حماد سعد السحيمي
04-30-2006, 04:48 PM
الظروف الحياتية تدفع للتفكير ألف مرة قبل الإقدام على الزواج
حين تذكر العنوسة يشار إلى أنها ظاهرة اجتماعية خطيرة سببها الأول عزوف الشباب عن الزواج، بالرغم من حاجتهم له بسبب عدم توفر إمكانية دفع التكاليف الباهظة لمثل هذه الخطوة، ومن ثم فتح بيت وإعالة أسرة، والسبب الثاني اتجاه بعض الفتيات إلى متابعة تعليمهن العالي، أملا في الحصول على مركز اجتماعي وتعليمي مرموق أو الانغماس في العمل حتى نسيان الواقع، ليفاجأن بعد ذلك بأن فرص زواجهن تضاءلت أو تلاشت، ولن يفيد الندم حينئذ، لكن هناك أسباب أخرى في عصرنا تساهم في تكريس هذه الظاهرة، منها الانتشار الهائل للقنوات الفضائية والتقنيات الحديثة وما تحمله من المغريات والمحبطات في الوقت نفسه.
يقول الشاب م.م. "تكاليف الزواج العالية جدا جعلتني أؤجل زواجي، حتى بلغت الآن الخامسة والثلاثين، بالرغم من أنني كنت أرغب في الزواج منذ العشرينيات من عمري، ولم تكن لدي شروط في زوجة المستقبل سوى أن تكون ذات دين وجمال معقول وطويلة القامة ممتلئة الجسم وموظفة، حتى نتعاون سويا على تحمل أعباء الحياة الزوجية ومتطلباتها المتزايدة".
ورأى الشاب عبد الرحمن علي (22 سنة) أن غلاء المهور وتكاليف العرس وما يتبعه قد تقف حاجزا بينه وبين الزواج في هذه المرحلة من العمر، ومع ذلك كانت لديه شروطه المحددة بزوجة المستقبل، فهو يريدها ذات مواصفات أخلاقية عالية، ومن بيت محافظ، وأن تكون ربة منزل من الدرجة الأولى، ولديه قناعة أن أفضل أنواع الحب وأدومها ما يأتي بعد الزواج.
واعتبر الشاب تميم فيروزي (23 سنة) أن الفضائيات أثرت كثيرا على المواصفات التي يرغبها الشاب في زوجة المستقبل، إذ يجب أن تكون كالمغنية الفلانية والمذيعة العلانية، وحدد المواصفات التي يطلبها في زوجة المستقبل بأن تكون ذات خلق ودين وقليلة التكاليف فلا يحمله أهلها ما لا يطيق .
ولخص الشاب معتصم محمد (23 سنة) شروطه برفيقة العمر أن تكون بنفس مستواه التعليمي، وعلى نسبة عالية من الجمال، وأن يتراوح طولها بين 170 و175 سم، وأن تصغره بالسن، أما الحب والتعارف قبل الزواج فهو لا يؤمن به ويرفضه تماما.
وروت الشابة هند (37 سنة) حكاية بلوغها سن العنوسة قائلة " قضيت عمري حتى الآن بالدراسة والتحصيل العلمي، وعندما انتبهت لنفسي وجدت أن قطار الزواج قد مضى وتركني، وتضاءلت فرصتي في تكوين أسرة، لذلك أنا الآن مستعدة للزواج بأي رجل دون شروط".
ولم تكن الفتاة هـ .أ. (45 سنة) أحسن حالا، فقد رفض والداها جميع من تقدموا لها، لأنهم لم يكونوا من القبيلة التي تنتمي إليها، وقالت "الآن وبعد أن أصبحت عانسا يبدي أهلي استعدادهم للقبول بأي رجل حتى لو كان يريدني لأنني موظفة، أما الشابة هدى (23 سنة) فأظهرت ثقة بالنفس وتفاؤلا لأنها مازالت صغيرة، وهي تحدد شروطها في زوج المستقبل وتقول " أن يكون متدينا وطيب القلب وهادئ الطباع ويحب المرح"، ولا ترى مانعا في أن يكون أقل منها في مستواه التعليمي، بشرط أن يكون موظفا.
وتختلف عنها الشابة ر.م. (22 سنة) في تحديد شروطها للزوج الذي تنتظره فترى أنه لابد أن يكون ميسورا ماديا، لأنها لا تريد أن تكون أقل من قريناتها في المستوى الحياتي الجيد، ومن واجبه أن يوفر لها كل سبل الحياة الكريمة المرفهة، بالإضافة إلى أن الوسامة شرط أساسي في الزوج الذي ستختاره.
وبما أن وسيطة الزواج ( الخاطبة) موجودة في مجتمعنا ولها دور في تزويج العديد من الشبان والفتيات كان هذا اللقاء مع الخاطبة أم طراد التي تحدثت عن المواصفات التي يطلبها الرجل بالمرأة التي يريدها زوجة له قائلة "شبابنا يبحثون عن المرأة ذات الدين والجمال والمال والأخلاق العالية، في حين قد لا تتوفر في الرجل نصف هذه المواصفات، وهي مواصفات تعجيزية، وللمرأة الموظفة نصيب الأسد في الطلب للزواج حتى لو كانت أكبر بعدة سنوات، كأن يكون عمر العريس 27 عاما وعمر العروس 35 عاما وأكثر، لكنها موظفة في جهة حكومية ومرسمة في وظيفتها، وليست على بند الأجور، والأكثرية تشترط من البداية أن تكون المسؤولة عن المصروف والنفقات، وربما يطلب البعض أن تؤمن عش الزوجية وتجهزه، وكثيرات يقبلن في ظل احتياجهن لوجود زوج وتكوين أسرة مع رجل أقل منها في مستواه التعليمي والمادي.
وروت أم طراد قصة دكتورة في كلية تعدت سن الزواج، وخافت أن يمضي بها قطار العمر بعيدا عن عش الزوجية فوافقت على الزواج برجل لا يحمل إلا شهادة ابتدائية، وتكفلت هي بكافة المصاريف والنفقات.
أما عن المواصفات التي تطلبها المرأة بالرجل فقالت "جميع النساء اللواتي تجاوزن سن الزواج يقبلن بأي رجل، ولا يشترطن شيئا، أما البنات دون سن 22 فيشترطن في زوج المستقبل الإمكانات المادية الجيدة والوسامة، وبعض الأهالي يبدون موافقتهم على أقل الشروط في بادئ الأمر، وعند قدوم المأذون ليكتب عقد الزواج يبدأون بإملاء شروطهم على العريس، مما يضطره إلى الموافقة على طلباتهم منعا للإحراج ولحساسية الموقف.
وأوضحت أم طراد أن الأجر الذي تتقاضاه يتراوح ما بين 5 و6 آلاف ريال، وأحيانا حسب راتب العريس، وغالبا يدفعه العريس إذا كلفها بالبحث عن عروس له، وتحصل عليه من الطرفين إذا طلبت منها العروس ذلك.
وقالت إن كثيرا من الشبان دون سن 25 يرغبون بالزواج المسيار من عروس تجاوزت الثلاثينات، لأنه لا يحملهم أعباء مادية ويحصنهم من تأثير ما يشاهدون من مغريات.
ويروي المأذون الشرعي احمد عبد القادر المعبي بعض القصص الطريفة والغريبة التي مرت به خلال عمله، منها أن رجلا جاءه قاصدا الزواج بامرأة ثانية، وطلب منه ارتداء ملابس الحفل في بيته خوفا من أن يفتضح أمره، وتعلم أم عياله بنيته فوافق دون تردد، وفي اليوم المحدد اتصل به العريس يبلغه أنه سوف يرتدي ملابسه في بيته، لأن زوجته ذهبت في زيارة لأهلها، وسيلتقي به في الساعة 9 مساء عند أحد المساجد القريبة، لكن العريس لم يأت حتى ما بعد العاشرة فذهب الشيخ المعبي إلى منزل العروس حيث انتظر الجميع حتى الفجر ولم يحضر العريس، ثم علموا في اليوم التالي أن زوجة العريس الأولى سمعت مكالمته مع الشيخ فما كان منها إلا أن تركته حبيس غرفته بعد أن أخذت مفتاحه وجواله، وأغلقت عليه الباب من الخارج كما قطعت سلك الهاتف وغادرت إلى بيت أهلها، وأضاف لكن المفارقة الغريبة أن الزوجة الأولى توفيت بعد أشهر قليلة إثر حادث مروري بطريق مكة فتزوج الرجل من المرأة التي سبق أن تعثر زواجه منها.
وأشار المعبي إلى أن اليوم صارت نسبة الرجال للنساء 4 إلى 5 في العالم، وهذا ينذر بخطر عظيم، خاصة أن نسبة الطلاق في المجتمع السعودي تتراوح بين 25 و26% لكنها تختلف من منطقة لأخرى، وأرجع أسبابه إلى استقلال المرأة اقتصاديا عن الرجل مما يجعلها في بعض الأحيان ترفض قوامة الرجل مع أنها عملية تنظيمية أكثر منها تسلطية.
وبين المعبي أن المواصفات التي يطلبها الرجل في زوجة المستقبل تنحصر في ذات الدين والجمال والمال والموظفة، بينما تبحث المرأة عن الرجل المتدين حتى لو كان متوسط الدخل.
جدة: سلوى مدني/ جريدة الوطن
حين تذكر العنوسة يشار إلى أنها ظاهرة اجتماعية خطيرة سببها الأول عزوف الشباب عن الزواج، بالرغم من حاجتهم له بسبب عدم توفر إمكانية دفع التكاليف الباهظة لمثل هذه الخطوة، ومن ثم فتح بيت وإعالة أسرة، والسبب الثاني اتجاه بعض الفتيات إلى متابعة تعليمهن العالي، أملا في الحصول على مركز اجتماعي وتعليمي مرموق أو الانغماس في العمل حتى نسيان الواقع، ليفاجأن بعد ذلك بأن فرص زواجهن تضاءلت أو تلاشت، ولن يفيد الندم حينئذ، لكن هناك أسباب أخرى في عصرنا تساهم في تكريس هذه الظاهرة، منها الانتشار الهائل للقنوات الفضائية والتقنيات الحديثة وما تحمله من المغريات والمحبطات في الوقت نفسه.
يقول الشاب م.م. "تكاليف الزواج العالية جدا جعلتني أؤجل زواجي، حتى بلغت الآن الخامسة والثلاثين، بالرغم من أنني كنت أرغب في الزواج منذ العشرينيات من عمري، ولم تكن لدي شروط في زوجة المستقبل سوى أن تكون ذات دين وجمال معقول وطويلة القامة ممتلئة الجسم وموظفة، حتى نتعاون سويا على تحمل أعباء الحياة الزوجية ومتطلباتها المتزايدة".
ورأى الشاب عبد الرحمن علي (22 سنة) أن غلاء المهور وتكاليف العرس وما يتبعه قد تقف حاجزا بينه وبين الزواج في هذه المرحلة من العمر، ومع ذلك كانت لديه شروطه المحددة بزوجة المستقبل، فهو يريدها ذات مواصفات أخلاقية عالية، ومن بيت محافظ، وأن تكون ربة منزل من الدرجة الأولى، ولديه قناعة أن أفضل أنواع الحب وأدومها ما يأتي بعد الزواج.
واعتبر الشاب تميم فيروزي (23 سنة) أن الفضائيات أثرت كثيرا على المواصفات التي يرغبها الشاب في زوجة المستقبل، إذ يجب أن تكون كالمغنية الفلانية والمذيعة العلانية، وحدد المواصفات التي يطلبها في زوجة المستقبل بأن تكون ذات خلق ودين وقليلة التكاليف فلا يحمله أهلها ما لا يطيق .
ولخص الشاب معتصم محمد (23 سنة) شروطه برفيقة العمر أن تكون بنفس مستواه التعليمي، وعلى نسبة عالية من الجمال، وأن يتراوح طولها بين 170 و175 سم، وأن تصغره بالسن، أما الحب والتعارف قبل الزواج فهو لا يؤمن به ويرفضه تماما.
وروت الشابة هند (37 سنة) حكاية بلوغها سن العنوسة قائلة " قضيت عمري حتى الآن بالدراسة والتحصيل العلمي، وعندما انتبهت لنفسي وجدت أن قطار الزواج قد مضى وتركني، وتضاءلت فرصتي في تكوين أسرة، لذلك أنا الآن مستعدة للزواج بأي رجل دون شروط".
ولم تكن الفتاة هـ .أ. (45 سنة) أحسن حالا، فقد رفض والداها جميع من تقدموا لها، لأنهم لم يكونوا من القبيلة التي تنتمي إليها، وقالت "الآن وبعد أن أصبحت عانسا يبدي أهلي استعدادهم للقبول بأي رجل حتى لو كان يريدني لأنني موظفة، أما الشابة هدى (23 سنة) فأظهرت ثقة بالنفس وتفاؤلا لأنها مازالت صغيرة، وهي تحدد شروطها في زوج المستقبل وتقول " أن يكون متدينا وطيب القلب وهادئ الطباع ويحب المرح"، ولا ترى مانعا في أن يكون أقل منها في مستواه التعليمي، بشرط أن يكون موظفا.
وتختلف عنها الشابة ر.م. (22 سنة) في تحديد شروطها للزوج الذي تنتظره فترى أنه لابد أن يكون ميسورا ماديا، لأنها لا تريد أن تكون أقل من قريناتها في المستوى الحياتي الجيد، ومن واجبه أن يوفر لها كل سبل الحياة الكريمة المرفهة، بالإضافة إلى أن الوسامة شرط أساسي في الزوج الذي ستختاره.
وبما أن وسيطة الزواج ( الخاطبة) موجودة في مجتمعنا ولها دور في تزويج العديد من الشبان والفتيات كان هذا اللقاء مع الخاطبة أم طراد التي تحدثت عن المواصفات التي يطلبها الرجل بالمرأة التي يريدها زوجة له قائلة "شبابنا يبحثون عن المرأة ذات الدين والجمال والمال والأخلاق العالية، في حين قد لا تتوفر في الرجل نصف هذه المواصفات، وهي مواصفات تعجيزية، وللمرأة الموظفة نصيب الأسد في الطلب للزواج حتى لو كانت أكبر بعدة سنوات، كأن يكون عمر العريس 27 عاما وعمر العروس 35 عاما وأكثر، لكنها موظفة في جهة حكومية ومرسمة في وظيفتها، وليست على بند الأجور، والأكثرية تشترط من البداية أن تكون المسؤولة عن المصروف والنفقات، وربما يطلب البعض أن تؤمن عش الزوجية وتجهزه، وكثيرات يقبلن في ظل احتياجهن لوجود زوج وتكوين أسرة مع رجل أقل منها في مستواه التعليمي والمادي.
وروت أم طراد قصة دكتورة في كلية تعدت سن الزواج، وخافت أن يمضي بها قطار العمر بعيدا عن عش الزوجية فوافقت على الزواج برجل لا يحمل إلا شهادة ابتدائية، وتكفلت هي بكافة المصاريف والنفقات.
أما عن المواصفات التي تطلبها المرأة بالرجل فقالت "جميع النساء اللواتي تجاوزن سن الزواج يقبلن بأي رجل، ولا يشترطن شيئا، أما البنات دون سن 22 فيشترطن في زوج المستقبل الإمكانات المادية الجيدة والوسامة، وبعض الأهالي يبدون موافقتهم على أقل الشروط في بادئ الأمر، وعند قدوم المأذون ليكتب عقد الزواج يبدأون بإملاء شروطهم على العريس، مما يضطره إلى الموافقة على طلباتهم منعا للإحراج ولحساسية الموقف.
وأوضحت أم طراد أن الأجر الذي تتقاضاه يتراوح ما بين 5 و6 آلاف ريال، وأحيانا حسب راتب العريس، وغالبا يدفعه العريس إذا كلفها بالبحث عن عروس له، وتحصل عليه من الطرفين إذا طلبت منها العروس ذلك.
وقالت إن كثيرا من الشبان دون سن 25 يرغبون بالزواج المسيار من عروس تجاوزت الثلاثينات، لأنه لا يحملهم أعباء مادية ويحصنهم من تأثير ما يشاهدون من مغريات.
ويروي المأذون الشرعي احمد عبد القادر المعبي بعض القصص الطريفة والغريبة التي مرت به خلال عمله، منها أن رجلا جاءه قاصدا الزواج بامرأة ثانية، وطلب منه ارتداء ملابس الحفل في بيته خوفا من أن يفتضح أمره، وتعلم أم عياله بنيته فوافق دون تردد، وفي اليوم المحدد اتصل به العريس يبلغه أنه سوف يرتدي ملابسه في بيته، لأن زوجته ذهبت في زيارة لأهلها، وسيلتقي به في الساعة 9 مساء عند أحد المساجد القريبة، لكن العريس لم يأت حتى ما بعد العاشرة فذهب الشيخ المعبي إلى منزل العروس حيث انتظر الجميع حتى الفجر ولم يحضر العريس، ثم علموا في اليوم التالي أن زوجة العريس الأولى سمعت مكالمته مع الشيخ فما كان منها إلا أن تركته حبيس غرفته بعد أن أخذت مفتاحه وجواله، وأغلقت عليه الباب من الخارج كما قطعت سلك الهاتف وغادرت إلى بيت أهلها، وأضاف لكن المفارقة الغريبة أن الزوجة الأولى توفيت بعد أشهر قليلة إثر حادث مروري بطريق مكة فتزوج الرجل من المرأة التي سبق أن تعثر زواجه منها.
وأشار المعبي إلى أن اليوم صارت نسبة الرجال للنساء 4 إلى 5 في العالم، وهذا ينذر بخطر عظيم، خاصة أن نسبة الطلاق في المجتمع السعودي تتراوح بين 25 و26% لكنها تختلف من منطقة لأخرى، وأرجع أسبابه إلى استقلال المرأة اقتصاديا عن الرجل مما يجعلها في بعض الأحيان ترفض قوامة الرجل مع أنها عملية تنظيمية أكثر منها تسلطية.
وبين المعبي أن المواصفات التي يطلبها الرجل في زوجة المستقبل تنحصر في ذات الدين والجمال والمال والموظفة، بينما تبحث المرأة عن الرجل المتدين حتى لو كان متوسط الدخل.
جدة: سلوى مدني/ جريدة الوطن