نواف النجيدي
08-05-2006, 06:30 PM
«والفتنة أشد من القتل»..حتى لا تخرق السفينة
د.وليد الرشودي *
9/7/1427
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:
أخرج مسلم في صحيحه (ج1 - ص128 ) باب: بيان أن الإسلام بدأ غريباً وسيعود قريباً وإنه يأرز بين المسجدين:
عن حذيفة قال كنا عند عمر فقال أيكم سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يذكر الفتن؟ فقال قوم: نحن سمعناه, فقال: لعلكم تعنون فتنة الرجل في أهله وجاره, قالوا: أجل, قال تلك تكفرها الصلاة والصيام والصدقة, ولكن أيكم سمع النبي صلى الله عليه وسلم يذكر الفتن التي تموج موج البحر؟ قال حذيفة: فأسكت القوم, فقلت أنا, قال: أنت لله أبوك؟ قال حذيفة سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «تعرض الفتن على القلوب كالحصير عوداً عوداً, فأي قلب أشربها نكت فيه نكتة سوداء, وأي قلب أنكرها نكت فيه نكتة بيضاء, حتى تصير على قلبين, على أبيض مثل الصفا فلا تضره فتنة ما دامت السماوات والأرض, والآخر أسوداً مرباداً كالكوز مجخياً, لا يعرف معروفاً ولا ينكر منكراً إلا ما أشرب من هواه» قال حذيفة وحدثته أن بينك وبينها باباً مغلقاً يوشك أن يكسر, قال عمر: أكسراً لا أبالك؟ فلو أنه فتح لعله كان يعاد, قلت: لا بل يكسر, وحدثته أن ذلك الباب رجل يقتل أو يموت, حديثاً ليس بالأغاليط. قال أبو خالد: فقلت لسعد: يا أبا مالك: ما أسود مرباداً؟ قال: شدة البياض في سواد, قال: قلت: فما الكوز مجخياً؟ قال: منكوساً.
في زمن الفتن تكون العصمة فيه لمن تمسك بالكتاب والسنة, فإن الفتن تشربها القلوب وتطير بها العقول, لا سيما إذا تعلقت هذه الفتن بالأمة ومصيرها, وتكون أعظم حينما تكون الأمة في مواجهة عدو لها,قد امتلأ القلب غيظاً منه, فعندها لا تسأل كيف تطيش الأحلام, وتضيع الأفهام, ويضعف أهل الحق, وتذوب المناهج في المصالح المتخلية.
ومن هذه الفتن فتنة لبنان اليوم, التي هي بكل حق معضلة من أشد المعضلات. والمعضلة هي صعاب المسائل الضيقة المخرج, وكذلك هي فتنة لبنان, حيث ضاق بالعلماء وطلبة العلم المخرج منها, فتعرضت سفينتنا إلى خرق خطير يصعب بعد ذلك إصلاحه إن لم نتداركه بقوة التمسك بالتوحيد الناصع الذي هو محض الكتاب والسنة: «فاستمسك بالذي أوحي إليك إنك على صراط مستقيم»,«وإنه لذكر لك ولقومك وسوف تسألون» وحتى لا تخرق السفينة سواء كان على المبني للمجهول أو المعلوم فالواجب على كل راكب فيها أن يحاذر ممن هم معه أن يحدثوا خرقاً فإن ذلك غرق لهم جميعاً.
بدأت الفتنة في لبنان وكثر التحليل لأحداثها ومجرياتها حتى وصل الأمر في الخلط في تحديد أعدائنا فيها, وليت الأمر اكتفى بمجرد فتنة لبنان, بل وصل إلى الطعن في علماء الأمة ودعاتها لعدم موافقتهم لرأي مخالفيهم, بل لم يتوقف عند هذا الحد بل رميت مناهج السلف وأنها السبب في تأزيم الأزمة زعموا, فأدخلت الوهابية طرفاً في النزاع بل تعدى الأمر ذلك فجعلت الوهابية والوهابيون نشازاً عن أهل السنة, وأنهم هم فقط من يخالف رأي الآخرين.
لذا أكتب بكل صراحة وتجرد أن التمييع في الفتنة لا يخدم القضية ومداحو اليوم هم الذامون غداً ولذلك أسطر هذه الفقرات:-
1. إن كثيراً يحسن أن يتلوا: «ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم» وأن يروي أثر ابن مسعود (الخلاف شر) ولا يحسن تطبيقه, يدعو للوحدة ويناقضها, يحافظ على وحدة البعيد ويسعى للفرقة والشقاق مع القريب.
2. ومنهم من يرحم أهل البدع والنفاق ولا يرحم أهل الحق والاتفاق أذلة على أهل البدعة أشداء على أهل السنة.
3. في كثير من التحليل والبيانات تهييج لروح العاطفة ومحللوها وكاتبوها ينادون بنبذ العاطفة عند مصائب الأمة وهم أول من يقع بها.
4. أسأل بكل صراحة: هل من انتقد وعارض الاستعانة بالكفار ضد صدام عام 1411هـ هل كان هو في صف صدام في ذلك الحين أو يرضى أن نقول أنه مع صدام؟ وكذلك اليوم من يعارض أو ينتقد حزب الله هل يقتضي أو يلزم أنه يخدم مصلحة العدو الصهيوني؟ سبحانك هذا بهتان عظيم.
5. الكل ينادي بأهمية العقيدة والانتصار لمنهج السلف والمحافظة على عقيدة الولاء والبراء ولكنها عند التطبيق تختصر فقط مع أمريكا لا غير وقد تتجاوزها لتطبق على حكام العرب.
6. الوحدة عند الفتنة ونزول الأزمة هي المطلب الذي ينادي به الجميع في ظهوره الفضائي أو المقالي أو الاجتماعي ولكن لا أثر لهذه النداءات لدى البعض عند التعامل مع إخوانه أهل العلم.
7. والوحدة أيضاً مطلب شرعي حول الوالي والعالم وعند تحليل الفتنة ترى الانسياق المحموم وراء التحليل الإعلامي المشبوه الذي يسوق الانتصار لرأي البلد الذي يقبع فيه, فهي محل ولاءه ويهضم حقوق الآخرين, ومن ذلك غفلة جل بل كل من حلل الحدث عن البيان الصادر من الديوان الملكي السعودي الذي فيه قوة وعزة وكرامة ودعوة لاتحاد الصف لو اختلف الرأي لكن الرجوع إلى الحق وموافقته صعب على الأنفس أعاننا الله على ذلك.
8. شباب الأمة أمانة في أعناق العلماء وطلاب العلم والدعاة فلا يجوز خيانتهم في أغلى ما يملكون وهو عقيدتهم فإيضاح الحق بجميع جوانبه هو الواجب الشرعي دون مواربة أو تمييع وكل طالب علم يعلم أن تأخير البيان عن وقت الحاجة لا يجوز.
9. إننا وإن اتفقنا على أن عدونا الأول هو الفريق اليهودي وأتباعه من الأمريكان فكذلك لا يجوز أن ننكر أن للأمة أعداء آخرين يجب تمييزهم للحذر منهم وحماية للعامة والدهماء من التعلق برموزهم فتكون سبب في فتنتهم وضلالهم وفي القرآن: «والفتنة أشد من القتل».
10. المسارعة إلى التوبة والاستغفار والدعاء هي المفاتيح في زمن الفتن ويحسن بنا أن نعرف كيف نتعامل مع أسنانها الذي منه «قل هو من عند أنفسكم» وأعظم ما عندنا اليوم هي عقيدتنا التي منّ الله تعالى عليها بنا فلا يجوز أن نتنكر لها أو نخالفها أو نوالي على خلافها فالتوبة من ذلك هو مفتاح النصر والاستقامة والمحافظة على السفينة.
اللهم ألهمنا رشدنا وقنا شر أنفسنا وثبتنا على الحق يا ربنا حتى نلقاك,اللهم اهدنا لما اختلف فيه من الحق بإذنك إنك تهدي من تشاء إلى صراط مستقيم.
وصلى الله على محمد وآله وصحبه وسلم
أخوكم الزاد
د.وليد الرشودي *
9/7/1427
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:
أخرج مسلم في صحيحه (ج1 - ص128 ) باب: بيان أن الإسلام بدأ غريباً وسيعود قريباً وإنه يأرز بين المسجدين:
عن حذيفة قال كنا عند عمر فقال أيكم سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يذكر الفتن؟ فقال قوم: نحن سمعناه, فقال: لعلكم تعنون فتنة الرجل في أهله وجاره, قالوا: أجل, قال تلك تكفرها الصلاة والصيام والصدقة, ولكن أيكم سمع النبي صلى الله عليه وسلم يذكر الفتن التي تموج موج البحر؟ قال حذيفة: فأسكت القوم, فقلت أنا, قال: أنت لله أبوك؟ قال حذيفة سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «تعرض الفتن على القلوب كالحصير عوداً عوداً, فأي قلب أشربها نكت فيه نكتة سوداء, وأي قلب أنكرها نكت فيه نكتة بيضاء, حتى تصير على قلبين, على أبيض مثل الصفا فلا تضره فتنة ما دامت السماوات والأرض, والآخر أسوداً مرباداً كالكوز مجخياً, لا يعرف معروفاً ولا ينكر منكراً إلا ما أشرب من هواه» قال حذيفة وحدثته أن بينك وبينها باباً مغلقاً يوشك أن يكسر, قال عمر: أكسراً لا أبالك؟ فلو أنه فتح لعله كان يعاد, قلت: لا بل يكسر, وحدثته أن ذلك الباب رجل يقتل أو يموت, حديثاً ليس بالأغاليط. قال أبو خالد: فقلت لسعد: يا أبا مالك: ما أسود مرباداً؟ قال: شدة البياض في سواد, قال: قلت: فما الكوز مجخياً؟ قال: منكوساً.
في زمن الفتن تكون العصمة فيه لمن تمسك بالكتاب والسنة, فإن الفتن تشربها القلوب وتطير بها العقول, لا سيما إذا تعلقت هذه الفتن بالأمة ومصيرها, وتكون أعظم حينما تكون الأمة في مواجهة عدو لها,قد امتلأ القلب غيظاً منه, فعندها لا تسأل كيف تطيش الأحلام, وتضيع الأفهام, ويضعف أهل الحق, وتذوب المناهج في المصالح المتخلية.
ومن هذه الفتن فتنة لبنان اليوم, التي هي بكل حق معضلة من أشد المعضلات. والمعضلة هي صعاب المسائل الضيقة المخرج, وكذلك هي فتنة لبنان, حيث ضاق بالعلماء وطلبة العلم المخرج منها, فتعرضت سفينتنا إلى خرق خطير يصعب بعد ذلك إصلاحه إن لم نتداركه بقوة التمسك بالتوحيد الناصع الذي هو محض الكتاب والسنة: «فاستمسك بالذي أوحي إليك إنك على صراط مستقيم»,«وإنه لذكر لك ولقومك وسوف تسألون» وحتى لا تخرق السفينة سواء كان على المبني للمجهول أو المعلوم فالواجب على كل راكب فيها أن يحاذر ممن هم معه أن يحدثوا خرقاً فإن ذلك غرق لهم جميعاً.
بدأت الفتنة في لبنان وكثر التحليل لأحداثها ومجرياتها حتى وصل الأمر في الخلط في تحديد أعدائنا فيها, وليت الأمر اكتفى بمجرد فتنة لبنان, بل وصل إلى الطعن في علماء الأمة ودعاتها لعدم موافقتهم لرأي مخالفيهم, بل لم يتوقف عند هذا الحد بل رميت مناهج السلف وأنها السبب في تأزيم الأزمة زعموا, فأدخلت الوهابية طرفاً في النزاع بل تعدى الأمر ذلك فجعلت الوهابية والوهابيون نشازاً عن أهل السنة, وأنهم هم فقط من يخالف رأي الآخرين.
لذا أكتب بكل صراحة وتجرد أن التمييع في الفتنة لا يخدم القضية ومداحو اليوم هم الذامون غداً ولذلك أسطر هذه الفقرات:-
1. إن كثيراً يحسن أن يتلوا: «ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم» وأن يروي أثر ابن مسعود (الخلاف شر) ولا يحسن تطبيقه, يدعو للوحدة ويناقضها, يحافظ على وحدة البعيد ويسعى للفرقة والشقاق مع القريب.
2. ومنهم من يرحم أهل البدع والنفاق ولا يرحم أهل الحق والاتفاق أذلة على أهل البدعة أشداء على أهل السنة.
3. في كثير من التحليل والبيانات تهييج لروح العاطفة ومحللوها وكاتبوها ينادون بنبذ العاطفة عند مصائب الأمة وهم أول من يقع بها.
4. أسأل بكل صراحة: هل من انتقد وعارض الاستعانة بالكفار ضد صدام عام 1411هـ هل كان هو في صف صدام في ذلك الحين أو يرضى أن نقول أنه مع صدام؟ وكذلك اليوم من يعارض أو ينتقد حزب الله هل يقتضي أو يلزم أنه يخدم مصلحة العدو الصهيوني؟ سبحانك هذا بهتان عظيم.
5. الكل ينادي بأهمية العقيدة والانتصار لمنهج السلف والمحافظة على عقيدة الولاء والبراء ولكنها عند التطبيق تختصر فقط مع أمريكا لا غير وقد تتجاوزها لتطبق على حكام العرب.
6. الوحدة عند الفتنة ونزول الأزمة هي المطلب الذي ينادي به الجميع في ظهوره الفضائي أو المقالي أو الاجتماعي ولكن لا أثر لهذه النداءات لدى البعض عند التعامل مع إخوانه أهل العلم.
7. والوحدة أيضاً مطلب شرعي حول الوالي والعالم وعند تحليل الفتنة ترى الانسياق المحموم وراء التحليل الإعلامي المشبوه الذي يسوق الانتصار لرأي البلد الذي يقبع فيه, فهي محل ولاءه ويهضم حقوق الآخرين, ومن ذلك غفلة جل بل كل من حلل الحدث عن البيان الصادر من الديوان الملكي السعودي الذي فيه قوة وعزة وكرامة ودعوة لاتحاد الصف لو اختلف الرأي لكن الرجوع إلى الحق وموافقته صعب على الأنفس أعاننا الله على ذلك.
8. شباب الأمة أمانة في أعناق العلماء وطلاب العلم والدعاة فلا يجوز خيانتهم في أغلى ما يملكون وهو عقيدتهم فإيضاح الحق بجميع جوانبه هو الواجب الشرعي دون مواربة أو تمييع وكل طالب علم يعلم أن تأخير البيان عن وقت الحاجة لا يجوز.
9. إننا وإن اتفقنا على أن عدونا الأول هو الفريق اليهودي وأتباعه من الأمريكان فكذلك لا يجوز أن ننكر أن للأمة أعداء آخرين يجب تمييزهم للحذر منهم وحماية للعامة والدهماء من التعلق برموزهم فتكون سبب في فتنتهم وضلالهم وفي القرآن: «والفتنة أشد من القتل».
10. المسارعة إلى التوبة والاستغفار والدعاء هي المفاتيح في زمن الفتن ويحسن بنا أن نعرف كيف نتعامل مع أسنانها الذي منه «قل هو من عند أنفسكم» وأعظم ما عندنا اليوم هي عقيدتنا التي منّ الله تعالى عليها بنا فلا يجوز أن نتنكر لها أو نخالفها أو نوالي على خلافها فالتوبة من ذلك هو مفتاح النصر والاستقامة والمحافظة على السفينة.
اللهم ألهمنا رشدنا وقنا شر أنفسنا وثبتنا على الحق يا ربنا حتى نلقاك,اللهم اهدنا لما اختلف فيه من الحق بإذنك إنك تهدي من تشاء إلى صراط مستقيم.
وصلى الله على محمد وآله وصحبه وسلم
أخوكم الزاد