عمر البلوي
07-29-2003, 10:50 AM
لم ينتظر الأمير الوليد بن طلال شكراً من أحد على بادرته الجميلة ببناء عشرة آلاف مسكن للفقراء استجابة لنداء إنساني من القيادة العليا وكان أول الأثرياء والموسرين تعاوناً وتفاعلاً مع هذه الضائقة الإنسانية، بل ربما كان الوحيد الذي أطلق تعهده "الضخم" وما زال يقف على تفاصيل التنفيذ. سعدت كثيراً أن منطقة عسير قد أخذت حصتها كاملة من هذا المشروع الخيري وزادت سعادتي حين قرأت الوليد بن طلال في هذه المنطقة للمرة الأولى - كما أظن - يدشن استثماراً إنسانياً خيرياً. يذهب مباشرة إلى الفقراء وهم وحدهم الذين سيبقون له. هم وحدهم من لا يزال يشكر الصنيع وهم وحدهم أولى بريالاتنا التي شح فيها عطاء القادرين. سعدت كثيراً وأنا أتأمل صورة الوليد بن طلال واقفاً مع خالد الفيصل، ذلك الذي أهدى الفقراء ذات يوم أول قرية خيرية وذلك الذي استمع لهم قبل أشهر فقط وهو يضع حجر الأساس لقرية جديدة يرددون: نحن في ذمتك، أجابهم وهو مبتسم: لولا أنني أعلم أنكم في ذمتي ما كنت هنا اليوم.
قرأت الوليد بن طلال قبل اليوم بسنين في قوائم الأثرياء الأعلى في المجلات المتخصصة. لكنني أيضاً قرأت معه وقبله وبعده في ذات الأوراق عشرات الأسماء الوطنية الأخرى التي لا تعرف حدوداً لضخامة الثروة ولكنني أيضاً لم أشاهدها ولم ألمس لها فعلاً يذكر في أصداء أي بادرة إنسانية. قرأت لبعضهم تبرعه الشهير بالملايين لدعم جامعة غربية وقرأت لأحدهم أيضاً كرمه في شراء منديل كانت تحمله مطربة شهيرة بخمسة ملايين دولار وقرأت أخيراً خبراً في صحيفة أجنبية حول تاجر سعودي شهير يتبرع بنقل كلب مريض إلى عيادة أوروبية متخصصة، وبطائرة خاصة. هنا الفارق بين المال والمال وهنا الفارق في استشعار الحس الوطني وفي تلمس الحاجة الإنسانية.
بعضهم تفرح له بالثروة وبعضهم لا يهدي وطنه منها إلا الجانب الإعلامي الرديء الذي يضعنا جميعاً في صورة التاجر "الغبي" على الرغم من أن فينا اليوم من لا يمتلك خيمة بدوية يتقي بداخلها من حرارة الشمس. تبرع الوليد بن طلال وحده ببناء عشرة آلاف وحدة سكنية، وهو رقم يعادل حجم مدينة متوسطة وعجز الباقون حتى عن بناء مسكن واحد لعائلة محتاجة على الرغم من أن تكاليفها بالنسبة للكثير لا تساوي من ثروته قيمة فنجان القهوة الذي يشربه في مقهى باريس.
شكراً سمو الأمير. أنا هنا لا أتكلم بالنيابة عن أحد ولكنني أدعوك في المستقبل القريب ضيفاً عند هؤلاء الذين أشعلت فيهم فتيل الأمل وأضأت لهم قناديل الفرحة. أنت الذي تستحق ضيافتهم في بيوتهم التي أعطيتهم ولم تملكها ويكفيك منها قلوب الأطفال الذين سيولدون بها ذات يوم. سيولدون للمرة الأولى تحت سقف مستور أيها الأثرياء جميعاً: تبرعوا فإن النعم لا تدوم.
* هذا المقال منقول من جريدة الوطن للكاتب علي سعدالموسى
قرأت الوليد بن طلال قبل اليوم بسنين في قوائم الأثرياء الأعلى في المجلات المتخصصة. لكنني أيضاً قرأت معه وقبله وبعده في ذات الأوراق عشرات الأسماء الوطنية الأخرى التي لا تعرف حدوداً لضخامة الثروة ولكنني أيضاً لم أشاهدها ولم ألمس لها فعلاً يذكر في أصداء أي بادرة إنسانية. قرأت لبعضهم تبرعه الشهير بالملايين لدعم جامعة غربية وقرأت لأحدهم أيضاً كرمه في شراء منديل كانت تحمله مطربة شهيرة بخمسة ملايين دولار وقرأت أخيراً خبراً في صحيفة أجنبية حول تاجر سعودي شهير يتبرع بنقل كلب مريض إلى عيادة أوروبية متخصصة، وبطائرة خاصة. هنا الفارق بين المال والمال وهنا الفارق في استشعار الحس الوطني وفي تلمس الحاجة الإنسانية.
بعضهم تفرح له بالثروة وبعضهم لا يهدي وطنه منها إلا الجانب الإعلامي الرديء الذي يضعنا جميعاً في صورة التاجر "الغبي" على الرغم من أن فينا اليوم من لا يمتلك خيمة بدوية يتقي بداخلها من حرارة الشمس. تبرع الوليد بن طلال وحده ببناء عشرة آلاف وحدة سكنية، وهو رقم يعادل حجم مدينة متوسطة وعجز الباقون حتى عن بناء مسكن واحد لعائلة محتاجة على الرغم من أن تكاليفها بالنسبة للكثير لا تساوي من ثروته قيمة فنجان القهوة الذي يشربه في مقهى باريس.
شكراً سمو الأمير. أنا هنا لا أتكلم بالنيابة عن أحد ولكنني أدعوك في المستقبل القريب ضيفاً عند هؤلاء الذين أشعلت فيهم فتيل الأمل وأضأت لهم قناديل الفرحة. أنت الذي تستحق ضيافتهم في بيوتهم التي أعطيتهم ولم تملكها ويكفيك منها قلوب الأطفال الذين سيولدون بها ذات يوم. سيولدون للمرة الأولى تحت سقف مستور أيها الأثرياء جميعاً: تبرعوا فإن النعم لا تدوم.
* هذا المقال منقول من جريدة الوطن للكاتب علي سعدالموسى