مشراق2005
03-26-2006, 12:06 AM
أخي في الله ..
لو أنني سألتك هذا السؤال وقلت لك :
ما اسمك عند رب العالمين ؟ فبم تجيب ؟ من أنت ؟!!
هل أنت فلان الكذاب ، أو الغشاش ، أو المرائي
، أو المنافق ، أو .. أو ؟!
أم أنت فلان المؤمن ، أو الموحد ، أو القوَّام ، أو الصوام ،
أو القائم بالقسط ، أو الذكير، أو الصديق .. آهٍ .. آهٍ من أنت ؟!
أجبني ـ أخي ـ الآن ، قبل أن تنبأ به غدًا على رؤوس الأشهاد يوم تبلى السرائر ،
يوم الفضيحة الكبرى فلا أبأس ولا أشقى ولا أذل منك يومئذٍ .
إني أريد أن أسألك ما هي وظيفتك عند الله ؟!!
إن أكثرنا يعمل لحساب نفسه ، ونسي الله الذي خلقه ،
ما هي وظيفتك في خدام الله ؟! إن قلت لي : لا شيء .
فأنت ـ أيضًا ـ لا شيء ، فإن لم يكن لك وظيفة عند ربك
فلا نفع لك في هذه الدنيا ، ولا قيمة لك عند الله ،
فإنما قيمة العبد عند الله حين يعظم العبد الله ،
فيعظم الله في قلبه ، وإذا عظم الله في قلبك فأبدًا لا تطيق
ولا تستطيع أن تجلس هكذا لا تدعو إلى طريق مولاك .
أخي الحبيب ..
لا تخادع نفسك ، فأنت على نفسك بصير ،
لا تقل : كنت وكان وسوف ، فإنها حبائل الشيطان ،
بل سل نفسك بصدق وفي الحال : من أنا عند الله ؟!
فإن أدركت أنك في الحضيض ، فقل لها : وحتى متى ؟!
فإن تسرب إليك هاتف من يأس فذكرها بالله الرحيم ،
فإن تعلقت بالرحمة ولم تعمل فهذا عين الغرور ،
فمن يحسن الظن بالله يحسن العمل ،
وما مآل المغترين إلا أن يبدو لهم من الله ما لم يكونوا يحتسبون .
وإن كنت على خير فإياك أولا أن تغتر أو تعجب ،
بل سل نفسك حينئذٍ : أين شكر النعم ؟!
وهل ما أنا فيه استدراج ؟ ومدار النجاة في أن تكون دائمًا في زيادة ،
فإن كنت في نقصان فهنا البلية الكبرى ،
لأنَّ الموت قد يفجأك على هذه الحالة ، ومازلت أنت تذكر ليلة قمتها ،
ويوم بعيد صمته ، وتركن على أعمال هزيلة لا تغني عنك من الله شيئًا ،
فما عساك تصنع حينها ؟
قال ابن مسعود : إنكم في ممر الليل والنهار في آجال منقوصة ،
وأعمال محفوظة ، والموت يأتي بغتة ، فمن زرع خيرا فيوشك أن يحصد رغبته ،
ومن زرع شرا فيوشك أن يحصد ندامة ، ولكل زارع مثل ما زرع لا يسبق بطيء بحظه ،
ولا يدرك حريص ما لم يقدر له .
أخي ..
أفق من غفوتك ، وانهض من رقدتك ، فالعمر قليل ،
والعمل كثير ، فإلى متى النكوص والفتور والتواني والكسل ،
إلى متى هجران الطاعات ؟ وترك المندوبات ؟
بل قل : ترك الواجبات ، وآكد الفرائض المحتمات ،
واستمراء المعاصي والسيئات ، والاجتراء على الوقوع في المهلكات .
إلى متى ؟! إلى متى ؟
يا نفس : بالله أجيبيني !! مادمت تعرفين أنَّك لا تساوين شيئًا عند الله ،
وأنَّك رضيت بالهوان فآثرت نعيمًا فانيًا ، وزهدت في جنات خالدة ،
أما تنظرين إلى من ساروا في هذا الدرب كيف فتنوا ؟
كيف ذلوا وصغروا ؟ كيف شقوا فما والله سعدوا ؟
ثمَّ بعد ذلك إلى الردى تريدين !!
لا .. لا لن أنصت لحديثك مرة أخرى . بل سأبدأ من اللحظة ،
سأبدأ في الحال صفحة جديدة في عمري لا شعار لي فيها إلا الجدية في الالتزام .
ومن هنا البداية ، فاعرف اولًا من أين أوتيت ؟
وكيف قهرت جيوش النفس والشيطان حصون قلبك فأردتك ،
ضع يدك في يدي ، وتعال نعمل سويًا لأجل رضا ربنا ،
حتى نصل بإذن الله إلى الجنة.
لفضيلة الشيخ / محمد حسين يعقوب
لو أنني سألتك هذا السؤال وقلت لك :
ما اسمك عند رب العالمين ؟ فبم تجيب ؟ من أنت ؟!!
هل أنت فلان الكذاب ، أو الغشاش ، أو المرائي
، أو المنافق ، أو .. أو ؟!
أم أنت فلان المؤمن ، أو الموحد ، أو القوَّام ، أو الصوام ،
أو القائم بالقسط ، أو الذكير، أو الصديق .. آهٍ .. آهٍ من أنت ؟!
أجبني ـ أخي ـ الآن ، قبل أن تنبأ به غدًا على رؤوس الأشهاد يوم تبلى السرائر ،
يوم الفضيحة الكبرى فلا أبأس ولا أشقى ولا أذل منك يومئذٍ .
إني أريد أن أسألك ما هي وظيفتك عند الله ؟!!
إن أكثرنا يعمل لحساب نفسه ، ونسي الله الذي خلقه ،
ما هي وظيفتك في خدام الله ؟! إن قلت لي : لا شيء .
فأنت ـ أيضًا ـ لا شيء ، فإن لم يكن لك وظيفة عند ربك
فلا نفع لك في هذه الدنيا ، ولا قيمة لك عند الله ،
فإنما قيمة العبد عند الله حين يعظم العبد الله ،
فيعظم الله في قلبه ، وإذا عظم الله في قلبك فأبدًا لا تطيق
ولا تستطيع أن تجلس هكذا لا تدعو إلى طريق مولاك .
أخي الحبيب ..
لا تخادع نفسك ، فأنت على نفسك بصير ،
لا تقل : كنت وكان وسوف ، فإنها حبائل الشيطان ،
بل سل نفسك بصدق وفي الحال : من أنا عند الله ؟!
فإن أدركت أنك في الحضيض ، فقل لها : وحتى متى ؟!
فإن تسرب إليك هاتف من يأس فذكرها بالله الرحيم ،
فإن تعلقت بالرحمة ولم تعمل فهذا عين الغرور ،
فمن يحسن الظن بالله يحسن العمل ،
وما مآل المغترين إلا أن يبدو لهم من الله ما لم يكونوا يحتسبون .
وإن كنت على خير فإياك أولا أن تغتر أو تعجب ،
بل سل نفسك حينئذٍ : أين شكر النعم ؟!
وهل ما أنا فيه استدراج ؟ ومدار النجاة في أن تكون دائمًا في زيادة ،
فإن كنت في نقصان فهنا البلية الكبرى ،
لأنَّ الموت قد يفجأك على هذه الحالة ، ومازلت أنت تذكر ليلة قمتها ،
ويوم بعيد صمته ، وتركن على أعمال هزيلة لا تغني عنك من الله شيئًا ،
فما عساك تصنع حينها ؟
قال ابن مسعود : إنكم في ممر الليل والنهار في آجال منقوصة ،
وأعمال محفوظة ، والموت يأتي بغتة ، فمن زرع خيرا فيوشك أن يحصد رغبته ،
ومن زرع شرا فيوشك أن يحصد ندامة ، ولكل زارع مثل ما زرع لا يسبق بطيء بحظه ،
ولا يدرك حريص ما لم يقدر له .
أخي ..
أفق من غفوتك ، وانهض من رقدتك ، فالعمر قليل ،
والعمل كثير ، فإلى متى النكوص والفتور والتواني والكسل ،
إلى متى هجران الطاعات ؟ وترك المندوبات ؟
بل قل : ترك الواجبات ، وآكد الفرائض المحتمات ،
واستمراء المعاصي والسيئات ، والاجتراء على الوقوع في المهلكات .
إلى متى ؟! إلى متى ؟
يا نفس : بالله أجيبيني !! مادمت تعرفين أنَّك لا تساوين شيئًا عند الله ،
وأنَّك رضيت بالهوان فآثرت نعيمًا فانيًا ، وزهدت في جنات خالدة ،
أما تنظرين إلى من ساروا في هذا الدرب كيف فتنوا ؟
كيف ذلوا وصغروا ؟ كيف شقوا فما والله سعدوا ؟
ثمَّ بعد ذلك إلى الردى تريدين !!
لا .. لا لن أنصت لحديثك مرة أخرى . بل سأبدأ من اللحظة ،
سأبدأ في الحال صفحة جديدة في عمري لا شعار لي فيها إلا الجدية في الالتزام .
ومن هنا البداية ، فاعرف اولًا من أين أوتيت ؟
وكيف قهرت جيوش النفس والشيطان حصون قلبك فأردتك ،
ضع يدك في يدي ، وتعال نعمل سويًا لأجل رضا ربنا ،
حتى نصل بإذن الله إلى الجنة.
لفضيلة الشيخ / محمد حسين يعقوب