تركي سليم الهرفي
03-13-2006, 08:33 AM
http://www.alriyadh.com/img/logoin.gif
المدعية العامة قالت إنه مصدر معلوماتها.. و«الرياض» تنشر رسالة مؤثرة ل (لمى التركي)
المحكمة الفيدرالية الأمريكية تستدعي (مخبرا) سعوديا متعاونا مع ال FBI للإدلاء بشهاداته ضد المعتقل حميدان التركي
في تطور هام لقضية محاكمة المعتقل السعودي حميدان التركي في الولايات المتحدة الأمريكية أجّل
المدعي العام في جلسة المحاكمة الأخيرة المحاكمة لحين استدعاء (مخبر) سعودي كانت المدعية
العامة في المحكمة قد أعلنت أنه مصدر معلوماتها في القضية، وذلك ليدلي بشهاداته ضد التركي.
وعملت «الرياض» أن هيئة الدفاع قد اطلعت بالفعل على (عقد) تم بين هذا المخبر الذي طلبت
المحكمة منه الحضور إلى الولايات المتحدة ليدلي بشهاداته ضد التركي بالتعاون مع ال(FBI)
الأمريكية لتزويدهم بمعلومات عن التركي في الوقت الذي أفادت فيه مصادر مطلعة ل«الرياض» أن
(المخبر) متواجد حالياً في المملكة وتعرفه عائلة المتهم التركي إلا أنها (تتحفظ) على ذكر اسمه.
إلى ذلك حصلت «الرياض» على رسالة خاصة و(مؤثرة) من ابنة المعتقل حميدان التركي
(لمى) - 14 سنة - بعثت بها من كلورادو حيث يخضع والدها ووالدتها وأبناؤهما لفصول من
المعاناة كانوا خلالها يترددون على المحاكم الأمريكية بين فترة وأخرى منذ نحو عام. وروت لمى
التركي في رسالتها المؤثرة اللحظات العصيبة التي تمر بها عائلتها هناك لا سيما بعد التطورات الأخيرة
على القضية مشيرة إلى الضغوط التي تعرضت لها والدتها في قاعات المحكمة خلال الجلسة الأخيرة
وتهديدها بالسجن المؤبد أو الاعتراف بتهمة واحدة ضد زوجها لتسقط باقي التهم وهو ما رفضته سارة
الخنيزان زوجة التركي. وفيما يلي نص الرسالة التي ناشدت لمى التركي في نهايتها الجميع بالوقوف
مع أسرتها المظلومة والدعاء لهم ليفرج الله ما تمر به من ظلم وتعود إلى أرض الوطن قريباً بإذن
الله. هذه صفحة من مذكراتي تحكي لحظة من اللحظات العصيبة التي تمر بها عائلتي من خلال قضية
ملفقة.. مزيفة لا أصل لها من الصحة.. هراء.. كذب.. صُب على والديّ تهم هو منها براء والله
شهيد على ذلك، منذ قرابة تسعة أشهر ونحن نتردد على المحاكم. من هنا أسطر حدثا أو موقفا من هذه
المحاكم.. في صباح باكر من يوم الخميس رافقت والديّ أنا وأختي نورة وأخي تركي حيث موعد
محكمة المقاطعة، والكل يشعر بقلق شديد وتوتر، وهذا الشعور يراودنا في كل محكمة.. كان الجو
بارداً.. الثلج يتساقط بشدة.. توقعنا إلغاء المحكمة لسوء الجو.. الطريق مزدحم بالسيارات.. الرؤية
معتمة (وصلنا إلى المحكمة بعد عناء).. وصل بنا المصعد إلى الدور الرابع حيث القاعة 402
اتجهنا إليها، وإذا بهيئة الدفاع تنتظر بالخارج لحين بدء المحكمة، ألقينا عليهم التحية، توجهت والدتي
إلى محاميتها لتتأكد أن المحكمة اليوم هي محكمة عادية وغير مقلقة، فطمأنتها المحامية ... جلسنا
على كراسي الانتظار بدأ الحضور بالتوافد منهم اخواننا المسلمون ومنهم أساتذة وطلاب من جامعة
والدي.. بعد برهة فتحت ابواب القاعة واذن لنا بالدخول دخلنا وتبعتنا هيئة الدفاع والكل اخذ مكانه في
القاعة، حيث تقدمت هيئة الدفاع الى منصة الدفاع وجلس الحضور في المقاعد الخلفية، جلسنا وجلس
والديّ معنا لحين ان يؤذن لهما بالتقدم الى منصة الدفاع. فجأة بدأ يتهامس محامي والدتي والمدعي
العام فيما بينهما، بعدها طلب محامو والدتي ان ترافقهم خارج قاعة المحكمة. فوجئ والدي بذلك..
تمتم أبي في اذن أمي بكلام لم اسمعه علمت فيما بعد انه كان يوصيها بالثبات والاتكال على الله سبحانه
وتعالى والاستعانة بالاستخارة. مضت عشر دقائق ثقيلة وكأنها ساعات بدأنا نشعر بالقلق على والدتي،
طلبت من والدي ان نذهب انا واختي لنطمئن عليها فأشار علينا بالتريث. مضت عشرون دقيقة...
ثلاثون.. لم أتمالك نفسي فخرجنا من القاعة واخذنا نجوب الممرات نبحث عنها بكل قلق، نزلنا الى
الطابق الاسفل وجدت قاعة اجتماعات كبيرة فتحت الباب فهالني ما رأيت.. رأيت أمي المسكينة محاطة
بمحاميها وأناس لم أعرفهم، اقتربنا منها وجدناها قلقة تخنقها عبرات الحيرة، سألتها هل انت بخير
طمأنتنا وطلبت منا ان نكون بعيدين خشية ان نسمع ما يدار.. طرقت الى مسامعي بعضاً من التهديدات
المرعبة التي كانوا يوجهونها لوالدتي.. اصغيت مسامعي.. اقتربت لا شعورياً.. سمعت تهديدات
بالسجن.. سنة كاملة.. سبع سنوات.. سجن مؤبد.. علمت انهم يتكلمون عن العرض الذي قدم لأمي
منذ عدة اشهر (هو الاعتراف بتهمة واحدة واسقاط باقي التهم عنها والسجن لمدة تسعين يوماً مقابل
الموافقة) ولكن أمي كانت رافضة تماماً لهذا العرض، فكيف تعترف بشيء لم يحدث.. علاوة على
ذلك ان فيه الحاق الضرر على قضية أبي، أحسست بالفاجعة حينما فكرت لوهلة اني سأفتقد حبي
وحناني.. سأفتقد أمي. ومع كثرة الالحاح والضغط طلبت أمي لحظات تخلو بها مع نفسها.. حاولت
الدنو منها في هذه اللحظات فأشارت لي بيدها ان ابقى بعيدة. لن أنسى ذلك المشهد.. رأيت أمي ترفع
يديها تدعو الله وتلتجئ اليه في هذه اللحظات العصيبة. بدأت اختي نورة تجهش بالبكاء وتعلقت بذراع
أمي واصبحنا نرجوها ونتوسل إليها بدموع تشهد عمق مأساتنا لقبول العرض خوفاً عليها من السجن
وذلته، لكنها تثبت نفسها وتظهر لنا القوة.. وقلبها يتقطع ألماً وحسرة من شدة الحدث.. بكاؤنا
واصرارنا شجع المحامين على الضغط عليها للموافقة وأخذ العرض من أجل اطفالها، لكن امي اصرت
على الرفض، (ازداد ضغط المحامين) مع ازدياد هلعنا لعلها توافق في آخر لحظة فما كان من امي
الا ان انتفضت قائمة بكل عزة وشموخ معلنة بذلك انتهاء محاولات الضغط عليها والتوجه الى قاعة
المحكمة.
استبقتهم امي الى القاعة ونحن بين ذراعيها تضمنا الى صدرها مما اشعرنا بدفء الحنان الذي طمأننا
تلك الحظات، اقبلنا على القاعة فإذا بأبي ومحاميه خارج القاعة أقبل ابي عليها وقد بدا عليه قلق شديد،
طمأنته امي علينا وبعدها توجه الجميع الى المحكمة لبدء المحاكمة.
موقف بسيط من مواقف كثيرة عصيبة نمر بها دائماً قد حفر في ذاكرتي.. اذكره بالليل والنهار يثير في
نفسي دواعي الصبر على الابتلاء لكنه في نفس الوقت ومع مرور الايام يشعرني بالفخر والاعتزاز
بوالدي الحبيبين على ثباتهما وقوة صبرهما.
حبيبي ابي.. حبيبتي امي..
ان بعد الليل فجراً.. وبعد الظلام نوراً.. وبعد العسر يسرا.
النصر قادم والفرج قريب.
عهداً لكما علي انا واخوتي بالدعاء بالفرج طالما راية البراءة ترفرف على بيتنا املي ان يكون هذا هو
ديدن كل محب لعائلتنا المظلومة بالنصر والفرج القريب.
لمى التركي
ابنة المعتقل الطالب السعودي حميدان التركي.
المدعية العامة قالت إنه مصدر معلوماتها.. و«الرياض» تنشر رسالة مؤثرة ل (لمى التركي)
المحكمة الفيدرالية الأمريكية تستدعي (مخبرا) سعوديا متعاونا مع ال FBI للإدلاء بشهاداته ضد المعتقل حميدان التركي
في تطور هام لقضية محاكمة المعتقل السعودي حميدان التركي في الولايات المتحدة الأمريكية أجّل
المدعي العام في جلسة المحاكمة الأخيرة المحاكمة لحين استدعاء (مخبر) سعودي كانت المدعية
العامة في المحكمة قد أعلنت أنه مصدر معلوماتها في القضية، وذلك ليدلي بشهاداته ضد التركي.
وعملت «الرياض» أن هيئة الدفاع قد اطلعت بالفعل على (عقد) تم بين هذا المخبر الذي طلبت
المحكمة منه الحضور إلى الولايات المتحدة ليدلي بشهاداته ضد التركي بالتعاون مع ال(FBI)
الأمريكية لتزويدهم بمعلومات عن التركي في الوقت الذي أفادت فيه مصادر مطلعة ل«الرياض» أن
(المخبر) متواجد حالياً في المملكة وتعرفه عائلة المتهم التركي إلا أنها (تتحفظ) على ذكر اسمه.
إلى ذلك حصلت «الرياض» على رسالة خاصة و(مؤثرة) من ابنة المعتقل حميدان التركي
(لمى) - 14 سنة - بعثت بها من كلورادو حيث يخضع والدها ووالدتها وأبناؤهما لفصول من
المعاناة كانوا خلالها يترددون على المحاكم الأمريكية بين فترة وأخرى منذ نحو عام. وروت لمى
التركي في رسالتها المؤثرة اللحظات العصيبة التي تمر بها عائلتها هناك لا سيما بعد التطورات الأخيرة
على القضية مشيرة إلى الضغوط التي تعرضت لها والدتها في قاعات المحكمة خلال الجلسة الأخيرة
وتهديدها بالسجن المؤبد أو الاعتراف بتهمة واحدة ضد زوجها لتسقط باقي التهم وهو ما رفضته سارة
الخنيزان زوجة التركي. وفيما يلي نص الرسالة التي ناشدت لمى التركي في نهايتها الجميع بالوقوف
مع أسرتها المظلومة والدعاء لهم ليفرج الله ما تمر به من ظلم وتعود إلى أرض الوطن قريباً بإذن
الله. هذه صفحة من مذكراتي تحكي لحظة من اللحظات العصيبة التي تمر بها عائلتي من خلال قضية
ملفقة.. مزيفة لا أصل لها من الصحة.. هراء.. كذب.. صُب على والديّ تهم هو منها براء والله
شهيد على ذلك، منذ قرابة تسعة أشهر ونحن نتردد على المحاكم. من هنا أسطر حدثا أو موقفا من هذه
المحاكم.. في صباح باكر من يوم الخميس رافقت والديّ أنا وأختي نورة وأخي تركي حيث موعد
محكمة المقاطعة، والكل يشعر بقلق شديد وتوتر، وهذا الشعور يراودنا في كل محكمة.. كان الجو
بارداً.. الثلج يتساقط بشدة.. توقعنا إلغاء المحكمة لسوء الجو.. الطريق مزدحم بالسيارات.. الرؤية
معتمة (وصلنا إلى المحكمة بعد عناء).. وصل بنا المصعد إلى الدور الرابع حيث القاعة 402
اتجهنا إليها، وإذا بهيئة الدفاع تنتظر بالخارج لحين بدء المحكمة، ألقينا عليهم التحية، توجهت والدتي
إلى محاميتها لتتأكد أن المحكمة اليوم هي محكمة عادية وغير مقلقة، فطمأنتها المحامية ... جلسنا
على كراسي الانتظار بدأ الحضور بالتوافد منهم اخواننا المسلمون ومنهم أساتذة وطلاب من جامعة
والدي.. بعد برهة فتحت ابواب القاعة واذن لنا بالدخول دخلنا وتبعتنا هيئة الدفاع والكل اخذ مكانه في
القاعة، حيث تقدمت هيئة الدفاع الى منصة الدفاع وجلس الحضور في المقاعد الخلفية، جلسنا وجلس
والديّ معنا لحين ان يؤذن لهما بالتقدم الى منصة الدفاع. فجأة بدأ يتهامس محامي والدتي والمدعي
العام فيما بينهما، بعدها طلب محامو والدتي ان ترافقهم خارج قاعة المحكمة. فوجئ والدي بذلك..
تمتم أبي في اذن أمي بكلام لم اسمعه علمت فيما بعد انه كان يوصيها بالثبات والاتكال على الله سبحانه
وتعالى والاستعانة بالاستخارة. مضت عشر دقائق ثقيلة وكأنها ساعات بدأنا نشعر بالقلق على والدتي،
طلبت من والدي ان نذهب انا واختي لنطمئن عليها فأشار علينا بالتريث. مضت عشرون دقيقة...
ثلاثون.. لم أتمالك نفسي فخرجنا من القاعة واخذنا نجوب الممرات نبحث عنها بكل قلق، نزلنا الى
الطابق الاسفل وجدت قاعة اجتماعات كبيرة فتحت الباب فهالني ما رأيت.. رأيت أمي المسكينة محاطة
بمحاميها وأناس لم أعرفهم، اقتربنا منها وجدناها قلقة تخنقها عبرات الحيرة، سألتها هل انت بخير
طمأنتنا وطلبت منا ان نكون بعيدين خشية ان نسمع ما يدار.. طرقت الى مسامعي بعضاً من التهديدات
المرعبة التي كانوا يوجهونها لوالدتي.. اصغيت مسامعي.. اقتربت لا شعورياً.. سمعت تهديدات
بالسجن.. سنة كاملة.. سبع سنوات.. سجن مؤبد.. علمت انهم يتكلمون عن العرض الذي قدم لأمي
منذ عدة اشهر (هو الاعتراف بتهمة واحدة واسقاط باقي التهم عنها والسجن لمدة تسعين يوماً مقابل
الموافقة) ولكن أمي كانت رافضة تماماً لهذا العرض، فكيف تعترف بشيء لم يحدث.. علاوة على
ذلك ان فيه الحاق الضرر على قضية أبي، أحسست بالفاجعة حينما فكرت لوهلة اني سأفتقد حبي
وحناني.. سأفتقد أمي. ومع كثرة الالحاح والضغط طلبت أمي لحظات تخلو بها مع نفسها.. حاولت
الدنو منها في هذه اللحظات فأشارت لي بيدها ان ابقى بعيدة. لن أنسى ذلك المشهد.. رأيت أمي ترفع
يديها تدعو الله وتلتجئ اليه في هذه اللحظات العصيبة. بدأت اختي نورة تجهش بالبكاء وتعلقت بذراع
أمي واصبحنا نرجوها ونتوسل إليها بدموع تشهد عمق مأساتنا لقبول العرض خوفاً عليها من السجن
وذلته، لكنها تثبت نفسها وتظهر لنا القوة.. وقلبها يتقطع ألماً وحسرة من شدة الحدث.. بكاؤنا
واصرارنا شجع المحامين على الضغط عليها للموافقة وأخذ العرض من أجل اطفالها، لكن امي اصرت
على الرفض، (ازداد ضغط المحامين) مع ازدياد هلعنا لعلها توافق في آخر لحظة فما كان من امي
الا ان انتفضت قائمة بكل عزة وشموخ معلنة بذلك انتهاء محاولات الضغط عليها والتوجه الى قاعة
المحكمة.
استبقتهم امي الى القاعة ونحن بين ذراعيها تضمنا الى صدرها مما اشعرنا بدفء الحنان الذي طمأننا
تلك الحظات، اقبلنا على القاعة فإذا بأبي ومحاميه خارج القاعة أقبل ابي عليها وقد بدا عليه قلق شديد،
طمأنته امي علينا وبعدها توجه الجميع الى المحكمة لبدء المحاكمة.
موقف بسيط من مواقف كثيرة عصيبة نمر بها دائماً قد حفر في ذاكرتي.. اذكره بالليل والنهار يثير في
نفسي دواعي الصبر على الابتلاء لكنه في نفس الوقت ومع مرور الايام يشعرني بالفخر والاعتزاز
بوالدي الحبيبين على ثباتهما وقوة صبرهما.
حبيبي ابي.. حبيبتي امي..
ان بعد الليل فجراً.. وبعد الظلام نوراً.. وبعد العسر يسرا.
النصر قادم والفرج قريب.
عهداً لكما علي انا واخوتي بالدعاء بالفرج طالما راية البراءة ترفرف على بيتنا املي ان يكون هذا هو
ديدن كل محب لعائلتنا المظلومة بالنصر والفرج القريب.
لمى التركي
ابنة المعتقل الطالب السعودي حميدان التركي.