صعبة المنال
06-13-2006, 07:38 PM
فتاة تموت في البالتوك
لا أدري والله من أين أبدأ . أو كيف أبدأ . فقد دارت بي الأرض وحم جسدي ، وزادت علي العلة واستحكم المرض ، وغشيني من الهم والغم ما غشيني ، بعد أن سمعت خبراً لو نزل وقعه على جبل لتضعضع ولو مزج في مستعذب الأنهار لأحالها كدراً . ولو سمع به أحد أسلافنا من الرعيل الأول لقضى مابقي من عمره ساجداً ، يحذر ذلك المصير المشؤوم ويرجو ربه العافية وحسن الخاتمة .
في الساعة الثالثة وفي الثلث الأخير من الليل ، بمدينة ".." لفتاة في العشرين من عمرها تدعى ( س.ح) واقعةٌ تلين الصم الصلاب .. وذلك أن تلك الفتاة قد أخذت أهبتها ، وازينت ، وقامت تتهادى وتخطر أمام شاشة الحاسب الخاصة بها ، وتعرض ما دق وجل من تفاصيل جسمها مقابل مبلغ زهيد من المال على حثالة من الذئاب البشرية وسقطة الخلق ، والتي لا تعرف معرفاً ولا تنكر منكرا ً ، وتعيش على هامش الوجود ، في أحد مواخير البالتوك العفنة .
وفجأة عابرة ، وغفلة مباغتة ، وأمام مرأى الجميع ، وتحت بصرهم ، سقطت تلك الفتاة ممدة على الأرض ، ووقعت الواقعة ، وابتدأت قصة النهاية !
لقد جاءه ملك الموت الذي وكل بها وهي تستعرض بمفاتنها ، وتُبدي عورتها ، وقد سكرت بخمر الشيطان ، ولم تستيقظ إلا وهي في عسكر الموتى .
إنها الآن ميتة بلا حول ولا قوة . لقد ماتت وكفى !!
أصبحت جثة هامدة ، سكن منها كل شيء إلا الروح ، فقد علت وعرجت إلى الله تعالى ، ولا ندري ماذا كان جزاؤها هناك . إنها لحظة الوداع المرعبة .
لم تلق نظرات الوداع على أبيها وأمها ، طمعا ً في دعوة منهم نظير برها بهم ، ولم تلق نظرة الوداع على ورقة من المصحف الشريف ، ولم تكن لحظة وداعها تذكر ذكرا أو دعوةً أو خيرا ً ، بل ليتها كانت لحظة من لحظات الدنيا العابرة ، تموت كما يموت عامة الخلق وأكثر البشر.
ليتها ماتت دهسا ً أو غرقا ً أو حرقا ً أو في هدم . ليتها كانت كذلك ، إذاً لهان الأمر وسهل الخطب .
ولكنها كانت ميتة في لحظة إثمٍ ومعصية ، وليتها كانت معصية مقصورة عليها وقد أرخت على نفسها ستر البيت ، وأسدلت حجاب الخلوة . وانكفأت على ذاتها ، وإنما كانت على الملأ تغوي وتطرب ، وقد سكرت الأنفس برؤية محاسنها ، و أذيعت خفيات الشهوة وأوقد لهيبها ثم ماذا يا حسرة !
ماتت .. نعم ، ماتت لقد ولدت وربي وعاشت لتموت .
سقطت وهي عارية ، وبعد لحظات يسيرة صارت جيفة قذررة يساكنها من المخلوقات شيء ، والعظام في يد ملائكة غلاظ شداد ، لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون . لقد ماتت !!
في غفلة خاطفة صارت من بنات الآخرة ، وارتحلت مقبلة إلى ربها ، تحمل معها آخر لحظات النشوة ، تلك التي أصبحت ألما ً وأسفا ً وحسرة ، في وقت لا ينفع فيه الندم .
لقد جاءتها سكرة الموت بالحق ، وفاضت الروح إلى بارئها ، وبدأت رحلة المعاناة والمشقة ، بعد سنوات العبث والمجون والضياع ... مضى وقت اللعب والأنس ، وجاء وقت الجد والعناء والتعب ... تأتي هذه الفتاة لتأخذ نصيبها من السكرات والغمرات ، وهي في حالة من العري والفحش ، يستحي الإنسان حكاية واقعها فضلا ً عن ملابسة تفاصيلها .
قال الله تعالى { وأنيبوا إلى ربكم وأسلموا له من قبل أن يأتيكم العذاب ثم لا تنصرون * واتبعوا أحسن مآ أنزل إليكم من ربكم من قبل أن يأتيكم العذاب بغتة وأنتم لا تشعرون * أن تقول نفس يا حسرتى على ما فرطت في جنب الله وإن كنت لمن الساخرين * أو تقول لو أن الله هداني لكنت من المتقين * أو تقول حين ترى العذاب لو أن لي كرة فأكون من المحسنين }
اللهم ارحم في الدنيا غربتنا ، وآنس في القبر وحشتنا , وارحم يوم القيامة بين يديك موقفنا ، اللهم أنت ولينا في الدنيا والآخرة ، توفنا مسلمين وألحقنا بالصالحين .
لا أدري والله من أين أبدأ . أو كيف أبدأ . فقد دارت بي الأرض وحم جسدي ، وزادت علي العلة واستحكم المرض ، وغشيني من الهم والغم ما غشيني ، بعد أن سمعت خبراً لو نزل وقعه على جبل لتضعضع ولو مزج في مستعذب الأنهار لأحالها كدراً . ولو سمع به أحد أسلافنا من الرعيل الأول لقضى مابقي من عمره ساجداً ، يحذر ذلك المصير المشؤوم ويرجو ربه العافية وحسن الخاتمة .
في الساعة الثالثة وفي الثلث الأخير من الليل ، بمدينة ".." لفتاة في العشرين من عمرها تدعى ( س.ح) واقعةٌ تلين الصم الصلاب .. وذلك أن تلك الفتاة قد أخذت أهبتها ، وازينت ، وقامت تتهادى وتخطر أمام شاشة الحاسب الخاصة بها ، وتعرض ما دق وجل من تفاصيل جسمها مقابل مبلغ زهيد من المال على حثالة من الذئاب البشرية وسقطة الخلق ، والتي لا تعرف معرفاً ولا تنكر منكرا ً ، وتعيش على هامش الوجود ، في أحد مواخير البالتوك العفنة .
وفجأة عابرة ، وغفلة مباغتة ، وأمام مرأى الجميع ، وتحت بصرهم ، سقطت تلك الفتاة ممدة على الأرض ، ووقعت الواقعة ، وابتدأت قصة النهاية !
لقد جاءه ملك الموت الذي وكل بها وهي تستعرض بمفاتنها ، وتُبدي عورتها ، وقد سكرت بخمر الشيطان ، ولم تستيقظ إلا وهي في عسكر الموتى .
إنها الآن ميتة بلا حول ولا قوة . لقد ماتت وكفى !!
أصبحت جثة هامدة ، سكن منها كل شيء إلا الروح ، فقد علت وعرجت إلى الله تعالى ، ولا ندري ماذا كان جزاؤها هناك . إنها لحظة الوداع المرعبة .
لم تلق نظرات الوداع على أبيها وأمها ، طمعا ً في دعوة منهم نظير برها بهم ، ولم تلق نظرة الوداع على ورقة من المصحف الشريف ، ولم تكن لحظة وداعها تذكر ذكرا أو دعوةً أو خيرا ً ، بل ليتها كانت لحظة من لحظات الدنيا العابرة ، تموت كما يموت عامة الخلق وأكثر البشر.
ليتها ماتت دهسا ً أو غرقا ً أو حرقا ً أو في هدم . ليتها كانت كذلك ، إذاً لهان الأمر وسهل الخطب .
ولكنها كانت ميتة في لحظة إثمٍ ومعصية ، وليتها كانت معصية مقصورة عليها وقد أرخت على نفسها ستر البيت ، وأسدلت حجاب الخلوة . وانكفأت على ذاتها ، وإنما كانت على الملأ تغوي وتطرب ، وقد سكرت الأنفس برؤية محاسنها ، و أذيعت خفيات الشهوة وأوقد لهيبها ثم ماذا يا حسرة !
ماتت .. نعم ، ماتت لقد ولدت وربي وعاشت لتموت .
سقطت وهي عارية ، وبعد لحظات يسيرة صارت جيفة قذررة يساكنها من المخلوقات شيء ، والعظام في يد ملائكة غلاظ شداد ، لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون . لقد ماتت !!
في غفلة خاطفة صارت من بنات الآخرة ، وارتحلت مقبلة إلى ربها ، تحمل معها آخر لحظات النشوة ، تلك التي أصبحت ألما ً وأسفا ً وحسرة ، في وقت لا ينفع فيه الندم .
لقد جاءتها سكرة الموت بالحق ، وفاضت الروح إلى بارئها ، وبدأت رحلة المعاناة والمشقة ، بعد سنوات العبث والمجون والضياع ... مضى وقت اللعب والأنس ، وجاء وقت الجد والعناء والتعب ... تأتي هذه الفتاة لتأخذ نصيبها من السكرات والغمرات ، وهي في حالة من العري والفحش ، يستحي الإنسان حكاية واقعها فضلا ً عن ملابسة تفاصيلها .
قال الله تعالى { وأنيبوا إلى ربكم وأسلموا له من قبل أن يأتيكم العذاب ثم لا تنصرون * واتبعوا أحسن مآ أنزل إليكم من ربكم من قبل أن يأتيكم العذاب بغتة وأنتم لا تشعرون * أن تقول نفس يا حسرتى على ما فرطت في جنب الله وإن كنت لمن الساخرين * أو تقول لو أن الله هداني لكنت من المتقين * أو تقول حين ترى العذاب لو أن لي كرة فأكون من المحسنين }
اللهم ارحم في الدنيا غربتنا ، وآنس في القبر وحشتنا , وارحم يوم القيامة بين يديك موقفنا ، اللهم أنت ولينا في الدنيا والآخرة ، توفنا مسلمين وألحقنا بالصالحين .