نواف النجيدي
10-05-2006, 03:14 PM
قيادة السيارات في رمضان
أخي الصائم :
إن مما يثير النظر حقاً في قيادة السيارة في شهر رمضان المبارك أمران :
أولهما : السرعة الخاطفة التي تصل حد التهور والانفعال الشديد قبل أذان المغرب , في الوقت الذي يكون الإنسان وصل حد الإجهاد وقلة التركيز , مما كان يستدعي منه التأني لتفادي مفاجآت الطريق , بل وأخطاء الآخرين الذين يعيشون النفسية نفسها .
والأمر الثاني : كثرة الحوادث المرورية القاتلة منذ بداية الإجازة الرمضانية إلى نهايتها بعد عيد الفطر المبارك , نظراً لكثرة السفر خلال هذه الفترة , بين الأهالي في المدن , أو إلى الأماكن المقدسة لأداء العمرة وزيارة مسجد الرسول صلى الله عليه وسلم .
ففي كل عام تذبح آلام الحوادث طيور أفراح العيد عند جمهرة من الناس , وينتقل الناس بين البيوتات في عبارات مزدوجة متناقضة العواطف فتباريك العيد تجاور عبارات العزاء , فلماذا كل هذا ؟
إننا صائمون طاعة لله تعالى فلماذا لا نمشي كما يحب الله تعالى أيمكن أن يحدث ذلك ؟ نعم إننا متعبدون بكل خطرات نفوسنا وحركات جوارحنا وهذا كتاب الله ينطق بيننا {وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْناً وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلَاماً}.
إنه هدي قرآني ومديح إلهي لفئة من الناس تمشي بسكينة ووقار وتواضع فلا كبر ولا خيلاء في مشيتهم , ولا تعالي ولا افتخار بملبس أو مركب , ممتثلين قوله تعالى { وَلاَ تَمْشِ فِي الأَرْضِ مَرَحاً إِنَّكَ لَن تَخْرِقَ الأَرْضَ وَلَن تَبْلُغَ الْجِبَالَ طُولاً} الإسراء 37 , كما أنهم يتحملون أذى غيرهم ويلينون في معاملتهم مع الناس وإذا خاطبهم الحمقى بما يسوؤهم ردوا عليهم بسلام بعيد عن الجهل .
وإذا كانت السيارة اليوم من أجل النعم فإن علينا شكر الله عليها ( لئن شكرتم لأزيدنكم ) ومن شكره عملياً تسخيرها فيما ينفع وقيادتها بتعقل وهدوء وذوق .
إن مخالفة هذا الهدي عند بعض المتهورين نتجت عنه حوادث مروعة وخسائر هائلة انعكست سلباً على الإنسان والاقتصاد وعلى الحياة الاجتماعية ونمائها ، فإن معظم المتضررين من حوادث المرور من الفئة العمرية المنتجة ومن المتزوجين ومن المتعلمين كل ذلك بسبب غياب الوعي عن فئة من المجتمع نسأل الله تعالى لهم الهداية .
لقد اعتاد كثير من الناس أن يسمي مثل ذلك مجرد حادث سير ! وربما علق أحدهم محوقلاً مسترجعاً : إيه قضاء وقدر ...!
نعم كل شيء بقضاء وقدر , ولكن الأمور بأسبابها :
• فالذي يتعدى السرعة القانونية المحددة من الجهات المختصة يكون آثماً شبيهاً بالقاتل المتعمد لنفسه أو لغيره ولو كان مسافراً لأداء العمرة .
• والذي يهمل أسباب النجاة في سيارته كتغيير العجلات المستهلكة أو الفرامل الهزيلة يكون مخطئاً في حق نفسه وفي حق البشرية من حوله .
• والذي يقطع إشارة المرور دون سبب شرعي كاف – ولو كان للإفطار أو إدراك صلاة – يكون عاصياً لله تعالى قبل أن يكون مخالفاً لأنظمة المرور لأنه خالف ولي الأمر أو من وكلهم بذلك , والالتزام بالأنظمة عبادة خفية أجرها مذخور عند الله كما أن المتهاون بها عمداً آثم ولا شك , قال تعالى : {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَطِيعُواْ اللّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنكُمْ}.
أخي الصائم .. الرحمن الرحيم ينادينا : فيقول {وَلاَ تُلْقُواْ بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ } . فلماذا نتناسى نداء الله حينما نمتطي هذه النعمة التي حولها بعضنا إلى نقمة ؟
إذا هانت على المستهترين أرواحهم فإن الآخرين لا تهون عليه أرواحهم !
بارك الله فيكم أجمعين
الزاد
أخي الصائم :
إن مما يثير النظر حقاً في قيادة السيارة في شهر رمضان المبارك أمران :
أولهما : السرعة الخاطفة التي تصل حد التهور والانفعال الشديد قبل أذان المغرب , في الوقت الذي يكون الإنسان وصل حد الإجهاد وقلة التركيز , مما كان يستدعي منه التأني لتفادي مفاجآت الطريق , بل وأخطاء الآخرين الذين يعيشون النفسية نفسها .
والأمر الثاني : كثرة الحوادث المرورية القاتلة منذ بداية الإجازة الرمضانية إلى نهايتها بعد عيد الفطر المبارك , نظراً لكثرة السفر خلال هذه الفترة , بين الأهالي في المدن , أو إلى الأماكن المقدسة لأداء العمرة وزيارة مسجد الرسول صلى الله عليه وسلم .
ففي كل عام تذبح آلام الحوادث طيور أفراح العيد عند جمهرة من الناس , وينتقل الناس بين البيوتات في عبارات مزدوجة متناقضة العواطف فتباريك العيد تجاور عبارات العزاء , فلماذا كل هذا ؟
إننا صائمون طاعة لله تعالى فلماذا لا نمشي كما يحب الله تعالى أيمكن أن يحدث ذلك ؟ نعم إننا متعبدون بكل خطرات نفوسنا وحركات جوارحنا وهذا كتاب الله ينطق بيننا {وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْناً وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلَاماً}.
إنه هدي قرآني ومديح إلهي لفئة من الناس تمشي بسكينة ووقار وتواضع فلا كبر ولا خيلاء في مشيتهم , ولا تعالي ولا افتخار بملبس أو مركب , ممتثلين قوله تعالى { وَلاَ تَمْشِ فِي الأَرْضِ مَرَحاً إِنَّكَ لَن تَخْرِقَ الأَرْضَ وَلَن تَبْلُغَ الْجِبَالَ طُولاً} الإسراء 37 , كما أنهم يتحملون أذى غيرهم ويلينون في معاملتهم مع الناس وإذا خاطبهم الحمقى بما يسوؤهم ردوا عليهم بسلام بعيد عن الجهل .
وإذا كانت السيارة اليوم من أجل النعم فإن علينا شكر الله عليها ( لئن شكرتم لأزيدنكم ) ومن شكره عملياً تسخيرها فيما ينفع وقيادتها بتعقل وهدوء وذوق .
إن مخالفة هذا الهدي عند بعض المتهورين نتجت عنه حوادث مروعة وخسائر هائلة انعكست سلباً على الإنسان والاقتصاد وعلى الحياة الاجتماعية ونمائها ، فإن معظم المتضررين من حوادث المرور من الفئة العمرية المنتجة ومن المتزوجين ومن المتعلمين كل ذلك بسبب غياب الوعي عن فئة من المجتمع نسأل الله تعالى لهم الهداية .
لقد اعتاد كثير من الناس أن يسمي مثل ذلك مجرد حادث سير ! وربما علق أحدهم محوقلاً مسترجعاً : إيه قضاء وقدر ...!
نعم كل شيء بقضاء وقدر , ولكن الأمور بأسبابها :
• فالذي يتعدى السرعة القانونية المحددة من الجهات المختصة يكون آثماً شبيهاً بالقاتل المتعمد لنفسه أو لغيره ولو كان مسافراً لأداء العمرة .
• والذي يهمل أسباب النجاة في سيارته كتغيير العجلات المستهلكة أو الفرامل الهزيلة يكون مخطئاً في حق نفسه وفي حق البشرية من حوله .
• والذي يقطع إشارة المرور دون سبب شرعي كاف – ولو كان للإفطار أو إدراك صلاة – يكون عاصياً لله تعالى قبل أن يكون مخالفاً لأنظمة المرور لأنه خالف ولي الأمر أو من وكلهم بذلك , والالتزام بالأنظمة عبادة خفية أجرها مذخور عند الله كما أن المتهاون بها عمداً آثم ولا شك , قال تعالى : {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَطِيعُواْ اللّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنكُمْ}.
أخي الصائم .. الرحمن الرحيم ينادينا : فيقول {وَلاَ تُلْقُواْ بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ } . فلماذا نتناسى نداء الله حينما نمتطي هذه النعمة التي حولها بعضنا إلى نقمة ؟
إذا هانت على المستهترين أرواحهم فإن الآخرين لا تهون عليه أرواحهم !
بارك الله فيكم أجمعين
الزاد