عاصفة الشمال
05-24-2006, 09:58 AM
أخـــــــــــوتي /
هذه قصة أعجبتني كثيراً استوحيتها لكم من قصة فيلم ( إيراني ) شاهدته
على قناة السعودية الأولى ... وليس من عادتي متابعة الأفلام لأنه لاتروق
لي أحداثها ولكن هنا الوضع مختلف .. ثمة عدة أشياء شدتني لمتابعته
( أولها أنه إيراني ويعرض في السعودية الأولى )
ثانياً / مقاطع الفيلم وخاصة عندما شاهدت به طفلاً أعمى أنجرفت مع
القصة وحرصت على متابعته حتى النهاية .. وإن كنت قد أضفت له قليلاً
من الرتوش لدي لأتمكن من حبك القصة وأتخيلها كيف حدثت لأنجح في
التعبير عنها .
ولا أطيـــــــــل عليكم سأترككم معها /
.
.
محــــــمد طفل إيراني صغير ربما لم يتجاوز سنه
السابعة من العمر ...تشعُ البراءة من عينيه ..
ضعيف البنية .. جذاب الملامح فاقد للبصيرة منذ
ولادته لكنه كما يقال (الله يأخذ شيء ويعوض
بشيء ) فهذا الطفل لديه من الذكاء والبصيرة في
القلب مالا يملكه المبصرون ..
وهو طالب يدرس في مدرسة تربوية خاصة للعميان ويسكن بها
مع منهم في مثل ظروفه ..
محبوب بين زملائه ومُدرسيه .. يميل إلى الإبداع والتأمل كثيراً ..
مرت الأيام ومحمد في المدرسة وقد جاء اليوم الذي انتهت في الدراسة
لتبدأ الإجازة ويأتي كل ولي أمر ليستلم طفله . مع بداية الإجازة تنهمر
أحداث هذه القصــــــــــة المُمتعـــــــــــة
الذي حدث أن جميع الطلاب قد غادروا المدرسة وبقى محمد وحيداً مع
مُعلمه ينتظر قدوم أبيه في حديقة المدرسة .
وطــــــــــال الإنتظار والأب لم يحضر حتى حلّ الليل .. فشعر محمد بالألم
يعتصر قلبه .. ويسأل معلمه كل لحظة وأخرى / متى سيـــــــأتي والدي ؟؟.
. وعينّاه مغرورقة بالدموع .. نـــــــــام محمد وشوقه لأبيه في صدره
ودموعه منثورة على وجنتيه ..
وفي ساعة مبكرة من صباح اليوم التالي انطلق محمد إلى حديقة المدرسة
حاملاً حقيبته الصغيرة يستأنف انتظاره لوالده .. وبينما هو كذلك إذ سمع
صوتاً غريباً يشعر أنه قريباً منه .. فأطرق برأسه إلى الأرض حيث
أنه لاحظ أن مصدر الصوت بالقرب من قدميه .. فأخذ يتحسس بيديه
الصغيرتين على الأرض وإذ به يعثر على عصفور صغير (حديث الولادة)
واقعٌ على الأرض .. فأخذه محمد ليدرك بذكائه أنه سقط من
عشه فوق الشجرة القريبة منه .. فحمله وتوجه إلى تلك الشجرة حتى
وصل إليها .. فبدأ يحاول تسلق هذه الشجرة والعصفور في يده .. وبعد
إخفاقات عدة نجح في الوصول إلى العش ووضع هذا الصغير به وهو يبتسم
لِما رآه من شوق أمه إليه الذي ذكره بــشوقه إلى والده المُنتظر ..
وماهي ســــــــــاعاتٌ قليلةٌ حتى حضر والد محمد أخيراً ...
رجل في العقــــــــد الرابع من عمره يكسو ملامحه الحزن والشقاء
ومن عند بوابة المدرسة نظر هذا الأب بعين الشفقة والحزن على ابنه وهو
يترنم بالحديقة ويــــــــلاعب عصافيرها .. بينما الآخر لم يشعر بوجوده ..
ولم يعير طفله إهتماماً بل توجه مباشرة إلى مكتب المدير
فلما شاهده أستاذ محمد حيّاه وقال له / أينــــــــــك يارجل وابنك من
البارحة ينتظرك؟؟؟
أجاب الوالد بنبرة حزن / لقد تأخر الباص في الطريق ( نظراً لبعد المسافة
بين القرية التي يسكن بها والمدينة ) وصمت قليلاً ثم استكمل : أرجوك
أيها المعلم أن تتركوا محمد عندكم فأمه متوفية وجدته امرأة عجوز وأختيه
صغيرتان وأنا مشغول فلايمكننا العناية به.
فنظر إليه المعلم بإندهاش وغضب قائلاً/ كيف يارجل تقول هذا الكلام
وتتخلى عن فلذة كبدك .. وبالنسبة لنا الأجازة بدأت وستُغلق المدرسة فخذ
ابنك معك فهو في حاجة إليك ....
فخرج الأب مكسور الخاطر .. ليتوجه إلى ابنه محمد الذي سرعان ماسمع
صوت أبيه يناديه فأنطلق إلى والده ليضمه بكل شوق وحنان يحمله قلب
طفلٌ صغير .. بينما قابل الأب هذا كله بالبرود ..
وعلى الفور غادر محمد ووالده إلى الباص المتجه لقريتهم .. حيث
تنتظره هناك الجدة الطيبة وأخواته البنات وقريته الجميلة بما فيها من
طبيعة تنطق بالروعة والجمال ..
بدأت الرحلة الطويلة حيث أن القرية تبعد كثيراً عن المدينة
التي يدرس بها محــمد .. وطـــــــــوال هذا الوقت
وفكر محمد يعانق الجمال الذي يراه من خلال نافذة الباص التي يشعر بها
قلبه الصغير ويهتف فرحاً كلما اقترب من قريته الصغيرة ..
.
.
(( ولازال للقصة بقية )) فانتظـــــــروني
http://islamonline.net/Arabic/news/2002-07/07/images/pic31.jpg
ملاحظات / ** الطفل أعمى حقيقي وليس تمثيل
**شـــــــــدني جداً المناظر الجميلة في الفيلم سبحان الله العظيم
جنةٌ من جنات الله في الدنيا ..
**ايضـــــــاً لفت انتباهي المجتمع الإيراني من خلال أحداث هذا الفيلم
يبدو لي أنه مجتمع مُحافظ ربما أكثر من بعض المجتمعات العربية
هي وأفــــــــــــــــلامها الهابطة التي تفسد لاتصلح .
** عذراً أحبتي تمنيت أن أعرضها لكم كاملة لكنها تتطلب مني
مجهود كبير ووقت حيث استغرقت في كتابة هذه ثلاثة أيـــــام.
واخيراً من أطلّع على هذا الفيلم فليشاركني هذه الرؤية القصصية له
أتمنى أن تنال إعجابكم
.
.
مع خالص تقديري .
هذه قصة أعجبتني كثيراً استوحيتها لكم من قصة فيلم ( إيراني ) شاهدته
على قناة السعودية الأولى ... وليس من عادتي متابعة الأفلام لأنه لاتروق
لي أحداثها ولكن هنا الوضع مختلف .. ثمة عدة أشياء شدتني لمتابعته
( أولها أنه إيراني ويعرض في السعودية الأولى )
ثانياً / مقاطع الفيلم وخاصة عندما شاهدت به طفلاً أعمى أنجرفت مع
القصة وحرصت على متابعته حتى النهاية .. وإن كنت قد أضفت له قليلاً
من الرتوش لدي لأتمكن من حبك القصة وأتخيلها كيف حدثت لأنجح في
التعبير عنها .
ولا أطيـــــــــل عليكم سأترككم معها /
.
.
محــــــمد طفل إيراني صغير ربما لم يتجاوز سنه
السابعة من العمر ...تشعُ البراءة من عينيه ..
ضعيف البنية .. جذاب الملامح فاقد للبصيرة منذ
ولادته لكنه كما يقال (الله يأخذ شيء ويعوض
بشيء ) فهذا الطفل لديه من الذكاء والبصيرة في
القلب مالا يملكه المبصرون ..
وهو طالب يدرس في مدرسة تربوية خاصة للعميان ويسكن بها
مع منهم في مثل ظروفه ..
محبوب بين زملائه ومُدرسيه .. يميل إلى الإبداع والتأمل كثيراً ..
مرت الأيام ومحمد في المدرسة وقد جاء اليوم الذي انتهت في الدراسة
لتبدأ الإجازة ويأتي كل ولي أمر ليستلم طفله . مع بداية الإجازة تنهمر
أحداث هذه القصــــــــــة المُمتعـــــــــــة
الذي حدث أن جميع الطلاب قد غادروا المدرسة وبقى محمد وحيداً مع
مُعلمه ينتظر قدوم أبيه في حديقة المدرسة .
وطــــــــــال الإنتظار والأب لم يحضر حتى حلّ الليل .. فشعر محمد بالألم
يعتصر قلبه .. ويسأل معلمه كل لحظة وأخرى / متى سيـــــــأتي والدي ؟؟.
. وعينّاه مغرورقة بالدموع .. نـــــــــام محمد وشوقه لأبيه في صدره
ودموعه منثورة على وجنتيه ..
وفي ساعة مبكرة من صباح اليوم التالي انطلق محمد إلى حديقة المدرسة
حاملاً حقيبته الصغيرة يستأنف انتظاره لوالده .. وبينما هو كذلك إذ سمع
صوتاً غريباً يشعر أنه قريباً منه .. فأطرق برأسه إلى الأرض حيث
أنه لاحظ أن مصدر الصوت بالقرب من قدميه .. فأخذ يتحسس بيديه
الصغيرتين على الأرض وإذ به يعثر على عصفور صغير (حديث الولادة)
واقعٌ على الأرض .. فأخذه محمد ليدرك بذكائه أنه سقط من
عشه فوق الشجرة القريبة منه .. فحمله وتوجه إلى تلك الشجرة حتى
وصل إليها .. فبدأ يحاول تسلق هذه الشجرة والعصفور في يده .. وبعد
إخفاقات عدة نجح في الوصول إلى العش ووضع هذا الصغير به وهو يبتسم
لِما رآه من شوق أمه إليه الذي ذكره بــشوقه إلى والده المُنتظر ..
وماهي ســــــــــاعاتٌ قليلةٌ حتى حضر والد محمد أخيراً ...
رجل في العقــــــــد الرابع من عمره يكسو ملامحه الحزن والشقاء
ومن عند بوابة المدرسة نظر هذا الأب بعين الشفقة والحزن على ابنه وهو
يترنم بالحديقة ويــــــــلاعب عصافيرها .. بينما الآخر لم يشعر بوجوده ..
ولم يعير طفله إهتماماً بل توجه مباشرة إلى مكتب المدير
فلما شاهده أستاذ محمد حيّاه وقال له / أينــــــــــك يارجل وابنك من
البارحة ينتظرك؟؟؟
أجاب الوالد بنبرة حزن / لقد تأخر الباص في الطريق ( نظراً لبعد المسافة
بين القرية التي يسكن بها والمدينة ) وصمت قليلاً ثم استكمل : أرجوك
أيها المعلم أن تتركوا محمد عندكم فأمه متوفية وجدته امرأة عجوز وأختيه
صغيرتان وأنا مشغول فلايمكننا العناية به.
فنظر إليه المعلم بإندهاش وغضب قائلاً/ كيف يارجل تقول هذا الكلام
وتتخلى عن فلذة كبدك .. وبالنسبة لنا الأجازة بدأت وستُغلق المدرسة فخذ
ابنك معك فهو في حاجة إليك ....
فخرج الأب مكسور الخاطر .. ليتوجه إلى ابنه محمد الذي سرعان ماسمع
صوت أبيه يناديه فأنطلق إلى والده ليضمه بكل شوق وحنان يحمله قلب
طفلٌ صغير .. بينما قابل الأب هذا كله بالبرود ..
وعلى الفور غادر محمد ووالده إلى الباص المتجه لقريتهم .. حيث
تنتظره هناك الجدة الطيبة وأخواته البنات وقريته الجميلة بما فيها من
طبيعة تنطق بالروعة والجمال ..
بدأت الرحلة الطويلة حيث أن القرية تبعد كثيراً عن المدينة
التي يدرس بها محــمد .. وطـــــــــوال هذا الوقت
وفكر محمد يعانق الجمال الذي يراه من خلال نافذة الباص التي يشعر بها
قلبه الصغير ويهتف فرحاً كلما اقترب من قريته الصغيرة ..
.
.
(( ولازال للقصة بقية )) فانتظـــــــروني
http://islamonline.net/Arabic/news/2002-07/07/images/pic31.jpg
ملاحظات / ** الطفل أعمى حقيقي وليس تمثيل
**شـــــــــدني جداً المناظر الجميلة في الفيلم سبحان الله العظيم
جنةٌ من جنات الله في الدنيا ..
**ايضـــــــاً لفت انتباهي المجتمع الإيراني من خلال أحداث هذا الفيلم
يبدو لي أنه مجتمع مُحافظ ربما أكثر من بعض المجتمعات العربية
هي وأفــــــــــــــــلامها الهابطة التي تفسد لاتصلح .
** عذراً أحبتي تمنيت أن أعرضها لكم كاملة لكنها تتطلب مني
مجهود كبير ووقت حيث استغرقت في كتابة هذه ثلاثة أيـــــام.
واخيراً من أطلّع على هذا الفيلم فليشاركني هذه الرؤية القصصية له
أتمنى أن تنال إعجابكم
.
.
مع خالص تقديري .