عمر البلوي
07-31-2003, 07:32 AM
يستفزني كثيرا ولع بعض الشبان بالأرقام سهلة الحفظ أو المتميزة لهواتفهم وسياراتهم، وقد قرأنا جميعا منذ زمن كيف أن رقما معينا في دبي وصل سعره إلى نحو 300 ألف دولار، ولو أعطاني من فاز بذلك الرقم نصف ذلك المبلغ، لجلست في مؤخرة سيارته حاملا لوحة السيارة في يدي بينما هو يتجول بها ويفحص ويفحط!! 300 ألف دولار لرقم؟ كم دفع أو سيدفع صاحبنا مهرا لعروسه؟ هل سبق له أن تصدق بثلاثة آلاف لمحتاج؟ يقال إن ورقة من فئة الريال التقت ورقة من فئة الخمسمئة ريال وسألتها: أين قضيت عطلة نهاية الأسبوع؟ فأجابت الورقة أم خمسمئة: قضيتها في فندق كذا وكذا، ثم وجهت بدورها نفس السؤال إلى الورقة الكحيانة أم ريال واحد فردت بقولها إنها قضت العطلة في المسجد، هنا تساءلت أم خمسمئة: وايش يعني مسجد؟ ولن أنسى ما حييت المغص الكلوي الذي أصابني عندما قرأت أن سعوديا اشترى قبل بضعة أعوام تيسا شاميا بنصف مليون ريال! ولم ولن أفهم كيف يستحق تيس مثل ذلك المبلغ: هل تلتقط قرونه السي إن إن؟ هل ينجب عنزات بمواصفات ليلى علوي وشريهان؟ ويذكرني هذا بحكاية كتبت عنها كثيرا ومؤداها أن تيسا مملوكا لفلسطيني يعيش في وراء الخط الأخضر، أي أصبح حاملا لجواز سفر إسرائيلي، كان، أي التيس، يدر حليبا شديد التركيز، فتحولت حظيرته إلى مزار بعد أن قرر الناس أن تيسا يعطي اللبن لابد أن يكون معجزة وأن لبنه يزيل العقم، وهكذا تدفق الناس بالمئات على الحظيرة وأصبح الرجل رأسماليا يبيع اللبن بالقطارة والنقطة، ويحدد للناس كيفية تعاطيه: نقطة بعد العشاء بساعتين مع الكركم والفلفل..امسح وجهك بنقطتين من الحليب التيسوي عند الصباح!! وكتبتُ في صحيفة فلسطينية محذرا من أن در التيس للحليب أمر مريب، وقلت إن ذلك التيس إما شاذ جنسيا أو خنثى مشكل، أو مصاب بورم سرطاني صديدي، وطنش الجماعة كلامي إلى أن سمعت بهم السلطات الإسرائيلية الشقيقة (قريبا!!!!) واعتقلت التيس وصاحبه وأكد الكشف البيطري صحة نظرية أبو الجعافر بأن الحليب الذي شربه البلهاء كان في واقع الأمر إفرازا صديديا عن حالة سرطانية متأخرة، ولا أدري هل اقتادت السلطات من شربوا ذلك الحليب أيضا إلى البيطري أم لا لعلاجهم!!!!.
* منقول* للكاتب المبدع جعفر عباس
* منقول* للكاتب المبدع جعفر عباس