سالم الفاضلي البلوي
05-06-2006, 07:50 PM
اذا عرفنا ان المشروبات الغازية التي تقتحم عالمنا وتحتل معظم موائدنا كمرافق لاغنى عنه مع كل وجبة تقريباً او حتى دون وجبة، هي عدو حقيقي لنا واداة مدمرة لكثير من المعادن التي تحتاج اليها اجسامنا ولم نتخذ القرار بالتخلي عنها فنحن بلاشك لانبالي بصحتنا.
فهذه المشروبات التي يطلق عليها الاطباء واخصائيو التغذية اسم الاغذية الفارغة هي المسؤولة بلغة التجار والسوق عن تراجع اسهم المياه والعصائر الطبيعية الى الوراء لأنها باتت تحل مكانها في المناسبات وعلى طاولات المطاعم وتستحوذ على نسبة كبيرة من مشتريات الاسرة.. وليس هذا فحسب بل ان الكولا بمشتقاتها ومسمياتها العديدة والتي تدفع ملايين الدولارات سنوياً على اعلاناتها وابطالها من المشاهير حيث تخاطب فئة الشباب على وجه الخصوص، باتت اشبه بداء لاشفاء منه اسمه الادمان.
فهناك الكثيرون ممن ادمنوا عليها فعلاً ويجدون صعوبة في التخلي عنها ولاسيما المراهقين الذي يعتبرونها شرابهم المفضل وترفقهم في البيت والمدرسة واماكن الترفيه، والمؤسف فعلاً ان اثر هذه المشروبات تسلل الى الاطفال الذين ولعوا بغازياتها الباردة.
÷ اضرار بالجملة
الحديث عن اضرار المشروبات الغازية على جسم الانسان وصحته بات امراً ملحاً تتداوله اكبر المراكز الطبية في العالم وقد خصصت لها شبكة المعلومات العالمية نحو 733موقعاً باللغة الانجليزية و 48موقعاً باللغة العربية تتناول كلها وبشكل تفصيلي اضرار هذه المشروبات وما تسبب به مكوناتها من ارق ومشاكل الجهاز الهضمي وتسوس في الاسنان وهشاشة في العظام وحصى في الكلى واعراض اخرى.
وتتطابق الارقام التي تعلنها الاحصائيات المختلفة عن اضرار الكولا ومثيلاتها مع كلام الاطباء واخصائيي التغذية الذين يحذرون دائما الافراط في تناولها ناصحين بالإقلال منها قدر المستطاع ان لم يكن الامتناع عنها كليا.
÷ تاريخ الكولا
من المؤكد ان جوزيف برستلي الكيميائي الانجليزي الذي اراد في القرن السابع عشر تقليد مياه الينابيع الغازية لم يكن يعلم ان الامر سينتهي به الى اختراع الخلطة الاساسية للكولا. فهو كان يعتقد ان للمياه الغازية اثراً علاجياً. لذلك قام بإضافة الصودا والكربونات للماء. ومن بعدها تطورت صناعة المشروبات الغازية وتمت تحليتها بالمواد ذات النكهة وصنعت اول زجاجة كولا عام 1886م وكان ذلك في جورجيا بالولايات المتحدة الامريكية.
اكثر من 116عاماً مرت على هذه المشروبات لكن هذا الاختراع لم يتعرض في زمانه للجدل الصحي كما هو الحال في السنوات العشر الاخيرة حيث تؤكد الدراسات العلمية ان اضرار المشروبات الغازية تفوق التصور بحيث تؤدي في كثير من الاحيان الى امراض يصعب التداوي منها.
بالاشارة اولاً الى مكونات المشروبات الغازية فهي مزيج من المياه بنسبة 85في المئة والسكر وحمض الستريك والفوسفوريك بالاضافة الى مواد كثيرة اخرى تضاف بحسب النكهة المطلوبة وتكون اما طبيعية واما صناعية.
وتدخل المواد الملونة في المشروبات الغازية وهي في معظمها كيميائية وكذلك الكافيين وثاني اكسيد الكربون. وهذه كلها تسبب الاذى للجسم مع كل رشفة نظن انها تنعشنا ولكنها في الحقيقة تترك فينا اثارها السلبية.
ويؤكد الدكتور باسل الكحيل استشاري الاطفال ورئيس وحدة اسعاف وعيادات الاطفال في مستشفى الملك خالد الجامعي ان حمض السينترات في الكولا يستطيع بتركيزه العالي من ازالة التأكلات من اقطاب بطاريات السيارات وكذلك يمكن ازالة البقع العضوية من الملابس بعد غسلها بالمواد المنظفة المضاف لها بعضاً من شراب الكولا.
ويتساءل د. الكحيل مستغرباً فهل لنا ان تصور التأثير المديد لهذه المشروبات على امعائنا حين تناولها.
ويواصل: ان حموضة الكولا تصل الى 3.4وهي نسبة عالية حيث انها تستطيع اذابة الاسنان المغمورة بها لفترة ما وكذلك العظام البشرية الا ان جسم الانسان من فضل الله في حالة بناء وتجديد مستمرين وهذه الالية تستمر لسن الرجولة 35- 40سنة ولكنها تبدأ بالتباطؤ بعد ذلك وأن ترميم العظام لن يكون متكاملاً وبذلك فان التأثير المرضي للمشروبات الغازية يتزايد مع تزايد العمر ايضاً.
وان التزايد بتحرير الكالسيوم وغيره من العظام بسبب المشروبات الغازية ذات الحموضة العالية سيؤدي لتزايد طرح الكالسيوم وتشغيل حصيات الكالسيوم في الكليتين وكذلك التأثير على الشرايين والاوردة مع الوقت.
ويشدد د. الكحيل بأن الاهم من كل ماسبق هو أن هذه المشروبات الغازية ليس لها أي قيمة غذائية تذكر فليس فيها فتيامينات او مواد معدنية مفيدة كما ان السكر المكون لهذه المشروبات هو سكر معقد التركيب وليس سهل الهضم ويضعف الشهية للطعام حيث ان ارتفاع نسبة السكر بالدم بعد تناول هذه المشروبات يقلل الاحساس بالجوع وهذا الشعور يقل في المشروبات الغازية المخصصة للريجيم المعروفة باسم "دايت".
ويضيف: ان بعض الناس يرغبون بشرب المشروبات الغازية الباردة بعد الاكل وهذا سيؤدي لنقص في حرارة جدار الامعاء الملامس لهذه المشروبات عند دخولها المعدة والامعاء واذا عرفنا ان معظم الانزيمات التي يفرزها جدار الامعاء لهضم الطعام تعمل بأفضل نشاطها عندماتكون درجة حرارة الجسم الداخلية 37م . وهذا يعني ان الانزيمات الهاضمة لن تعمل بالشكل الامثل في درجات الحرارة الاقل الناجمة عن المشروبات الغازية الباردة مما يزيد ثقل العبء على جهازنا الهضمي وتعثر عملية الهضم وبقاء بعض الطعام غير مهضوم مما يسبب تفسخ الطعام غير المهضوم داخل الامعاء بفعل البكتيريا المعوية وهذا سيؤدي لانتاج غازات ذات روائح كريهة واحياناً قد تنتج سموماً عضوية او غازية يعاد امتصاصها للدم من الامعاء والكبد السليم هو الذي يتخلص من معظم هذه السموم الا انه على المدى البعيد فآثار مثل هذه السموم لازالت ضمن المجهول. ويكفي ان نعلم ان غاز ثاني اكسيد الكربون المذاب في المشروبات الغازية والذي ينطلق منها فور دخوله الامعاء هو بحد ذاته غاز سام وسريع الذوبان بالدم وله خاصية الارتباط بكريات الدم الحمراء وبطرد الاكسجين المحمول للدماغ.
ويروي د. الكحيل عن مسابقة نظمت لمن يشرب اكبر كمية من الكولا وقد فاز احدهم بعد ان شرب ثماني علب متتابعة ولكنه سرعان مالقي حتفه ومات قبل ان ينعم بهذا الفوز والسبب كان انتشار كمية كبيرة من غاز ثاني اكسيد الكربون بالدم ونقص الاكسجين المحمول للدماغ.
ويذكر د. باسل الكحيل من باب المقارنة بأن من يضع سناً مكسوراً في سائل الكولا فانه سيذوب تماماً خلال 10ايام بينما تبقى العظام والاسنان تبقى عمراً طويلاً في القبور ولاتذيبها الاخلاط المتعددة الموجودة في التربة والتي تحوي الكثير والكثير من العضويات والكيماويات.
من جهتها تنصح اخصائية التغذية الدكتورة زينب طه بالاقلال قدر المستطاع من المشروبات الغازية لأنها معدومة القيمة الغذائية. والاستعاضة عنها بالعصائر الطازجة التي يتم تحضيرها في البيت لما فيها من فيتامينات وأملاح معدنية مفيدة للجسم. وبدورها تذكر بالاضرار التي تتسبب بها المواد الحافظة والملونة الموجودة بالمشروبات الغازية وخصوصاً على الاطفال الذين يتأثرون بمفعولها السيىء على أسنانهم وعدم القدرة على النوم باكراً بسبب مادة الكافيين فيها والتي تضر كثيراً بالمرأة الحامل.
وتوصي د. زينب كذلك بالاستعاضة عن المشروبات الغازية بالمياه ويحذرون حتى من الافراط في تناول تلك التي تحتوي على سعرات حرارية مخفضة لان الاكثار منها يعني ادخال كميات كبيرة من الصودا والماء الى الجسم وهذه مشكلة اخرى.
منقول..
فهذه المشروبات التي يطلق عليها الاطباء واخصائيو التغذية اسم الاغذية الفارغة هي المسؤولة بلغة التجار والسوق عن تراجع اسهم المياه والعصائر الطبيعية الى الوراء لأنها باتت تحل مكانها في المناسبات وعلى طاولات المطاعم وتستحوذ على نسبة كبيرة من مشتريات الاسرة.. وليس هذا فحسب بل ان الكولا بمشتقاتها ومسمياتها العديدة والتي تدفع ملايين الدولارات سنوياً على اعلاناتها وابطالها من المشاهير حيث تخاطب فئة الشباب على وجه الخصوص، باتت اشبه بداء لاشفاء منه اسمه الادمان.
فهناك الكثيرون ممن ادمنوا عليها فعلاً ويجدون صعوبة في التخلي عنها ولاسيما المراهقين الذي يعتبرونها شرابهم المفضل وترفقهم في البيت والمدرسة واماكن الترفيه، والمؤسف فعلاً ان اثر هذه المشروبات تسلل الى الاطفال الذين ولعوا بغازياتها الباردة.
÷ اضرار بالجملة
الحديث عن اضرار المشروبات الغازية على جسم الانسان وصحته بات امراً ملحاً تتداوله اكبر المراكز الطبية في العالم وقد خصصت لها شبكة المعلومات العالمية نحو 733موقعاً باللغة الانجليزية و 48موقعاً باللغة العربية تتناول كلها وبشكل تفصيلي اضرار هذه المشروبات وما تسبب به مكوناتها من ارق ومشاكل الجهاز الهضمي وتسوس في الاسنان وهشاشة في العظام وحصى في الكلى واعراض اخرى.
وتتطابق الارقام التي تعلنها الاحصائيات المختلفة عن اضرار الكولا ومثيلاتها مع كلام الاطباء واخصائيي التغذية الذين يحذرون دائما الافراط في تناولها ناصحين بالإقلال منها قدر المستطاع ان لم يكن الامتناع عنها كليا.
÷ تاريخ الكولا
من المؤكد ان جوزيف برستلي الكيميائي الانجليزي الذي اراد في القرن السابع عشر تقليد مياه الينابيع الغازية لم يكن يعلم ان الامر سينتهي به الى اختراع الخلطة الاساسية للكولا. فهو كان يعتقد ان للمياه الغازية اثراً علاجياً. لذلك قام بإضافة الصودا والكربونات للماء. ومن بعدها تطورت صناعة المشروبات الغازية وتمت تحليتها بالمواد ذات النكهة وصنعت اول زجاجة كولا عام 1886م وكان ذلك في جورجيا بالولايات المتحدة الامريكية.
اكثر من 116عاماً مرت على هذه المشروبات لكن هذا الاختراع لم يتعرض في زمانه للجدل الصحي كما هو الحال في السنوات العشر الاخيرة حيث تؤكد الدراسات العلمية ان اضرار المشروبات الغازية تفوق التصور بحيث تؤدي في كثير من الاحيان الى امراض يصعب التداوي منها.
بالاشارة اولاً الى مكونات المشروبات الغازية فهي مزيج من المياه بنسبة 85في المئة والسكر وحمض الستريك والفوسفوريك بالاضافة الى مواد كثيرة اخرى تضاف بحسب النكهة المطلوبة وتكون اما طبيعية واما صناعية.
وتدخل المواد الملونة في المشروبات الغازية وهي في معظمها كيميائية وكذلك الكافيين وثاني اكسيد الكربون. وهذه كلها تسبب الاذى للجسم مع كل رشفة نظن انها تنعشنا ولكنها في الحقيقة تترك فينا اثارها السلبية.
ويؤكد الدكتور باسل الكحيل استشاري الاطفال ورئيس وحدة اسعاف وعيادات الاطفال في مستشفى الملك خالد الجامعي ان حمض السينترات في الكولا يستطيع بتركيزه العالي من ازالة التأكلات من اقطاب بطاريات السيارات وكذلك يمكن ازالة البقع العضوية من الملابس بعد غسلها بالمواد المنظفة المضاف لها بعضاً من شراب الكولا.
ويتساءل د. الكحيل مستغرباً فهل لنا ان تصور التأثير المديد لهذه المشروبات على امعائنا حين تناولها.
ويواصل: ان حموضة الكولا تصل الى 3.4وهي نسبة عالية حيث انها تستطيع اذابة الاسنان المغمورة بها لفترة ما وكذلك العظام البشرية الا ان جسم الانسان من فضل الله في حالة بناء وتجديد مستمرين وهذه الالية تستمر لسن الرجولة 35- 40سنة ولكنها تبدأ بالتباطؤ بعد ذلك وأن ترميم العظام لن يكون متكاملاً وبذلك فان التأثير المرضي للمشروبات الغازية يتزايد مع تزايد العمر ايضاً.
وان التزايد بتحرير الكالسيوم وغيره من العظام بسبب المشروبات الغازية ذات الحموضة العالية سيؤدي لتزايد طرح الكالسيوم وتشغيل حصيات الكالسيوم في الكليتين وكذلك التأثير على الشرايين والاوردة مع الوقت.
ويشدد د. الكحيل بأن الاهم من كل ماسبق هو أن هذه المشروبات الغازية ليس لها أي قيمة غذائية تذكر فليس فيها فتيامينات او مواد معدنية مفيدة كما ان السكر المكون لهذه المشروبات هو سكر معقد التركيب وليس سهل الهضم ويضعف الشهية للطعام حيث ان ارتفاع نسبة السكر بالدم بعد تناول هذه المشروبات يقلل الاحساس بالجوع وهذا الشعور يقل في المشروبات الغازية المخصصة للريجيم المعروفة باسم "دايت".
ويضيف: ان بعض الناس يرغبون بشرب المشروبات الغازية الباردة بعد الاكل وهذا سيؤدي لنقص في حرارة جدار الامعاء الملامس لهذه المشروبات عند دخولها المعدة والامعاء واذا عرفنا ان معظم الانزيمات التي يفرزها جدار الامعاء لهضم الطعام تعمل بأفضل نشاطها عندماتكون درجة حرارة الجسم الداخلية 37م . وهذا يعني ان الانزيمات الهاضمة لن تعمل بالشكل الامثل في درجات الحرارة الاقل الناجمة عن المشروبات الغازية الباردة مما يزيد ثقل العبء على جهازنا الهضمي وتعثر عملية الهضم وبقاء بعض الطعام غير مهضوم مما يسبب تفسخ الطعام غير المهضوم داخل الامعاء بفعل البكتيريا المعوية وهذا سيؤدي لانتاج غازات ذات روائح كريهة واحياناً قد تنتج سموماً عضوية او غازية يعاد امتصاصها للدم من الامعاء والكبد السليم هو الذي يتخلص من معظم هذه السموم الا انه على المدى البعيد فآثار مثل هذه السموم لازالت ضمن المجهول. ويكفي ان نعلم ان غاز ثاني اكسيد الكربون المذاب في المشروبات الغازية والذي ينطلق منها فور دخوله الامعاء هو بحد ذاته غاز سام وسريع الذوبان بالدم وله خاصية الارتباط بكريات الدم الحمراء وبطرد الاكسجين المحمول للدماغ.
ويروي د. الكحيل عن مسابقة نظمت لمن يشرب اكبر كمية من الكولا وقد فاز احدهم بعد ان شرب ثماني علب متتابعة ولكنه سرعان مالقي حتفه ومات قبل ان ينعم بهذا الفوز والسبب كان انتشار كمية كبيرة من غاز ثاني اكسيد الكربون بالدم ونقص الاكسجين المحمول للدماغ.
ويذكر د. باسل الكحيل من باب المقارنة بأن من يضع سناً مكسوراً في سائل الكولا فانه سيذوب تماماً خلال 10ايام بينما تبقى العظام والاسنان تبقى عمراً طويلاً في القبور ولاتذيبها الاخلاط المتعددة الموجودة في التربة والتي تحوي الكثير والكثير من العضويات والكيماويات.
من جهتها تنصح اخصائية التغذية الدكتورة زينب طه بالاقلال قدر المستطاع من المشروبات الغازية لأنها معدومة القيمة الغذائية. والاستعاضة عنها بالعصائر الطازجة التي يتم تحضيرها في البيت لما فيها من فيتامينات وأملاح معدنية مفيدة للجسم. وبدورها تذكر بالاضرار التي تتسبب بها المواد الحافظة والملونة الموجودة بالمشروبات الغازية وخصوصاً على الاطفال الذين يتأثرون بمفعولها السيىء على أسنانهم وعدم القدرة على النوم باكراً بسبب مادة الكافيين فيها والتي تضر كثيراً بالمرأة الحامل.
وتوصي د. زينب كذلك بالاستعاضة عن المشروبات الغازية بالمياه ويحذرون حتى من الافراط في تناول تلك التي تحتوي على سعرات حرارية مخفضة لان الاكثار منها يعني ادخال كميات كبيرة من الصودا والماء الى الجسم وهذه مشكلة اخرى.
منقول..