رياض الجنان
06-11-2006, 08:40 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
وصف الله عز وجل عباده المخلصين المؤمنين,
بالأدب والتقوى والفضيلة,
يعبدون الله ليلاً نهاراً,
تسبيحاً, وتعظيماً,
لا يفترون, ولا يتذمرون, ولا يغضبون,
تعاظموا صغائر الذنوب,
فبكوا كثيراً من خشية الله,
ومشوا على الأرض تملأهم السكينة,
خوفاً من الله وإذلالاً وانكساراً,
لَمٌا ذكر الله عز وجل صفاتهم في القرآن ,
جاء ذكرهم باسم "عباد الرحمن",
وسنتناول الآيات الكريمة من سورة الفرقان التي وصفهم الله عز وجل بها,
نقرأها بإذن الله متأملين معانيها,
فهي آيات عظيمة ,
وتفسيرها -مختصر- من تفسير ابن كثير,
......................
بسم الله الرحمن الرحيم
قال الله عز وجل في سورة الفرقان :
وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْنًا وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلَامًا
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
" إذا أتيتم الصلاة فلا تأتوها وأنتم تسعون وأتوها وعليكم السكينة فما أدركتم منها فصلوا وما فاتكم فأتموا "
وقال عبد الله بن المبارك عن معمر عن عمر بن المختار عن الحسن البصري في قوله" وعباد الرحمن " الآية قال : إن المؤمنين قوم ذلل ذلت منهم - والله - الأسماع والأبصار والجوارح حتى يحسبهم الجاهل مرضى وما بالقوم من مرض وإنهم - والله - لأصحاء ولكنهم دخلهم من الخوف ما لم يدخل غيرهم ومنعهم من الدنيا علمهم بالآخرة,
فقالوا : الحمد لله الذي أذهب عنا الحزن أما والله ما أحزنهم ما أحزن الناس ولا تعاظم في نفوسهم شيء طلبوا به الجنة ولكن أبكاهم الخوف من النار إنه من لم يتعز بعزاء الله تقطع نفسه على الدنيا حسرات ومن لم ير لله نعمة إلا في مطعم أو مشرب فقد قل علمه وحضر عذابه,
وقوله تعالى " وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاما " أي إذا سفه عليهم الجاهل بالقول السيئ لم يقابلوهم عليه بمثله بل يعفون ويصفحون ولا يقولون إلا خيرا
.................................................. ........
وَالَّذِينَ يَبِيتُونَ لِرَبِّهِمْ سُجَّدًا وَقِيَامًا
ثم ذكر أن ليلهم خير ليل فقال تعالى " والذين يبيتون لربهم سجدا وقياما " أي في طاعته وعبادته كما قال تعالى " كانوا قليلا من الليل ما يهجعون وبالأسحار هم يستغفرون " وقوله " تتجافى جنوبهم عن المضاجع " الآية . وقال تعالى " أمن هو قانت آناء الليل ساجدا وقائما يحذر الآخرة ويرجو رحمة ربه " الآية .
.................................................. ..................
وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا اصْرِفْ عَنَّا عَذَابَ جَهَنَّمَ إِنَّ عَذَابَهَا كَانَ غَرَامًا *
إِنَّهَا سَاءَتْ مُسْتَقَرًّا وَمُقَامًا
قال الحسن في قوله " إن عذابها كان غراما " كل شيء يصيب ابن آدم ويزول عنه فليس بغرام وإنما الغرام اللازم ما دامت السموات والأرض وكذا قال سليمان التيمي وقال محمد بن كعب " إن عذابها كان غراما " يعني ما نعموا في الدنيا إن الله تعالى سأل الكفار عن النعمة فلم يردوها إليه فأغرمهم فأدخلهم النار " إنها ساءت مستقرا ومقاما " أي بئس المنزل منظرا وبئس المقيل مقاما,
وقال الإمام أحمد حدثنا الحسن بن موسى حدثنا سلام يعني ابن مسكين عن أبي طلال عن أنس بن مالك رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال " إن عبدا في جهنم لينادي ألف سنة يا حنان يا منان فيقول الله عز وجل لجبريل اذهب فأتني بعبدي هذا فينطلق جبريل فيجد أهل النار مكبين يبكون فيرجع إلى ربه عز وجل فيخبره فيقول الله عز وجل ائتني به فإنه في مكان كذا وكذا فيجيء به فيوقفه على ربه عز وجل فيقول له يا عبدي كيف وجدت مكانك ومقيلك ؟ فيقول يا رب شر مكان وشر مقيل فيقول الله عز وجل ردوا عبدي فيقول يا رب ما كنت أرجو إذ أخرجتني منها أن تردني فيها فيقول الله عز وجل دعوا عبدي " .
.................................................. ........
وَالَّذِينَ إِذَا أَنْفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يَقْتُرُوا وَكَانَ بَيْنَ ذَلِكَ قَوَامًا
وقال الحافظ أبو بكر البزار حدثنا أحمد بن يحيى حدثنا إبراهيم بن محمد بن ميمون حدثنا سعد بن حكيم عن مسلم بن حبيب عن بلال يعني العبسي - عن حذيفة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " ما أحسن القصد في الغنى وما أحسن القصد في الفقر وما أحسن القصد في العبادة " ثم قال لا نعرفه يروى إلا من حديث حذيفة رضي الله عنه وقال الحسن البصري ليس في النفقة في سبيل الله سرف وقال إياس بن معاوية : ما جاوزت به أمر الله تعالى فهو سرف وقال غيره السرف النفقة في معصية الله عز وجل .
.................................................. ...............
وَالَّذِينَ لَا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ وَلَا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَلَا يَزْنُونَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَامًا * يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَانًا
قال الإمام أحمد حدثنا أبو معاوية حدثنا الأعمش عن شقيق عن عبد الله هو ابن مسعود قال : سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم أي الذنب أكبر ؟ قال " أن تجعل لله ندا وهو خلقك " قال ثم أي ؟ قال " أن تقتل ولدك خشية أن يطعم معك " قال ثم أي ؟ قال " أن تزاني حليلة جارك " قال عبد الله وأنزل الله تصديق ذلك " والذين لا يدعون مع الله إلها آخر " الآية وهكذا رواه النسائي عن هناد بن السري عن أبي معاوية به وقد أخرجه البخاري ومسلم من حديث الأعمش ومنصور زاد البخاري وواصل ثلاثتهم عن أبي وائل شقيق بن سلمة عن أبي ميسرة عمرو بن شرحبيل عن ابن مسعود به فالله أعلم .
روي عن عبد الله بن عمرو أنه قال : أثاما : واد في جهنم وقال عكرمة " يلق أثاما " أودية في جهنم يعذب فيها الزناة وكذا روي عن سعيد بن جبير ومجاهد وقال قتادة " يلق أثاما " نكالا : كنا نحدث أنه واد في جهنم . وقد ذكر لنا أن لقمان كان يقول : يا بني ; إياك والزنا فإن أوله مخافة وآخره ندامة . وقد ورد في الحديث الذي رواه ابن جرير وغيره عن ابن أمامة الباهلي موقوفا ومرفوعا أن غيا وأثاما بئران في قعر جهنم . أجارنا الله منهما بمنه وكرمه .
وهو قوله تعالى " يضاعف له العذاب يوم القيامة" أي يكرر عليه ويغلظ " ويخلد فيه مهانا " أي حقيرا ذليلا .
...................
* يتـــــــبع بقية الآيات بإذن الله
وصف الله عز وجل عباده المخلصين المؤمنين,
بالأدب والتقوى والفضيلة,
يعبدون الله ليلاً نهاراً,
تسبيحاً, وتعظيماً,
لا يفترون, ولا يتذمرون, ولا يغضبون,
تعاظموا صغائر الذنوب,
فبكوا كثيراً من خشية الله,
ومشوا على الأرض تملأهم السكينة,
خوفاً من الله وإذلالاً وانكساراً,
لَمٌا ذكر الله عز وجل صفاتهم في القرآن ,
جاء ذكرهم باسم "عباد الرحمن",
وسنتناول الآيات الكريمة من سورة الفرقان التي وصفهم الله عز وجل بها,
نقرأها بإذن الله متأملين معانيها,
فهي آيات عظيمة ,
وتفسيرها -مختصر- من تفسير ابن كثير,
......................
بسم الله الرحمن الرحيم
قال الله عز وجل في سورة الفرقان :
وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْنًا وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلَامًا
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
" إذا أتيتم الصلاة فلا تأتوها وأنتم تسعون وأتوها وعليكم السكينة فما أدركتم منها فصلوا وما فاتكم فأتموا "
وقال عبد الله بن المبارك عن معمر عن عمر بن المختار عن الحسن البصري في قوله" وعباد الرحمن " الآية قال : إن المؤمنين قوم ذلل ذلت منهم - والله - الأسماع والأبصار والجوارح حتى يحسبهم الجاهل مرضى وما بالقوم من مرض وإنهم - والله - لأصحاء ولكنهم دخلهم من الخوف ما لم يدخل غيرهم ومنعهم من الدنيا علمهم بالآخرة,
فقالوا : الحمد لله الذي أذهب عنا الحزن أما والله ما أحزنهم ما أحزن الناس ولا تعاظم في نفوسهم شيء طلبوا به الجنة ولكن أبكاهم الخوف من النار إنه من لم يتعز بعزاء الله تقطع نفسه على الدنيا حسرات ومن لم ير لله نعمة إلا في مطعم أو مشرب فقد قل علمه وحضر عذابه,
وقوله تعالى " وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاما " أي إذا سفه عليهم الجاهل بالقول السيئ لم يقابلوهم عليه بمثله بل يعفون ويصفحون ولا يقولون إلا خيرا
.................................................. ........
وَالَّذِينَ يَبِيتُونَ لِرَبِّهِمْ سُجَّدًا وَقِيَامًا
ثم ذكر أن ليلهم خير ليل فقال تعالى " والذين يبيتون لربهم سجدا وقياما " أي في طاعته وعبادته كما قال تعالى " كانوا قليلا من الليل ما يهجعون وبالأسحار هم يستغفرون " وقوله " تتجافى جنوبهم عن المضاجع " الآية . وقال تعالى " أمن هو قانت آناء الليل ساجدا وقائما يحذر الآخرة ويرجو رحمة ربه " الآية .
.................................................. ..................
وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا اصْرِفْ عَنَّا عَذَابَ جَهَنَّمَ إِنَّ عَذَابَهَا كَانَ غَرَامًا *
إِنَّهَا سَاءَتْ مُسْتَقَرًّا وَمُقَامًا
قال الحسن في قوله " إن عذابها كان غراما " كل شيء يصيب ابن آدم ويزول عنه فليس بغرام وإنما الغرام اللازم ما دامت السموات والأرض وكذا قال سليمان التيمي وقال محمد بن كعب " إن عذابها كان غراما " يعني ما نعموا في الدنيا إن الله تعالى سأل الكفار عن النعمة فلم يردوها إليه فأغرمهم فأدخلهم النار " إنها ساءت مستقرا ومقاما " أي بئس المنزل منظرا وبئس المقيل مقاما,
وقال الإمام أحمد حدثنا الحسن بن موسى حدثنا سلام يعني ابن مسكين عن أبي طلال عن أنس بن مالك رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال " إن عبدا في جهنم لينادي ألف سنة يا حنان يا منان فيقول الله عز وجل لجبريل اذهب فأتني بعبدي هذا فينطلق جبريل فيجد أهل النار مكبين يبكون فيرجع إلى ربه عز وجل فيخبره فيقول الله عز وجل ائتني به فإنه في مكان كذا وكذا فيجيء به فيوقفه على ربه عز وجل فيقول له يا عبدي كيف وجدت مكانك ومقيلك ؟ فيقول يا رب شر مكان وشر مقيل فيقول الله عز وجل ردوا عبدي فيقول يا رب ما كنت أرجو إذ أخرجتني منها أن تردني فيها فيقول الله عز وجل دعوا عبدي " .
.................................................. ........
وَالَّذِينَ إِذَا أَنْفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يَقْتُرُوا وَكَانَ بَيْنَ ذَلِكَ قَوَامًا
وقال الحافظ أبو بكر البزار حدثنا أحمد بن يحيى حدثنا إبراهيم بن محمد بن ميمون حدثنا سعد بن حكيم عن مسلم بن حبيب عن بلال يعني العبسي - عن حذيفة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " ما أحسن القصد في الغنى وما أحسن القصد في الفقر وما أحسن القصد في العبادة " ثم قال لا نعرفه يروى إلا من حديث حذيفة رضي الله عنه وقال الحسن البصري ليس في النفقة في سبيل الله سرف وقال إياس بن معاوية : ما جاوزت به أمر الله تعالى فهو سرف وقال غيره السرف النفقة في معصية الله عز وجل .
.................................................. ...............
وَالَّذِينَ لَا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ وَلَا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَلَا يَزْنُونَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَامًا * يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَانًا
قال الإمام أحمد حدثنا أبو معاوية حدثنا الأعمش عن شقيق عن عبد الله هو ابن مسعود قال : سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم أي الذنب أكبر ؟ قال " أن تجعل لله ندا وهو خلقك " قال ثم أي ؟ قال " أن تقتل ولدك خشية أن يطعم معك " قال ثم أي ؟ قال " أن تزاني حليلة جارك " قال عبد الله وأنزل الله تصديق ذلك " والذين لا يدعون مع الله إلها آخر " الآية وهكذا رواه النسائي عن هناد بن السري عن أبي معاوية به وقد أخرجه البخاري ومسلم من حديث الأعمش ومنصور زاد البخاري وواصل ثلاثتهم عن أبي وائل شقيق بن سلمة عن أبي ميسرة عمرو بن شرحبيل عن ابن مسعود به فالله أعلم .
روي عن عبد الله بن عمرو أنه قال : أثاما : واد في جهنم وقال عكرمة " يلق أثاما " أودية في جهنم يعذب فيها الزناة وكذا روي عن سعيد بن جبير ومجاهد وقال قتادة " يلق أثاما " نكالا : كنا نحدث أنه واد في جهنم . وقد ذكر لنا أن لقمان كان يقول : يا بني ; إياك والزنا فإن أوله مخافة وآخره ندامة . وقد ورد في الحديث الذي رواه ابن جرير وغيره عن ابن أمامة الباهلي موقوفا ومرفوعا أن غيا وأثاما بئران في قعر جهنم . أجارنا الله منهما بمنه وكرمه .
وهو قوله تعالى " يضاعف له العذاب يوم القيامة" أي يكرر عليه ويغلظ " ويخلد فيه مهانا " أي حقيرا ذليلا .
...................
* يتـــــــبع بقية الآيات بإذن الله