
والله إني استحي أن أمدَّ يديَّ للطعام وأنا أعلم بأن والدتي في العراق لا تجد ما تبلُّ بها ريقها إن حان الأذان .. كذلكَ لنا أخوة في فلسطين ليسوا بأحسن حال من والدتي .. فبكيتُ عندما تذكرتُ بيت الشعر القائل ..
هل تبكينَّ على حالي وابتسمُ
............ بئس الطعامُ إذن أو ما احتواهُ فمُ
المحطــة الرابعة :
كنتُ أتابع أحداث مجزرة جنين وأرى المأساة على تلفاز إحدى القنوات في بثٍ حي مباشر .. وسمعتُ استغاثة المجاهدين فحوَّلتُ القناة لقناة أخرى علَّني أجدُ فيها تغطية أكثر تفصيلا فوجدتها تعيدُ " فعاليات مهرجان التسوِّق " فبكيتُ عليهم , وعدتُ لجنينِ مبتسما وقلتُ : ربحت والله تجارتكم , ولمثل هذه الأسواق فلتتسابق الأقدام !!
وعطــر الله أنفاســكم!
.........................
ملاحظة
قمت بتغيير توقيعي بناء على توجيه او امر او طلب من المشرف العام