رضا محمود المعيقلي
04-18-2006, 01:10 AM
بسم الله الرجمن الرحيم
هذا إقتباس من كتاب هجرة القبائل العربية إلى وادي النيل مصر والسودان للمؤلف ضرار صالح ضرار بداية ً من الصفحة رقم 74
ضاق جنوب الجزيره العربيه بسكانه بعد إنهيار سد مأرب وبعد الزحف الصحراوي على المناطق الزراعيه والرعويه الذي جعل الحياة تشوبها الصعوبات جمة على الناس والأنعام مما إضطرهم إلى البحث عن بديل أفضل . فكان فيمن خرج من تلك القبائل قبيلة بلي أولى القبائل العربيه التي حدثنا عنها التاريخ وضربت بأكباد اللإبل ميممة نحو الشمال حتى وصلت أراضي الحجاز , فبقيت بعض بطونها هناك , بينما أستمرت بطون أخرى تشق طريقها نحو الشمال حتى وصلت إلى الشام .
ولم تجد جماعات قبيلة بلي التي مكثت في الحجاز ماترغب فيه من عيش رغيد, وكلأ كثير يكفي مالديهم من إبل وغنم , وكأنما أصيبت بخيبة أمل لذلك , فسعت جاهدة تبحث عن الأفضل . فنظر بعضها إلى شواطئ البحر الأحمر , ويبدو كأنها علمت شيئا ً عما في الشاطئ الأفريقي , فركبت هذه القبيلة العربيه البحر وعبرت إلى العدوه الغربيه من بحر القلزم لتهبط في أرض " البجه " (بضم الباء) كما كان يسميها العرب . وكانت هذه أول قبيلة عربية عرفت بالأسم تفعل ذلك , ولم تكن قبيلة بلي مسلمه آن ذاك , فقد كانت هجرتها إلى أقليم البجه قبل ظهور الإسلام بقرون ,وإستمرت بلي في عبادة أوثانها . كما كانت قبيلة البجه تدين بدينها الوثني ولها أصنامها كما لبلي أوثانها .
وطاب البقاء لأبناء يعرب من البلويين قرب البجاة , وكان كلاهما يرعى إبله وأغنامه . وعاشا معا في أول الأمر دون إختلاط بزواج أو مصاهره , لأن البلوي العربي كان يأنف من مصاهرة من ليس عربيا , بمعنى أنه لايزوج إبنته لغير العربي المساوي له حسباً ونسباً , ولكن لابأس من أن يتزوج البلوي من أي فتاه أو أمراه أخرى . وكان البجاوي لايفرق بين عربي وبجاوي من حيث المصاهره . وكان يقبل بهذا العربي صهرا له
ولا يعرف على وجه التحديد تاريخ وصول قبيلة بلي العربيه إلى أرض شرق السودان . ولكن كان ذكل أول هجرة لهم قبل الإسلام . ويقول محمد صالح ضرار مؤرخ إقليم البجه نقلا ً عن المراجع العربيه بأن هذه القبيلة هي من بني بلي بن عمرو بن الحافي بن قضاعه بن حمير . وكان قضاعه قد ملك بلاد الشحر وقبره هناك , ولهم بقايا ( حتى الان ) بالديار المصريه بصعيدها الأعلى . غير ان تلك الفئه من قبيلة بلي التي وفدت قبل الاسلام سكنت في الجزء الشمالي الشرقي , وهي أول من القبائل العربيه التي أدخلت اللغه العربيه ألى افريقيا .
لقد نزلت بلي مع قبائل البجه التي وصفها نعوم شقير " بأن أمة البجه لم تنشأ في أفريقيا , بل هاجرت إليها من آسيا عن طريق البحر الأحمر من عهد بعيد . أما ملامحهم وأخلاقهم فجميعها عربيه محضه " .
إذن فإن هجرت قبيلة بلي إلى شرق السودان لم تكن هي الرحله الأولى للقبائل العربيه إلى هناك , بل أن بعض قبائل العرب البائده هي الأخرى قد هاجرت إلى شرق السودان بعد أن وقع لها ماوقع وفيهم عاد وثمود وقبائل الشاسو التي هاجرت من الشام , إلا انه وكما يبدو لنا فإن هذه القبائل قد إنصهرت لتكون قبائل البجه بهيئتها التي وجدتها عليها قبيلة بلي .
وما أن حطت بلي الرحال حتى بدأت تستوعب ماحولها , وتمتص مافي بيئتها الجديده , وهي القبيلة التي إستطاعت أن تترك إسمها في كل شئ هناك حتى أسم لغتها , فاللغه العربيه بين سكان أقليم البجه وبلسان هذه القبائل تنسب إلى البلويين ويطلقون عليها بلغتهم التبداويه " بلوييت "
وأصبح لفظ بلي بهذه الغه التبداويه رمزا ً للزعامه والقياده والسمو بين سكان الأقليم .
لنرجع مرة أخرى إلى الرحلة الأولى لقبيلة بلي , فمن غربي الحجاز رحلت بلي إلى غربي بحر القلزم للإستيطان , ولما إنقضى عليها الوقت أخذت تختلط بسكان مملكة البجه فلجأ زعماؤ بلي إلى التزاوج من بنات رؤساء البجه لأسباب شخصيه , ولكن دون ريب لعقد محالفات أسريه بغية تفادي شرور أفراد القبائل البجاويه النتشرين في واد وجبل .
وكان هذا التزاوج سببا في تقوية الأواصر . ولما كان البجه يؤمنون بتوريث إبن البنت على عادة الاعاجم في تلك الاراضي السودانيه
فقد أكتسب البلويين كثيرا من النفوذ من جراء هذه المصاهره .
وإنتهت هذه السياسه الإرثيه إلى أن يستولي الزعماء البلويين على الملك في ممكلة البجه , ثم يسود في اخر الامر على كل افراد القبيلة .
ويطلق عليهم البجه لفظ " حدربي " كما كان يسنى السكان الأصليون "الزنافج" .
وكان لكل زعيم من الحدارب (( البلويين )) عدد من الزنافج لان الحدارب كانوا وجوه الناس سادتهم وقد قبلت بهم شعوب البجه ورضوا بزعامتهم .وكان الزعماء الحدربيين يتزوجون من بنات زعماء البجه وتابعيهم من الزنافج , ولكنهم لا يسمحون لتابعيهم من الزواج ببناتهم حتى ولو كانت البنت هجينا ً . وكانت لفظة البلوي تحمل كل سمات الزعامه .
وفي الفصل الثامن عشر بداية من صفحة رقم 279 يقول المؤلف والباحث السوداني ضرار صالح ضرار :
كانت بلي هي القبيلة العربيه الأولى التي هاجرت إلى السودان من الجزيره العربيه وكانت مساكنها قبل الاسلام في المناطق الواقعه شمالي اليمن وجنوبي نجد وشمالي أرض الشحر المختلفه والسودان الشرقي بل ومصر أيضا وحتى فلسطين .
وكانت قبيلة بلي كبيرة العدد والقوة , إذ انها استطاعت أن تثبت أقدامها في أجزاء كبيره من الحجاز .
ثم أنحدرت بعض هذه الجماعات وغيرها عبر سيناء جنوبا الى شواطئ البحر الاحمر السودانيه حيث كانت تسكن قبائل البجه .
وقد أرخت قبائل البجه لهذه الهجره بإستعمال كلمة "بلويب وبلوييت" لهذه الأمه العربيه التي نزلت أراضيها . فالبلويب في لغة البجه هم البلويون الذين دخلوا أراضيهم , والبلوييت هي اللغه العربيه التي كان يتكلم بها أبناء قبيلة بلي لأنهم أول من تحدث بها في افريقيا .
ومالبث زعماء بلي أن اخذوا في مصاهرة زعماء البجه . وكما هي طبيعة العربي فقد كانوا يفخرون بنسبهم العربي وأصلهم , لذلك لم يقبلوا ان يزوجوا بناتهم لزعماء البجه رغم انهم اصهروا فيهم .
وكان زعماء بلي يتطلعون الى نزع السياده من البجه على سائر الشعوب وتقلد تلك الرئاسه لذلك إستغلوا ذلك الدستور البجاوي ( ومثله النوبي ) الذي يجعل زعامة القبائل والممالك آنذاك في يد ابن البنت أو الاخت , ومن ثم فقد ورث زعماء بلي الذين كانت أمهاتهم من بنات زعماء البجه الملك والزعامات القبلية الملك عن طريق هذا الدستور . وبناء على ذلك مالبث ان انتشر زعماء بلي الهجناء في سائر ممالك البجه , وأطلق عليهم فيما بعد لفظ الحدارب ومفردها حدربي . وأصبح لهؤلاء الحدارب مكانه خاصة لدى البجه لأنهم من عنصر عربي عظيم المحتد , ومن أمهات بجاويات أميرات من البيت المالك البجاوي . وجمع هذا المعشر نخوة العربي وجسارة البجاوي.
إنتهى الإقتباااس .....
كتاب هجرت القبائل العربيه إلى وادي النيل مصر والسودان للباحث السوداني ضرار صالح ضرار
مع تحياتي ....... رضا الجحرش.
هذا إقتباس من كتاب هجرة القبائل العربية إلى وادي النيل مصر والسودان للمؤلف ضرار صالح ضرار بداية ً من الصفحة رقم 74
ضاق جنوب الجزيره العربيه بسكانه بعد إنهيار سد مأرب وبعد الزحف الصحراوي على المناطق الزراعيه والرعويه الذي جعل الحياة تشوبها الصعوبات جمة على الناس والأنعام مما إضطرهم إلى البحث عن بديل أفضل . فكان فيمن خرج من تلك القبائل قبيلة بلي أولى القبائل العربيه التي حدثنا عنها التاريخ وضربت بأكباد اللإبل ميممة نحو الشمال حتى وصلت أراضي الحجاز , فبقيت بعض بطونها هناك , بينما أستمرت بطون أخرى تشق طريقها نحو الشمال حتى وصلت إلى الشام .
ولم تجد جماعات قبيلة بلي التي مكثت في الحجاز ماترغب فيه من عيش رغيد, وكلأ كثير يكفي مالديهم من إبل وغنم , وكأنما أصيبت بخيبة أمل لذلك , فسعت جاهدة تبحث عن الأفضل . فنظر بعضها إلى شواطئ البحر الأحمر , ويبدو كأنها علمت شيئا ً عما في الشاطئ الأفريقي , فركبت هذه القبيلة العربيه البحر وعبرت إلى العدوه الغربيه من بحر القلزم لتهبط في أرض " البجه " (بضم الباء) كما كان يسميها العرب . وكانت هذه أول قبيلة عربية عرفت بالأسم تفعل ذلك , ولم تكن قبيلة بلي مسلمه آن ذاك , فقد كانت هجرتها إلى أقليم البجه قبل ظهور الإسلام بقرون ,وإستمرت بلي في عبادة أوثانها . كما كانت قبيلة البجه تدين بدينها الوثني ولها أصنامها كما لبلي أوثانها .
وطاب البقاء لأبناء يعرب من البلويين قرب البجاة , وكان كلاهما يرعى إبله وأغنامه . وعاشا معا في أول الأمر دون إختلاط بزواج أو مصاهره , لأن البلوي العربي كان يأنف من مصاهرة من ليس عربيا , بمعنى أنه لايزوج إبنته لغير العربي المساوي له حسباً ونسباً , ولكن لابأس من أن يتزوج البلوي من أي فتاه أو أمراه أخرى . وكان البجاوي لايفرق بين عربي وبجاوي من حيث المصاهره . وكان يقبل بهذا العربي صهرا له
ولا يعرف على وجه التحديد تاريخ وصول قبيلة بلي العربيه إلى أرض شرق السودان . ولكن كان ذكل أول هجرة لهم قبل الإسلام . ويقول محمد صالح ضرار مؤرخ إقليم البجه نقلا ً عن المراجع العربيه بأن هذه القبيلة هي من بني بلي بن عمرو بن الحافي بن قضاعه بن حمير . وكان قضاعه قد ملك بلاد الشحر وقبره هناك , ولهم بقايا ( حتى الان ) بالديار المصريه بصعيدها الأعلى . غير ان تلك الفئه من قبيلة بلي التي وفدت قبل الاسلام سكنت في الجزء الشمالي الشرقي , وهي أول من القبائل العربيه التي أدخلت اللغه العربيه ألى افريقيا .
لقد نزلت بلي مع قبائل البجه التي وصفها نعوم شقير " بأن أمة البجه لم تنشأ في أفريقيا , بل هاجرت إليها من آسيا عن طريق البحر الأحمر من عهد بعيد . أما ملامحهم وأخلاقهم فجميعها عربيه محضه " .
إذن فإن هجرت قبيلة بلي إلى شرق السودان لم تكن هي الرحله الأولى للقبائل العربيه إلى هناك , بل أن بعض قبائل العرب البائده هي الأخرى قد هاجرت إلى شرق السودان بعد أن وقع لها ماوقع وفيهم عاد وثمود وقبائل الشاسو التي هاجرت من الشام , إلا انه وكما يبدو لنا فإن هذه القبائل قد إنصهرت لتكون قبائل البجه بهيئتها التي وجدتها عليها قبيلة بلي .
وما أن حطت بلي الرحال حتى بدأت تستوعب ماحولها , وتمتص مافي بيئتها الجديده , وهي القبيلة التي إستطاعت أن تترك إسمها في كل شئ هناك حتى أسم لغتها , فاللغه العربيه بين سكان أقليم البجه وبلسان هذه القبائل تنسب إلى البلويين ويطلقون عليها بلغتهم التبداويه " بلوييت "
وأصبح لفظ بلي بهذه الغه التبداويه رمزا ً للزعامه والقياده والسمو بين سكان الأقليم .
لنرجع مرة أخرى إلى الرحلة الأولى لقبيلة بلي , فمن غربي الحجاز رحلت بلي إلى غربي بحر القلزم للإستيطان , ولما إنقضى عليها الوقت أخذت تختلط بسكان مملكة البجه فلجأ زعماؤ بلي إلى التزاوج من بنات رؤساء البجه لأسباب شخصيه , ولكن دون ريب لعقد محالفات أسريه بغية تفادي شرور أفراد القبائل البجاويه النتشرين في واد وجبل .
وكان هذا التزاوج سببا في تقوية الأواصر . ولما كان البجه يؤمنون بتوريث إبن البنت على عادة الاعاجم في تلك الاراضي السودانيه
فقد أكتسب البلويين كثيرا من النفوذ من جراء هذه المصاهره .
وإنتهت هذه السياسه الإرثيه إلى أن يستولي الزعماء البلويين على الملك في ممكلة البجه , ثم يسود في اخر الامر على كل افراد القبيلة .
ويطلق عليهم البجه لفظ " حدربي " كما كان يسنى السكان الأصليون "الزنافج" .
وكان لكل زعيم من الحدارب (( البلويين )) عدد من الزنافج لان الحدارب كانوا وجوه الناس سادتهم وقد قبلت بهم شعوب البجه ورضوا بزعامتهم .وكان الزعماء الحدربيين يتزوجون من بنات زعماء البجه وتابعيهم من الزنافج , ولكنهم لا يسمحون لتابعيهم من الزواج ببناتهم حتى ولو كانت البنت هجينا ً . وكانت لفظة البلوي تحمل كل سمات الزعامه .
وفي الفصل الثامن عشر بداية من صفحة رقم 279 يقول المؤلف والباحث السوداني ضرار صالح ضرار :
كانت بلي هي القبيلة العربيه الأولى التي هاجرت إلى السودان من الجزيره العربيه وكانت مساكنها قبل الاسلام في المناطق الواقعه شمالي اليمن وجنوبي نجد وشمالي أرض الشحر المختلفه والسودان الشرقي بل ومصر أيضا وحتى فلسطين .
وكانت قبيلة بلي كبيرة العدد والقوة , إذ انها استطاعت أن تثبت أقدامها في أجزاء كبيره من الحجاز .
ثم أنحدرت بعض هذه الجماعات وغيرها عبر سيناء جنوبا الى شواطئ البحر الاحمر السودانيه حيث كانت تسكن قبائل البجه .
وقد أرخت قبائل البجه لهذه الهجره بإستعمال كلمة "بلويب وبلوييت" لهذه الأمه العربيه التي نزلت أراضيها . فالبلويب في لغة البجه هم البلويون الذين دخلوا أراضيهم , والبلوييت هي اللغه العربيه التي كان يتكلم بها أبناء قبيلة بلي لأنهم أول من تحدث بها في افريقيا .
ومالبث زعماء بلي أن اخذوا في مصاهرة زعماء البجه . وكما هي طبيعة العربي فقد كانوا يفخرون بنسبهم العربي وأصلهم , لذلك لم يقبلوا ان يزوجوا بناتهم لزعماء البجه رغم انهم اصهروا فيهم .
وكان زعماء بلي يتطلعون الى نزع السياده من البجه على سائر الشعوب وتقلد تلك الرئاسه لذلك إستغلوا ذلك الدستور البجاوي ( ومثله النوبي ) الذي يجعل زعامة القبائل والممالك آنذاك في يد ابن البنت أو الاخت , ومن ثم فقد ورث زعماء بلي الذين كانت أمهاتهم من بنات زعماء البجه الملك والزعامات القبلية الملك عن طريق هذا الدستور . وبناء على ذلك مالبث ان انتشر زعماء بلي الهجناء في سائر ممالك البجه , وأطلق عليهم فيما بعد لفظ الحدارب ومفردها حدربي . وأصبح لهؤلاء الحدارب مكانه خاصة لدى البجه لأنهم من عنصر عربي عظيم المحتد , ومن أمهات بجاويات أميرات من البيت المالك البجاوي . وجمع هذا المعشر نخوة العربي وجسارة البجاوي.
إنتهى الإقتباااس .....
كتاب هجرت القبائل العربيه إلى وادي النيل مصر والسودان للباحث السوداني ضرار صالح ضرار
مع تحياتي ....... رضا الجحرش.