أحمد بن حمودالعرادي
08-05-2006, 03:59 PM
(( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى تِجَارَةٍ تُنْجِيكُمْ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ (10) تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ (11) يَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَيُدْخِلْكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ ))
تفسير السعدي رحمه الله :
هذه وصية ودلالة وإرشاد من أرحم الراحمين لعباده المؤمنين ، لأعظم تجارة ، وأجل مطلوب ، وأعلى مرغوب ، يحصل بها النجاة من العذاب الأليم ، والفوز بالنعيم المقيم . وأتى بأداة العرض ، الدالة على أن هذا أمر يرغب فيه كل معتبر ، ويسمو إليه كل لبيب ، فكأنه قيل : ما هذه التجارة التي هذا قدرها ؟ فقال :
" تؤمنون بالله ورسوله ".
ومن المعلوم أن الإيمان التام هو التصديق الجازم بما أمر الله بالتصديق به ، المستلزم لأعمال الجوارح ، التي من أجلها الجهاد في سبيله ، فلهذا قال :
" وتجاهدون في سبيل الله بأموالكم وأنفسكم "،
بأن تبذلون نفوسكم ومهجكم ، لمصادمة أعداء الإسلام ، والقصد : دين الله ، وإعلاء كلمته . وتنفقون ما تيسر من أموالكم في ذلك المطلوب ، فإن ذلك ، وإن كان كريها للنفوس ، شاقا عليها ، فإنه
" خير لكم إن كنتم تعلمون "،
فإنه فيه الخير الدنيوي ، من النصر على الأعداء ، والعز المنافي للذل والرزق الواسع ، وسعة الصدر ، وانشراحه . والخير الأخروي ، بالفوز بثواب الله ، والنجاة من عقابه ، ولهذا ذكر الجزاء في الآخرة ، فقال :
" يغفر لكم ذنوبكم "
وهو شامل للصغائر والكبائر فإن الإيمان بالله ، والجهاد في سبيله ، مكفر للذنوب ، ولو كانت كبائر .
" ويدخلكم جنات تجري من تحتها الأنهار "
أي : من تحت مساكنها وقصورها ، وغرفها ، وأشجارها ، أنهار من ماء غير آسن ، وأنهار من لبن لم يتغير طعمه ، وأنهار من خمر لذة للشاربين ، وأنهار من عسل مصفى ولهم فيها من كل الثمرات .
" ومساكن طيبة في جنات عدن "،
أي : جمعت كل طيب ، من علو ، وارتفاع ، وحسن بناء وزخرفة . حتى إن أهل الغرف من أهل عليين ، يتراءاهم أهل الجنة ، كما يتراءى الكوكب الدري في الأفق الشرقي ، أو الغربي . وحتى إن بناء الجنة بعضه من لبن ذهب ، وبعضه من لبن فضة ، وخيامها من اللؤلؤ والمرجان ، وبعض المنازل من الزمرد ، والجواهر الملونة بأحسن الألوان ، حتى إنها من صفائها يرى ظاهرها من باطنها ، وباطنها من ظاهرها ، وفيها من الطيب والحسن ما لا يأتي عليه وصف الواصفين ، ولا خطر على قلب أحد من العالمين ، لا يمكن أن يدركوه حتى يروه ، ويتمتعوا بحسنه وتقر به أعينهم . ففي تلك الحالة ، لولا أن الله خلق أهل الجنة ، وأنشأهم نشأة كاملة ، لا تقبل العدم ، لأوشك أن يموتوا من الفرح ، فسبحان من لا يحصي أحد من خلقه ، ثناء عليه ، بل هو كما أثنى على نفسه ، وفوق ما يثني عليه أحد من خلقه . وتبارك الجليل الجميل ، الذي أنشأ دار النعيم ، وجعل فيها من الجلال والجمال ما يبهر عقول الخلق ، ويأخذ بأفئدتهم . وتعالى من له الحكمة التامة ، الذي من جملتها ، أنه لو رأى العباد الجنة ، ونظروا إلى ما فيها من النعيم لما تخلف عنها أحد ، ولما هنأهم العيش في هذه الدار المنغصة المشوب نعيمها بألمها ، وفرحها بترحها . وسميت جنة عدن ، لأن أهلها مقيمون فيها ، لا يخرجون منها أبدا ، ولا يبغون عنها حولا ، ذلك الثواب الجزيل ، والأجر الجميل ، هو الفوز العظيم ، الذي لا فوز مثله ، فهذا الثواب الأخروي .
تفسير السعدي رحمه الله :
هذه وصية ودلالة وإرشاد من أرحم الراحمين لعباده المؤمنين ، لأعظم تجارة ، وأجل مطلوب ، وأعلى مرغوب ، يحصل بها النجاة من العذاب الأليم ، والفوز بالنعيم المقيم . وأتى بأداة العرض ، الدالة على أن هذا أمر يرغب فيه كل معتبر ، ويسمو إليه كل لبيب ، فكأنه قيل : ما هذه التجارة التي هذا قدرها ؟ فقال :
" تؤمنون بالله ورسوله ".
ومن المعلوم أن الإيمان التام هو التصديق الجازم بما أمر الله بالتصديق به ، المستلزم لأعمال الجوارح ، التي من أجلها الجهاد في سبيله ، فلهذا قال :
" وتجاهدون في سبيل الله بأموالكم وأنفسكم "،
بأن تبذلون نفوسكم ومهجكم ، لمصادمة أعداء الإسلام ، والقصد : دين الله ، وإعلاء كلمته . وتنفقون ما تيسر من أموالكم في ذلك المطلوب ، فإن ذلك ، وإن كان كريها للنفوس ، شاقا عليها ، فإنه
" خير لكم إن كنتم تعلمون "،
فإنه فيه الخير الدنيوي ، من النصر على الأعداء ، والعز المنافي للذل والرزق الواسع ، وسعة الصدر ، وانشراحه . والخير الأخروي ، بالفوز بثواب الله ، والنجاة من عقابه ، ولهذا ذكر الجزاء في الآخرة ، فقال :
" يغفر لكم ذنوبكم "
وهو شامل للصغائر والكبائر فإن الإيمان بالله ، والجهاد في سبيله ، مكفر للذنوب ، ولو كانت كبائر .
" ويدخلكم جنات تجري من تحتها الأنهار "
أي : من تحت مساكنها وقصورها ، وغرفها ، وأشجارها ، أنهار من ماء غير آسن ، وأنهار من لبن لم يتغير طعمه ، وأنهار من خمر لذة للشاربين ، وأنهار من عسل مصفى ولهم فيها من كل الثمرات .
" ومساكن طيبة في جنات عدن "،
أي : جمعت كل طيب ، من علو ، وارتفاع ، وحسن بناء وزخرفة . حتى إن أهل الغرف من أهل عليين ، يتراءاهم أهل الجنة ، كما يتراءى الكوكب الدري في الأفق الشرقي ، أو الغربي . وحتى إن بناء الجنة بعضه من لبن ذهب ، وبعضه من لبن فضة ، وخيامها من اللؤلؤ والمرجان ، وبعض المنازل من الزمرد ، والجواهر الملونة بأحسن الألوان ، حتى إنها من صفائها يرى ظاهرها من باطنها ، وباطنها من ظاهرها ، وفيها من الطيب والحسن ما لا يأتي عليه وصف الواصفين ، ولا خطر على قلب أحد من العالمين ، لا يمكن أن يدركوه حتى يروه ، ويتمتعوا بحسنه وتقر به أعينهم . ففي تلك الحالة ، لولا أن الله خلق أهل الجنة ، وأنشأهم نشأة كاملة ، لا تقبل العدم ، لأوشك أن يموتوا من الفرح ، فسبحان من لا يحصي أحد من خلقه ، ثناء عليه ، بل هو كما أثنى على نفسه ، وفوق ما يثني عليه أحد من خلقه . وتبارك الجليل الجميل ، الذي أنشأ دار النعيم ، وجعل فيها من الجلال والجمال ما يبهر عقول الخلق ، ويأخذ بأفئدتهم . وتعالى من له الحكمة التامة ، الذي من جملتها ، أنه لو رأى العباد الجنة ، ونظروا إلى ما فيها من النعيم لما تخلف عنها أحد ، ولما هنأهم العيش في هذه الدار المنغصة المشوب نعيمها بألمها ، وفرحها بترحها . وسميت جنة عدن ، لأن أهلها مقيمون فيها ، لا يخرجون منها أبدا ، ولا يبغون عنها حولا ، ذلك الثواب الجزيل ، والأجر الجميل ، هو الفوز العظيم ، الذي لا فوز مثله ، فهذا الثواب الأخروي .