نواف النجيدي
08-30-2006, 01:15 AM
لا تطلب إلا الفردوس
ما زلنا أيها الحبيب في رحلتنا المباركة في جنة رب العالمين...
وكنا قد توقفنا عند مشهد جميل، وأنت تتنزه مع زوجتك من الحور العين على ضفاف الأنهار التي أجراها الله تحت قصورك بين أشجارك وثمارك، ثم ينتهي بك المطاف إلى قصر آخر.
تقول لك زوجتك: إنه لك أيضًا.
ثم خيمة من لؤلؤة مجوفة.
فتقول لك زوجتك: وهذه لك أيضًا، وهذا القصر وهذا البيت، فتتعجب، ثم يدور تساؤل في ذهنك: 'هل كل أهل الجنة لهم نفس هذه الأشياء أم أنهم درجات ويتفاوتون في العطايا من رب العالمين؟؟'
والإجابة على هذا السؤال سهلة وبسيطة، لأن النبي صلى الله عليه وسلم أخبرنا بذلك، فقال صلى الله عليه وسلم: [[ إن في الجنة مائة درجة ما بين كل درجتين مائة عام ]]. صححه الألباني في صحيح الجامع.
وفي حديث آخر أنه يقال يوم القيامة لقارئ القرآن: [[ اقرأ وارتق ورتل كما كنت ترتل في الدنيا، فإن منزلك عند آخر آية تقرؤها ]]. صححه الألباني في السلسلة الصحيحة.
فالجنة بها درجات كثيرة........
المهم، لن أصف لك أهل كل درجة، وما أعده الله لهم من العطايا، ولكن يكفيك أن تعرف ما يأخذه أدنى أهل الجنة حتى تعرف باقي الدرجات.
قال صلى الله عليه وسلم: [[ سأل موسى ربه: ما أدنى أهل الجنة منزلة؟ قال: هو رجل يجيء بعدما أدخل أهل الجنة الجنة، فيقال له: ادخل الجنة، فيقول: أي رب؟ وكيف؟ وقد نزل الناس منازلهم, وأخذوا أخذاتهم؟ فيقال له: أترضى أن يكون لك مثل مُلك مَلك من ملوك الدنيا؟ فيقول: رضيت رب, فيقول: لك ذلك ومثله, ومثله، ومثله، ومثله, فقال في الخامسة: رضيت رب، فيقول: لك هذا و عشرة أمثاله، ولك ما اشتهت نفسك، ولذت عينك، فيقول: رضيت رب ]].
هل تخيلت أيها الحبيب؟؟!!
هذا هو أدناهم، فما بالنا بأعلى أهلها منزلة؟
دار هذا السؤال في رأس موسى عليه السلام؛ فسأله الله عز وجل؛ فأخبره ربه [[ قال-أي موسى عليه السلام-: رب فأعلاهم منزلة؟ قال: أولئك الذين أردت, غرست كرامتهم بيدي وختمت عليها, فلم تر عين, ولم تسمع أذن, ولم يخطر على قلب بشر ]]. رواه مسلم.
ومصداقه في كتاب الله عز وجل :] فلا تعلم نفس ما أخفي لهم من قرة أعين[
وقد أخبر النبي صلى الله عليه وسلم عن درجات أهل الجنة, وعن أهل الغرف، وأهل الفردوس الأعلى.
فقال [[ إن أهل الجنة ليتراءون أهل الغرف من فوقهم كما يتراءون الكوكب الدري؛ لتفاضل ما بينهم، قالوا: يا رسول الله، تلك منازل الأنبياء لا يبلغها غيرهم؟ قال: بلى والذي نفسي بيده، رجال آمنوا بالله وصدقوا المرسلين ]]. رواه البخاري والمسلم.
الله أكبر .....
بشارة عظيمة من الله عز وجل للمسلمين بأن الفردوس ليس حكرًا على الأنبياء والمرسلين والصحابة، ولكن يمكن لكل مؤمن أن يدخلها إذا طبق هذين الشرطين؛ الإيمان بالله والتصديق بالرسل، ولكن ليس أي إيمان ولا إي تصديق.
أخي الحبيب:
على قدر الهموم تكون الهمم.
سؤال نسأله لأنفسنا في هذه اللحظة.
إذا كنت تستطيع أن تنال الفردوس الأعلى وترافق النبي صلى الله عليه وسلم وصحابته طوال اليوم، وتكون بجوار عرش الرحمن، إذا كنت تستطيع ذلك؛ فلماذا ترضى بأقل منه؟
ألم تسمع كلام الإمام بن الجوزي رحمه الله: [ من علامة كمال العقل علو الهمة والراضي بالدون دنيء ]. صيد الخاطر.
ومعاذ الله أن يكون قصدنا أن أقل درجات الجنة دون، ولكن المقصود هنا الذي يوجد ما هو أعلى منه.
وسأسوق إليك الآن ميزة أخرى لكل أهل الجنة، ولكنها تكون لأهل الفردوس أشد تخصيصًا، فهي تحدث لهم كل يوم، ألا وهي رؤية وجه الله عز وجل، وتكون بعد أن يستقر أهل الجنة في الجنة وأهل النار في النار، كما أخبر النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: [[ إذا دخل أهل الجنة الجنة وأهل النار النار؛ نادى منادٍ، يا أهل الجنة، إن لكم عند الله موعدًا يريد أن ينجزكموه، فيقولون: وما هو؟ ألم يثقل موازيننا، ويبيض وجوهنا، ويدخلنا الجنة، وينجينا من النار؟ فيكشف الحجاب؛ فينظرون إليه،فوالله ما أعطاهم الله شيئًا أحب إليهم من النظر إليه ولا أقر لأعينهم]]. صححه الألباني في صحيح الجامع.
وهذه هي الزيادة فى قوله تعالى { لِّلَّذِينَ أَحْسَنُواْ الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ [26]} سورة يونس.
ألا تشتاق لرؤية الله عز وجل في الجنة؟
ألا تتمنى أن تراه كل يوم؟؟
فهذه خاصة لأهل الفردوس الأعلى، وأختم أيها الحبيب رحلتي معك في الجنة، بهذا الحديث الرائع عن آخر من يدخل الجنة، وبعدها لا يدخل أحد البتة؛ لتعلم ما سيحصل عليه من النعيم.
قال صلى الله عليه وسلم [[إن أدنى أهل الجنة منزلًا رجل صرف الله وجهه عن النار قبل الجنة، ومثَّل له شجرة ذات ظل، فقال: أي رب، قدمني إلى هذه الشجرة فأكون في ظلها، فقال الله: هل عسيت أن تسألني غيره، قال: لا وعزتك، فقدمه الله إليها، ومثَّل له شجرة ذات ظل وثمر، فقال: أي رب، قدمني إلى هذه الشجرة؛ فأكون في ظلها وآكل من ثمرها فقال الله: هل عسيت إن أعطيتك ذلك أن تسألني غيره، فيقول: لا وعزتك، فيقدمه الله إليها، فيمثِّل الله له شجرة أخرى ذات ظل وثمر وماء، فيقول: أي رب، قدمني إلى هذه الشجرة؛ فأكون في ظلها وآكل من ثمرها، وأشرب من مائها، فيقول الله له: هل عسيت إن فعلت أن تسألني غيره، فيقول: لا وعزتك لا أسألك غيره، فيقدمه الله إليها؛ فيبرز له باب الجنة، فيقول: أي رب، قدمني إلى باب الجنة؛ فأكون تحت سجاف الجنة فأرى أهلها، فيقدمه الله إليها، فيرى الجنة وما فيها، فيقول: أي رب، أدخلني الجنة، فيدخل الجنة، فإذا دخل الجنة؛ قال: هذا لي، فيقول الله له: تمن فيتمنى ويذكره الله عز وجل، سل من كذا وكذا، حتى إذا انقطعت به الأماني؛: قال الله هو لك وعشرة أمثاله، ثم يدخله الله الجنة، فيدخل عليه زوجتاه من الحور العين، فيقولان: الحمد لله الذي أحياك لنا وأحيانا لك، فيقول ما أُعطي أحد مثل ما أعطيت ]] رواه مسلم.
لاتنسونا من الدعاء الزاد
ما زلنا أيها الحبيب في رحلتنا المباركة في جنة رب العالمين...
وكنا قد توقفنا عند مشهد جميل، وأنت تتنزه مع زوجتك من الحور العين على ضفاف الأنهار التي أجراها الله تحت قصورك بين أشجارك وثمارك، ثم ينتهي بك المطاف إلى قصر آخر.
تقول لك زوجتك: إنه لك أيضًا.
ثم خيمة من لؤلؤة مجوفة.
فتقول لك زوجتك: وهذه لك أيضًا، وهذا القصر وهذا البيت، فتتعجب، ثم يدور تساؤل في ذهنك: 'هل كل أهل الجنة لهم نفس هذه الأشياء أم أنهم درجات ويتفاوتون في العطايا من رب العالمين؟؟'
والإجابة على هذا السؤال سهلة وبسيطة، لأن النبي صلى الله عليه وسلم أخبرنا بذلك، فقال صلى الله عليه وسلم: [[ إن في الجنة مائة درجة ما بين كل درجتين مائة عام ]]. صححه الألباني في صحيح الجامع.
وفي حديث آخر أنه يقال يوم القيامة لقارئ القرآن: [[ اقرأ وارتق ورتل كما كنت ترتل في الدنيا، فإن منزلك عند آخر آية تقرؤها ]]. صححه الألباني في السلسلة الصحيحة.
فالجنة بها درجات كثيرة........
المهم، لن أصف لك أهل كل درجة، وما أعده الله لهم من العطايا، ولكن يكفيك أن تعرف ما يأخذه أدنى أهل الجنة حتى تعرف باقي الدرجات.
قال صلى الله عليه وسلم: [[ سأل موسى ربه: ما أدنى أهل الجنة منزلة؟ قال: هو رجل يجيء بعدما أدخل أهل الجنة الجنة، فيقال له: ادخل الجنة، فيقول: أي رب؟ وكيف؟ وقد نزل الناس منازلهم, وأخذوا أخذاتهم؟ فيقال له: أترضى أن يكون لك مثل مُلك مَلك من ملوك الدنيا؟ فيقول: رضيت رب, فيقول: لك ذلك ومثله, ومثله، ومثله، ومثله, فقال في الخامسة: رضيت رب، فيقول: لك هذا و عشرة أمثاله، ولك ما اشتهت نفسك، ولذت عينك، فيقول: رضيت رب ]].
هل تخيلت أيها الحبيب؟؟!!
هذا هو أدناهم، فما بالنا بأعلى أهلها منزلة؟
دار هذا السؤال في رأس موسى عليه السلام؛ فسأله الله عز وجل؛ فأخبره ربه [[ قال-أي موسى عليه السلام-: رب فأعلاهم منزلة؟ قال: أولئك الذين أردت, غرست كرامتهم بيدي وختمت عليها, فلم تر عين, ولم تسمع أذن, ولم يخطر على قلب بشر ]]. رواه مسلم.
ومصداقه في كتاب الله عز وجل :] فلا تعلم نفس ما أخفي لهم من قرة أعين[
وقد أخبر النبي صلى الله عليه وسلم عن درجات أهل الجنة, وعن أهل الغرف، وأهل الفردوس الأعلى.
فقال [[ إن أهل الجنة ليتراءون أهل الغرف من فوقهم كما يتراءون الكوكب الدري؛ لتفاضل ما بينهم، قالوا: يا رسول الله، تلك منازل الأنبياء لا يبلغها غيرهم؟ قال: بلى والذي نفسي بيده، رجال آمنوا بالله وصدقوا المرسلين ]]. رواه البخاري والمسلم.
الله أكبر .....
بشارة عظيمة من الله عز وجل للمسلمين بأن الفردوس ليس حكرًا على الأنبياء والمرسلين والصحابة، ولكن يمكن لكل مؤمن أن يدخلها إذا طبق هذين الشرطين؛ الإيمان بالله والتصديق بالرسل، ولكن ليس أي إيمان ولا إي تصديق.
أخي الحبيب:
على قدر الهموم تكون الهمم.
سؤال نسأله لأنفسنا في هذه اللحظة.
إذا كنت تستطيع أن تنال الفردوس الأعلى وترافق النبي صلى الله عليه وسلم وصحابته طوال اليوم، وتكون بجوار عرش الرحمن، إذا كنت تستطيع ذلك؛ فلماذا ترضى بأقل منه؟
ألم تسمع كلام الإمام بن الجوزي رحمه الله: [ من علامة كمال العقل علو الهمة والراضي بالدون دنيء ]. صيد الخاطر.
ومعاذ الله أن يكون قصدنا أن أقل درجات الجنة دون، ولكن المقصود هنا الذي يوجد ما هو أعلى منه.
وسأسوق إليك الآن ميزة أخرى لكل أهل الجنة، ولكنها تكون لأهل الفردوس أشد تخصيصًا، فهي تحدث لهم كل يوم، ألا وهي رؤية وجه الله عز وجل، وتكون بعد أن يستقر أهل الجنة في الجنة وأهل النار في النار، كما أخبر النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: [[ إذا دخل أهل الجنة الجنة وأهل النار النار؛ نادى منادٍ، يا أهل الجنة، إن لكم عند الله موعدًا يريد أن ينجزكموه، فيقولون: وما هو؟ ألم يثقل موازيننا، ويبيض وجوهنا، ويدخلنا الجنة، وينجينا من النار؟ فيكشف الحجاب؛ فينظرون إليه،فوالله ما أعطاهم الله شيئًا أحب إليهم من النظر إليه ولا أقر لأعينهم]]. صححه الألباني في صحيح الجامع.
وهذه هي الزيادة فى قوله تعالى { لِّلَّذِينَ أَحْسَنُواْ الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ [26]} سورة يونس.
ألا تشتاق لرؤية الله عز وجل في الجنة؟
ألا تتمنى أن تراه كل يوم؟؟
فهذه خاصة لأهل الفردوس الأعلى، وأختم أيها الحبيب رحلتي معك في الجنة، بهذا الحديث الرائع عن آخر من يدخل الجنة، وبعدها لا يدخل أحد البتة؛ لتعلم ما سيحصل عليه من النعيم.
قال صلى الله عليه وسلم [[إن أدنى أهل الجنة منزلًا رجل صرف الله وجهه عن النار قبل الجنة، ومثَّل له شجرة ذات ظل، فقال: أي رب، قدمني إلى هذه الشجرة فأكون في ظلها، فقال الله: هل عسيت أن تسألني غيره، قال: لا وعزتك، فقدمه الله إليها، ومثَّل له شجرة ذات ظل وثمر، فقال: أي رب، قدمني إلى هذه الشجرة؛ فأكون في ظلها وآكل من ثمرها فقال الله: هل عسيت إن أعطيتك ذلك أن تسألني غيره، فيقول: لا وعزتك، فيقدمه الله إليها، فيمثِّل الله له شجرة أخرى ذات ظل وثمر وماء، فيقول: أي رب، قدمني إلى هذه الشجرة؛ فأكون في ظلها وآكل من ثمرها، وأشرب من مائها، فيقول الله له: هل عسيت إن فعلت أن تسألني غيره، فيقول: لا وعزتك لا أسألك غيره، فيقدمه الله إليها؛ فيبرز له باب الجنة، فيقول: أي رب، قدمني إلى باب الجنة؛ فأكون تحت سجاف الجنة فأرى أهلها، فيقدمه الله إليها، فيرى الجنة وما فيها، فيقول: أي رب، أدخلني الجنة، فيدخل الجنة، فإذا دخل الجنة؛ قال: هذا لي، فيقول الله له: تمن فيتمنى ويذكره الله عز وجل، سل من كذا وكذا، حتى إذا انقطعت به الأماني؛: قال الله هو لك وعشرة أمثاله، ثم يدخله الله الجنة، فيدخل عليه زوجتاه من الحور العين، فيقولان: الحمد لله الذي أحياك لنا وأحيانا لك، فيقول ما أُعطي أحد مثل ما أعطيت ]] رواه مسلم.
لاتنسونا من الدعاء الزاد