عواد سلامه الرموثي
08-06-2006, 01:38 AM
[الدروس المهمة لعامة الأمة]
مقدمة
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين ، والعاقبة للمتقين ، وصلى الله وسلم على عبده ورسوله نبينا محمد ، وعلى آله وأصحابه أجمعين .
أما بعد :
فهذه كلمات موجزة في بيان بعض ما يجب أن يعرفه العامة عن دين الإسلام ، سميتها : ( الدروس المهمة لعامة الأمة ).
وأسأل الله أن ينفع بها المسلمين ، وأن يتقبلها مني ، إنه جواد كريم .
عبد العزيز بن عبد الله بن باز
الدرس الأول:
سورة الفاتحة وقصار السور
سورة الفاتحة وما أمكن من قصار السور، من سورة الزلزلة إلى سورة الناس ، تلقينا ، وتصحيحا للقراءة ، وتحفيظا ، وشرحا لما يجب فهمه.
الدرس الثاني:
أركان الإسلام
بيان أركان الإسلام الخمسة ، وأولها وأعظمها: شهادة أن لا إله إلا الله ، وأن محمدا رسول الله بشرح معانيها ، مع بيان شروط لا إله إلا الله ، ومعناها: ( لا إله ) نافيا جميع ما يعبد من دون الله ، ( إلا الله ) مثبتا العبادة لله وحده لا شريك له .
وأما شروط ( لا إله إلا الله ) فهي : العلم المنافي للجهل ، واليقين المنافي للشك ، والإخلاص المنافي للشرك ، والصدق المنافي للكذب ، والمحبة المنافية للبغض ، والانقياد المنافي للترك ، والقبول المنافي للرد ، والكفر بما يعبد من دون الله. وقد جمعت في البيتين الآتيين :
علم يقين وإخلاص وصدقك مع
محبة وانقياد والقبول لها
وزيد ثامنها الكفران منك بما
سوى الإله من الأشياء قد ألها
مع بيان شهادة أن محمدا رسول الله ، ومقتضاها: تصديقه فيما أخبر ، وطاعته فيما أمر ، واجتناب ما نهى عنه وزجر ، وألا يعبد الله إلا بما شرعه الله عز وجل ، ورسوله صلى الله عليه وسلم .
ثم يبين للطالب بقية أركان الإسلام الخمسة ، وهي : الصلاة ، والزكاة ، وصوم رمضان ، وحج بيت الله الحرام لمن استطاع إليه سبيلا.
إستقبال القبلة في الصلاة
2- يتوجه المصلي إلى القبلة- وهي: الكعبة- أينما كان، بجميع بدنه، قاصدا بقلبه فعل الصلاة التي يريدها من فريضة أو نافلة، ولا ينطق بلسانه بالنية؛ لأن النطق باللسان غير مشروع، بل هو بدعة؛ لكون النبي صلى الله عليه وسلم لم ينطق بالنية، ولا أصحابه رضي الله عنهم، ويسن أن يجعل له سترة يصلي إليها إن كان إماما أو منفردا؛ لأمر النبي صلى الله عليه وسلم بذلك.
واستقبال القبلة شرط في الصلاة إلا في مسائل مستثناة معلومة، موضحة في كتب أهل العلم.
[ حكم فضل السنن الرواتب والنوافل المطلقة في السفر ]
71- اختلفوا في أفضلية فعل السنن الرواتب مع القصر في السفر فمن قائل يستحب فعلها ومن قائل لا تستجب وقد قصرت الفريضة فماذا ترون في ذلك؟ وكذا في فعل النوافل المطلقة كصلاة الليل.
الجواب: السنة للمسافر ترك راتبة الظهر والمغرب والعشاء مع الإتيان بسنة الفجر تأسيا بالنبي - صلى الله عليه وسلم - في ذلك وهكذا يشرع له التهجد في الليل والوتر في السفر لأن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يفعل ذلك وهكذا جميع الصلات المطلقة وذوات الأسباب كسنة الضحى وسنة الوضوء وصلاة الكسوف وهكذا يشرع له سجود التلاوة وتحية المسجد إذا دخل المسجد للصلاة أو لغرض آخر فإنه يصلي التحية.
[ إقامة جماعة أخرى في المسجد بعد انتهاء جماعة المصلين ]
قال البعض: إنه لا يجوز إقامة جماعة أخرى في المسجد بعد انتهاء جماعة المصلين ، فهل لهذا أصل؟ وما هو الصواب؟
الجواب: هذا القول ليس بصحيح ولا أصل له في الشرع المطهر فيما أعلم بل السنة الصحيحة تدل على خلافه وهي قوله - صلى الله عليه وسلم: " صلاة الجماعة أفضل من صلاة الفذ بسبع وعشرين درجة (http://www.binbaz.org.sa/Takreej.asp?f=HadN6781)وقوله- صلى الله عليه وسلم-: صلاة الرجل مع الرجل أزكي من صلاته وحده (http://www.binbaz.org.sa/Takreej.asp?f=HadN6782)وقوله - صلى الله عليه وسلم-: لما رأى رجلا دخل المسجد بعد ما صلى الناس.. " من يتصدق على هذا فيصلي معه" (http://www.binbaz.org.sa/Takreej.asp?f=HadN6783)
ولكن لا يجوز للمسلم أن يتأخر عن صلاة الجماعة بل يجب عليه أن يبادر حين يسمع النداء. والله ولي التوفيق.
الآذان
[ حكم الآذان بعد الوقت ]
يقول بعض الناس إذا لم تؤذن أول الوقت فلا داعي للأذان لأن الأذان للإعلام بدخول وقت الصلاة فما رأي سماحتكم في ذلك وهل يشرع الأذان للمنفرد في البرية؟
الجواب: إذا لم يؤذن في أول الوقت لم يشرع له أن يؤذن بعد ذلك إذا كان في المكان مؤذنون سواه قد حصل بهم المطلوب وإن كان التأخير يسيرا فلا بأس بتأذينه.
أما إذا لم يكن في البلد سواه فإنه يلزمه التأذين ولو تأخر بعض الوقت لأن الأذان في هذه الحال فرض كفاية ولم يقم به غيره فوجب عليه لكونه المسئول عن ذلك ولأن الناس ينتظرونه في الغالب.
أما المسافر فيشرع له الأذان وإن كان وحده. لما ثبت في الصحيح عن أبي سعيد- رضي الله عنه- أنه قال لرجل: إذا كنت في غنمك وباديتك فارفع صوتك بالنداء فإنه لا يسمع مدى صوت المؤذن جن ولا إنس ولا شيء إلا شهد له يوم القيامة (http://www.binbaz.org.sa/Takreej.asp?f=HadN6741)ورفع ذلك إلى النبي- صلى الله عليه وسلم.
ولعموم الأحاديث الأخرى في شرعية الأذان وفائدته.
فصل في الأذكار والأدعية المشروعة في ابتداء الشراب والأكل والفراغ منهما
عن عمر ابن أبي سلمة رضي الله عنهما قال: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: يا غلام سم الله وكُلْ بيمينك وكُلْ مما يليك (http://www.binbaz.org.sa/Takreej.asp?f=HadN6643)متفق عليه.
وعن عائشة رضي الله عنها. قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إذا أكل أحدكم فليذكر اسم الله تعالى في أوله فإن نسي أن يذكر الله تعالى في أوله فليقل بسم الله أوله وآخره (http://www.binbaz.org.sa/Takreej.asp?f=HadN6644)رواه أبو داود والنسائي والترمذي وقال: حسن صحيح. وصححه الحاكم، وأقره الذهبي.
وعن أنس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن الله ليرضى عن العبد أن يأكل أكلة فيحمده عليها أو يشرب الشربة فيحمده عليها (http://www.binbaz.org.sa/Takreej.asp?f=HadN6645)رواه مسلم.
وعن معاذ بن أنس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من أكل طعاما فقال الحمد لله الذي أطعمني هذا ورزقنيه من غير حول مني ولا قوة غفر له ما تقدم من ذنبه (http://www.binbaz.org.sa/Takreej.asp?f=HadN6646)رواه أبو داود والترمذي وابن ماجة بإسناد حسن.
وعن أبي أمامة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا فرغ من طعامه قال الحمد لله حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه غير مكفي ولا مودع ولا مستغنى عنه ربنا (http://www.binbaz.org.sa/Takreej.asp?f=HadN6647)رواه البخاري في صحيحه.
فصل فيما يشرع من الأذكار والدعاء عند رؤية البلدة أو القفول منها
عن صهيب رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم لم ير قرية يريد دخولها إلا قال حين يراها اللهم رب السموات السبع وما أظللن ورب الأرضين السبع وما أقللن ورب الشياطين وما أضللن ورب الرياح وما ذرين أسألك خير هذه القرية وخير أهلها وخير ما فيها وأعوذ بك من شرها وشر أهلها وشر ما فيها (http://www.binbaz.org.sa/Takreej.asp?f=HadN6648)رواه النسائي بإسناد حسن.
وعن أنس رضي الله عنه قال: أقبلنا مع النبي صلى الله عليه وسلم حتى إذ كنا بظهر المدينة (http://www.binbaz.org.sa/Takreej.asp?f=HadN6649)قال: آيبون تائبون عابدون لربنا حامدون فلم يزل يقول ذلك حتى قدمنا المدينة رواه مسلم.
[ الاستهزاء بشعائر الدين الظاهرة كإعفاء اللحى وتقصير الثياب ]
7 - ظهر في كثير من المجتمعات الإسلامية الاستهزاء بشعائر الدين الظاهرة كإعفاء اللحى وتقصير الثياب ، ونحوهما، فهل مثل هذا الاستهزاء بالدين الذي يخرج من الملة؟ وبماذا تنصحون من وقع في مثل هذا الأمر؟ وفقكم الله.
الجواب: لا ريب أن الاستهزاء بالله ورسوله وبآياته وبشرعه وأحكامه من جملة أنواع الكفر لقول الله- عز وجل-: قُلْ أَبِاللَّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنْتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ لا تَعْتَذِرُوا قَدْ كَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ (http://quran.al-islam.com/Display/Display.asp?nType=1&nSeg=0&l=arb&nSora=9&nAya=66)الآية من سورة التوبة.
ويدخل في ذلك الاستهزاء بالتوحيد، أو بالصلاة، أو بالزكاة، أو الصيام أو الحج، أو غير ذلك من أحكام الدين المتفق عليها.
أما الاستهزاء بمن يعفي لحيته أو يقصر ثيابه ويحذر الإسبال أو نحو ذلك من الأمور التي قد تخفى أحكامها، فهذا فيه تفصيل، والواجب الحذر من ذلك، ونصيحة من يعرف منه شيء من ذلك حتى يتوب إلى الله- سبحانه- ويلتزم بشرعه، ويحذر الاستهزاء بمن تمسك بالشرع في ذلك، طاعة لله- عز وجل- ورسوله، صلى الله عليه وسلم، وحذرا من غضب الله وعقابه والردة عن دينه وهو لا يشعر، نسأل الله لنا وللمسلمين جميعا العافية من كل سوء إنه خير مسئول. والله ولي التوفيق
الجمع والقصر
[ هل الجمع والقصر متلازمان ]
يتصور البعض أن الجمع والقصر متلازمان. فلا جمع بلا قصر ولا قصر بلا جمع فما رأيكم في ذلك؟ وهل الأفضل للمسافر القصر بلا جمع أو الجمع والقصر ؟
الجواب: من شرع الله له القصر وهو المسافر جاز له الجمع ولكن ليس بينهما تلازم فله أن يقصر ولا يجمع. وترك الجمع أفضل إذا كان المسافر نازلا غير ظاعن كما فعله النبي - صلى الله عليه وسلم - في منى في حجة الوداع. فإنه قصر ولم يجمع وقد جمع بين القصر والجمع في غزوة تبوك فدل على التوسعة في ذلك وكان - صلى الله عليه وسلم - يقصر ويجمع إذا كان على ظهر سير غير مستقر في مكان.
أما الجمع فأمره أوسع فإنه يجوز للمريض ويجوز أيضا للمسلمين في مساجدهم عند وجود المطر بين المغرب والعشاء، وبين الظهر والعصر ولا يجوز لهم القصر لأن القصر مختص بالسفر فقط.. والله ولي التوفيق.
[ التبرك بالعلماء والصالحين وآثارهم ]
5 - هناك من يرى جواز التبرك بالعلماء والصالحين وآثارهم مستدلا بما ثبت من تبرك الصحابة- رضي الله عنهم- بالنبي، صلى الله عليه وسلم، فما حكم ذلك؟ ثم أليس فيه تشبيه لغير النبي، صلى الله عليه وسلم، بالنبي، صلى الله عليه وسلم؟ وهل يمكن التبرك بالنبي، صلى الله عليه وسلم ، بعد وفاته؟ وما حكم التوسل إلى الله- تعالى- ببركة النبي صلى الله عليه وسلم ؟
الجواب: لا يجوز التبرك بأحد غير النبي، صلى الله عليه وسلم، لا بوضوئه، ولا بشعره، ولا بعرقه، ولا بشيء من جسده؛ بل هذا كله خاص بالنبي، صلى الله عليه وسلم، لما جعل الله في جسده وما مسه من الخير والبركة.
ولهذا لم يتبرك الصحابة- رضي الله عنهم- بأحد منهم، لا في حياته ولا بعد وفاته، صلى الله عليه وسلم، لا مع الخلفاء الراشدين ولا مع غيرهم.
فدل ذلك على أنهم قد عرفوا أن ذلك خاص بالنبي، صلى الله عليه وسلم، دون غيره، ولأن ذلك وسيلة إلى الشرك وعبادة غير الله سبحانه.. وهكذا لا يجوز التوسل إلى الله - سبحانه- بجاه النبي، صلى الله عليه وسلم، أو ذاته أو صفته أو بركته لعدم الدليل على ذلك، ولأن ذلك من وسائل الشرك به والغلو فيه عليه الصلاة والسلام، ولأن ذلك أيضا لم يفعله أصحابه- رضي الله عنهم- ولو كان خيرا لسبقونا إليه؟ ولأن ذلك خلافا الأدلة الشرعية، فقد قال الله- عز وجل-: وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا (http://quran.al-islam.com/Display/Display.asp?nType=1&nSeg=0&l=arb&nSora=7&nAya=180)ولم يأمر بدعائه- سبحانه- بجاه أحد أو حق أحد أو بركة أحد.
ويلحق بأسمائه- سبحانه- التوسل بصفاته كعزته، ورحمته، وكلامه وغير ذلك.
ومن ذلك ما جاء في الأحاديث الصحيحة من التعوذ بكلمات الله التامات، والتعوذ بعزة الله وقدرته.
ويلحق بذلك أيضا التوسل بمحبة الله- سبحانه- ومحبة رسوله، صلى الله عليه وسلم، وبالإيمان بالله وبرسوله، والتوسل بالأعمال الصالحات، كما في قصة أصحاب الغار الذين آواهم المبيت والمطر إلى غار فدخلوا فيه فانحدرت عليهم صخرة من الجبل فسدت عليهم باب الغار، ولم يستطيعوا دفعها، فتذاكروا بينهم في وسيلة الخلاص منها، واتفقوا بينهم على أنه لن ينجيهم منها إلا أن يدعوا الله بصالح أعمالهم، فتوسل أحدهم إلى الله- سبحانه- في ذلك ببر والديه، فانفرجت الصخرة شيئا لا يستطيعون الخروج منه. ثم توسل الثاني بعفته عن الزنا بعد القدرة عليه، فانفرجت الصخرة بعض الشيء لكنهم لا يستطيعون الخروج من ذلك. ثم توسل الثالث بأداء الأمانة فانفرجت الصخرة وخرجوا .
وهذا الحديث ثابت في الصحيحين عن النبي، صلى الله عليه وسلم، من أخبار من قبلنا لما فيه من العظة لنا والتذكير.
وقد صرح العلماء- رحمهم الله- بما ذكرته في هذا الجواب.. كشيخ الإسلام ابن تيمية وتلميذه العلامة ابن القيم، والشيخ العلامة عبد الرحمن بن حسن في فتح المجيد شرح كتاب التوحيد وغيرهم.
وأما حديث توسل الأعمى بالنبي، صلى الله عليه وسلم، في حياته، صلى الله عليه وسلم، فشفع فيه النبي، صلى الله عليه وسلم، ودعا له فرد الله عليه بصره، فهذا توسل بدعاء النبي وشفاعته وليس ذلك بجاهه وحقه، كما هو واضح في الحديث. وكما يتشفع الناس به يوم القيامة في القضاء بينهم. كما يتشفع به يوم القيامة أهل الجنة في دخولهم الجنة.
وكل هذا توسل به في حياته الدنيوية والأخروية. وهو توسل بدعائه وشفاعته لا بذاته وحقه كما صرح بذلك أهل العلم، ومنهم من ذكرنا آنفا
مقدمة
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين ، والعاقبة للمتقين ، وصلى الله وسلم على عبده ورسوله نبينا محمد ، وعلى آله وأصحابه أجمعين .
أما بعد :
فهذه كلمات موجزة في بيان بعض ما يجب أن يعرفه العامة عن دين الإسلام ، سميتها : ( الدروس المهمة لعامة الأمة ).
وأسأل الله أن ينفع بها المسلمين ، وأن يتقبلها مني ، إنه جواد كريم .
عبد العزيز بن عبد الله بن باز
الدرس الأول:
سورة الفاتحة وقصار السور
سورة الفاتحة وما أمكن من قصار السور، من سورة الزلزلة إلى سورة الناس ، تلقينا ، وتصحيحا للقراءة ، وتحفيظا ، وشرحا لما يجب فهمه.
الدرس الثاني:
أركان الإسلام
بيان أركان الإسلام الخمسة ، وأولها وأعظمها: شهادة أن لا إله إلا الله ، وأن محمدا رسول الله بشرح معانيها ، مع بيان شروط لا إله إلا الله ، ومعناها: ( لا إله ) نافيا جميع ما يعبد من دون الله ، ( إلا الله ) مثبتا العبادة لله وحده لا شريك له .
وأما شروط ( لا إله إلا الله ) فهي : العلم المنافي للجهل ، واليقين المنافي للشك ، والإخلاص المنافي للشرك ، والصدق المنافي للكذب ، والمحبة المنافية للبغض ، والانقياد المنافي للترك ، والقبول المنافي للرد ، والكفر بما يعبد من دون الله. وقد جمعت في البيتين الآتيين :
علم يقين وإخلاص وصدقك مع
محبة وانقياد والقبول لها
وزيد ثامنها الكفران منك بما
سوى الإله من الأشياء قد ألها
مع بيان شهادة أن محمدا رسول الله ، ومقتضاها: تصديقه فيما أخبر ، وطاعته فيما أمر ، واجتناب ما نهى عنه وزجر ، وألا يعبد الله إلا بما شرعه الله عز وجل ، ورسوله صلى الله عليه وسلم .
ثم يبين للطالب بقية أركان الإسلام الخمسة ، وهي : الصلاة ، والزكاة ، وصوم رمضان ، وحج بيت الله الحرام لمن استطاع إليه سبيلا.
إستقبال القبلة في الصلاة
2- يتوجه المصلي إلى القبلة- وهي: الكعبة- أينما كان، بجميع بدنه، قاصدا بقلبه فعل الصلاة التي يريدها من فريضة أو نافلة، ولا ينطق بلسانه بالنية؛ لأن النطق باللسان غير مشروع، بل هو بدعة؛ لكون النبي صلى الله عليه وسلم لم ينطق بالنية، ولا أصحابه رضي الله عنهم، ويسن أن يجعل له سترة يصلي إليها إن كان إماما أو منفردا؛ لأمر النبي صلى الله عليه وسلم بذلك.
واستقبال القبلة شرط في الصلاة إلا في مسائل مستثناة معلومة، موضحة في كتب أهل العلم.
[ حكم فضل السنن الرواتب والنوافل المطلقة في السفر ]
71- اختلفوا في أفضلية فعل السنن الرواتب مع القصر في السفر فمن قائل يستحب فعلها ومن قائل لا تستجب وقد قصرت الفريضة فماذا ترون في ذلك؟ وكذا في فعل النوافل المطلقة كصلاة الليل.
الجواب: السنة للمسافر ترك راتبة الظهر والمغرب والعشاء مع الإتيان بسنة الفجر تأسيا بالنبي - صلى الله عليه وسلم - في ذلك وهكذا يشرع له التهجد في الليل والوتر في السفر لأن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يفعل ذلك وهكذا جميع الصلات المطلقة وذوات الأسباب كسنة الضحى وسنة الوضوء وصلاة الكسوف وهكذا يشرع له سجود التلاوة وتحية المسجد إذا دخل المسجد للصلاة أو لغرض آخر فإنه يصلي التحية.
[ إقامة جماعة أخرى في المسجد بعد انتهاء جماعة المصلين ]
قال البعض: إنه لا يجوز إقامة جماعة أخرى في المسجد بعد انتهاء جماعة المصلين ، فهل لهذا أصل؟ وما هو الصواب؟
الجواب: هذا القول ليس بصحيح ولا أصل له في الشرع المطهر فيما أعلم بل السنة الصحيحة تدل على خلافه وهي قوله - صلى الله عليه وسلم: " صلاة الجماعة أفضل من صلاة الفذ بسبع وعشرين درجة (http://www.binbaz.org.sa/Takreej.asp?f=HadN6781)وقوله- صلى الله عليه وسلم-: صلاة الرجل مع الرجل أزكي من صلاته وحده (http://www.binbaz.org.sa/Takreej.asp?f=HadN6782)وقوله - صلى الله عليه وسلم-: لما رأى رجلا دخل المسجد بعد ما صلى الناس.. " من يتصدق على هذا فيصلي معه" (http://www.binbaz.org.sa/Takreej.asp?f=HadN6783)
ولكن لا يجوز للمسلم أن يتأخر عن صلاة الجماعة بل يجب عليه أن يبادر حين يسمع النداء. والله ولي التوفيق.
الآذان
[ حكم الآذان بعد الوقت ]
يقول بعض الناس إذا لم تؤذن أول الوقت فلا داعي للأذان لأن الأذان للإعلام بدخول وقت الصلاة فما رأي سماحتكم في ذلك وهل يشرع الأذان للمنفرد في البرية؟
الجواب: إذا لم يؤذن في أول الوقت لم يشرع له أن يؤذن بعد ذلك إذا كان في المكان مؤذنون سواه قد حصل بهم المطلوب وإن كان التأخير يسيرا فلا بأس بتأذينه.
أما إذا لم يكن في البلد سواه فإنه يلزمه التأذين ولو تأخر بعض الوقت لأن الأذان في هذه الحال فرض كفاية ولم يقم به غيره فوجب عليه لكونه المسئول عن ذلك ولأن الناس ينتظرونه في الغالب.
أما المسافر فيشرع له الأذان وإن كان وحده. لما ثبت في الصحيح عن أبي سعيد- رضي الله عنه- أنه قال لرجل: إذا كنت في غنمك وباديتك فارفع صوتك بالنداء فإنه لا يسمع مدى صوت المؤذن جن ولا إنس ولا شيء إلا شهد له يوم القيامة (http://www.binbaz.org.sa/Takreej.asp?f=HadN6741)ورفع ذلك إلى النبي- صلى الله عليه وسلم.
ولعموم الأحاديث الأخرى في شرعية الأذان وفائدته.
فصل في الأذكار والأدعية المشروعة في ابتداء الشراب والأكل والفراغ منهما
عن عمر ابن أبي سلمة رضي الله عنهما قال: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: يا غلام سم الله وكُلْ بيمينك وكُلْ مما يليك (http://www.binbaz.org.sa/Takreej.asp?f=HadN6643)متفق عليه.
وعن عائشة رضي الله عنها. قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إذا أكل أحدكم فليذكر اسم الله تعالى في أوله فإن نسي أن يذكر الله تعالى في أوله فليقل بسم الله أوله وآخره (http://www.binbaz.org.sa/Takreej.asp?f=HadN6644)رواه أبو داود والنسائي والترمذي وقال: حسن صحيح. وصححه الحاكم، وأقره الذهبي.
وعن أنس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن الله ليرضى عن العبد أن يأكل أكلة فيحمده عليها أو يشرب الشربة فيحمده عليها (http://www.binbaz.org.sa/Takreej.asp?f=HadN6645)رواه مسلم.
وعن معاذ بن أنس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من أكل طعاما فقال الحمد لله الذي أطعمني هذا ورزقنيه من غير حول مني ولا قوة غفر له ما تقدم من ذنبه (http://www.binbaz.org.sa/Takreej.asp?f=HadN6646)رواه أبو داود والترمذي وابن ماجة بإسناد حسن.
وعن أبي أمامة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا فرغ من طعامه قال الحمد لله حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه غير مكفي ولا مودع ولا مستغنى عنه ربنا (http://www.binbaz.org.sa/Takreej.asp?f=HadN6647)رواه البخاري في صحيحه.
فصل فيما يشرع من الأذكار والدعاء عند رؤية البلدة أو القفول منها
عن صهيب رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم لم ير قرية يريد دخولها إلا قال حين يراها اللهم رب السموات السبع وما أظللن ورب الأرضين السبع وما أقللن ورب الشياطين وما أضللن ورب الرياح وما ذرين أسألك خير هذه القرية وخير أهلها وخير ما فيها وأعوذ بك من شرها وشر أهلها وشر ما فيها (http://www.binbaz.org.sa/Takreej.asp?f=HadN6648)رواه النسائي بإسناد حسن.
وعن أنس رضي الله عنه قال: أقبلنا مع النبي صلى الله عليه وسلم حتى إذ كنا بظهر المدينة (http://www.binbaz.org.sa/Takreej.asp?f=HadN6649)قال: آيبون تائبون عابدون لربنا حامدون فلم يزل يقول ذلك حتى قدمنا المدينة رواه مسلم.
[ الاستهزاء بشعائر الدين الظاهرة كإعفاء اللحى وتقصير الثياب ]
7 - ظهر في كثير من المجتمعات الإسلامية الاستهزاء بشعائر الدين الظاهرة كإعفاء اللحى وتقصير الثياب ، ونحوهما، فهل مثل هذا الاستهزاء بالدين الذي يخرج من الملة؟ وبماذا تنصحون من وقع في مثل هذا الأمر؟ وفقكم الله.
الجواب: لا ريب أن الاستهزاء بالله ورسوله وبآياته وبشرعه وأحكامه من جملة أنواع الكفر لقول الله- عز وجل-: قُلْ أَبِاللَّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنْتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ لا تَعْتَذِرُوا قَدْ كَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ (http://quran.al-islam.com/Display/Display.asp?nType=1&nSeg=0&l=arb&nSora=9&nAya=66)الآية من سورة التوبة.
ويدخل في ذلك الاستهزاء بالتوحيد، أو بالصلاة، أو بالزكاة، أو الصيام أو الحج، أو غير ذلك من أحكام الدين المتفق عليها.
أما الاستهزاء بمن يعفي لحيته أو يقصر ثيابه ويحذر الإسبال أو نحو ذلك من الأمور التي قد تخفى أحكامها، فهذا فيه تفصيل، والواجب الحذر من ذلك، ونصيحة من يعرف منه شيء من ذلك حتى يتوب إلى الله- سبحانه- ويلتزم بشرعه، ويحذر الاستهزاء بمن تمسك بالشرع في ذلك، طاعة لله- عز وجل- ورسوله، صلى الله عليه وسلم، وحذرا من غضب الله وعقابه والردة عن دينه وهو لا يشعر، نسأل الله لنا وللمسلمين جميعا العافية من كل سوء إنه خير مسئول. والله ولي التوفيق
الجمع والقصر
[ هل الجمع والقصر متلازمان ]
يتصور البعض أن الجمع والقصر متلازمان. فلا جمع بلا قصر ولا قصر بلا جمع فما رأيكم في ذلك؟ وهل الأفضل للمسافر القصر بلا جمع أو الجمع والقصر ؟
الجواب: من شرع الله له القصر وهو المسافر جاز له الجمع ولكن ليس بينهما تلازم فله أن يقصر ولا يجمع. وترك الجمع أفضل إذا كان المسافر نازلا غير ظاعن كما فعله النبي - صلى الله عليه وسلم - في منى في حجة الوداع. فإنه قصر ولم يجمع وقد جمع بين القصر والجمع في غزوة تبوك فدل على التوسعة في ذلك وكان - صلى الله عليه وسلم - يقصر ويجمع إذا كان على ظهر سير غير مستقر في مكان.
أما الجمع فأمره أوسع فإنه يجوز للمريض ويجوز أيضا للمسلمين في مساجدهم عند وجود المطر بين المغرب والعشاء، وبين الظهر والعصر ولا يجوز لهم القصر لأن القصر مختص بالسفر فقط.. والله ولي التوفيق.
[ التبرك بالعلماء والصالحين وآثارهم ]
5 - هناك من يرى جواز التبرك بالعلماء والصالحين وآثارهم مستدلا بما ثبت من تبرك الصحابة- رضي الله عنهم- بالنبي، صلى الله عليه وسلم، فما حكم ذلك؟ ثم أليس فيه تشبيه لغير النبي، صلى الله عليه وسلم، بالنبي، صلى الله عليه وسلم؟ وهل يمكن التبرك بالنبي، صلى الله عليه وسلم ، بعد وفاته؟ وما حكم التوسل إلى الله- تعالى- ببركة النبي صلى الله عليه وسلم ؟
الجواب: لا يجوز التبرك بأحد غير النبي، صلى الله عليه وسلم، لا بوضوئه، ولا بشعره، ولا بعرقه، ولا بشيء من جسده؛ بل هذا كله خاص بالنبي، صلى الله عليه وسلم، لما جعل الله في جسده وما مسه من الخير والبركة.
ولهذا لم يتبرك الصحابة- رضي الله عنهم- بأحد منهم، لا في حياته ولا بعد وفاته، صلى الله عليه وسلم، لا مع الخلفاء الراشدين ولا مع غيرهم.
فدل ذلك على أنهم قد عرفوا أن ذلك خاص بالنبي، صلى الله عليه وسلم، دون غيره، ولأن ذلك وسيلة إلى الشرك وعبادة غير الله سبحانه.. وهكذا لا يجوز التوسل إلى الله - سبحانه- بجاه النبي، صلى الله عليه وسلم، أو ذاته أو صفته أو بركته لعدم الدليل على ذلك، ولأن ذلك من وسائل الشرك به والغلو فيه عليه الصلاة والسلام، ولأن ذلك أيضا لم يفعله أصحابه- رضي الله عنهم- ولو كان خيرا لسبقونا إليه؟ ولأن ذلك خلافا الأدلة الشرعية، فقد قال الله- عز وجل-: وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا (http://quran.al-islam.com/Display/Display.asp?nType=1&nSeg=0&l=arb&nSora=7&nAya=180)ولم يأمر بدعائه- سبحانه- بجاه أحد أو حق أحد أو بركة أحد.
ويلحق بأسمائه- سبحانه- التوسل بصفاته كعزته، ورحمته، وكلامه وغير ذلك.
ومن ذلك ما جاء في الأحاديث الصحيحة من التعوذ بكلمات الله التامات، والتعوذ بعزة الله وقدرته.
ويلحق بذلك أيضا التوسل بمحبة الله- سبحانه- ومحبة رسوله، صلى الله عليه وسلم، وبالإيمان بالله وبرسوله، والتوسل بالأعمال الصالحات، كما في قصة أصحاب الغار الذين آواهم المبيت والمطر إلى غار فدخلوا فيه فانحدرت عليهم صخرة من الجبل فسدت عليهم باب الغار، ولم يستطيعوا دفعها، فتذاكروا بينهم في وسيلة الخلاص منها، واتفقوا بينهم على أنه لن ينجيهم منها إلا أن يدعوا الله بصالح أعمالهم، فتوسل أحدهم إلى الله- سبحانه- في ذلك ببر والديه، فانفرجت الصخرة شيئا لا يستطيعون الخروج منه. ثم توسل الثاني بعفته عن الزنا بعد القدرة عليه، فانفرجت الصخرة بعض الشيء لكنهم لا يستطيعون الخروج من ذلك. ثم توسل الثالث بأداء الأمانة فانفرجت الصخرة وخرجوا .
وهذا الحديث ثابت في الصحيحين عن النبي، صلى الله عليه وسلم، من أخبار من قبلنا لما فيه من العظة لنا والتذكير.
وقد صرح العلماء- رحمهم الله- بما ذكرته في هذا الجواب.. كشيخ الإسلام ابن تيمية وتلميذه العلامة ابن القيم، والشيخ العلامة عبد الرحمن بن حسن في فتح المجيد شرح كتاب التوحيد وغيرهم.
وأما حديث توسل الأعمى بالنبي، صلى الله عليه وسلم، في حياته، صلى الله عليه وسلم، فشفع فيه النبي، صلى الله عليه وسلم، ودعا له فرد الله عليه بصره، فهذا توسل بدعاء النبي وشفاعته وليس ذلك بجاهه وحقه، كما هو واضح في الحديث. وكما يتشفع الناس به يوم القيامة في القضاء بينهم. كما يتشفع به يوم القيامة أهل الجنة في دخولهم الجنة.
وكل هذا توسل به في حياته الدنيوية والأخروية. وهو توسل بدعائه وشفاعته لا بذاته وحقه كما صرح بذلك أهل العلم، ومنهم من ذكرنا آنفا