مشراق2005
03-10-2006, 10:46 PM
أسرع مما توقعت.. بدأ العد التنازلي لموعد زواجي..
كلما قرب الموعد.. كبرت المسئولية وتضاعف الجهد
الهواجس والأفكار.. لا تفارقني..
كان ترتيبي.. أن ما بقي الآن شهر أو يزيد
سأنتهي من كل شيء..
الأمر بسيط.. ولا يحتاج إلى وقتٍ طويل
اكتشفت متأخراً..
إنني أضعتُ أسبوعاً كاملاً في اختيار المفروشات
وآخر في تجهيز.. المطبخ..
الآن.. هناك متسع.. بقي أسبوع.. تنفست الصعداء..
الأحلام الوردية تطاردني.. والفرحة تلاحقني
تركت خيالي يسري.. ولا ينام
بدأت التردد بكثرة على منزلي..
أستمتع بالجلسة.. وبهدوء المكان أقرب الشاي.. أمد قدمي استرخاء تام.. وحلمٌ مبكر.. أتصفح الجرائد وأقرأ المجلات كل موضوع له علاقة بالزواج والأبناء دخل ضمن اهتماماتي
عنوان جذاب.. اقرأ قبل أن تتزوج
قلت بهدوء..
كلٌ يخاطبني هذا الأسبوع.. ابتداءً من الأطفال حتى الصحف والمجلات
استرسلت في القراءة.. نصائح كثيرة.. ومتتالية
الفحص الطبي قبل الزواج.. أعدت القراءة مرة أخرى
فوائده.. وأخيراً ضرورته..
لازمتني الفكرة خلال يومين.. سيطرت على ذهني ورأيت أن أفعل
الخطوة الأولى.. إجراء فحص أولي.. ثم بدأت إعطاء التحاليل للمختبر..
مراجعة الطبيب بعد ثلاثة أيام..
رحلت مع أحلامي..
وعندما جاء الموعد.. تثاقلت..
ما الفائدة من الفحص.. الجميع زوجوا بدون ذلك
وعندما تذكرت أنني قد دفعت لهم كامل المبلغ
نهضت.. ورغم ذلك وصلتُ متأخراً..
انتظرت مدة تزيد على نصف ساعة..
وعندما حان دخولي على الطبيب.. مشيتُ بخطواتٍ بطيئة..
أخرج أوراق التحاليل.. وبدأ يقرأ..
قلب الأوراق مرة أخرى.. استرق النظر إلىّ أكثر من مرة..
وعندها سألته.. ها هناك شيء..؟
وضع الأوراق على طاولته.. بدون مقدمات..
يوجد اشتباه بسرطان في الدم
لم أصدق ما سمعت.. هول الصدمة جعلني لا أنطق..
وأنا أنظر إليه.. تحدثت العيون وسألت
كيف..؟
لا تخف مجرد اشتباه.. دعني أفحصك مرة أخرى
لم أستطع أن أتحرك من مكاني.. شعر أنه أخطأ في مواجهتي..
مد يده.. وساعدني.. ألقيت بنفسي..
بدأت أتنفس بقوة لأتأكد من أنني على قيد الحياة
فتح عيني.. وأطال النظر.. سمع دقات قلبي..
الأمر هين وبسيط.. نعيد التحاليل..!!
أتيت بآمالٍ وأحلام.. وخرجت بهمومٍ وأحزان
كل ذلك في لحظات..
هِمتُ على حالي.. أوقفت سيارتي جانباً..
أغمضت عينيّ..
في ماذا .. وأنا أنتظر الموت أفكر..
فكرت.. وفكرت.. نفسي.. أهلي.. وأخيراً.. هي..
هل أخبرها..؟ ماذا أقول..؟
لو أكدت التحاليل وجود المرض.. أسكت أم أخبرها
لا وقت.. أيام فقط.. زواج أم ..لا..
لم أعرف النوم تلك الليلة
في الصباح تركت عملي واتجهت إلى المختبر
والدم يؤخذ مني.. قلت له.. خذ أكثر.. حتى نتأكد..
ولعله أخذ ما يرضيني.. وأكثر
لم يبق في عروقي دم.. بقي همٌّ.. وغم
لم أتوقف عن التفكير.. لعل الأمر خطأ..
ولكن شيء في داخلي يقول.. إن الأمر حقيقة
تركت منزلي..
إبريق الشاي منذ مساء البارحة تركته على أمل العودة كطائر أغلق عليه قفصٌ من حديد..
يطير.. ويطير.. يبحث عن مخرج..
يصطدم بكل جهة يتجه إليها.. ولا يبالي.. لكن بدون نتيجة
كل من قابلني
وجهك متغير.. هذا وجه من يرد الزواج
كل هذا فرحٌ بالزواج..؟
بدأت تخاف من الآن..؟
حديثهم.. في وادْ.. وأنا في وادٍ آخر..
ثلاثة أيام.. انتظارٌ طويلٌ..طويل
قطعاً لحالة الشك.. ذهبت إلى عيادة أخرى
وفي نفس اليوم.. اتصلت بالعيادة الأولى
لم يأت شيء.. لا.. بعد غدٍ
ما أطول غدٍ وبعد غدٍ.. أنتظر الموت أو ..أمل الحياة
ألغيتُ زيارتي ومواعيدي..
حتى شراء ما بقي من الكماليات لمنزلي تركته
لا أريد أن أرى أحداً.. أنظر إلى الدنيا نظرة مُودّع
اُخبّأ وجهي عن أمي..
أستقبل الأيام وأرى دمعتها عندما أنعى إليها
أما أبي.. فحزنٌ يقطع الكبد
يمازحني في أمر الزواج.. وأقول بصمت.. غداً..
في اليوم الثالث هدأتُ..
فكرت إن كان الأمر حقيقةً لن أتزوج
ولكن حب الحياة ينازعني
الكثير.. عاشوا بأمراضٍ مثل هذا وأكثر
الأعمار بيد الله. إذا أخبرها..
في الساعة الرابعة والنصف.. وقفت أمام العيادة مهموماً..
لعل الطبيب يحضر مبكراً.. وجاء الطبيب.. ولم يأت التقرير
انتظرت ساعتين.. أطول عندي من سنتين
وعندما أخبرني الطبيب بوصول النتيجة
وقفت بسرعة.. فتح التقرير..
بدأت أرتجف.. كأنني في شتاء بارد..
أما قلبي..نبضات سريعة.. وضرباتٌ قروية
ركبتيّ.. لا أعرف لماذا لم تستطيعا حملي..
ورغم العرق الشديد والنفسُ المتلاحق..
بشرني.. الحمد لله..
ولم أدعه يكمل.. رميت بنفسي عليه..
تراجعت.. اقرأ مرةً أخرى.. تأكد من كامل الأوراق..
خرجتُ لا تعني الفرحة.. أسلم على من أرى
ذهبت مسرعاً إلى منزلي..
لا يزال الشتاء في داخلي.. والعرق على جبيني
استرخيت.. ولكن لم أستطع البقاء
ركبت سيارتي..
سلمت على والدتي..
لاحظت أنني مجهد.. والفرحة تعلوني.. وأي فرحة..
ما بك..؟!
مظروفٌ في يدي يحكي كل شيء..
عقب أخي.. بعتاب.. ولا تُخبرنا بذلك..
ابن آدم ضعيف.. ولكنه جبارٌ مستكبر
يُسقطه رغم غروره وكبريائه..
فيروسٌ صغير.. جرثومةٌ لا تُرى
يخاف الموت.. لا يعمل له
يفرح بالصحة.. والعافية.. ولا يستفيد منهما
تمر الأحداث.. وتنزل النوازل..
وهو.. في أمرْ آخر..
أما أنت
فقد بُعثت من جديد..
ولكن..
فهــن المنـايا أي وادٍ حللتـه
عليـها القـدوم أو عليـك سَتقـدِمُ
هناك متسعٌ الآن..
أعد حساباتك..
الزمن القادم
:
كلما قرب الموعد.. كبرت المسئولية وتضاعف الجهد
الهواجس والأفكار.. لا تفارقني..
كان ترتيبي.. أن ما بقي الآن شهر أو يزيد
سأنتهي من كل شيء..
الأمر بسيط.. ولا يحتاج إلى وقتٍ طويل
اكتشفت متأخراً..
إنني أضعتُ أسبوعاً كاملاً في اختيار المفروشات
وآخر في تجهيز.. المطبخ..
الآن.. هناك متسع.. بقي أسبوع.. تنفست الصعداء..
الأحلام الوردية تطاردني.. والفرحة تلاحقني
تركت خيالي يسري.. ولا ينام
بدأت التردد بكثرة على منزلي..
أستمتع بالجلسة.. وبهدوء المكان أقرب الشاي.. أمد قدمي استرخاء تام.. وحلمٌ مبكر.. أتصفح الجرائد وأقرأ المجلات كل موضوع له علاقة بالزواج والأبناء دخل ضمن اهتماماتي
عنوان جذاب.. اقرأ قبل أن تتزوج
قلت بهدوء..
كلٌ يخاطبني هذا الأسبوع.. ابتداءً من الأطفال حتى الصحف والمجلات
استرسلت في القراءة.. نصائح كثيرة.. ومتتالية
الفحص الطبي قبل الزواج.. أعدت القراءة مرة أخرى
فوائده.. وأخيراً ضرورته..
لازمتني الفكرة خلال يومين.. سيطرت على ذهني ورأيت أن أفعل
الخطوة الأولى.. إجراء فحص أولي.. ثم بدأت إعطاء التحاليل للمختبر..
مراجعة الطبيب بعد ثلاثة أيام..
رحلت مع أحلامي..
وعندما جاء الموعد.. تثاقلت..
ما الفائدة من الفحص.. الجميع زوجوا بدون ذلك
وعندما تذكرت أنني قد دفعت لهم كامل المبلغ
نهضت.. ورغم ذلك وصلتُ متأخراً..
انتظرت مدة تزيد على نصف ساعة..
وعندما حان دخولي على الطبيب.. مشيتُ بخطواتٍ بطيئة..
أخرج أوراق التحاليل.. وبدأ يقرأ..
قلب الأوراق مرة أخرى.. استرق النظر إلىّ أكثر من مرة..
وعندها سألته.. ها هناك شيء..؟
وضع الأوراق على طاولته.. بدون مقدمات..
يوجد اشتباه بسرطان في الدم
لم أصدق ما سمعت.. هول الصدمة جعلني لا أنطق..
وأنا أنظر إليه.. تحدثت العيون وسألت
كيف..؟
لا تخف مجرد اشتباه.. دعني أفحصك مرة أخرى
لم أستطع أن أتحرك من مكاني.. شعر أنه أخطأ في مواجهتي..
مد يده.. وساعدني.. ألقيت بنفسي..
بدأت أتنفس بقوة لأتأكد من أنني على قيد الحياة
فتح عيني.. وأطال النظر.. سمع دقات قلبي..
الأمر هين وبسيط.. نعيد التحاليل..!!
أتيت بآمالٍ وأحلام.. وخرجت بهمومٍ وأحزان
كل ذلك في لحظات..
هِمتُ على حالي.. أوقفت سيارتي جانباً..
أغمضت عينيّ..
في ماذا .. وأنا أنتظر الموت أفكر..
فكرت.. وفكرت.. نفسي.. أهلي.. وأخيراً.. هي..
هل أخبرها..؟ ماذا أقول..؟
لو أكدت التحاليل وجود المرض.. أسكت أم أخبرها
لا وقت.. أيام فقط.. زواج أم ..لا..
لم أعرف النوم تلك الليلة
في الصباح تركت عملي واتجهت إلى المختبر
والدم يؤخذ مني.. قلت له.. خذ أكثر.. حتى نتأكد..
ولعله أخذ ما يرضيني.. وأكثر
لم يبق في عروقي دم.. بقي همٌّ.. وغم
لم أتوقف عن التفكير.. لعل الأمر خطأ..
ولكن شيء في داخلي يقول.. إن الأمر حقيقة
تركت منزلي..
إبريق الشاي منذ مساء البارحة تركته على أمل العودة كطائر أغلق عليه قفصٌ من حديد..
يطير.. ويطير.. يبحث عن مخرج..
يصطدم بكل جهة يتجه إليها.. ولا يبالي.. لكن بدون نتيجة
كل من قابلني
وجهك متغير.. هذا وجه من يرد الزواج
كل هذا فرحٌ بالزواج..؟
بدأت تخاف من الآن..؟
حديثهم.. في وادْ.. وأنا في وادٍ آخر..
ثلاثة أيام.. انتظارٌ طويلٌ..طويل
قطعاً لحالة الشك.. ذهبت إلى عيادة أخرى
وفي نفس اليوم.. اتصلت بالعيادة الأولى
لم يأت شيء.. لا.. بعد غدٍ
ما أطول غدٍ وبعد غدٍ.. أنتظر الموت أو ..أمل الحياة
ألغيتُ زيارتي ومواعيدي..
حتى شراء ما بقي من الكماليات لمنزلي تركته
لا أريد أن أرى أحداً.. أنظر إلى الدنيا نظرة مُودّع
اُخبّأ وجهي عن أمي..
أستقبل الأيام وأرى دمعتها عندما أنعى إليها
أما أبي.. فحزنٌ يقطع الكبد
يمازحني في أمر الزواج.. وأقول بصمت.. غداً..
في اليوم الثالث هدأتُ..
فكرت إن كان الأمر حقيقةً لن أتزوج
ولكن حب الحياة ينازعني
الكثير.. عاشوا بأمراضٍ مثل هذا وأكثر
الأعمار بيد الله. إذا أخبرها..
في الساعة الرابعة والنصف.. وقفت أمام العيادة مهموماً..
لعل الطبيب يحضر مبكراً.. وجاء الطبيب.. ولم يأت التقرير
انتظرت ساعتين.. أطول عندي من سنتين
وعندما أخبرني الطبيب بوصول النتيجة
وقفت بسرعة.. فتح التقرير..
بدأت أرتجف.. كأنني في شتاء بارد..
أما قلبي..نبضات سريعة.. وضرباتٌ قروية
ركبتيّ.. لا أعرف لماذا لم تستطيعا حملي..
ورغم العرق الشديد والنفسُ المتلاحق..
بشرني.. الحمد لله..
ولم أدعه يكمل.. رميت بنفسي عليه..
تراجعت.. اقرأ مرةً أخرى.. تأكد من كامل الأوراق..
خرجتُ لا تعني الفرحة.. أسلم على من أرى
ذهبت مسرعاً إلى منزلي..
لا يزال الشتاء في داخلي.. والعرق على جبيني
استرخيت.. ولكن لم أستطع البقاء
ركبت سيارتي..
سلمت على والدتي..
لاحظت أنني مجهد.. والفرحة تعلوني.. وأي فرحة..
ما بك..؟!
مظروفٌ في يدي يحكي كل شيء..
عقب أخي.. بعتاب.. ولا تُخبرنا بذلك..
ابن آدم ضعيف.. ولكنه جبارٌ مستكبر
يُسقطه رغم غروره وكبريائه..
فيروسٌ صغير.. جرثومةٌ لا تُرى
يخاف الموت.. لا يعمل له
يفرح بالصحة.. والعافية.. ولا يستفيد منهما
تمر الأحداث.. وتنزل النوازل..
وهو.. في أمرْ آخر..
أما أنت
فقد بُعثت من جديد..
ولكن..
فهــن المنـايا أي وادٍ حللتـه
عليـها القـدوم أو عليـك سَتقـدِمُ
هناك متسعٌ الآن..
أعد حساباتك..
الزمن القادم
: