موسى بن ربيع البلوي
03-17-2006, 03:21 PM
س1
بينما كنت أتصفح جهاز لأحد الأحبة و صديق عزيز وجدت في جهازه صوراً رائعة لمدينة فيفا ،
فطلبت منه نسخة و أخبرته برغبتي في نشرها ،
و قبل نشرها هنا قمت بالبحث عن معلومات عن مدينة فيفا سأضعها هنا .
ثم أرفق الصور التي تبين جمال هذا الجزء من وطننا الغالي
.................
-نبذة جغرافية – جيولوجبة-
فيفاء عبارة عن مجموعة من الجبال ملتفة حول بعضها تبدو من البعد على شكل جبل واحد هرمي الشكل مما أجاز لها التسمية الثنائية المعروفة بجبال فيفا أو جبـل فيفا.
و هي كتلة جبلية صعبة التضاريس تتميز بشدة انحدارها في جميع الاتجاهات ولذا فإن مسالكها وعرة للغاية كثيرة المنعطفات وقد وصفها المستشرق البريطاني ( فلبي ) بأنها تصلح ميدانا لهواة التسلق وتتكون من صخور تعود إلى ما قبل الكمبري والقاعدة مركبة من صخور ( السبانايت والجرانيت ) . التي تقطعها عروق الكواتز في أجزاء عديدة من الجبل وصخور فيفا ذات صلابة متوسطة إلى شديدة لكنه يمكن تفتيتها .
ولكل قبيلة من قبائل فيفا والتي تربو على الـ 18 قبيلة جبـل خاص يعرف باسمها وقد تشترك قبيلتان في جبل واحد . ولكن يختلف ارتفاع الجبال حيث نجد أن بعض جبالها يكون ارتفاعه 3000 قدم عن سطح البحر بينما أعلى قمة من الجبل وهي قمة العبسية ترتفع 11000 قدم عن سطح البحر حسب الاحصائية الواردة في كتاب هذه بلادنا التي تصدره وزارة الإعلام .
بينما يذكر آخرون أن أعلى ارتفاع هو 7000 قدم فقط . وموقعها بين خط عرض 17 وخط طول 43 وأما المساحة فنجد فيها بعض الاختلاف حيث يختلف تقديرها من باحث إلى باحث وليس لدي المساحة الأكيدة . وجبل فيفا الشامخ يقف في شموخ وكبرياء الجمال وتحيط به الأودية من جميع الجهات . ويقع في الشمال الشرقي لمدينة جازان ويبعد عنها بما يقارب 125 كيلا .
المناخ :
المناخ في جبال فيفا معتدل تقريبا طوال العام إلى أنه يميل في الشتاء إلى البرودة في أعالي الجبال والى الحرارة صيفا في سفوح تلك الجبال 0 وتكثر الأمطار في فصل الصيف اكثر من أي فصل آخر من فصول السنة .
وتكون الأمطار عادة مصحوبة بالعواصف الرعدية المخيفة وتترواح درجة الحرارة في هذه الجبال صيفاً ما بين (16) و (28) تقريباً وشتاء ما بين (3) و (25) درجة مئوية أما الرطـوبة فتصل نسبتها في الشتاء إلى50 بالمائة وصيفاً إلى 30 بالمائة وبهذا يكون الجو معتدلا طيبا في فصل الصيف وأقرب إلى البرودة في فصل الشتاء وأما بالنسبة للأمطار فهي تترواح ما بين 35 إلى 45 سنتيمتر مكعب في السنة .
كذلك يكثر الضباب في فصل الصيف مما يضفي على جمال تلك الطبيعة جمالاً آخر0 ((( ولذا توصف جبال فيفا بأنها معشوقة الضباب )))
مصطلح كلمة فيفا
ورد أكثر من تعريف ومن هذه التعاريف ما ذكر في معجم البلدان :
الفيف هي :المفازة التي لا ماء فيها من الاستواء والسعه ، فإذا أنثت فهي الفيفاء وجمعها الفيافي ، وقيل الفيفاء الصخرة الملسـاء ويوجد أماكن في الجزيرة العربية يطلق عليها الفيفاء 0 كفيفا غزال وهو موقع بمكة ينزل الناس منه إلى ألا بطح 0
قال كثير :
أناديك ما حج الحجيج وكـبرت بفيــفاء غزال رفقت وأهلت
وكان لقطع الوصل بيني وبينها كناذرة نذرا فأوفت وحـلت
وأما أهالي فيفاء فيقولون إن معنى فيفاء هو العلو والشموخ 0
فيفا عبر التاريخ
فيفا قديمة قدم الزمن ذاته ، إلا أن الراجع لكتب التاريخ القديمة التي اهتمت بتاريخ المنطقة لا يجد فيها سوى لمحات بسيطة ولعل السبب هو العزلة من ناحية وصعوبة المواصلات منها وإليها من ناحية اخرى .
حيث إن جبال فيفاء لم تلق الاهتمام من المؤرخين القدامى ، وربما يعود السبـب في ذلك إلى عزلتها قديماٌ عن العالم المحيط بها .
وكذلك لأنها كانت عبارة عن بلد صغير منعزل في سلسلة جبال السراة ولم يكن له أي مشاركة في المعتركات السياسية ، والعناية التاريخية مقصورة في الغالب على التقلبات والحوادث السياسية 0
إضافة إلى وعورة وصعوبة الطريق المؤدي إليها ، والذي ربما سبب عزوفا لبعض المؤرخين 0 الذين أرخوا للمناطق المجاورة لجبال فيفاء 0
أضف إلى ذلك جهل أبناء فيفاء قديماٌ ، وانتشار الأمية مما نتج عنه عدم تدوين أي معلومات أو تاريخ عن هذا الجبل ، ولكن من المعروف أن الحكم الفعلي المباشر في جبال فيفاء كان لمشايخ قبائلها وربما انه كان يطلق على بعضهم قديما اسم سلطان ، حيث يوجد بعض الأماكن في فيفاء والتي يطـلق عليها اسم سلطان كحيفة السلطان وغيرها ، ويتناقل كبار السن في فيـفاء وجيلنا في الوقت الحاضر حكايات عن سلاطين ظلمة كانوا يحكمون جبال فيفاء بشيء من الظلم والتعـسف .
وأقدم تاريخ من وجهة نظري ، ومن وجهة نظر أبناء فيفا يعود إلى ما قبل البعثة ، يؤكد ذلك قصة هند بنت عتبة المشهورة والتي جرت بعض من أحداثها في وادي ضمد (شط الصبايا) وهو من ضمن اودية فيفا .
وشط الصبايا هذا قريب جداٌ من قبيلة المدري ، ويؤكد كبار السن في فيفـا بأن الكاهن الذي حكم ببراءة هند بنت عتبة ، كان من أهل نافية بقبيـلة المدري بفيفا 0
وقد ذكرها الهمداني المتوفى في سنة 334 هـ ، في صفة جزيرة العرب في اكثر من موضع وذلك عند تحدثه عن سراة خولان قضاعة وعن مواطن خولان وقبائل فيفا ينتمون إلى خولان هذه ولكن ذكره لها لم يأتي بأسم فيفا ، ولكن بذكر اسم جزء منها وهو ( أنافية ) من باب إطلاق اسم البعض على الكل 0
وانافية المذكورة اسم لجزء من جبال فيفاء تعرف بنافية تحتوي على مجموعة قرى دامرة من أهمها ( خيران - المصينعه - الحلفة ) وغيرها من القرى ، 0 ولعل هذه القرى المذكورة جزء منها هي المعمورة من فيفاء زمن الهمداني ، ولعله عزف عن الصعود إلى الأماكن الأكثر ارتفاعاً في فيفا ولذا لم يذكر إلا هذا الجزء من فيفاء فقط .
كذلك ورد ذكرها في معجم البلدان لياقوت الحموي 0 في مادة ( صماد ) عندما انشد أبياتاً لأبي عمرو الشيباني المتوفى سنة 340 هـ 0 يقول فيها :
والله لو كنتم بأعلى تلعــة من روس فيفا أو رؤوس صماد
لسمعتم من ثـم قرع سيوفنا ضربـا بــكل مهــند جمــاد
والله لا يرعى قبـــيل بعدنا خضر الرمادة آمنا برشــاد
وجبل صماد المقرون ذكره بفيفاء جـبل لازال يحمل هذا الاسم إلى يومنا هذا من جبال بالغازي ويحد فيفا من جهة الـشمال .
وفيفاء ليست قبيلة واحدة كما يظهر للبعض ، بل هم عدد كبير من القـبائل ولكن نظراً لاستقرارهم في هذا الجبل ، فقد نسبوا إليه حيـث أن كل جبل من جبال فيفاء تستوطنه قبيلة وبعض هذه القبائل لها أسماء مشهورة ، ومطابقة لأسماء قبائل مشهورة أخرى . والغالب على الرأي أن هذه القبائل هي أصلاُ جزءاً من تلك القبائل وأن السبب في استيطانها لجبال فيفا يعود إلى تلك الحروب والمجاعات والأهوال والعواصف والاضطرابات التي كانت في المخلاف السليماني 0ونظراً لأن جبال فيفاء كانت في عزلة تامة عمن حولها ، وكذلك فإنها جبال آمنة وبها الكثير من الخيرات فان هذه القبائل قد لجئوا واستـوطنوا في هذه الجبال . 0 ومن المتفق عليه عليه أن كل قبائل فيفا ماعدا قبيلة الأشراف يعودون في النسب إلى خولان بن عمرو ألحاف قضاعة .
وعلى الرغم من أن قبيلة الأشراف تعتبر من قبائل فيفاء ، ولكنها في النسب ترجع إلى آل يحي بن يحي من سلالة الإمام الهادي يحي بن الحسين الرسي ، والذي يعود نسبه إلى علي بـن أبى طالب رضي الله عنه 0
والسبب في استيطانهم لهذه الجبال انهم استقدموا من قبل أهالي جبال فيفاء للاستفادة من علمهم وذلك منذ عهد بعيد .
((( و مجمل القول أن الجبل عاش بأهله في عزلة تامة . لذلك لم يتعرض سكان الجبل لأي تغيرات سكانية أو تأثير أجناس أخرى داخلة عليه لدرجة أن بعض المؤرخين المحدثين قال : إن الانسان في هذه السلسلة الجبلية هم سكانها من عهد قحطان ))) .
وظل سكان الجبل يتحدثون لهجة يصعب على غيرهم فهمها والسبب في ذلك يفهم من سياق الكلام التالي حيث أن اللغة تعرف بأنها:
أصوات يعبّر بها كل قوم عن أغراضهم وهي من الأوضاع البشرية0 واللغة العربية هي إحدى اللغات السامية . وتنقسم إلى قسمين مضرية وحميرية ويوجد بينها فروق عظيمـة في الألفاظ اللغوية والصيّغ والتراكيب واللهجات 0
ولكن حدث قبيل الإسلام أن أخذت لغة قريش تسود ومازالت كذلك حتى ظفرت باللغة الحميرية حتى أصبحت هي لغة العرب جميعها0 وقد اعزها الله وزادها قوة بنزول القرآن العظيم بلغة قريش 0
ومن هنا ركز معظم المؤرخين للمعاجم اللغوية على هذه اللــغة وما جاورها0 وقد تجاهلوا لغة حمير ولهجاتها مما نتج عنه ضياع ثروة لغوية هائلة كذلك عدم فهم لغتهم وبعض لهجاتهم إلا ما ما بقي من بقايا لهجات قليلة لدى بعض القبائل في جنوب الجزيرة العربية كلهجة قبائل فيفاء وما جاورها 0
لهجة فيفاء
لقبائل فيفاء لهجة تختلف عن باقي لهجات العرب ولكن لا تختلف كثيرا عن لهجات القبائل المجاورة لها 0
وبلا شك أن الكثيرين قد سمعوا عن لهجة فيفاء ولاشك انه بمجرد سماعــهم لأي أحد من أهالي هذه الجبال فانهم لن يفقهوا منه شيـئا وجرب بنفسك إذا التقيت بأي شخص ينتمي إلى فيفاء أو إذا قمت بزيـارة تلك الجبال بأن تطلب منه التحدث معك بلهجة فيفاء وستكون النتيجة انك لن تـفقه شيئا مما يقول وكأنك أمام شخص من دولة أخرى لا تعرف من لغتهم شيئا 0
ستلاحظ انك تسمع كلمات غريبة لم تسمعها في حياتك وحتى لو حاولت النطق بها لوجدت صعوبة في ذلك ولكن الغريب إن الكثير ن مفردات هذه اللهجة هي لغة عربية فصحى وذلك بشهادة بعض الأدباء والمؤرخين 0ولكن معظم مفرداتها ترجع إلى اللغة الحميرية 0 وأيضا لوعدت إلى معاجم اللغة لوجدت بعض من تلك المفردات التي يستخدمونها 0
ولذلك فإن لهجة فيفا تشتمل على مفردات تعود إلى الحميرية القديمة وغالبية مفرداتها من العربية العصيمة وبعضها من غريبها وقد لاتختلف مفردات كثيرة عن اللهجة العربية الفصحى إلا بتغيير نطق حرف كنطق الكاف شينا .
وهنا نطلب ونناشد وزراة المعارف ( بإدخال بعض الجمل والكلمات الفيفية كنصوص أدبية للتدريس في بعض المراحل الدراسية ) لما في ذلك من فائدة أدبية تعود على الطلاب .
التراث الشعبي في فيفا
تحوي فيفا تراثاً شعبياً كبيراً قل أن يجد مثله خاصة في منطقة صغيرة كفيفاء ففي فيفا آلاف من الأمثال الشعبية والأساطير والحكم والشعر والأحاجي 0 يوجد كتاب في هذا المجال لفضيلة الشيخ العلامة علي قاسم الفيفي بمسمى باقة من تراث فيفاء 0
ويقال أن مجموع الحكم والأمثال ف فيفا حوالي 3500 مثل وحكمة 0 أما القصص والأساطير فحوالي 300 أسطورة وقصة .
حركة التنمية في فيفا
.
لقد حظيت جبال فيفا بالكثير والكثير من الاهتمام من ولاة الأمر في ظل حكومتنا الرشيدة فقد فتحت فيها المدارس والمعاهد والمستوصفات وبعض المستشفيات وكذلك هيئئة تطوير فيفا لما فيه صالح فيفا وتعميرها والتي لازال ابناء فيفا يعلقون عليها الآمال الكبيرة ومن الخدمات الجليلة التي قدمت في ذلك الجبل هي :
الطرق في فيفا
بما أن منطقة فيفاء جبلية ووعرة المسالك فكان لزاما شق بعض الطرق لتسهيل أمور الحياة وكانت البداية في عام 1363 هـ . حيث قام أمير فيفاء آنذاك خالد بن ناهض بحث قبائل جبال فيفاء على تمهيد أربع طرق وتدريجها وإلزام المتقاعس منهم وقد شاركهم في العمل بنفسه واستحصل لهم من الحكومة على بعض الأدوات.
وعندما لمس أهالي فيفاء مال هذه الطرق من فوائد قاموا بصيانة هذه الطرق وشق الطرق التي تربط الضواحي بها . وفي عام 1387 هـ قامت إدارة الطرق التابعة لوزارة الموصلات بتمهيد طريق للسيارات إلى سوق عيبان بسفح جبال فيفاء من الجبل الغربي فسوق الداير ببني مالك 0
وقد حظيت بعد ذلك التاريخ بأولوية خاصة وتم تنفيذ طريق إسفلت بين بلدة العيدابي وسفوح الجبل بطول سبعة عشر كيلو مترا 0 ثم جرى تنفيذ طرق زراعية قصيرة بواسطة شركات وطنية بطول أربعين كيلو مترا تخترق الجبل شرقا وغربا وشمالا 0
كما قامت الهيئة بشق طرق أخرى بواسطة معداتها مثل طريق السلماني وحاذر وقامت بمسح وتوسيع وصيانة طرق أخرى كان المواطنون قد بدءوا فيها بطرقهم الخاصة كطريق - قرضة والسربه وغير ذلك 0
وخلال عام 1403هـ 0 تم البدء في شق طريق جديد يخدم مجموعة قرى كالظلمي والدفري بطول تسعة كيلو مترات 0 كما انه وبعد فترة قليلة تمت عملية سفلتة الطريق الرئيسي في الجبل بطول عشرين كيلو مترا وإقامة الإنشاءات لحماية الطريق 0 وتعرف الطريقين الرئيسيين بطريق 8 وطريق 12 0
ولكن فيفا لازالت بحاجة إلى بعض الطرق . كذلك بحاجة ماسة إلى رصف واقامة المنشآت الخرسانية الحديثة في جميع طرقها وخاصة الطريق الرئيسية بالإضافة إلى أهمية وجود الإنارة في تلك الطرق0
وبالإضافة إلى المشاكل آنفة الذكر فهناك مشكلة أخرى تؤرق ابناء فيفا ألا وهي توسعة هذه الطرق خاصة الرئيسية حيث أنها من الضيق بمكان
حتى أنه وصل الأمر أن الطريق في معظم أجزاؤه لا يحمل إلا سيارة واحدة وعلى السيارة الأخرى المقابلة أن تقف حتى تتجاوز السيارة الأخرى أما إذا صادف الأمر وجود بعض الشاحنات فحدثوا ولاحرج وقد نتج عن ذلك بالاضافة إلى عدم وجود النشآت الخرسانية على جانب الطريق وعدم الانارة إلى العديد من الحوادث وازهاق الأرواح .
وكذلك وجود مشكلة كبيرة أخرى ألا وهي :
عدم وجود المواقف الجانبية المناسبة على طول الطريق العام حتى أنه يصعب الوقوف في الأماكن المهمة كالمستشفيات والدوائر الحكومية والأسواق خصوصا وقت الذروة بل أنه في بعض الأحيان يتوجب على الواحد أن يقف على بعد مئات الأمتار بل قولوا آلاف الأمتار أحيانا عن المكان المراد ولنتخيل معا كيف إذا كان ذلك الموقف بعيد عن المستشفى وبداخل هذه السيارة شخص مريض بشدة ولا يستطيع المشي .
وقد يعود السبب في كل ذلك إلى أن هذه الطرق قد تم انشاؤها سابقا وبصفة مستعجلة وبدون أي تخطيط أو دراسة جيدة مسبقة .
وهنا لا يقع اللوم كاملا على الجهات المسئولة عن مثل هذه المشاريع بل قد يشاركهم المواطن الفيفي ولو بجزء بسيط .
وكل ما نتمنى أنه عند إعادة توسعة هذه الطرق ورصفها وانارتها أن تتنبه الجهات المسئولة عن ذلك وكذلك المقاول وتقوم بتجنب السلبيات الناتجة عن تلك التوسعة والتي حدثت في السابق مما كان لها وقع غير طيب في نفس المواطن الفيفي ذو الشأن ومن هذه السلبيات الواجب تجنبها :
& اعطاء التعويض المناسب لذوي الشأن ممن يستدعي أخذ جزء من أراضيهم إلا إذا تنازلوا عن طيب خاطر لما فيه الصالح العام .
& إزالة جميع مخلفات المشروع وبقايا الردميات الخاصة بالطريق والقيام بنظافتها من قبل المقاول حتى لا تتعرض مزارع وبيوت القريبين من الطريق للخطر والدمار كما تعرضت في السابق .
& التنازل من بعض المواطنين عن جزء بسيط من أراضيهم لصالح توسعة الطريق بعد ضمان الشروط الواردة أعلاه فليس من المعقول أن أمانع في فتح الطريق أو توسعته ليستفيد منه عدد كبير من سكان تلك الجبال فإذا كان ذلك الطريق يمر بجانب بيتي وأرضي أفلا أدع الأنانية وأسمح لغيري بالاستفادة منه وهل لو كنت مكانهم وعملوا معي مثل هذا التصرف هل سأكون راضيا عن ذلك .
& التشديد من قبل البلدية على أصحاب المنشآت الموجودة على جانب الطريق بتقديم وتصميم مواقف للسيارات تتناسب مع حجم المنشأة وكذلك التدخل الفوري لمنع الانشاءات الجديدة الغير نظامية القريبة من الطريق .
ونأمل أن نرى التعاون المثمر من قبل الجهات ذوات الاختصاص كإدارة الطرق والمواصلات والبلدية والمؤسسات والمواطنين لما فيه الصالح العام لفيفا وأهلها .
وهناك أيضا نهضة شاملة في مجال الكهرباء والاتصالات ولكنها لم ترقى إلى المستوى المأمول والمطلوب حتى حينه على الرغم من للجهود الجبارة التي عملت من أجل ذلك . فما أكثر انقطاع التيار الكهربائي خصوصا في أيام المناسبات ولابد من حل لدى شركة الكهرباء هناك وكذلك مشكلة تأخر الفواتير التي قد تصل إلى السنة وبهذا تتراكم المبالغ وقد يجد المواطن الفيفي صعوبة في سداد تلك الفواتير . ويوجد في جبال فيفا العديد من الدوائر الحكومية وبعض البنوك ومع تثميننا لما تقوم به من خدمات وتسهيلات إلا أننا نناشد هذه البنوك في عمل دراسة لإنشاء صرافات آلية لأهالي جبال فيفا لما يواجهونه من صعوبة في الذهاب إلى اماكن أخرى خارج فيفا للصرف الآلي خاصة أثناء العطل والأعياد
الزراعة في فيفا
تعتبر الزراعة من الحرف الرئيسية لأبناء فيفا حيث تمـتاز جبال فيفا عن الجبال المحيطة بها بكونها أخصبها وأكثرها قابلية لأصناف المزروعات ، فهي من أكثر مناطق المملكة تنوعا في نباتاتها ، حيث تـقدر هناك بآلاف الأنواع من الأشجار تشكل بمجموعها بساط أخضر يكسو فيفا ويغطي كل شبر فيها ، وتختلف الزراعة ونمو الأشجار حسب موقعها من الجبل ، حــيث نجد أن المناطق السهلية منها تكون ذات درجة حرارة مرتفعة ، لذلــك فأنواع النباتات التي تنمو في سهولها تختلف عن النباتات الموجودة في أعالي جبالها .
المجال الزراعي :
تعتبر فيفا منطقة زراعـية وجل سكانها يشتغلون بالزراعة وتربية الماشية ، وبالرغم من اعتمادهم على الأدوات التقليدية ، وانحصار زراعتهم في مدرجات زراعية صغيرة ، معمولة بطريقة هندسية بديعة . إلى أنهم نجحوا في زراعة ما يشاءون من المحصولات التي تفي بمتطلباتهم
ويعود السبب في ذلك إلى عدة مقومات من أهمها :
خصوبة أرضها ووفرة أمطارها.وكذلك خبرة الأهالي في عمل المدرجات الزراعية التي تعمل على حفظ مياه الأمطار والتي نناشد شبابنا في فيفا في المحافظة عليها وصيانتها كما سبق وأن حافظ عليها آباؤهم .
ومن أهم المحاصيل : الذرة،الدخن،البر،الشعير،البن،ا للوبيا،القشد،الموز،السفرجل،الع نب (الباباي) ، الليمون وغيرها.
المعمار في فيفا
إن مما يلفت النظر في فيفاء ، هو طريقة بناء بيوتها ، والتي أضافت إليها جمالا رائعا وبعدا آخر ، إضافة إلى جمال الطبيعة التي تتميز به جبال فيفاء 0 فبيوتها فريدة من نوعها ، ومبـنية بطريقة ليس لها شبيه في الجزيرة العربية بل ربما في العالم أجمع 0 وربما يعود السبب في ذلك إلى عزلة أهالي جبال فيفاء عزلة شبه تامة عن العالم المحيط بها لذا فـقد جاءت طريقة بناء بيوتهم على أنماط اسطوا نية الشكل ، وهي إن دلت على شيء فإنما تدل على ذوق جميل وفن رائـع ونبوغ هندسي لم تـترجمه المدارس 0 وإذا قدر لك أن تزور هذه الجبال فستندهش عندمـا ترى هذه البيوت ، وكيفية طريقة بناءها وصلابتها ، ومحافظتها على شكلها ، رغم أن بنـاءها ، لم يدخل فيه إلا مواد البناء التراثية كالطين والحجر والأخشاب 0
وأنواع البيوت في جبال فيفا خمسة أنواع يهمنا منها :
المفتول أو الدارة :
وتعتبر من أشهر الأبنية في جبال فيفا وهي أنواعا عديدة منها الدارة أي الدور الواحد وهناك الدارتان وهناك الدارتان ومشراح وهناك أيضا الدارة ومشراحان وكلها تحمل الشكل الأسطواني 0
2- العلي:
وهو شبـيه بالمفتول ، فنوع منه يتكون من دارتان ومشراح كالمفتول تماما إلى أنه يوجد فيه إضافة سقف دائري من الخلف يمتد من اسفل البناء إلى الأعلى 0
وهناك أنواع أخرى منها دارتـان ومشراح أيضا وسقف دائري يمتد من اسفل البناء إلى أعلاه وبـين الدارتين والسقف يقع بناء آخر مربع الشكل يمتد أيضا بامتداد البناء ، إلاّ أن السقف يعلو عن الدوائر والمبنى المربع الشكل طوله حوالي خمسة أمتار والأجزاء الأخرى اقل منه بقليل .
ومن هنا نناشد أهالي فيفا الأشاوس بالمحافظة على هذه الدرر وأن لايتغلب الزحف العمراني الحديث على هذه البيوت الفريدة وكذلك نناشد البلدية وذوي الاختصاص بإيقاف هذا الهدم الجائر لها من قبل أصحابها والمحافظة عليها كتراث عريق جميل .
وبالمناسبة يوجد هناك مشكلة الصرف الصحي الجائر حيث يلزم تدخل البلدية وذوي الاختصاص فورا لحل مثل هذه المشكلة وعمل صرف صحي بطرق سليمة حتى تحافظ جبال فيفا على ثروتها الشجرية ومناخها الصحي الجميل .
أســواق فيفا
لأن جبال فيفاء تشتهر بأنها منطقة جبلية والطبيعة فيها هي السائدة وكذلك صعوبة المواصلات فيها بالنـسبة لـما هي عليه المدن الأخرى فان الأسواق التي بها صغيرة جدا ولا تقاس بحال من الأحوال بأسواق المدن 0
وبالتالي فان الحركة التجارية أقل وان كانت في الوقت الحاضر قد نشطت بعض الشيء حيث أن التجارة هناك لم تعد في البيع والشراء فقط ، وإنما بدأت تتخذ مسارات أخرى 0
كمحاولة بعضهم الاستفادة من طبيعة المنطقة الخلابة بالاستثمار في مجال العمران كبناء الاستراحات والمطاعم والفنادق وما إلى ذلك وجلب أكبر عدد من السواح مما كان له الأثر في زيادة الاقتصاد هناك 0 وأهم الأسواق الموجودة حاليا في جبال فيفاء هي :
نيد امضالع ( الضالع ) :
وهو سوق فيفا العام وقلبها النابض حيث أنـه يقع في موقع ممتاز من جبال فيفا وهو على مدار الأسبوع وفيه يوجد مركز إمارة فيفا والمعهد العلمي وبعض المدارس وفندق ممتاز ونهضة عمرانية راقية 0
امنفيعه ( النفيعه ) :
وهذا السوق من اقدم أسواق فيفاء حيث كانت النفيعة سابقا مركز جبل فيفا وبقربهــا أعلى قمم جبل فيفا المسماة بقمة امعبسيـه (العبسيه ) 0
ولازال مركز الشرطة بها إلى الآن 0 كذلك معهد للمعلـمات وبـعض الدوائر الحكومية 0 وفيها يقوم سوق كبير يوم الاثنين يفد إليه المتسوقون من فيفا ومن الجبال والقرى المجاورة لفيفا، وذلك لشراء ما يكفي احتياجاتهم حتى الأسبوع الذي يليه ويعتبر السوق الثاني بعد سوق عيبان .
عيبان :
وهو سوق تـجاري يتم فيه تبادل أنواع السلع ويأتي إليه المتسوقون من جبال فيفا ومن الجبال والقرى المجاورة له 0
ويقام ذلك السوق كل يوم خميس ، وهو اكبر أسواق ساق الغراب ويمول كل من فيفاء وبالغازي وبني مالك والمناطق القريبة منها 0
نيد الدارة :
سوق صغير ولكن بها العديد من الدوائر الحكومية كمصلحة الهاتــف ومقر الشرطة وثانوية فيفاء 0
الجوة :
وهي الآن من اكبر المراكز التجارية والعمرانية في فيفاء وقد ساعد على ذلك توسطها بين فيفاء وبني مالك كذلك لقربها من سوق الدائر الأسبوعي ويوجد بها مقر هيئة التطوير وبلدية فيفاء وبعض فروع للبنوك المحلية 0
بداية التعليم في فيفاء
سبق وأن ذكرت أنه قد استقدم أهالي جبال فيفا قبيلة الأشراف من عهد ليس بالقريب بسبب حاجتهم إلى التعليم وحاجتهم إلى الاستفادة من علم هولاء الأشراف 0 ولكن الذي يظهر لنا انه بعد مرور فترة من الزمن تضاعف هذا العلم وانتهى بانتهاء أصحابه0
وفي أوائل العقد الثاني من القرن الرابع عشر الهجري هاجر الشيخ يحي بن شريف الفيفي إلى بلاد بني جماعة وأقام في جوار الشيخ فرحان بن زابية الجماعي والشيخ علي بن يحي الجماعي وجماعتهما وجالس العلماء والمتعلمين في قطابر وضحيان ولازم مجالس الذكر وتأثر بالجو الديني هناك وما لبث أن نظم أولاده في سلك التعليم ثم عاد ببعض العلماء ، لتعليم أهالي جبال فيفاء وإرشادهم والاستعانة بهم في فض الخصومات على ضوء الشريعة المطهرة ، وكان ذلك النواة الأولى لوجود متعلمين من أبناء فيفاء وأدخـل في قواعده بعض الإصلاحات الدينية كمنع المناصب والعزيمة أي ( التحاكم إلى الكهنة ) وختان التجليد 0 ومن العلماء الذين كان لهم دور في تعليم أبناء فيفاء في تلك الفترة إبراهيم بن عبد الله بن علي الغالبي من علماء ضحيان عالم محقق في علوم العربية والفقه أصوله وفروعه أديب فصيح اشتغل بالتدريس فانتفع به طلابه ثم ذهب إلى جبال فيفا وبني مالك0 فأقام هنالك فترة لإرشاد العامة وتفقيههم في أمور دينهم وقد استفاد أهالي فيفا من علمه توفي في بني مالك سنة 1327 هـ 0
كذلك الشيخ إسماعيل بن إبراهيم بن عبد الله الغالبي وهو عالم عارف بالفقه تولى القضاء في ساقين مدة وكان يذهب ما بين حين وآخر إلى جبال بني مالك وفيفا للإرشاد والوعظ بالإضافة إلى بعض العلماء من آل مشكاع وغيرهم0
وقد أمر الشيخ علي بفتح مكتب للتعليم في بعض نواحي فيفاء لتعليم القراءة والكتابة فظهرت طبقة متعلمة نسبيا .
ولنعد إلى مكاتب التعليم فقد فتحت عدة مكاتب لبعض الشخصيات المرموقة في ذلك الوقت من أبناء فيفاء وشجع على الهجرة لطلب العلم ونفر جماعة إلى ضحيان وصنعاء وعادوا ظافرين منهم :
القاضي حسن جبران الذي تولى قضاء فيفاء في العهد الإدريسي 0والقاضي احمد بن اسعد الأبياتي الذي تولى قضاء فيفاء في عهد الانتداب السعودي والقاضي حسين بن شريف العبدلي وجماعة آخرون بعدهم 0وفي عام 1357هـ قام أمير فيفاء رشيد بن خثلان بعمل مشكور بالتعاون مع الشيخ علي بن يحي ، فأمر بفتح الكتاتيب لعدد من الأشخاص ومنهم القاضي حسن بن احمد المغامري ، وألزم الأهالي بسوق أبنائهم إليها واكره المتقاعس منهم ، وتفقد سير الدراسة بنفسه ، وكان الأسوة الحسنة في ذلك لمن بعده من الأمراء وكاد يصل تعليم القراءة والكتابة كل بيت تقريبا0
وفي عام 1363هـ قام الداعية المصلح الشيخ عبد الله القرعاوي بتأسيس أول مدرسة في فيفاء يكون التعليم فيها مجاناً ويذكر أنه لم يكن هناك مدارس بل كان يتم التدريس تحت شجرة الظلام الكبيرة الحجم ، ويعلم فيها إلى جانب القرآن الكريم التجويد والحديث والفقه والتوحيد والفرائض والسيرة النبوية والحساب وغيرها ، وقام بالتدريس فيها الشيخ محمد بن يحي القرني قاضي أبى عريش سابقا وأخذت مدارسه في النمو والأتساع حتى بلغت عام 1375هـ إلى ثماني عشرة مدرسة عدد طلابها يفوق الألف والأربعمائة طالب 0
وفي عام 1377هـ فتحت أول مدرسة ابتدائية تابعة لوزارة المعارف وكان بها ثمانية فصول (1)0
ومنذ تلك السنين والدولة السعودية لا تألوا جهدا في تطوير فيفاء وعمل كل ما فيه من رفعة شأنها ويوجد الآن عدد كبير من المدارس بجميع مستوياتها من ابتدائي إلى متوسط إلى ثانوي بالإضافة إلى معهد علمي للبنين بمراحله الثلاث ومعهد معلمات للبنات ولازالت الدولة تعطي وتقدم كل ما في وسعها0
اللباس والحلي في جبال فيفا قديما
إن لأهالي جـبال فيـفا لبـاس غريب عن سكان الجزيرة العربية ، ولكن لا يختلف هذا اللباس عن لـباس أهالي الجبال والمناطق المجاورة لهـا
أما لباس الرجل ، فهو يتكون من المصنف ، وهو إزاراً غالباً ما يكون أبيض في أطرافه خطوط ملونه 0 وهو يستر ما فوق السرة إلى نصف الساق تقريبا ، ويلبس فوق هذه المصنف حـزام من الجلد يثـبت فيه أسلحته المكونة من الجنبية أو الخنجر وربما لـبس حزام اسمه المسبت ، في حالة وجود مسدس معه ، خاصة لتثبيت الرصاص ، بالإضافة إلي حمل بعضهم للبنادق بصورة شبه دائمة 0وهذه الأسلحة دائما لا تفارقه أينما كان وتعد من لوازم الرجولة 0
أما اللباس المغطي للصدر ، فهو يتكون من القميص ، ويسمى هناك بالشميز والبعض يضيفوا على ذلك اللباس لبس الكوت أيضا 0
وأما شعر الرأس ففي معظم الأوقات يكون مفروقا من الوسط ، ومحاطا بسير جميل ، وربما مرصعا بنجوم من الفضة وما إلى ذلك من الترصيع ومثبت فيه بعض الأشجار العطرية كالكاذي والبعيثران وما إلى ذلك 0
هذا هو اللباس التقليدي للرجل في فيفا تقريبا0 ولكن في هذه الأيام قل استخدام هذا اللباس وحل مكانه اللباس المشهور الثوب والغترة والعقال.
لباس النساء
وأما لباس النساء فهو يتكون من الصدرة ، وهي لباس فضفاض طويل يصل إلى نصف الساق فقط ، بالإضافة طبعا إلى الوزرة وهي شبيهه بالمصنف الذي يرتديه الرجل ولكنها ذات ألوان متعددة ، وترتديه المرأة مرافقـا للصدرة حيث تتمكن من تغطية باقي جسمها حتى القدمين 0 بالإضافة طبعـا إلى القطاعة لتغطية الرأس وهي معروفه باسم ( المحنا ) 0
وقد تلبس غير ذلك من الملابس العادية ، ولكن هذا هو المشهور قديمـا 0 أما الآن فهن يواكبن في لباسهن لباس الموضة الحديثة 0
الحلي في فيفا
أما أهم الحلي المستخدمة من قبل النساء في جبال فيفا خاصة في الماضي فهي بسيــطة جدا وتتكون غالبا من الفضة أو الأحجار الجميلة ، حيث إن الذهب لم يـكن معروفا لديهم وقلما أن تجد أسرة لـدى نسائهم حلى من الذهب 0
ومن أهم الحلي الفضية المستخدمة في فيفا قديما هي :
اللبة: وهي شبيهة بالرشرش ولها عدة أنواع وصناعتها من الفضــة وتضعها المرأة فوق صـدرها 0
الأعلاج: وتصـنع من الفضة أيضا وتلـبس علــى جانبي الرأس ( الصدغين ) وتلبس بدلا من الأقراط أو معها 0
المسك : أساور من الفضة توضع في المعصم 0
ألا وضاح : حلق أكبر حجما مصاغة من الفضة وتوضع في العضـد 0
المعانق : هـي عقــود من المرمر أو حبات من الخرز الأبيض الكبيــر أطرافه سوداء وفي وسطها ريال فرنسي من الفضة توضع على الصدر 0
وللعلم فان كل الحلي المذكورةأعلاه هي من صناعة محلية 0
بينما كنت أتصفح جهاز لأحد الأحبة و صديق عزيز وجدت في جهازه صوراً رائعة لمدينة فيفا ،
فطلبت منه نسخة و أخبرته برغبتي في نشرها ،
و قبل نشرها هنا قمت بالبحث عن معلومات عن مدينة فيفا سأضعها هنا .
ثم أرفق الصور التي تبين جمال هذا الجزء من وطننا الغالي
.................
-نبذة جغرافية – جيولوجبة-
فيفاء عبارة عن مجموعة من الجبال ملتفة حول بعضها تبدو من البعد على شكل جبل واحد هرمي الشكل مما أجاز لها التسمية الثنائية المعروفة بجبال فيفا أو جبـل فيفا.
و هي كتلة جبلية صعبة التضاريس تتميز بشدة انحدارها في جميع الاتجاهات ولذا فإن مسالكها وعرة للغاية كثيرة المنعطفات وقد وصفها المستشرق البريطاني ( فلبي ) بأنها تصلح ميدانا لهواة التسلق وتتكون من صخور تعود إلى ما قبل الكمبري والقاعدة مركبة من صخور ( السبانايت والجرانيت ) . التي تقطعها عروق الكواتز في أجزاء عديدة من الجبل وصخور فيفا ذات صلابة متوسطة إلى شديدة لكنه يمكن تفتيتها .
ولكل قبيلة من قبائل فيفا والتي تربو على الـ 18 قبيلة جبـل خاص يعرف باسمها وقد تشترك قبيلتان في جبل واحد . ولكن يختلف ارتفاع الجبال حيث نجد أن بعض جبالها يكون ارتفاعه 3000 قدم عن سطح البحر بينما أعلى قمة من الجبل وهي قمة العبسية ترتفع 11000 قدم عن سطح البحر حسب الاحصائية الواردة في كتاب هذه بلادنا التي تصدره وزارة الإعلام .
بينما يذكر آخرون أن أعلى ارتفاع هو 7000 قدم فقط . وموقعها بين خط عرض 17 وخط طول 43 وأما المساحة فنجد فيها بعض الاختلاف حيث يختلف تقديرها من باحث إلى باحث وليس لدي المساحة الأكيدة . وجبل فيفا الشامخ يقف في شموخ وكبرياء الجمال وتحيط به الأودية من جميع الجهات . ويقع في الشمال الشرقي لمدينة جازان ويبعد عنها بما يقارب 125 كيلا .
المناخ :
المناخ في جبال فيفا معتدل تقريبا طوال العام إلى أنه يميل في الشتاء إلى البرودة في أعالي الجبال والى الحرارة صيفا في سفوح تلك الجبال 0 وتكثر الأمطار في فصل الصيف اكثر من أي فصل آخر من فصول السنة .
وتكون الأمطار عادة مصحوبة بالعواصف الرعدية المخيفة وتترواح درجة الحرارة في هذه الجبال صيفاً ما بين (16) و (28) تقريباً وشتاء ما بين (3) و (25) درجة مئوية أما الرطـوبة فتصل نسبتها في الشتاء إلى50 بالمائة وصيفاً إلى 30 بالمائة وبهذا يكون الجو معتدلا طيبا في فصل الصيف وأقرب إلى البرودة في فصل الشتاء وأما بالنسبة للأمطار فهي تترواح ما بين 35 إلى 45 سنتيمتر مكعب في السنة .
كذلك يكثر الضباب في فصل الصيف مما يضفي على جمال تلك الطبيعة جمالاً آخر0 ((( ولذا توصف جبال فيفا بأنها معشوقة الضباب )))
مصطلح كلمة فيفا
ورد أكثر من تعريف ومن هذه التعاريف ما ذكر في معجم البلدان :
الفيف هي :المفازة التي لا ماء فيها من الاستواء والسعه ، فإذا أنثت فهي الفيفاء وجمعها الفيافي ، وقيل الفيفاء الصخرة الملسـاء ويوجد أماكن في الجزيرة العربية يطلق عليها الفيفاء 0 كفيفا غزال وهو موقع بمكة ينزل الناس منه إلى ألا بطح 0
قال كثير :
أناديك ما حج الحجيج وكـبرت بفيــفاء غزال رفقت وأهلت
وكان لقطع الوصل بيني وبينها كناذرة نذرا فأوفت وحـلت
وأما أهالي فيفاء فيقولون إن معنى فيفاء هو العلو والشموخ 0
فيفا عبر التاريخ
فيفا قديمة قدم الزمن ذاته ، إلا أن الراجع لكتب التاريخ القديمة التي اهتمت بتاريخ المنطقة لا يجد فيها سوى لمحات بسيطة ولعل السبب هو العزلة من ناحية وصعوبة المواصلات منها وإليها من ناحية اخرى .
حيث إن جبال فيفاء لم تلق الاهتمام من المؤرخين القدامى ، وربما يعود السبـب في ذلك إلى عزلتها قديماٌ عن العالم المحيط بها .
وكذلك لأنها كانت عبارة عن بلد صغير منعزل في سلسلة جبال السراة ولم يكن له أي مشاركة في المعتركات السياسية ، والعناية التاريخية مقصورة في الغالب على التقلبات والحوادث السياسية 0
إضافة إلى وعورة وصعوبة الطريق المؤدي إليها ، والذي ربما سبب عزوفا لبعض المؤرخين 0 الذين أرخوا للمناطق المجاورة لجبال فيفاء 0
أضف إلى ذلك جهل أبناء فيفاء قديماٌ ، وانتشار الأمية مما نتج عنه عدم تدوين أي معلومات أو تاريخ عن هذا الجبل ، ولكن من المعروف أن الحكم الفعلي المباشر في جبال فيفاء كان لمشايخ قبائلها وربما انه كان يطلق على بعضهم قديما اسم سلطان ، حيث يوجد بعض الأماكن في فيفاء والتي يطـلق عليها اسم سلطان كحيفة السلطان وغيرها ، ويتناقل كبار السن في فيـفاء وجيلنا في الوقت الحاضر حكايات عن سلاطين ظلمة كانوا يحكمون جبال فيفاء بشيء من الظلم والتعـسف .
وأقدم تاريخ من وجهة نظري ، ومن وجهة نظر أبناء فيفا يعود إلى ما قبل البعثة ، يؤكد ذلك قصة هند بنت عتبة المشهورة والتي جرت بعض من أحداثها في وادي ضمد (شط الصبايا) وهو من ضمن اودية فيفا .
وشط الصبايا هذا قريب جداٌ من قبيلة المدري ، ويؤكد كبار السن في فيفـا بأن الكاهن الذي حكم ببراءة هند بنت عتبة ، كان من أهل نافية بقبيـلة المدري بفيفا 0
وقد ذكرها الهمداني المتوفى في سنة 334 هـ ، في صفة جزيرة العرب في اكثر من موضع وذلك عند تحدثه عن سراة خولان قضاعة وعن مواطن خولان وقبائل فيفا ينتمون إلى خولان هذه ولكن ذكره لها لم يأتي بأسم فيفا ، ولكن بذكر اسم جزء منها وهو ( أنافية ) من باب إطلاق اسم البعض على الكل 0
وانافية المذكورة اسم لجزء من جبال فيفاء تعرف بنافية تحتوي على مجموعة قرى دامرة من أهمها ( خيران - المصينعه - الحلفة ) وغيرها من القرى ، 0 ولعل هذه القرى المذكورة جزء منها هي المعمورة من فيفاء زمن الهمداني ، ولعله عزف عن الصعود إلى الأماكن الأكثر ارتفاعاً في فيفا ولذا لم يذكر إلا هذا الجزء من فيفاء فقط .
كذلك ورد ذكرها في معجم البلدان لياقوت الحموي 0 في مادة ( صماد ) عندما انشد أبياتاً لأبي عمرو الشيباني المتوفى سنة 340 هـ 0 يقول فيها :
والله لو كنتم بأعلى تلعــة من روس فيفا أو رؤوس صماد
لسمعتم من ثـم قرع سيوفنا ضربـا بــكل مهــند جمــاد
والله لا يرعى قبـــيل بعدنا خضر الرمادة آمنا برشــاد
وجبل صماد المقرون ذكره بفيفاء جـبل لازال يحمل هذا الاسم إلى يومنا هذا من جبال بالغازي ويحد فيفا من جهة الـشمال .
وفيفاء ليست قبيلة واحدة كما يظهر للبعض ، بل هم عدد كبير من القـبائل ولكن نظراً لاستقرارهم في هذا الجبل ، فقد نسبوا إليه حيـث أن كل جبل من جبال فيفاء تستوطنه قبيلة وبعض هذه القبائل لها أسماء مشهورة ، ومطابقة لأسماء قبائل مشهورة أخرى . والغالب على الرأي أن هذه القبائل هي أصلاُ جزءاً من تلك القبائل وأن السبب في استيطانها لجبال فيفا يعود إلى تلك الحروب والمجاعات والأهوال والعواصف والاضطرابات التي كانت في المخلاف السليماني 0ونظراً لأن جبال فيفاء كانت في عزلة تامة عمن حولها ، وكذلك فإنها جبال آمنة وبها الكثير من الخيرات فان هذه القبائل قد لجئوا واستـوطنوا في هذه الجبال . 0 ومن المتفق عليه عليه أن كل قبائل فيفا ماعدا قبيلة الأشراف يعودون في النسب إلى خولان بن عمرو ألحاف قضاعة .
وعلى الرغم من أن قبيلة الأشراف تعتبر من قبائل فيفاء ، ولكنها في النسب ترجع إلى آل يحي بن يحي من سلالة الإمام الهادي يحي بن الحسين الرسي ، والذي يعود نسبه إلى علي بـن أبى طالب رضي الله عنه 0
والسبب في استيطانهم لهذه الجبال انهم استقدموا من قبل أهالي جبال فيفاء للاستفادة من علمهم وذلك منذ عهد بعيد .
((( و مجمل القول أن الجبل عاش بأهله في عزلة تامة . لذلك لم يتعرض سكان الجبل لأي تغيرات سكانية أو تأثير أجناس أخرى داخلة عليه لدرجة أن بعض المؤرخين المحدثين قال : إن الانسان في هذه السلسلة الجبلية هم سكانها من عهد قحطان ))) .
وظل سكان الجبل يتحدثون لهجة يصعب على غيرهم فهمها والسبب في ذلك يفهم من سياق الكلام التالي حيث أن اللغة تعرف بأنها:
أصوات يعبّر بها كل قوم عن أغراضهم وهي من الأوضاع البشرية0 واللغة العربية هي إحدى اللغات السامية . وتنقسم إلى قسمين مضرية وحميرية ويوجد بينها فروق عظيمـة في الألفاظ اللغوية والصيّغ والتراكيب واللهجات 0
ولكن حدث قبيل الإسلام أن أخذت لغة قريش تسود ومازالت كذلك حتى ظفرت باللغة الحميرية حتى أصبحت هي لغة العرب جميعها0 وقد اعزها الله وزادها قوة بنزول القرآن العظيم بلغة قريش 0
ومن هنا ركز معظم المؤرخين للمعاجم اللغوية على هذه اللــغة وما جاورها0 وقد تجاهلوا لغة حمير ولهجاتها مما نتج عنه ضياع ثروة لغوية هائلة كذلك عدم فهم لغتهم وبعض لهجاتهم إلا ما ما بقي من بقايا لهجات قليلة لدى بعض القبائل في جنوب الجزيرة العربية كلهجة قبائل فيفاء وما جاورها 0
لهجة فيفاء
لقبائل فيفاء لهجة تختلف عن باقي لهجات العرب ولكن لا تختلف كثيرا عن لهجات القبائل المجاورة لها 0
وبلا شك أن الكثيرين قد سمعوا عن لهجة فيفاء ولاشك انه بمجرد سماعــهم لأي أحد من أهالي هذه الجبال فانهم لن يفقهوا منه شيـئا وجرب بنفسك إذا التقيت بأي شخص ينتمي إلى فيفاء أو إذا قمت بزيـارة تلك الجبال بأن تطلب منه التحدث معك بلهجة فيفاء وستكون النتيجة انك لن تـفقه شيئا مما يقول وكأنك أمام شخص من دولة أخرى لا تعرف من لغتهم شيئا 0
ستلاحظ انك تسمع كلمات غريبة لم تسمعها في حياتك وحتى لو حاولت النطق بها لوجدت صعوبة في ذلك ولكن الغريب إن الكثير ن مفردات هذه اللهجة هي لغة عربية فصحى وذلك بشهادة بعض الأدباء والمؤرخين 0ولكن معظم مفرداتها ترجع إلى اللغة الحميرية 0 وأيضا لوعدت إلى معاجم اللغة لوجدت بعض من تلك المفردات التي يستخدمونها 0
ولذلك فإن لهجة فيفا تشتمل على مفردات تعود إلى الحميرية القديمة وغالبية مفرداتها من العربية العصيمة وبعضها من غريبها وقد لاتختلف مفردات كثيرة عن اللهجة العربية الفصحى إلا بتغيير نطق حرف كنطق الكاف شينا .
وهنا نطلب ونناشد وزراة المعارف ( بإدخال بعض الجمل والكلمات الفيفية كنصوص أدبية للتدريس في بعض المراحل الدراسية ) لما في ذلك من فائدة أدبية تعود على الطلاب .
التراث الشعبي في فيفا
تحوي فيفا تراثاً شعبياً كبيراً قل أن يجد مثله خاصة في منطقة صغيرة كفيفاء ففي فيفا آلاف من الأمثال الشعبية والأساطير والحكم والشعر والأحاجي 0 يوجد كتاب في هذا المجال لفضيلة الشيخ العلامة علي قاسم الفيفي بمسمى باقة من تراث فيفاء 0
ويقال أن مجموع الحكم والأمثال ف فيفا حوالي 3500 مثل وحكمة 0 أما القصص والأساطير فحوالي 300 أسطورة وقصة .
حركة التنمية في فيفا
.
لقد حظيت جبال فيفا بالكثير والكثير من الاهتمام من ولاة الأمر في ظل حكومتنا الرشيدة فقد فتحت فيها المدارس والمعاهد والمستوصفات وبعض المستشفيات وكذلك هيئئة تطوير فيفا لما فيه صالح فيفا وتعميرها والتي لازال ابناء فيفا يعلقون عليها الآمال الكبيرة ومن الخدمات الجليلة التي قدمت في ذلك الجبل هي :
الطرق في فيفا
بما أن منطقة فيفاء جبلية ووعرة المسالك فكان لزاما شق بعض الطرق لتسهيل أمور الحياة وكانت البداية في عام 1363 هـ . حيث قام أمير فيفاء آنذاك خالد بن ناهض بحث قبائل جبال فيفاء على تمهيد أربع طرق وتدريجها وإلزام المتقاعس منهم وقد شاركهم في العمل بنفسه واستحصل لهم من الحكومة على بعض الأدوات.
وعندما لمس أهالي فيفاء مال هذه الطرق من فوائد قاموا بصيانة هذه الطرق وشق الطرق التي تربط الضواحي بها . وفي عام 1387 هـ قامت إدارة الطرق التابعة لوزارة الموصلات بتمهيد طريق للسيارات إلى سوق عيبان بسفح جبال فيفاء من الجبل الغربي فسوق الداير ببني مالك 0
وقد حظيت بعد ذلك التاريخ بأولوية خاصة وتم تنفيذ طريق إسفلت بين بلدة العيدابي وسفوح الجبل بطول سبعة عشر كيلو مترا 0 ثم جرى تنفيذ طرق زراعية قصيرة بواسطة شركات وطنية بطول أربعين كيلو مترا تخترق الجبل شرقا وغربا وشمالا 0
كما قامت الهيئة بشق طرق أخرى بواسطة معداتها مثل طريق السلماني وحاذر وقامت بمسح وتوسيع وصيانة طرق أخرى كان المواطنون قد بدءوا فيها بطرقهم الخاصة كطريق - قرضة والسربه وغير ذلك 0
وخلال عام 1403هـ 0 تم البدء في شق طريق جديد يخدم مجموعة قرى كالظلمي والدفري بطول تسعة كيلو مترات 0 كما انه وبعد فترة قليلة تمت عملية سفلتة الطريق الرئيسي في الجبل بطول عشرين كيلو مترا وإقامة الإنشاءات لحماية الطريق 0 وتعرف الطريقين الرئيسيين بطريق 8 وطريق 12 0
ولكن فيفا لازالت بحاجة إلى بعض الطرق . كذلك بحاجة ماسة إلى رصف واقامة المنشآت الخرسانية الحديثة في جميع طرقها وخاصة الطريق الرئيسية بالإضافة إلى أهمية وجود الإنارة في تلك الطرق0
وبالإضافة إلى المشاكل آنفة الذكر فهناك مشكلة أخرى تؤرق ابناء فيفا ألا وهي توسعة هذه الطرق خاصة الرئيسية حيث أنها من الضيق بمكان
حتى أنه وصل الأمر أن الطريق في معظم أجزاؤه لا يحمل إلا سيارة واحدة وعلى السيارة الأخرى المقابلة أن تقف حتى تتجاوز السيارة الأخرى أما إذا صادف الأمر وجود بعض الشاحنات فحدثوا ولاحرج وقد نتج عن ذلك بالاضافة إلى عدم وجود النشآت الخرسانية على جانب الطريق وعدم الانارة إلى العديد من الحوادث وازهاق الأرواح .
وكذلك وجود مشكلة كبيرة أخرى ألا وهي :
عدم وجود المواقف الجانبية المناسبة على طول الطريق العام حتى أنه يصعب الوقوف في الأماكن المهمة كالمستشفيات والدوائر الحكومية والأسواق خصوصا وقت الذروة بل أنه في بعض الأحيان يتوجب على الواحد أن يقف على بعد مئات الأمتار بل قولوا آلاف الأمتار أحيانا عن المكان المراد ولنتخيل معا كيف إذا كان ذلك الموقف بعيد عن المستشفى وبداخل هذه السيارة شخص مريض بشدة ولا يستطيع المشي .
وقد يعود السبب في كل ذلك إلى أن هذه الطرق قد تم انشاؤها سابقا وبصفة مستعجلة وبدون أي تخطيط أو دراسة جيدة مسبقة .
وهنا لا يقع اللوم كاملا على الجهات المسئولة عن مثل هذه المشاريع بل قد يشاركهم المواطن الفيفي ولو بجزء بسيط .
وكل ما نتمنى أنه عند إعادة توسعة هذه الطرق ورصفها وانارتها أن تتنبه الجهات المسئولة عن ذلك وكذلك المقاول وتقوم بتجنب السلبيات الناتجة عن تلك التوسعة والتي حدثت في السابق مما كان لها وقع غير طيب في نفس المواطن الفيفي ذو الشأن ومن هذه السلبيات الواجب تجنبها :
& اعطاء التعويض المناسب لذوي الشأن ممن يستدعي أخذ جزء من أراضيهم إلا إذا تنازلوا عن طيب خاطر لما فيه الصالح العام .
& إزالة جميع مخلفات المشروع وبقايا الردميات الخاصة بالطريق والقيام بنظافتها من قبل المقاول حتى لا تتعرض مزارع وبيوت القريبين من الطريق للخطر والدمار كما تعرضت في السابق .
& التنازل من بعض المواطنين عن جزء بسيط من أراضيهم لصالح توسعة الطريق بعد ضمان الشروط الواردة أعلاه فليس من المعقول أن أمانع في فتح الطريق أو توسعته ليستفيد منه عدد كبير من سكان تلك الجبال فإذا كان ذلك الطريق يمر بجانب بيتي وأرضي أفلا أدع الأنانية وأسمح لغيري بالاستفادة منه وهل لو كنت مكانهم وعملوا معي مثل هذا التصرف هل سأكون راضيا عن ذلك .
& التشديد من قبل البلدية على أصحاب المنشآت الموجودة على جانب الطريق بتقديم وتصميم مواقف للسيارات تتناسب مع حجم المنشأة وكذلك التدخل الفوري لمنع الانشاءات الجديدة الغير نظامية القريبة من الطريق .
ونأمل أن نرى التعاون المثمر من قبل الجهات ذوات الاختصاص كإدارة الطرق والمواصلات والبلدية والمؤسسات والمواطنين لما فيه الصالح العام لفيفا وأهلها .
وهناك أيضا نهضة شاملة في مجال الكهرباء والاتصالات ولكنها لم ترقى إلى المستوى المأمول والمطلوب حتى حينه على الرغم من للجهود الجبارة التي عملت من أجل ذلك . فما أكثر انقطاع التيار الكهربائي خصوصا في أيام المناسبات ولابد من حل لدى شركة الكهرباء هناك وكذلك مشكلة تأخر الفواتير التي قد تصل إلى السنة وبهذا تتراكم المبالغ وقد يجد المواطن الفيفي صعوبة في سداد تلك الفواتير . ويوجد في جبال فيفا العديد من الدوائر الحكومية وبعض البنوك ومع تثميننا لما تقوم به من خدمات وتسهيلات إلا أننا نناشد هذه البنوك في عمل دراسة لإنشاء صرافات آلية لأهالي جبال فيفا لما يواجهونه من صعوبة في الذهاب إلى اماكن أخرى خارج فيفا للصرف الآلي خاصة أثناء العطل والأعياد
الزراعة في فيفا
تعتبر الزراعة من الحرف الرئيسية لأبناء فيفا حيث تمـتاز جبال فيفا عن الجبال المحيطة بها بكونها أخصبها وأكثرها قابلية لأصناف المزروعات ، فهي من أكثر مناطق المملكة تنوعا في نباتاتها ، حيث تـقدر هناك بآلاف الأنواع من الأشجار تشكل بمجموعها بساط أخضر يكسو فيفا ويغطي كل شبر فيها ، وتختلف الزراعة ونمو الأشجار حسب موقعها من الجبل ، حــيث نجد أن المناطق السهلية منها تكون ذات درجة حرارة مرتفعة ، لذلــك فأنواع النباتات التي تنمو في سهولها تختلف عن النباتات الموجودة في أعالي جبالها .
المجال الزراعي :
تعتبر فيفا منطقة زراعـية وجل سكانها يشتغلون بالزراعة وتربية الماشية ، وبالرغم من اعتمادهم على الأدوات التقليدية ، وانحصار زراعتهم في مدرجات زراعية صغيرة ، معمولة بطريقة هندسية بديعة . إلى أنهم نجحوا في زراعة ما يشاءون من المحصولات التي تفي بمتطلباتهم
ويعود السبب في ذلك إلى عدة مقومات من أهمها :
خصوبة أرضها ووفرة أمطارها.وكذلك خبرة الأهالي في عمل المدرجات الزراعية التي تعمل على حفظ مياه الأمطار والتي نناشد شبابنا في فيفا في المحافظة عليها وصيانتها كما سبق وأن حافظ عليها آباؤهم .
ومن أهم المحاصيل : الذرة،الدخن،البر،الشعير،البن،ا للوبيا،القشد،الموز،السفرجل،الع نب (الباباي) ، الليمون وغيرها.
المعمار في فيفا
إن مما يلفت النظر في فيفاء ، هو طريقة بناء بيوتها ، والتي أضافت إليها جمالا رائعا وبعدا آخر ، إضافة إلى جمال الطبيعة التي تتميز به جبال فيفاء 0 فبيوتها فريدة من نوعها ، ومبـنية بطريقة ليس لها شبيه في الجزيرة العربية بل ربما في العالم أجمع 0 وربما يعود السبب في ذلك إلى عزلة أهالي جبال فيفاء عزلة شبه تامة عن العالم المحيط بها لذا فـقد جاءت طريقة بناء بيوتهم على أنماط اسطوا نية الشكل ، وهي إن دلت على شيء فإنما تدل على ذوق جميل وفن رائـع ونبوغ هندسي لم تـترجمه المدارس 0 وإذا قدر لك أن تزور هذه الجبال فستندهش عندمـا ترى هذه البيوت ، وكيفية طريقة بناءها وصلابتها ، ومحافظتها على شكلها ، رغم أن بنـاءها ، لم يدخل فيه إلا مواد البناء التراثية كالطين والحجر والأخشاب 0
وأنواع البيوت في جبال فيفا خمسة أنواع يهمنا منها :
المفتول أو الدارة :
وتعتبر من أشهر الأبنية في جبال فيفا وهي أنواعا عديدة منها الدارة أي الدور الواحد وهناك الدارتان وهناك الدارتان ومشراح وهناك أيضا الدارة ومشراحان وكلها تحمل الشكل الأسطواني 0
2- العلي:
وهو شبـيه بالمفتول ، فنوع منه يتكون من دارتان ومشراح كالمفتول تماما إلى أنه يوجد فيه إضافة سقف دائري من الخلف يمتد من اسفل البناء إلى الأعلى 0
وهناك أنواع أخرى منها دارتـان ومشراح أيضا وسقف دائري يمتد من اسفل البناء إلى أعلاه وبـين الدارتين والسقف يقع بناء آخر مربع الشكل يمتد أيضا بامتداد البناء ، إلاّ أن السقف يعلو عن الدوائر والمبنى المربع الشكل طوله حوالي خمسة أمتار والأجزاء الأخرى اقل منه بقليل .
ومن هنا نناشد أهالي فيفا الأشاوس بالمحافظة على هذه الدرر وأن لايتغلب الزحف العمراني الحديث على هذه البيوت الفريدة وكذلك نناشد البلدية وذوي الاختصاص بإيقاف هذا الهدم الجائر لها من قبل أصحابها والمحافظة عليها كتراث عريق جميل .
وبالمناسبة يوجد هناك مشكلة الصرف الصحي الجائر حيث يلزم تدخل البلدية وذوي الاختصاص فورا لحل مثل هذه المشكلة وعمل صرف صحي بطرق سليمة حتى تحافظ جبال فيفا على ثروتها الشجرية ومناخها الصحي الجميل .
أســواق فيفا
لأن جبال فيفاء تشتهر بأنها منطقة جبلية والطبيعة فيها هي السائدة وكذلك صعوبة المواصلات فيها بالنـسبة لـما هي عليه المدن الأخرى فان الأسواق التي بها صغيرة جدا ولا تقاس بحال من الأحوال بأسواق المدن 0
وبالتالي فان الحركة التجارية أقل وان كانت في الوقت الحاضر قد نشطت بعض الشيء حيث أن التجارة هناك لم تعد في البيع والشراء فقط ، وإنما بدأت تتخذ مسارات أخرى 0
كمحاولة بعضهم الاستفادة من طبيعة المنطقة الخلابة بالاستثمار في مجال العمران كبناء الاستراحات والمطاعم والفنادق وما إلى ذلك وجلب أكبر عدد من السواح مما كان له الأثر في زيادة الاقتصاد هناك 0 وأهم الأسواق الموجودة حاليا في جبال فيفاء هي :
نيد امضالع ( الضالع ) :
وهو سوق فيفا العام وقلبها النابض حيث أنـه يقع في موقع ممتاز من جبال فيفا وهو على مدار الأسبوع وفيه يوجد مركز إمارة فيفا والمعهد العلمي وبعض المدارس وفندق ممتاز ونهضة عمرانية راقية 0
امنفيعه ( النفيعه ) :
وهذا السوق من اقدم أسواق فيفاء حيث كانت النفيعة سابقا مركز جبل فيفا وبقربهــا أعلى قمم جبل فيفا المسماة بقمة امعبسيـه (العبسيه ) 0
ولازال مركز الشرطة بها إلى الآن 0 كذلك معهد للمعلـمات وبـعض الدوائر الحكومية 0 وفيها يقوم سوق كبير يوم الاثنين يفد إليه المتسوقون من فيفا ومن الجبال والقرى المجاورة لفيفا، وذلك لشراء ما يكفي احتياجاتهم حتى الأسبوع الذي يليه ويعتبر السوق الثاني بعد سوق عيبان .
عيبان :
وهو سوق تـجاري يتم فيه تبادل أنواع السلع ويأتي إليه المتسوقون من جبال فيفا ومن الجبال والقرى المجاورة له 0
ويقام ذلك السوق كل يوم خميس ، وهو اكبر أسواق ساق الغراب ويمول كل من فيفاء وبالغازي وبني مالك والمناطق القريبة منها 0
نيد الدارة :
سوق صغير ولكن بها العديد من الدوائر الحكومية كمصلحة الهاتــف ومقر الشرطة وثانوية فيفاء 0
الجوة :
وهي الآن من اكبر المراكز التجارية والعمرانية في فيفاء وقد ساعد على ذلك توسطها بين فيفاء وبني مالك كذلك لقربها من سوق الدائر الأسبوعي ويوجد بها مقر هيئة التطوير وبلدية فيفاء وبعض فروع للبنوك المحلية 0
بداية التعليم في فيفاء
سبق وأن ذكرت أنه قد استقدم أهالي جبال فيفا قبيلة الأشراف من عهد ليس بالقريب بسبب حاجتهم إلى التعليم وحاجتهم إلى الاستفادة من علم هولاء الأشراف 0 ولكن الذي يظهر لنا انه بعد مرور فترة من الزمن تضاعف هذا العلم وانتهى بانتهاء أصحابه0
وفي أوائل العقد الثاني من القرن الرابع عشر الهجري هاجر الشيخ يحي بن شريف الفيفي إلى بلاد بني جماعة وأقام في جوار الشيخ فرحان بن زابية الجماعي والشيخ علي بن يحي الجماعي وجماعتهما وجالس العلماء والمتعلمين في قطابر وضحيان ولازم مجالس الذكر وتأثر بالجو الديني هناك وما لبث أن نظم أولاده في سلك التعليم ثم عاد ببعض العلماء ، لتعليم أهالي جبال فيفاء وإرشادهم والاستعانة بهم في فض الخصومات على ضوء الشريعة المطهرة ، وكان ذلك النواة الأولى لوجود متعلمين من أبناء فيفاء وأدخـل في قواعده بعض الإصلاحات الدينية كمنع المناصب والعزيمة أي ( التحاكم إلى الكهنة ) وختان التجليد 0 ومن العلماء الذين كان لهم دور في تعليم أبناء فيفاء في تلك الفترة إبراهيم بن عبد الله بن علي الغالبي من علماء ضحيان عالم محقق في علوم العربية والفقه أصوله وفروعه أديب فصيح اشتغل بالتدريس فانتفع به طلابه ثم ذهب إلى جبال فيفا وبني مالك0 فأقام هنالك فترة لإرشاد العامة وتفقيههم في أمور دينهم وقد استفاد أهالي فيفا من علمه توفي في بني مالك سنة 1327 هـ 0
كذلك الشيخ إسماعيل بن إبراهيم بن عبد الله الغالبي وهو عالم عارف بالفقه تولى القضاء في ساقين مدة وكان يذهب ما بين حين وآخر إلى جبال بني مالك وفيفا للإرشاد والوعظ بالإضافة إلى بعض العلماء من آل مشكاع وغيرهم0
وقد أمر الشيخ علي بفتح مكتب للتعليم في بعض نواحي فيفاء لتعليم القراءة والكتابة فظهرت طبقة متعلمة نسبيا .
ولنعد إلى مكاتب التعليم فقد فتحت عدة مكاتب لبعض الشخصيات المرموقة في ذلك الوقت من أبناء فيفاء وشجع على الهجرة لطلب العلم ونفر جماعة إلى ضحيان وصنعاء وعادوا ظافرين منهم :
القاضي حسن جبران الذي تولى قضاء فيفاء في العهد الإدريسي 0والقاضي احمد بن اسعد الأبياتي الذي تولى قضاء فيفاء في عهد الانتداب السعودي والقاضي حسين بن شريف العبدلي وجماعة آخرون بعدهم 0وفي عام 1357هـ قام أمير فيفاء رشيد بن خثلان بعمل مشكور بالتعاون مع الشيخ علي بن يحي ، فأمر بفتح الكتاتيب لعدد من الأشخاص ومنهم القاضي حسن بن احمد المغامري ، وألزم الأهالي بسوق أبنائهم إليها واكره المتقاعس منهم ، وتفقد سير الدراسة بنفسه ، وكان الأسوة الحسنة في ذلك لمن بعده من الأمراء وكاد يصل تعليم القراءة والكتابة كل بيت تقريبا0
وفي عام 1363هـ قام الداعية المصلح الشيخ عبد الله القرعاوي بتأسيس أول مدرسة في فيفاء يكون التعليم فيها مجاناً ويذكر أنه لم يكن هناك مدارس بل كان يتم التدريس تحت شجرة الظلام الكبيرة الحجم ، ويعلم فيها إلى جانب القرآن الكريم التجويد والحديث والفقه والتوحيد والفرائض والسيرة النبوية والحساب وغيرها ، وقام بالتدريس فيها الشيخ محمد بن يحي القرني قاضي أبى عريش سابقا وأخذت مدارسه في النمو والأتساع حتى بلغت عام 1375هـ إلى ثماني عشرة مدرسة عدد طلابها يفوق الألف والأربعمائة طالب 0
وفي عام 1377هـ فتحت أول مدرسة ابتدائية تابعة لوزارة المعارف وكان بها ثمانية فصول (1)0
ومنذ تلك السنين والدولة السعودية لا تألوا جهدا في تطوير فيفاء وعمل كل ما فيه من رفعة شأنها ويوجد الآن عدد كبير من المدارس بجميع مستوياتها من ابتدائي إلى متوسط إلى ثانوي بالإضافة إلى معهد علمي للبنين بمراحله الثلاث ومعهد معلمات للبنات ولازالت الدولة تعطي وتقدم كل ما في وسعها0
اللباس والحلي في جبال فيفا قديما
إن لأهالي جـبال فيـفا لبـاس غريب عن سكان الجزيرة العربية ، ولكن لا يختلف هذا اللباس عن لـباس أهالي الجبال والمناطق المجاورة لهـا
أما لباس الرجل ، فهو يتكون من المصنف ، وهو إزاراً غالباً ما يكون أبيض في أطرافه خطوط ملونه 0 وهو يستر ما فوق السرة إلى نصف الساق تقريبا ، ويلبس فوق هذه المصنف حـزام من الجلد يثـبت فيه أسلحته المكونة من الجنبية أو الخنجر وربما لـبس حزام اسمه المسبت ، في حالة وجود مسدس معه ، خاصة لتثبيت الرصاص ، بالإضافة إلي حمل بعضهم للبنادق بصورة شبه دائمة 0وهذه الأسلحة دائما لا تفارقه أينما كان وتعد من لوازم الرجولة 0
أما اللباس المغطي للصدر ، فهو يتكون من القميص ، ويسمى هناك بالشميز والبعض يضيفوا على ذلك اللباس لبس الكوت أيضا 0
وأما شعر الرأس ففي معظم الأوقات يكون مفروقا من الوسط ، ومحاطا بسير جميل ، وربما مرصعا بنجوم من الفضة وما إلى ذلك من الترصيع ومثبت فيه بعض الأشجار العطرية كالكاذي والبعيثران وما إلى ذلك 0
هذا هو اللباس التقليدي للرجل في فيفا تقريبا0 ولكن في هذه الأيام قل استخدام هذا اللباس وحل مكانه اللباس المشهور الثوب والغترة والعقال.
لباس النساء
وأما لباس النساء فهو يتكون من الصدرة ، وهي لباس فضفاض طويل يصل إلى نصف الساق فقط ، بالإضافة طبعا إلى الوزرة وهي شبيهه بالمصنف الذي يرتديه الرجل ولكنها ذات ألوان متعددة ، وترتديه المرأة مرافقـا للصدرة حيث تتمكن من تغطية باقي جسمها حتى القدمين 0 بالإضافة طبعـا إلى القطاعة لتغطية الرأس وهي معروفه باسم ( المحنا ) 0
وقد تلبس غير ذلك من الملابس العادية ، ولكن هذا هو المشهور قديمـا 0 أما الآن فهن يواكبن في لباسهن لباس الموضة الحديثة 0
الحلي في فيفا
أما أهم الحلي المستخدمة من قبل النساء في جبال فيفا خاصة في الماضي فهي بسيــطة جدا وتتكون غالبا من الفضة أو الأحجار الجميلة ، حيث إن الذهب لم يـكن معروفا لديهم وقلما أن تجد أسرة لـدى نسائهم حلى من الذهب 0
ومن أهم الحلي الفضية المستخدمة في فيفا قديما هي :
اللبة: وهي شبيهة بالرشرش ولها عدة أنواع وصناعتها من الفضــة وتضعها المرأة فوق صـدرها 0
الأعلاج: وتصـنع من الفضة أيضا وتلـبس علــى جانبي الرأس ( الصدغين ) وتلبس بدلا من الأقراط أو معها 0
المسك : أساور من الفضة توضع في المعصم 0
ألا وضاح : حلق أكبر حجما مصاغة من الفضة وتوضع في العضـد 0
المعانق : هـي عقــود من المرمر أو حبات من الخرز الأبيض الكبيــر أطرافه سوداء وفي وسطها ريال فرنسي من الفضة توضع على الصدر 0
وللعلم فان كل الحلي المذكورةأعلاه هي من صناعة محلية 0