حماد سعد السحيمي
03-25-2006, 04:16 PM
أ. د. سليمان صالح
صحيفة الشرق القطرية 1/3/2006
شارون أظلم طغاة العصر وأغشمهم، وأكثرهم إجراماً وقسوة، تجمعت فيه كل سمات مجرمي الحرب عبر التاريخ، وورث كل خبراتهم في إبادة البشر وقهرهم.
والآن يرقد شارون في المستشفى ينتظر الموت الذي لا يأتي بعد أن فشل كبار الأطباء، وانفض من حوله الجميع هرباً من رائحة نتنة تنبعث من جسد يتقرح ويتعفن تدريجياً.
بعد أن طحن عظام الأطفال!!
تلك نهاية الطغاة وإن بدت نهاية متميزة تليق بتاريخه الدموي المشحون بالجرائم والمذابح.. كانت كل حياته ملوثة بدماء الأبرياء، وسيرته مكتوبة بأنين الضحايا ودموع الثكالى وعذاب الأسرى، وصرخات المعذبين والمقهورين.
وكانت أبشع جرائمه طحن عظام أطفال فلسطين، وهم أجمل مقاتلين من أجل الحرية، وتلك جريمة تميز بها شارون بين كل طغاة التاريخ، فاستحق من أجلها تلك النهاية المتميزة حيث يتحول جسده إلى صديد، وأيام حياته الأخيرة إلى ألم ربما يتضاءل أمامه آلام النمرود، كم قتل شارون من شعب فلسطين؟ والآن ينتقم الله لهم. فهل يتعلم الطغاة الدرس؟!.
خرج مهزوماً من غزة!
جاء شارون إلى السلطة يقدم لشعب "إسرائيل" وعداً بالأمن، لكن الانتفاضة تأججت، واختار شعب فلسطين طريق المقاومة، وأبدع أشكالاً جديدة من الكفاح، وأكد أنه لن ينعم المحتل يوماً بالأمن على أرض مغتصبة.
برغم كل العنف الذي واجه به شارون انتفاضة شعب فلسطين لم يستطع أن يحقق للإسرائيليين أمناً، اغتال شارون قادة الانتفاضة فنعموا بالشهادة التي طالما تمنوا أن تكون نهاية حياتهم الجميلة.. الشهادة هي النهاية التي تليق بكرامة المقاتلين من أجل الحرية والتحرير.. إنها نعمة الله وفضله على المؤمنين..
أما شارون فقد ثقلت الجرائم والآثام على رأسه... ولم يستطع أن يقهر إرادة شعب فلسطين، فاضطر أن يهرب مهزوماً من غزة بعد أن أدرك أن ثمن احتلالها أكبر من أن يطيقه شعب "إسرائيل". لقد حررت المقاومة الفلسطينية غزة رغم أنف شارون، وأثبتت له وللعالم أن قوة الاحتلال وصلفه واستكباره وغروره لابد أن تنكسر أمام مقاومة شعب صمم أن يحرر أرضه.
قبل أن يموت!
أراد الله سبحانه وتعالى أن يلحق بشارون هزيمة أخرى قبل أن يموت، فاختار شعب فلسطين حركة المقاومة الإسلامية حماس في أكثر الانتخابات حرية ونزاهة لتقود كفاح شعب من أجل تحرير فلسطين.
المقاومة التي حررت غزة تتقدم لصياغة مشرع الكفاح طويل المدى، والذي يقوم على الدفاع عن كل حقوق الشعب الفلسطيني، ومن أهمها إقامة دولة فلسطين وعاصمتها القدس الشريف وحق العودة.
وبالرغم من كل التهديد الأجوف سيأتي العالم إلى حماس، وسيضطر للتعامل معها كحركة تحرير وطنية، والأمة الإسلامية سوف تساند حماس وتدعمها فهي طليعة الأمة.
وإن كان شارون قد اضطر للانسحاب مهزوماً من غزة، فسوف يضطر أولمرت أو نيتنياهو إلى الانسحاب من الضفة الغربية كلها بما فيها القدس، فعهد الطغاة يقترب من النهاية!.
وماذا بعد الموت يا شارون؟!
كان الإمام ابن حجر غنياً، وكان يركب يوماً جواداً أصيلاً، فاعترض طريقه يهودي فقير يعمل في مهنة حقيرة هي بيع الزيت المغلي، ويعيش على الكفاف، قال اليهودي يا إمام: إن رسولكم يقول الدنيا جنة الكافر وسجن المؤمن، فأين هي تلك الجنة التي أعيش أنا فيها، وأين ذلك السجن الذي تعيش أنت فيه.
أجاب الإمام ابن حجر: لو علمت ما أعد الله للمؤمنين في الجنة من نعيم لعلمت أنني أعيش الآن في سجن، ولو علمت ما أعده الله للكافرين من عذاب في جهنم لعلمت أنك تعيش الآن في الجنة.
يا شارون برغم القروح والصديد والألم والهزيمة لا تتمنى الموت، فأيامك الأخيرة هي جنتك، نتمنى لك أن تعيش حتى ترى حماس تحرر القدس
صحيفة الشرق القطرية 1/3/2006
شارون أظلم طغاة العصر وأغشمهم، وأكثرهم إجراماً وقسوة، تجمعت فيه كل سمات مجرمي الحرب عبر التاريخ، وورث كل خبراتهم في إبادة البشر وقهرهم.
والآن يرقد شارون في المستشفى ينتظر الموت الذي لا يأتي بعد أن فشل كبار الأطباء، وانفض من حوله الجميع هرباً من رائحة نتنة تنبعث من جسد يتقرح ويتعفن تدريجياً.
بعد أن طحن عظام الأطفال!!
تلك نهاية الطغاة وإن بدت نهاية متميزة تليق بتاريخه الدموي المشحون بالجرائم والمذابح.. كانت كل حياته ملوثة بدماء الأبرياء، وسيرته مكتوبة بأنين الضحايا ودموع الثكالى وعذاب الأسرى، وصرخات المعذبين والمقهورين.
وكانت أبشع جرائمه طحن عظام أطفال فلسطين، وهم أجمل مقاتلين من أجل الحرية، وتلك جريمة تميز بها شارون بين كل طغاة التاريخ، فاستحق من أجلها تلك النهاية المتميزة حيث يتحول جسده إلى صديد، وأيام حياته الأخيرة إلى ألم ربما يتضاءل أمامه آلام النمرود، كم قتل شارون من شعب فلسطين؟ والآن ينتقم الله لهم. فهل يتعلم الطغاة الدرس؟!.
خرج مهزوماً من غزة!
جاء شارون إلى السلطة يقدم لشعب "إسرائيل" وعداً بالأمن، لكن الانتفاضة تأججت، واختار شعب فلسطين طريق المقاومة، وأبدع أشكالاً جديدة من الكفاح، وأكد أنه لن ينعم المحتل يوماً بالأمن على أرض مغتصبة.
برغم كل العنف الذي واجه به شارون انتفاضة شعب فلسطين لم يستطع أن يحقق للإسرائيليين أمناً، اغتال شارون قادة الانتفاضة فنعموا بالشهادة التي طالما تمنوا أن تكون نهاية حياتهم الجميلة.. الشهادة هي النهاية التي تليق بكرامة المقاتلين من أجل الحرية والتحرير.. إنها نعمة الله وفضله على المؤمنين..
أما شارون فقد ثقلت الجرائم والآثام على رأسه... ولم يستطع أن يقهر إرادة شعب فلسطين، فاضطر أن يهرب مهزوماً من غزة بعد أن أدرك أن ثمن احتلالها أكبر من أن يطيقه شعب "إسرائيل". لقد حررت المقاومة الفلسطينية غزة رغم أنف شارون، وأثبتت له وللعالم أن قوة الاحتلال وصلفه واستكباره وغروره لابد أن تنكسر أمام مقاومة شعب صمم أن يحرر أرضه.
قبل أن يموت!
أراد الله سبحانه وتعالى أن يلحق بشارون هزيمة أخرى قبل أن يموت، فاختار شعب فلسطين حركة المقاومة الإسلامية حماس في أكثر الانتخابات حرية ونزاهة لتقود كفاح شعب من أجل تحرير فلسطين.
المقاومة التي حررت غزة تتقدم لصياغة مشرع الكفاح طويل المدى، والذي يقوم على الدفاع عن كل حقوق الشعب الفلسطيني، ومن أهمها إقامة دولة فلسطين وعاصمتها القدس الشريف وحق العودة.
وبالرغم من كل التهديد الأجوف سيأتي العالم إلى حماس، وسيضطر للتعامل معها كحركة تحرير وطنية، والأمة الإسلامية سوف تساند حماس وتدعمها فهي طليعة الأمة.
وإن كان شارون قد اضطر للانسحاب مهزوماً من غزة، فسوف يضطر أولمرت أو نيتنياهو إلى الانسحاب من الضفة الغربية كلها بما فيها القدس، فعهد الطغاة يقترب من النهاية!.
وماذا بعد الموت يا شارون؟!
كان الإمام ابن حجر غنياً، وكان يركب يوماً جواداً أصيلاً، فاعترض طريقه يهودي فقير يعمل في مهنة حقيرة هي بيع الزيت المغلي، ويعيش على الكفاف، قال اليهودي يا إمام: إن رسولكم يقول الدنيا جنة الكافر وسجن المؤمن، فأين هي تلك الجنة التي أعيش أنا فيها، وأين ذلك السجن الذي تعيش أنت فيه.
أجاب الإمام ابن حجر: لو علمت ما أعد الله للمؤمنين في الجنة من نعيم لعلمت أنني أعيش الآن في سجن، ولو علمت ما أعده الله للكافرين من عذاب في جهنم لعلمت أنك تعيش الآن في الجنة.
يا شارون برغم القروح والصديد والألم والهزيمة لا تتمنى الموت، فأيامك الأخيرة هي جنتك، نتمنى لك أن تعيش حتى ترى حماس تحرر القدس