نواف النجيدي
07-01-2006, 05:55 PM
حاله حالات وهدايته ضلالات !
سلمان العنزي 28/5/1427
24/06/2006
قيل لأديب كبير : أنت لا تعنى بتنقيح أدبك ، فقال إذا نقحت شخصيتي فقد نقحت أدبي ، هذه الكلمة العاقلة يقولها هذا الإنسان المدرك لمعنى الحياة ، يجب أن نضعها تحت أعيننا ، نراقبها كما يراقب العالم سرا من أسرار الخلية الساحرة المعقدة يتعرف به على جوانب أخرى لا يستطيع العلم كشفها ولا درك حقيقتها ، والشيء من الشيء قريب ، ولو شام برق هذه الكلمة كثير من الكتاب والصحفيين ومقدمي البرامج التي تعتمد على إثارة المحاور ومحاولة إيجاد خلل في آرائه ، واضطراب في أفكاره ، وتناقض في شخصيته ، ولو كان ذلك على حساب الحق ، ولو جرَّ هذا بلاء فاتكا يتسرب في نفوس المشاهدين والقارئين ، لو شام ذاك البرق هؤلاء لكنا في عافية من الجسد ، وصحة من النفس وتمام من العقل نستيطع بها أن نحقق نوعا من الوجود كاد أن يضمحل في وسط معمعة العالم المتطاحن على أتفه الأشياء ، والمتكالب على أخس الرغبات ، والمدمر لأعز الممتلكات ..
نقح شخصيتك قبل أن تنقح عباراتك ، وتزوق خطابك ، وتجمل ابتسامتك الكاذبة ، وتزرع الشك في أسئلتك المارقة ! ، وتعامل مع ذاتك قبل أن تتعامل مع الآخرين ، واعرف توجهاتك وأهدافك التي تسعدك وتعطي حياتك معناها المؤثر في مسيرتها ، وليكن ذلك كله وفق ما تؤمن به وتعتقده ، فإنك لن تستطيع أن تكون حقيقة ساطعة إذا كنت تحمل تفاهاتك بين جنبيك لتنثرها في لحظات هياج في مسمع الناس ، وما كان للحقيقة أن تخرج من أحراش اللغط والفحش والتبذل لتصافح نفوس الناس نقية صافية مغيرة ، هذه سنة الحياة كما أوجدها ربنا – تبارك وتعالى – ومن يحاول أن يفرض قانون نفسه ليوجد التناقض فيما يسوده النظام فلن يكون عند العقلاء سوى أضحوكة تضطرب في حاشية الليل لتذهب مع أول إشراقة حق !
يقودني إلى هذا الكلام ما سمعته من أحد مقدمي البرامج يقابل في ( برنامجه ) شيخا من شيوخ الصحوة كما يقال ، يدير فيه كلامه وأسئلته إلى وجهة واحدة يحاول من خلالها أن يكشف مدى تهافت الطرح الإسلامي بتهافت هذا الشيخ وما يقدمه من فتاوى وآراء لا تمثل في حقيقتها غير رأيه الفذ ! وإنها لإحدى بلايا هذا العصر أن ينسب إلى الإسلام ما يقوله المتحذلقون من أبنائه ، والمتشدقون ممن يجر عباءته الضخمة ، الإسلام أكبر من المواقف الشخصية التي يسجلها أبناؤه نتيجة شبهة طرأت أو هوى غلب أو دنيا عرضت أو شهوة تملكت أو خوف تسلط ، لأن الإسلام جاء ليصلح الخلل في حياة الناس لا ليصلحه هؤلاء الناس تحت أي ظرف من الظروف ولو كان هذا بدعوى محاربة الممارسة الشائنة للدين ! وفي دعوات الإصلاحيين القدامى في مصر ما يوقفنا على الصواب الذي لا يعتريه الشك ، فقد بدأو بمحاربة الممارسة أو ما يعتقدونه كذلك ثم وقعوا في تحريف الدين عن حقيقته ، وتأويل النصوص عما تقتضيه فكان من نتاج ذلك ما تعيشه الأمة من وهن واضطراب يملأ الكتب والعقول والأنفس !
وما كنت أريد أن أجري قلمي في هذا الاستطراد غير أن وصف الحالة يقتضيه ، وإلا فحديثي عن مقدم البرامج هذا والذي لا يملك من مؤهلات البحث عن الحقيقة شيئا ، وإن ادعى أن له لسانا صارما وجلدا تمساحيا لا ينفذ من خلاله وهج الحياء ! وليس بين عينيه إلا مقدار ما يدخل في جيبه من مال ، وما يريد تحقيقه من شهرة ، ولا يدع نفسه تهجع في سكون دون أن ينغص عليها بسيرة فلان وفلان ممن طارت أسماؤهم على بساط ألسنتهم في الآفاق !
لو رجع مقدم البرامج سيء الذكر إلى تلك الكلمة المنحوتة في غرة المقال وجعلها تختمر في عقله ، ووقف مع نفسه وقفة جادة ، يأخذ عليها طريق الصعاليك فلا تسلكه ، ويبني حول رغباتها سدا عظيما يتقاصر عنه سد ذي القرنين ، لا تسطيع أن تظهره ولا تستطيع له نقبا ، لعرف مقدار كلمة الحق ومقدار أثرها في صناعة الحياة أو صناعة الموت ، فعندما لا ننصر الحياة في كلامنا وأفعالنا فإن الموت سينصرها علينا بالطريقة المثلى ولن يخسر حين يخسر إلا من رضي بدوائره الدنيئة ترفعه إلى قمة حقيرة ليتدحرج بعدها إلى قاع أشد حقارة
إن الأمة في حالتها الراهنة لا تحتاج إلا للبناة العاملين المخلصين ، وأما أرباب المصالح فسيتجاوزهم الزمن ، وستخلفهم الأمة وراءها ظهريا ، ولا عزاء لهم حيئذ ...!
هذا بعض القول أردت إيصاله لمن يستحق أن يصل إليه دون تزيد أو مزايدة ، وإذا تمت فائدة الكلام فما زاد عليه لغو ، وإذا استقر فيه المعنى فما ألم به فساد !
أسال الله ان يوفق الجميع أخوكم الزاد
منقوووول
سلمان العنزي 28/5/1427
24/06/2006
قيل لأديب كبير : أنت لا تعنى بتنقيح أدبك ، فقال إذا نقحت شخصيتي فقد نقحت أدبي ، هذه الكلمة العاقلة يقولها هذا الإنسان المدرك لمعنى الحياة ، يجب أن نضعها تحت أعيننا ، نراقبها كما يراقب العالم سرا من أسرار الخلية الساحرة المعقدة يتعرف به على جوانب أخرى لا يستطيع العلم كشفها ولا درك حقيقتها ، والشيء من الشيء قريب ، ولو شام برق هذه الكلمة كثير من الكتاب والصحفيين ومقدمي البرامج التي تعتمد على إثارة المحاور ومحاولة إيجاد خلل في آرائه ، واضطراب في أفكاره ، وتناقض في شخصيته ، ولو كان ذلك على حساب الحق ، ولو جرَّ هذا بلاء فاتكا يتسرب في نفوس المشاهدين والقارئين ، لو شام ذاك البرق هؤلاء لكنا في عافية من الجسد ، وصحة من النفس وتمام من العقل نستيطع بها أن نحقق نوعا من الوجود كاد أن يضمحل في وسط معمعة العالم المتطاحن على أتفه الأشياء ، والمتكالب على أخس الرغبات ، والمدمر لأعز الممتلكات ..
نقح شخصيتك قبل أن تنقح عباراتك ، وتزوق خطابك ، وتجمل ابتسامتك الكاذبة ، وتزرع الشك في أسئلتك المارقة ! ، وتعامل مع ذاتك قبل أن تتعامل مع الآخرين ، واعرف توجهاتك وأهدافك التي تسعدك وتعطي حياتك معناها المؤثر في مسيرتها ، وليكن ذلك كله وفق ما تؤمن به وتعتقده ، فإنك لن تستطيع أن تكون حقيقة ساطعة إذا كنت تحمل تفاهاتك بين جنبيك لتنثرها في لحظات هياج في مسمع الناس ، وما كان للحقيقة أن تخرج من أحراش اللغط والفحش والتبذل لتصافح نفوس الناس نقية صافية مغيرة ، هذه سنة الحياة كما أوجدها ربنا – تبارك وتعالى – ومن يحاول أن يفرض قانون نفسه ليوجد التناقض فيما يسوده النظام فلن يكون عند العقلاء سوى أضحوكة تضطرب في حاشية الليل لتذهب مع أول إشراقة حق !
يقودني إلى هذا الكلام ما سمعته من أحد مقدمي البرامج يقابل في ( برنامجه ) شيخا من شيوخ الصحوة كما يقال ، يدير فيه كلامه وأسئلته إلى وجهة واحدة يحاول من خلالها أن يكشف مدى تهافت الطرح الإسلامي بتهافت هذا الشيخ وما يقدمه من فتاوى وآراء لا تمثل في حقيقتها غير رأيه الفذ ! وإنها لإحدى بلايا هذا العصر أن ينسب إلى الإسلام ما يقوله المتحذلقون من أبنائه ، والمتشدقون ممن يجر عباءته الضخمة ، الإسلام أكبر من المواقف الشخصية التي يسجلها أبناؤه نتيجة شبهة طرأت أو هوى غلب أو دنيا عرضت أو شهوة تملكت أو خوف تسلط ، لأن الإسلام جاء ليصلح الخلل في حياة الناس لا ليصلحه هؤلاء الناس تحت أي ظرف من الظروف ولو كان هذا بدعوى محاربة الممارسة الشائنة للدين ! وفي دعوات الإصلاحيين القدامى في مصر ما يوقفنا على الصواب الذي لا يعتريه الشك ، فقد بدأو بمحاربة الممارسة أو ما يعتقدونه كذلك ثم وقعوا في تحريف الدين عن حقيقته ، وتأويل النصوص عما تقتضيه فكان من نتاج ذلك ما تعيشه الأمة من وهن واضطراب يملأ الكتب والعقول والأنفس !
وما كنت أريد أن أجري قلمي في هذا الاستطراد غير أن وصف الحالة يقتضيه ، وإلا فحديثي عن مقدم البرامج هذا والذي لا يملك من مؤهلات البحث عن الحقيقة شيئا ، وإن ادعى أن له لسانا صارما وجلدا تمساحيا لا ينفذ من خلاله وهج الحياء ! وليس بين عينيه إلا مقدار ما يدخل في جيبه من مال ، وما يريد تحقيقه من شهرة ، ولا يدع نفسه تهجع في سكون دون أن ينغص عليها بسيرة فلان وفلان ممن طارت أسماؤهم على بساط ألسنتهم في الآفاق !
لو رجع مقدم البرامج سيء الذكر إلى تلك الكلمة المنحوتة في غرة المقال وجعلها تختمر في عقله ، ووقف مع نفسه وقفة جادة ، يأخذ عليها طريق الصعاليك فلا تسلكه ، ويبني حول رغباتها سدا عظيما يتقاصر عنه سد ذي القرنين ، لا تسطيع أن تظهره ولا تستطيع له نقبا ، لعرف مقدار كلمة الحق ومقدار أثرها في صناعة الحياة أو صناعة الموت ، فعندما لا ننصر الحياة في كلامنا وأفعالنا فإن الموت سينصرها علينا بالطريقة المثلى ولن يخسر حين يخسر إلا من رضي بدوائره الدنيئة ترفعه إلى قمة حقيرة ليتدحرج بعدها إلى قاع أشد حقارة
إن الأمة في حالتها الراهنة لا تحتاج إلا للبناة العاملين المخلصين ، وأما أرباب المصالح فسيتجاوزهم الزمن ، وستخلفهم الأمة وراءها ظهريا ، ولا عزاء لهم حيئذ ...!
هذا بعض القول أردت إيصاله لمن يستحق أن يصل إليه دون تزيد أو مزايدة ، وإذا تمت فائدة الكلام فما زاد عليه لغو ، وإذا استقر فيه المعنى فما ألم به فساد !
أسال الله ان يوفق الجميع أخوكم الزاد
منقوووول