ابراهيم بن علي العثماني
09-11-2003, 09:56 PM
موقف المسلم من المعاصي المنتشرة
ما هو موقف المسلم من المعاصي المنتشرة في بلاد المسلمين ؟ ما موقف المسلم من كثير من المعاصي المنتشرة في بلاد المسلمين مثل الربا وتبرج النساء وترك الصلاة …الخ ؟
موقف المسلم حدده النبي ، صلى الله عليه وسلم ، فقال ( من رأى منكم منكرا فليغره بيده ، فإن لم يستطع فبلسانه ، فأن لم يستطع فبقلبه ، وذلك أضعف الإيمان ). فمن هذا الحديث يكون تغيير المنكر على ثلاث مراتب المرتبة الأولى : (التغيير باليد) فإذا كان لك سلطة يمكنك بها أن تغير هذا المنكر بيدك فافعل ، وهذا يمكن أن يكون للإنسان إذا كان المنكر في بيته ، وكان هو القائم على البيت ، فإنه في هذه الحالة يمكن أن ينكر بيده ، أليس كذلك
؟
ولو أن رجلا دخل بيته ووجد فيه آلة لهو والبيت بيته والولد ولده والأهل أهله أمكنه أن يغيره بيده ، ماذا يصنع ؟
يكسر الآلة لأنه يستطيع بيده
المرتبة الثانية : التغيير باللسان فإذا كان لا يستطيع تغيير المنكر بيده فإنه ينتقل للمرتبة الثانية وهي تغيير المنكر باللسان. والتغيير باللسان على وجهين الوجه الأول : أن يقول لصاحب المنكر : ارفع هذا المنكر، ويتكلم معه ويزجره إذا اقتضت الحال ذلك الوجه الثاني : إذا كان لا يستطيع هذا فليبلغ ولاة الأمر
المرتبة الثالثة : التغيير بالقلب فإذا كان لا يستطيع تغيير المنكر بيده أو بلسانه فلينكر بقلبه وذلك أضعف الإيمان . والإنكار بالقلب أن تكره بقلبك هذا المنكر وتكره وجوده وتود أنه لم يكن وهنا نقطة يجب أن ننتبه إليها ، أشار إليها النبي ، صلى الله عليه وسلم ، في الحديث حيث قال ( من رأى منكم ) والرؤية هنا هل هي بصرية أم علمية أم ظنية ؟ أما الظن فلا يرد هنا ؛ لأنه لا يجوز ظن السوء بالمسلم !! إذن تبقى الرؤية البصرية أو العلمية أما البصرية : فهي أن يشاهد الإنسان المنكر والعلمية : أن يسمع إذا كان لا يرى ، أو يخبره به من يثق به وهنا يتبين لنا أن الرسول ، صلى الله عليه وسلم ، أراد منا ألا نتعجل في الحكم على شخص ما في المنكر حتى نراه (فقال من رأى منكم منكرا فليغره بيده ، فإن لم يستطع فبلسانه ، فأن لم يستطع فبقلبه
) ، يقول لي بعض الناس : أنا أجلس عند أهل المنكر وأكره هذا بالقلب وأنكره بقلبي ، فهل أقع في الإثم أم لا ؟ يقول : أشهد الله أني أنكره هذا المنكر وأبغضه بقلبي . نقول : أنت لم تنكره بقلبك لأنه لو أنكره قلبك لأنكرته جوارحك ، لأن النبي ، صلى الله عليه وسلم ، يقول ( ألا وإن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله ، وإذا فسدت فسد الجسد كله ، ألا وهي القلب ) ـ أخرجه البخاري ومسلم . لو أن قلبك كرهه هل يمكن أن تجلس عند الذين يفعلونه ؟ ولهذا قال الله تعالى وجل ( وقد نزل عليكم في الكتاب أن إذا سمعتم آيات الله يكفر بها ويستهزأ بها فلا تقعدوا معهم حتى يخوضوا في حديث غيره إنكم إذا مثلهم ) ـ النساء : 140 ولهذا فإن بعض العامة مساكين يظنون أنه إذا جلس على المنكر وهو يكرهه بقلبه فهذا معنى قول النبي ، صلى الله عليه وسلم ، فإن لم يستطع فبقلبه ، وليس الأمر كذلك فالأمر كما بينت لكم والذي أنكر بقلبه لا يمكن أن يبقى أبدا لا واقعا ولا شرعا ، وكذب من يقول أكره هذا المنكر وهو جالس مع أهله قال لي بعض الناس : إنك إذا قلت ذلك حرمت الجلوس مع من كانوا حالقين لحاهم ؛ لأن حلق اللحى منكر !! نقول عندنا أمران الأول : فعل المنكر الثاني : أثر المنكر فإذا وجدت رجلا يعمل المنكر فإنك تنكر عليه حتى يدع هذا المنكر ، وإذا لم يفعل فإنك لا تجلس معه ؛ لأن من الإنكار بالقلب أن لا تجلس معه أما إذا وجدت أناسا قد فعلوا المنكر وحضرت أنت وهم قد فعلوا منكرهم ، وانتهوا وبقي أثر المنكر عليهم فهل يجوز أن تجلس معهم ؟.. نعم يجوز الجلوس معهم ، لأن هذا الذي تشاهده هو أثر المنكر إذن انتبهوا للفرق بين أثر المنكر وبين التلبس بالمنكر إذن لا تجلس مع الذين يحلقون لحاهم حال الحلق . أما بعد الحلق مثل أن نجدهم في السوق أو على عتبة الدكان وما أشبه ذلك نجلس معهم. لكن لا ندع فرصة إذا أمكن أن نناصحهم ؛ لأننا رأينا عليهم أثر المعصية ، فننصحهم لأن هذا أمر بالمعروف ، ونهي عن المنكر . ومثل ذلك أن تجلس مع شخص تشم منه رائحة الدخان فإنه لا حرج عليك لكن أنصحه عن عدم معاودة شربه أما لو كان يشرب فعلا فلا تجلس معه فإن جلست معه كنت شريكا له في الإثم يجب عرض الإسلام أولا
هناك حيرة عند كثير من الشباب في كيفية مواجهة المنكرات المنتشرة في كثير من الدول الإسلامية ، أيواجهونها بالعنف كما يصنع بعض الشباب ، أم يواجهونها بأسلوب آخر فلا يجدون الاستجابة خاصة في بعض الدول الإسلامية التي لا تحكم شرع الله بالطريقة المطلوبة ، فما رأي فضيلتكم في توجيه هؤلاء الشباب ؟
الذي أرى أن يبدؤوا أولا بعرض الإسلام على حقيقته بعقائده ، وأعماله ، وأخلاقه ، وأن لا يهاجموا هؤلاء مهاجمة توجب نفورهم ، وفيما أعتقد أن الإسلام إذا عرض على الوجه الصحيح أن الفطر تقبله ، مهما كان الأمر ، لأن الدين الإسلامي موافق للفطرة السليمة ، أما مهاجمة الإنسان بما هو عليه من أزمنة قديمة وما عليه آباؤه وأجداده فهذا يوجب النفور والكراهية لما يدعو إليه من الحق . ولهذا قال الله تعالى ( ولا تسبوا الذين يدعون من دون الله فيسبوا الله عدوا بغير علم كذلك زينا لكل أمة عملهم ) ـ الأنعام : 108 .فلذا أرى لإخوتي الدعاة في مجتمع كهذا أن يحرصوا على بيان الحق على ما هو عليه ، وبيان الباطل على ما هو عليه دون أن يهاجموا هؤلاء مهاجمة مباشرة في أعمالهم لا تجوز الوقيعة في أهل الخير هناك اتهامات للآمرين بالمعروف ،والناهين نعن المنكر ، مثل اتهامهم بالتسرع والعجلة ، مع أنهم يلاقون مصاعب ومتاعب ومخالفات من قبل الناس في الشرع الحنيف ، فصاروا بهذا الاتهام فاكهة للمجالس ، وخصوصا من إخوانهم المسلمين ، فما هو توجيه فضيلتكم لمن ولغ في أعراضهم أو تكلم فيهم ؟
! الوقيعة في أعراض أهل الخير أشد من الوقيعة في عامة الناس ، ومن أهل الخير الآمرون بالمعروف والناهون عن المنكر والوقيعة فيهم توهن جانب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ويخشى أن يبتلى الواقع فيهم بكراهة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وفي كراهة ذلك خطر على دين العبد لقوله تعالى ( ذلك بأنهم كرهوا ما أنزل الله فأحبط أعمالهم ) ـ محمد : 9 .فالواجب حماية جانب الآمرين بالمعروف والناهين عن المنكر ومساعدتهم والكف عن أعراضهم لأنهم قائمون بمسؤولية عظيمة وفرض على الأمة جميعا ولكني أقول : إنه لا يمكن أن نبرئ الآمرين بالمعروف والناهين عن المنكر من الخطأ ، كما أننا لا نبرئ أنفسنا أيضا ، إن إخواننا الآمرين بالمعروف ، والناهين عن المنكر ، يعانون من المشقة والتعب مما نسأل الله تعالى لهم أن يكون كفارة لهم لسيئاتهم ، ورفعة لدرجاتهم ، ونسأل الله لهم العون وخيراتهم أكثر بكثير مما يقع من خطأ من بعض أعضاء الهيئة ، لأن بعض أعضاء الهيئة قد تأخذه الغيرة والعاطفة حتى لا يملك نفسه في التصرف كما فعل الصحابة رضي الله عنهم مع الأعرابي الذي جاء فبال في المسجد فقد صرخوا به ونهروه حتى سكتهم النبي، صلى الله عليه وسلم، والإنسان قد يكون لديه غيرة شديدة قوية واندفاع قوي ، فلا يضبط نفسه عند التصرف ، لكن لا يجوز لنا أن نأخذ من مثل هذا الحال سلما للقدح في جميع أعضاء الهيئة ، أو في جميع أعمال هذا الشخص نفسه ، بالواجب أن نلتمس له العذر وأن نتصل به ونبين له ما هو الطريق الراشد في معالجة الأمور
ما هو موقف المسلم من المعاصي المنتشرة في بلاد المسلمين ؟ ما موقف المسلم من كثير من المعاصي المنتشرة في بلاد المسلمين مثل الربا وتبرج النساء وترك الصلاة …الخ ؟
موقف المسلم حدده النبي ، صلى الله عليه وسلم ، فقال ( من رأى منكم منكرا فليغره بيده ، فإن لم يستطع فبلسانه ، فأن لم يستطع فبقلبه ، وذلك أضعف الإيمان ). فمن هذا الحديث يكون تغيير المنكر على ثلاث مراتب المرتبة الأولى : (التغيير باليد) فإذا كان لك سلطة يمكنك بها أن تغير هذا المنكر بيدك فافعل ، وهذا يمكن أن يكون للإنسان إذا كان المنكر في بيته ، وكان هو القائم على البيت ، فإنه في هذه الحالة يمكن أن ينكر بيده ، أليس كذلك
؟
ولو أن رجلا دخل بيته ووجد فيه آلة لهو والبيت بيته والولد ولده والأهل أهله أمكنه أن يغيره بيده ، ماذا يصنع ؟
يكسر الآلة لأنه يستطيع بيده
المرتبة الثانية : التغيير باللسان فإذا كان لا يستطيع تغيير المنكر بيده فإنه ينتقل للمرتبة الثانية وهي تغيير المنكر باللسان. والتغيير باللسان على وجهين الوجه الأول : أن يقول لصاحب المنكر : ارفع هذا المنكر، ويتكلم معه ويزجره إذا اقتضت الحال ذلك الوجه الثاني : إذا كان لا يستطيع هذا فليبلغ ولاة الأمر
المرتبة الثالثة : التغيير بالقلب فإذا كان لا يستطيع تغيير المنكر بيده أو بلسانه فلينكر بقلبه وذلك أضعف الإيمان . والإنكار بالقلب أن تكره بقلبك هذا المنكر وتكره وجوده وتود أنه لم يكن وهنا نقطة يجب أن ننتبه إليها ، أشار إليها النبي ، صلى الله عليه وسلم ، في الحديث حيث قال ( من رأى منكم ) والرؤية هنا هل هي بصرية أم علمية أم ظنية ؟ أما الظن فلا يرد هنا ؛ لأنه لا يجوز ظن السوء بالمسلم !! إذن تبقى الرؤية البصرية أو العلمية أما البصرية : فهي أن يشاهد الإنسان المنكر والعلمية : أن يسمع إذا كان لا يرى ، أو يخبره به من يثق به وهنا يتبين لنا أن الرسول ، صلى الله عليه وسلم ، أراد منا ألا نتعجل في الحكم على شخص ما في المنكر حتى نراه (فقال من رأى منكم منكرا فليغره بيده ، فإن لم يستطع فبلسانه ، فأن لم يستطع فبقلبه
) ، يقول لي بعض الناس : أنا أجلس عند أهل المنكر وأكره هذا بالقلب وأنكره بقلبي ، فهل أقع في الإثم أم لا ؟ يقول : أشهد الله أني أنكره هذا المنكر وأبغضه بقلبي . نقول : أنت لم تنكره بقلبك لأنه لو أنكره قلبك لأنكرته جوارحك ، لأن النبي ، صلى الله عليه وسلم ، يقول ( ألا وإن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله ، وإذا فسدت فسد الجسد كله ، ألا وهي القلب ) ـ أخرجه البخاري ومسلم . لو أن قلبك كرهه هل يمكن أن تجلس عند الذين يفعلونه ؟ ولهذا قال الله تعالى وجل ( وقد نزل عليكم في الكتاب أن إذا سمعتم آيات الله يكفر بها ويستهزأ بها فلا تقعدوا معهم حتى يخوضوا في حديث غيره إنكم إذا مثلهم ) ـ النساء : 140 ولهذا فإن بعض العامة مساكين يظنون أنه إذا جلس على المنكر وهو يكرهه بقلبه فهذا معنى قول النبي ، صلى الله عليه وسلم ، فإن لم يستطع فبقلبه ، وليس الأمر كذلك فالأمر كما بينت لكم والذي أنكر بقلبه لا يمكن أن يبقى أبدا لا واقعا ولا شرعا ، وكذب من يقول أكره هذا المنكر وهو جالس مع أهله قال لي بعض الناس : إنك إذا قلت ذلك حرمت الجلوس مع من كانوا حالقين لحاهم ؛ لأن حلق اللحى منكر !! نقول عندنا أمران الأول : فعل المنكر الثاني : أثر المنكر فإذا وجدت رجلا يعمل المنكر فإنك تنكر عليه حتى يدع هذا المنكر ، وإذا لم يفعل فإنك لا تجلس معه ؛ لأن من الإنكار بالقلب أن لا تجلس معه أما إذا وجدت أناسا قد فعلوا المنكر وحضرت أنت وهم قد فعلوا منكرهم ، وانتهوا وبقي أثر المنكر عليهم فهل يجوز أن تجلس معهم ؟.. نعم يجوز الجلوس معهم ، لأن هذا الذي تشاهده هو أثر المنكر إذن انتبهوا للفرق بين أثر المنكر وبين التلبس بالمنكر إذن لا تجلس مع الذين يحلقون لحاهم حال الحلق . أما بعد الحلق مثل أن نجدهم في السوق أو على عتبة الدكان وما أشبه ذلك نجلس معهم. لكن لا ندع فرصة إذا أمكن أن نناصحهم ؛ لأننا رأينا عليهم أثر المعصية ، فننصحهم لأن هذا أمر بالمعروف ، ونهي عن المنكر . ومثل ذلك أن تجلس مع شخص تشم منه رائحة الدخان فإنه لا حرج عليك لكن أنصحه عن عدم معاودة شربه أما لو كان يشرب فعلا فلا تجلس معه فإن جلست معه كنت شريكا له في الإثم يجب عرض الإسلام أولا
هناك حيرة عند كثير من الشباب في كيفية مواجهة المنكرات المنتشرة في كثير من الدول الإسلامية ، أيواجهونها بالعنف كما يصنع بعض الشباب ، أم يواجهونها بأسلوب آخر فلا يجدون الاستجابة خاصة في بعض الدول الإسلامية التي لا تحكم شرع الله بالطريقة المطلوبة ، فما رأي فضيلتكم في توجيه هؤلاء الشباب ؟
الذي أرى أن يبدؤوا أولا بعرض الإسلام على حقيقته بعقائده ، وأعماله ، وأخلاقه ، وأن لا يهاجموا هؤلاء مهاجمة توجب نفورهم ، وفيما أعتقد أن الإسلام إذا عرض على الوجه الصحيح أن الفطر تقبله ، مهما كان الأمر ، لأن الدين الإسلامي موافق للفطرة السليمة ، أما مهاجمة الإنسان بما هو عليه من أزمنة قديمة وما عليه آباؤه وأجداده فهذا يوجب النفور والكراهية لما يدعو إليه من الحق . ولهذا قال الله تعالى ( ولا تسبوا الذين يدعون من دون الله فيسبوا الله عدوا بغير علم كذلك زينا لكل أمة عملهم ) ـ الأنعام : 108 .فلذا أرى لإخوتي الدعاة في مجتمع كهذا أن يحرصوا على بيان الحق على ما هو عليه ، وبيان الباطل على ما هو عليه دون أن يهاجموا هؤلاء مهاجمة مباشرة في أعمالهم لا تجوز الوقيعة في أهل الخير هناك اتهامات للآمرين بالمعروف ،والناهين نعن المنكر ، مثل اتهامهم بالتسرع والعجلة ، مع أنهم يلاقون مصاعب ومتاعب ومخالفات من قبل الناس في الشرع الحنيف ، فصاروا بهذا الاتهام فاكهة للمجالس ، وخصوصا من إخوانهم المسلمين ، فما هو توجيه فضيلتكم لمن ولغ في أعراضهم أو تكلم فيهم ؟
! الوقيعة في أعراض أهل الخير أشد من الوقيعة في عامة الناس ، ومن أهل الخير الآمرون بالمعروف والناهون عن المنكر والوقيعة فيهم توهن جانب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ويخشى أن يبتلى الواقع فيهم بكراهة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وفي كراهة ذلك خطر على دين العبد لقوله تعالى ( ذلك بأنهم كرهوا ما أنزل الله فأحبط أعمالهم ) ـ محمد : 9 .فالواجب حماية جانب الآمرين بالمعروف والناهين عن المنكر ومساعدتهم والكف عن أعراضهم لأنهم قائمون بمسؤولية عظيمة وفرض على الأمة جميعا ولكني أقول : إنه لا يمكن أن نبرئ الآمرين بالمعروف والناهين عن المنكر من الخطأ ، كما أننا لا نبرئ أنفسنا أيضا ، إن إخواننا الآمرين بالمعروف ، والناهين عن المنكر ، يعانون من المشقة والتعب مما نسأل الله تعالى لهم أن يكون كفارة لهم لسيئاتهم ، ورفعة لدرجاتهم ، ونسأل الله لهم العون وخيراتهم أكثر بكثير مما يقع من خطأ من بعض أعضاء الهيئة ، لأن بعض أعضاء الهيئة قد تأخذه الغيرة والعاطفة حتى لا يملك نفسه في التصرف كما فعل الصحابة رضي الله عنهم مع الأعرابي الذي جاء فبال في المسجد فقد صرخوا به ونهروه حتى سكتهم النبي، صلى الله عليه وسلم، والإنسان قد يكون لديه غيرة شديدة قوية واندفاع قوي ، فلا يضبط نفسه عند التصرف ، لكن لا يجوز لنا أن نأخذ من مثل هذا الحال سلما للقدح في جميع أعضاء الهيئة ، أو في جميع أعمال هذا الشخص نفسه ، بالواجب أن نلتمس له العذر وأن نتصل به ونبين له ما هو الطريق الراشد في معالجة الأمور