إبتهاج
10-06-2006, 05:48 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
أحبتي اسمحــولي هُنــا أن أكــون مع شخيصة
أحببتها في الله وأحبها الكثير منا ..
رجُل وشيخ فاضل كانت كلماتهُ ومقالاتهُ مُتنوعه , تدخل قلوبنا بلا استأذان , إذا سمعنا
له , أو قرأنا له نقف مُنبهرين أمام هــذه الدُرر التي يُهديها لنا , تمــيز بإسلوب رائع
وبسيط يطــرق جميع الأبواب, دائمــاً بمقالاته وكُتبه ينفُض عنا غُبار اليأس والحُزن ويفتح
لنا الأبواب (حتى نكون أسعد الناس) ويقول لك ( لاتحزن ) , كذلك حدد لنا (أداب الحــوار) ووحذرناوقال لنا (حتى لاتغرق السفينة ),
كذلك تكلم عن الحُب ووصفهُ بأروع الكلمات ولكن أخافنا حينما قال (ضحايا الحُب ) ورسم لنا كيف نسير على (طريق النجاح)
وسألنا وأجاب (كيف تطلُب العلم ) واستمتعنا معهُ في (رحاب الأخــوة) أعطانا ( ثلاثون درسا لصائمين) بماأننا في شهرالصيام,
وفي الختام قال لنــا
( وصيتي)
إنـــه فضيلة الشيخ / عــائض بن عبدالله القرني ..
هُنا سأطرح لهُ مقالاتٌ عدة كتبها وتذوقناها معهُ بكل هـــدوء وتمعُن وفــــهم ..
فالنبـــدأ أحبتي :
السعـــادة / كلمة جميلة وكثيراً مانسمعها , ولكن قليلاً منا الذي يشعــر بها , كان لفضيلتكم كتاب بعنوان
(حتى تكون أسعد الناس)كان على هيئة نصائح ثمينة من
فضيلتكم أسمعنا بعضاً من ما جاء بهذا الكتاب :
الشيخ / عائض القرني :
§ الإيمان يذهب الهموم,ويزيل الغموم, وهو قرة عين الموحدين ,وسلوة العابدين .
§ مامضى فات,وما ذهب مات,فلا تفكر فيما مضى, فقد ذهب وانقضى.
§ ارض بالقضاء المحتوم, والرزق المقسوم , وكل شيء بقدر ,فدع الضجر.
§ ألا بذكر الله تطمئن القلوب , وتحط الذنوب,وبه يرضى علام الغيوب,وبه تفرج الكروب.
§ لا تنتظر شكراً من أحد, ويكفي ثواب الصمد, وما عليك ممن جحد, وحقد وحسد.
§ إذا أصبحت فلا تنتظر المساء, وعش في حدود اليوم, واجمع همك لإصلاح يومك.
§ اترك المستقبل حتى يأتي ,ولا تهتم بالغد إذا أصلحت يومك صلح غدك.
§ طهر قلبك من الحسد , ونقه من الحقد, واخرج منه البغضاء, وأزل منه الشحناء .
§ اعتزل الناس إلا من خير , وكن جليس بيتك, واقبل على شانك , وقلل من المخالطة.
§ الكتاب أحسن الأصحاب, فسامر الكتب, وصاحب العلم, ورافق المعرفة.
§ الكون بُني على النظام ,فعليك بالترتيب في ملبسك وبيتك ومكتبك وواجبك.
§ اخرج إلى الفضاء, وطالع الحدائق الغناء, وتفرج في خلق الباري وإبداع الخالق.
§ عليك بالمشي والرياضة, واجتنب الكسل والخمول, واهجر الفراغ والبطالة.
§ اقرأ التاريخ وتفكر في عجائبه وتدبر غرائبه واستمتع بقصصه وأخباره.
§ جدد حياتك, ونوع أساليب معيشتك, وغير من الروتين الذي تعيشه.
§ اهجر المنبهات والإكثار منها كالشاي والقهوة, ,أحذر التدخين والشيشة وغيرها.
§ اعتن بنظافة ثوبك وحسن رائحتك وترتيب مظهرك مع السواك والطيب.
§ لا تقرأ بعض الكتب التي تربي التشاؤم والإحباط واليأس والقنوط.
§ تذكر أن ربك واسع المغفرة يقبل التوبة ويعفو عن عباده,ويبدل السيئات حسنات.
§ اشكر ربك على نعمة الدين والعقل والعافية والستر والسمع والبصر والرزق والذرية وغيرها.
§ ألا تعلم إن في الناس من فقد عقله أو صحته أو هو محبوس أو مشلول أو مبتلى؟!.
§ عش مع القران حفظاً وتلاوة وسماعا ًوتدبراً فانه من أعظم العلاج لطرد الحزن والهم.
§ توكل على الله وفوض الأمر إليه,وارض بحكمه, والجا إليه, واعتمد عليه فهو حسبك وكافيك.
§ اعفُ عمن ظلمك ,وصل من قطعك ,وأعط من حرمك , واحلم على من أساء إليك تجد السرور والأمن.
§ كرر(لاحول ولا قوة إلا بالله)فإنها تشرح البال,وتصلح الحال, وتُحمل بها الأثقال, وتُرضي ذا الجلال.
§ اكثر من الاستغفار,فمعه الرزق والفرج والذرية والعلم النافع والتيسير وحط الخطايا.
§ أقنع بصورتك وموهبتك ودخلك وأهلك وبيتك تجد الراحة والسعادة .
§ اعلم ان مع العسر يسرا ، وأن الفرج مع الكرب وأنه لا يدوم الحال ، وأن الأيام دول.
§ تفاءل ولا تقنط ولا تيأس ، وأحسن الظن بربك وانتظر منه كل خير وجميل .
§ افرح باختيار الله لك ، فانك لا تدري بالمصلحة فقد تكون الشدة لك خير من الرخاء .
§ البلاء يقرب بينك وبين الله ويعلمك الدعاء ويذهب عنك الكبر والعجب والفخر .
§ أنت تحمل في نفسك قناطير النعم وكنوز الخيرات التي وهبك الله إياها.
§ أحسن إلى الناس وقدم الخير للبشر لتلقى السعادة من عيادة مريض وإعطاء فقير والرحمة بيتيم.
§ اجتنب سوء الظن واطرح الأوهام والخيالات الفاسدة والأفكار المريضة .
§ اعلم انك لست الوحيد في البلاء ، فما سلم من الهم أحمد ، وما نجا من الشدة بشر.
§ تيقن أن الدنيا دار محن وبلاء ومنغصات وكدر فاقبلها على حالها واستعن بالله.
جزاك الله خيراً ..
** فضيلة الشيخ .. وبما أننا نتحدث عن السعادة . كان لفضيلتكم كتاباً موجه لنا .. للمرأة .. وكان بعنوان( أسعـــد امرأة في العالم)
كتاب غاية في الروعــة والتأليف ولكــن قُلت فيه .. لااااااا و نـــــعم للمـــرأة .. نهيتنا عن أمور وشجعتنا على أُخــرى ..
هل لنــا أن نعرضها سوياً ؟؟؟
الشيخ / عائض القرني :
نعم .. !
نعم .. لبسمتك الجميلة التي تبعث الحب وترسل المودة للآخرين .
نعم .. لكلمتك الطيبة التي تبني الصدقات الشرعية وتذهب الأحقاد.
نعم ..لصدقة متقبلة تسعد مسكينا ، وتفرح فقيرا ، وتشبع جائعاً.
نعم ..لجلسة مع القران تلاوة وتدبرا وعملا وتوبة واستغفاراً .
نعم ..لكثرة الذكر والاستغفار، وإدمان الدعاء ، وتصحيح التوبة .
نعم ..لتربية أبنائك على الدين ،وتعليمهم السنة ، و إرشادهم لما ينفعهم .
نعم ..للحشمة والحجاب الذي أمر الله به ، وهو طريق الصيانة والحفظ.
نعم ..لصحبة الخيرات ممن يخفن الله ، ويحببن الدين ، ويحترمن القيم.
نعم .. لبر الوالدين ، وصلة الرحم ، و إكرام الجار ، وكفالة الأيتام .
نعم .. للقراءة النافعة ، والمطالعة المفيدة ، مع الكتاب الممتع الراشد .
لا .. !
لا .. لصف عمرك في التوافه ، من حب للانتقام ومجادلة لا خير فيها .
لا .. لتقديم المال وجمعه على صحتك وسعادتك ونومك وراحتك.
لا .. لتتبع أخطاء الآخرين واغتيابهم ونسيان عيوب النفس.
لا .. للانهماك في ملاذ النفس ، و إعطائها كل ما تطلب وتشتهي.
لا .. لضياع الأوقات مع الفارغين ، و إنفاق الساعات في اللهو .
لا .. لإهمال الجسم والبيت من النظافة ، والروائح الذكية ، والنظام.
لا .. للمشروبات المحرمة ، والدخان والشيشة ، وكل خبيث.
لا .. لتذكر مصيبة مرت ، أو كارثة سبقت ، أو خطأ حصل .
لا .. لنسيان الآخرة والعمل لها ، والغفلة عن تلك المشاهد .
لا .. لإهدار المال في المحرمات ، والإسراف في المباحات ، والتقصير في الطاعات .
جــــزاك الله خيـــراً ..
** النجــــاح .. بالطبع لهُ مفاتيح .. وهــــو ليس باباً مُغلق وإنمــــا في كتابكم ( مفـــتاح النجــاح ) وجــدنا الحل ووجدنا
المفاتيح الحقيقية التي أوردتها في هذا الكتاب الجميل وهـــو مُقسم على فصول .. وقفت كثيراً عند الفصل الثالث وهو بعنوان
( اعـــرف نفسك ) .. لأنهُ بالفعل لابد ان نعرف ذواتنا
وأنفُسنا كي نصل لنجاح ولكن كيف أعـــرف نفسي ..؟؟؟
فضيلة الشيخ / عائض القرني :
ومعنى ذلك أن تتعرف على مواهبك التي منحك الله، فتوظفها في بابها، سواءً علماً أو عملاً أو مهنة،
فإن لكل مذهباً ومشرباً صنوان وغير صنوان، وقد علم كل أناس مشربهم، ولكل وجه هو موليها،
والناس أجناس، فحق على العاقل أن يمهر فيما يجيد، وكل ميسر لما خلق له، ومن يلاحظ حياة أصحاب الرسول صلى الله عليه وسلم
يجد أن كل واحد منهم أجاد في بابه، فأبو بكر ضرب في كل غنيمة بسهم ولكنه برز في الخلافة والقيادة مع العدل والزهد والإخلاص والصدق...
وعمر قوي في ذات الله شديد على أعدائه، عادل في حكمه، وعثمان رحيم شفوق ذو تهجد وصدقات وبر وحياء ورقة،
وعلى شجاع صارم خطيب نجيب فقيه...
وأبي سيد القراء، ومعاذ إمام العلماء، وخالد رمز الأبطال، وابن عباس ترجمان القرآن،
وحسان مقدم الشعراء، وزيد بن ثابت كبير علماء الفرائض، وأبو هريرة شيخ الرواة، وهكذا...
فاكتسب معارفك بنفسك بمهارتك وتجاربك ومزاولتك للأعمال ومباشرتك للحياة...
إن الكتب تلقن الحكمة، لكنها لا تخرج الحكماء، وإن الذين امتازوا في العلوم والفنون لم يتعلموا في المدارس
فحسب بل تعلموا في مدرسة الحياة ومصنع التجار ..
إن كتاباً في فن السباحة يعطي مفاتيح في هذا الباب لكن لا يمنع الجاهل بالسباحة من الغرق، لكن
أفضل طريقة له أن يهبط إلى النهر ليتعلم فيه مباشرة ً...
ومثله الخطيب البارع فإنه لم يمهر ويتميز لأنه قرأ مجلدات في فن الخطابة، بل لأنه صعد المنابر وأخطأ
وأصاب، وفشل ونجح، وجرب وتدرب، حتى بلغ الغاية في هذه الموهبة...
فإذا أردت البراعة في أي علم أو عمل أو موهبة فاغمس نفسك فيه وانصهر في معاناته، واحترق بحبه، والشغف به إلى درجة العشق وللناس فيما يعشقون مذاهب، وكما قال الشاعر:
وإنما رجل الدنيا وواحدها ** من لا يعول في الدنيا على رجل
فلا تظن أن النجاح سوف يقدم لك هبة على طبق من ذهب وإن أقبح نصر هو ما كان عن هبة:
وأقبح النصر نصرالأغبياء ** فهم سوى فهم كم باعوا وكم كسبوا
لكن النجاح الغالي هو ما حصل بجهد وعرق ومشقة ودموع ودماء وسهر وتعب ونصب وتضحية وفداء، وكما قال أبو الطيب:
لولا المشقة ساد الناس كلهم ** الجود يفقر والإقدام قتال
إن الناس لا يرحمون الفاشل، وإن الساقط مغضوب عليه وكما قيل: إذا وقع الجمل كثرت سكاكينه،
لأن الناس لا يحترمون إلا كل ناجح متفوق، فتراهم ينظرون إليه خاشعة أبصارهم، إذا كنت عالماً
أو نابهاً أو غنياً أو مرموقاً أو مصلحاً، أما البليد الغبي الفاشل الساقط فلا تلمحه العيون، لأنها لا تراه أصلاً:
من يهن يسهل الهوان عليه ** ما لجرح بميت إيلام
فعليك بطريق التعب والمشقة حتى تصل: (وَجَاهِدُوا فِي اللَّهِ حَقَّ جِهَادِهِ)(الحج: من الآية78) ..
وإياك ثم إياك والكسل والتواني والتسويف والأماني فإنها رؤوس أموال المفاليس:
(رَضُوا بِأَنْ يَكُونُوا مَعَ الْخَوَالِفِ )(التوبة: من الآية87) ..
إن الله يحب المجاهدين ويكره العجزة الفاشلين، وإن ألذ خبز هو ما حصل بعد عرق الجبين، وإن أهنأ نوم ما كان بعد تعب، وإن أحسن شبع ما سبقه
جوع، وإن الورد لا يفوح حتى يعرق، وإن العود لا يزكو حتى يحترق:
لولا اشتعال النار فيما جاورت ** ما كان يعرف نفخ طيب العود
إن الماء الراكد يأسن ويتغير طعمه، لكن إذا جرى وسرى طاب وعذب، وإن الكلب الجاهل حرام صيده،
لكن صيد الكلب المدرب حلال، لأنه أتى بعد جهد ودربه ومعرفة، يقول الشاعر:
تريدين إدراك المعالى رخيصة ** ولا بد دون الشهد من إبر النحل
فالبدار البدار قبل تقضى الأعمار فلا راحة مع الليل والنهار:
ولا تقل الصبا فيه امتهال ** وفكر كم صبي قد دفنتا ..
جـــــزاك الله خــــــيراً ..
** لن أخـــرج بعــيداً ولكــن عندما تحدث فضيلتكم في هــذا الفصل عن معرفة النفس .. كان فيه تشجيع للعمل وبذل الجُهد
هُنــا تذكرت مقالـــة لفضيلتكم وهي بعنوان ( قتل الكـــلام بالعمــل ) هـــل لنـــا أن نعـــرف ماذا تقصدون بهذه العبارة؟؟؟
فضيلة الشيخ / عائض القرني ..
أترك أعمالك تتحدث عنك واسكت أنت، فلا تلقِ خطباً تتحدث فيها عن إنجازك وتفوقك وجميل سيرتك فتبتلى بمكذبٍ وحاسد، وتكون عرضة للسخرية والازدراء، ولكن قدم علماً حسناً جميلاً بدعياً يسر الناظرين، وأعطِ مثلاً حياً من الأخلاق والسيرة الحسنة والسجايا الحميدة، فهي أعظم شهادة على عظمتك وسموك وعلو منـزلتك. إن الفاشلين أكثر الناس أقوالاً وأقلهم أعمالاً فهم يتحدثون عن أعمال وهمية وعن منجزات خيالية ليكسبوا رضا الناس وإعجابهم فما يزدادون إلا مقتاً، وليتهم اكتفوا بذلك، بل زادوا الطين بلة، فنشروا الأراجيف والشائعات واستهلكوا أوقاتهم في كثرة الكلام، وتركوا (العمل)، ولم يقدموا للأمة سوى (الكلام)، لكن الناجحون يقدمون من النتائج الباهرة الرائعة ما يلفت الأنظار، ويخطف الأضواء، ويدهش العقول. إن أخطر حالات الذهن يوم يفرغ صاحبه من العمل فيكون كالسيارة المسرعة في انحدار بلا سائق؛ تجنح ذات اليمين وذات الشمال، ثم تهوي إلى الأسفل!، فانتبه –أخي القارئ- ودعك من كثرة الكلام بلا طائل، واقض على أوقات الفراغ التي يحلو فيها القيل والقال، ويعذب فيها الاسترخاء، وهيئ نفسك للقيام بأعمال مثمرة، بدلاً من إرهاق حبالك الصوتية بالكلام، وتعذيب نفسك بتتبع عورات الناس.. قم الآن صلِّ، أو اقرأ، أو سبِّح، أو طالع، أو اكتب، أو رتب مكتبتك، أو أصلح بيتك، أو انفع غيرك حتى تقضي على الفراغ، واقتل الكلام بالعمل.
إن الحياة لا تعترف باللابثين في أماكنهم، القابعين في ثكناتهم، لكنها ترحب بالعالمين العاملين، الصاعدين سلم المجد درجة درجة، الذين يؤدون رسالتهم في الحياة، ويلبون مراد النشأة الأولى، والمطلب الحق، ويجيبون على سؤال فاطرهم (أيحسب الإنسان أن يترك سدى) ؟!.. وإذاً فاصمت وأعمل وأسكت وأبذل فسوف تجد من أصحاب الضمائر الحية من يدعو لك، ويثني عليك، ويشيد بأعمالك الجليلة وخصالك النبيلة، والناس شهداء الله في أرضه، وقل لكل حاسد: الجواب ما تراه دون ما تسمعه !..
جـــــــزاك الله خــــيراً ..
** وبمــا أننا في شهر رمضان المُبارك , وبما أن البعض ارتبط عندهُ شهر رمضان بالإسراف والتبذير في الأطعمة نُريد من
فضيلتكم توجيه لنـــا وللجميع عن هــذا الأمـــر ..
فضيلة الشيخ / عائض القرني ..
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه وبعد .
الإسراف من الذنوب والخطايا التي وقعت في الأمم المنحرفة وقد نها الله عنه وذمه فقال تعالى ( ولا تسرفوا.)
الإسراف عادة لقوم لا يرجون لله وقارا ، ولا يحترمون نعم الله عز وجل، قال سبحانه ( ولا تبذر تبذيرا. )لقد أكثر بعض الناس من الإسراف في رمضان.
فمن صور الإسراف: الإكثار من الطعام فوق الحاجة ، فان من الناس من تعود كثرة المطعومات والمشروبات ، فتراه في رمضان يملأ
مائدته في الإفطار والسحور بكل ما لذ وطاب ثم تكون عرضة للإتلاف والرمي .
يا أيها الصائم إياك إياك والإسراف ، إن في المسلمين فقراء ومساكين ومحتاجين ومملقين ففطر عباد الله بما زاد على حاجتك لتكون لك ذخرا
عند الله عز وجل ، قال سبحانه عن عباده الصالحين : (وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِيناً وَيَتِيماً وَأَسِيراً) (الانسان:8)
.
وقد صح عنه عليه الصلاة والسلام أنه قال " يقول عز وجل يوم القيامة : يا ابن آدم استطعمتك ولم تطعمني قال وكيف أطعمك وأنت رب العالمين ؟
قال : أما علمت أن عبدي فلانا استطعمك فما أطعمته ، أما إنك لو أطعمته لوجدت ذلك عندي ....)
ومن صور الإسراف : الإسراف في النوم فوق القدر المطلوب ، وخاصة في النهار ، فان بعض الصائمين جعلوا من أيامهم
غفلة وسباتا عميقا ، والعجيب أن هؤلاء يسرفون في سهر لا طائل من ورائه ، سهر ضائع في القيل والقال والتوافه، والبعض يسهر
في مزاولة أمور محرمة ومكروهة تغضب المولى تبارك وتعالى .
ومن صور الإسراف: الإسراف في الإعداد لعيد الفطر وتكليف النفس فوق طاقتها والتبذير في الإنفاق من لباس وهيئة ولعب ومباهج
حتى إنك لترى بعض الفئات من الناس ينفقون الألوف المؤلفة في هذه الترهات بينما هم أبخل الناس في أبواب الخير وفي طرق البر .
فيا من أنعم الله عليه بالمال ، في المجتمع يتيم وفي الناس مسكين ، وفي جوارك فقير ، ألا تطعم جائعا ، ألا تكسو عاريا ، ألا تبني مسجدا ،
ألا تواصل منقطعا، ألا تفك كربة مكروب.
ومن صور الإسراف عند بعض الصائمين كثرة الزيارة من غير طائل ولا فائدة والإكثار من الخلطة بالناس لغير مصلحة ،
والاجتماع بالآخرين لغير نفع، فيذهب الزمن هدرا والعمر بددا والأيام ضياعا والأوقات لعبا ولسان الحال يقول (يا حسرتا على ما فرطنا فيه.
كذلك كثرة اجتماعات الناس على غير منفعة ، وكثرة المجالس الفارغة.
تعيش الدهر ويحك في غرور بها حتى إذا مت انتهيتا
ومن صور الإسراف : إدمان التسلية والترفيه في اللعب من كرة وتمارين رياضية ، والتنزهات ونحوها على حساب وقت الجد والعبادة
والذكر والتلاوة وتحصيل العلم والدعوة والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، حتى إن بعض الناس يدفع الوقت دفعا عجيبا وينفقه بيد التبذير
وغدا سيعلم إذا بعثر ما في القبور وحصل ما في الصدور أي شئ فعل .
إذا أنت لم ترحل بزاد في التقى ولاقيت بعد الموت من قد تزودا ندمت على أن لا تكون كمثله وأنك لم ترصد لما كان ارصدا
ولعل صور الإسراف عند كثير من الناس متعددة.
• قوم أسرفوا في المعاصي والذنوب ، فإسرافهم أخطر إسراف وأسوأ تبذير
• وقوم أسرفوا في الوقت فنثروه شذر مذر وهم من أعظم الناس حسرة يوم العرض الأكبر.
• وقوم أسرفوا في الطعام والشراب واللباس فما زادهم إلا تعاسة وقلقا.
• وقوم أسرفوا في المباحات من لعب وتسليات وتنزهات فهم في الحقيقة مغبونون في أعمارهم.
** وفي الخــتام أحبتي / لايسعني إلا أن أتقدم بالشُكر الجزيل والدُعاء لشيخنا الفاضل ..
وأن يجزيه الله عنا خير الجزاء وأن يُبارك لهُ فيما يُقدمهُ ويغفر لهُ ولوالديه إنه سميعٌ مُجيب ..
ونعِــدكم بإكمال ماتبقى من هـــذا الحــوار مع فضيلته ..
http://albluwe.com/~uploaded//1561/1160102480.gif
أحبتي اسمحــولي هُنــا أن أكــون مع شخيصة
أحببتها في الله وأحبها الكثير منا ..
رجُل وشيخ فاضل كانت كلماتهُ ومقالاتهُ مُتنوعه , تدخل قلوبنا بلا استأذان , إذا سمعنا
له , أو قرأنا له نقف مُنبهرين أمام هــذه الدُرر التي يُهديها لنا , تمــيز بإسلوب رائع
وبسيط يطــرق جميع الأبواب, دائمــاً بمقالاته وكُتبه ينفُض عنا غُبار اليأس والحُزن ويفتح
لنا الأبواب (حتى نكون أسعد الناس) ويقول لك ( لاتحزن ) , كذلك حدد لنا (أداب الحــوار) ووحذرناوقال لنا (حتى لاتغرق السفينة ),
كذلك تكلم عن الحُب ووصفهُ بأروع الكلمات ولكن أخافنا حينما قال (ضحايا الحُب ) ورسم لنا كيف نسير على (طريق النجاح)
وسألنا وأجاب (كيف تطلُب العلم ) واستمتعنا معهُ في (رحاب الأخــوة) أعطانا ( ثلاثون درسا لصائمين) بماأننا في شهرالصيام,
وفي الختام قال لنــا
( وصيتي)
إنـــه فضيلة الشيخ / عــائض بن عبدالله القرني ..
هُنا سأطرح لهُ مقالاتٌ عدة كتبها وتذوقناها معهُ بكل هـــدوء وتمعُن وفــــهم ..
فالنبـــدأ أحبتي :
السعـــادة / كلمة جميلة وكثيراً مانسمعها , ولكن قليلاً منا الذي يشعــر بها , كان لفضيلتكم كتاب بعنوان
(حتى تكون أسعد الناس)كان على هيئة نصائح ثمينة من
فضيلتكم أسمعنا بعضاً من ما جاء بهذا الكتاب :
الشيخ / عائض القرني :
§ الإيمان يذهب الهموم,ويزيل الغموم, وهو قرة عين الموحدين ,وسلوة العابدين .
§ مامضى فات,وما ذهب مات,فلا تفكر فيما مضى, فقد ذهب وانقضى.
§ ارض بالقضاء المحتوم, والرزق المقسوم , وكل شيء بقدر ,فدع الضجر.
§ ألا بذكر الله تطمئن القلوب , وتحط الذنوب,وبه يرضى علام الغيوب,وبه تفرج الكروب.
§ لا تنتظر شكراً من أحد, ويكفي ثواب الصمد, وما عليك ممن جحد, وحقد وحسد.
§ إذا أصبحت فلا تنتظر المساء, وعش في حدود اليوم, واجمع همك لإصلاح يومك.
§ اترك المستقبل حتى يأتي ,ولا تهتم بالغد إذا أصلحت يومك صلح غدك.
§ طهر قلبك من الحسد , ونقه من الحقد, واخرج منه البغضاء, وأزل منه الشحناء .
§ اعتزل الناس إلا من خير , وكن جليس بيتك, واقبل على شانك , وقلل من المخالطة.
§ الكتاب أحسن الأصحاب, فسامر الكتب, وصاحب العلم, ورافق المعرفة.
§ الكون بُني على النظام ,فعليك بالترتيب في ملبسك وبيتك ومكتبك وواجبك.
§ اخرج إلى الفضاء, وطالع الحدائق الغناء, وتفرج في خلق الباري وإبداع الخالق.
§ عليك بالمشي والرياضة, واجتنب الكسل والخمول, واهجر الفراغ والبطالة.
§ اقرأ التاريخ وتفكر في عجائبه وتدبر غرائبه واستمتع بقصصه وأخباره.
§ جدد حياتك, ونوع أساليب معيشتك, وغير من الروتين الذي تعيشه.
§ اهجر المنبهات والإكثار منها كالشاي والقهوة, ,أحذر التدخين والشيشة وغيرها.
§ اعتن بنظافة ثوبك وحسن رائحتك وترتيب مظهرك مع السواك والطيب.
§ لا تقرأ بعض الكتب التي تربي التشاؤم والإحباط واليأس والقنوط.
§ تذكر أن ربك واسع المغفرة يقبل التوبة ويعفو عن عباده,ويبدل السيئات حسنات.
§ اشكر ربك على نعمة الدين والعقل والعافية والستر والسمع والبصر والرزق والذرية وغيرها.
§ ألا تعلم إن في الناس من فقد عقله أو صحته أو هو محبوس أو مشلول أو مبتلى؟!.
§ عش مع القران حفظاً وتلاوة وسماعا ًوتدبراً فانه من أعظم العلاج لطرد الحزن والهم.
§ توكل على الله وفوض الأمر إليه,وارض بحكمه, والجا إليه, واعتمد عليه فهو حسبك وكافيك.
§ اعفُ عمن ظلمك ,وصل من قطعك ,وأعط من حرمك , واحلم على من أساء إليك تجد السرور والأمن.
§ كرر(لاحول ولا قوة إلا بالله)فإنها تشرح البال,وتصلح الحال, وتُحمل بها الأثقال, وتُرضي ذا الجلال.
§ اكثر من الاستغفار,فمعه الرزق والفرج والذرية والعلم النافع والتيسير وحط الخطايا.
§ أقنع بصورتك وموهبتك ودخلك وأهلك وبيتك تجد الراحة والسعادة .
§ اعلم ان مع العسر يسرا ، وأن الفرج مع الكرب وأنه لا يدوم الحال ، وأن الأيام دول.
§ تفاءل ولا تقنط ولا تيأس ، وأحسن الظن بربك وانتظر منه كل خير وجميل .
§ افرح باختيار الله لك ، فانك لا تدري بالمصلحة فقد تكون الشدة لك خير من الرخاء .
§ البلاء يقرب بينك وبين الله ويعلمك الدعاء ويذهب عنك الكبر والعجب والفخر .
§ أنت تحمل في نفسك قناطير النعم وكنوز الخيرات التي وهبك الله إياها.
§ أحسن إلى الناس وقدم الخير للبشر لتلقى السعادة من عيادة مريض وإعطاء فقير والرحمة بيتيم.
§ اجتنب سوء الظن واطرح الأوهام والخيالات الفاسدة والأفكار المريضة .
§ اعلم انك لست الوحيد في البلاء ، فما سلم من الهم أحمد ، وما نجا من الشدة بشر.
§ تيقن أن الدنيا دار محن وبلاء ومنغصات وكدر فاقبلها على حالها واستعن بالله.
جزاك الله خيراً ..
** فضيلة الشيخ .. وبما أننا نتحدث عن السعادة . كان لفضيلتكم كتاباً موجه لنا .. للمرأة .. وكان بعنوان( أسعـــد امرأة في العالم)
كتاب غاية في الروعــة والتأليف ولكــن قُلت فيه .. لااااااا و نـــــعم للمـــرأة .. نهيتنا عن أمور وشجعتنا على أُخــرى ..
هل لنــا أن نعرضها سوياً ؟؟؟
الشيخ / عائض القرني :
نعم .. !
نعم .. لبسمتك الجميلة التي تبعث الحب وترسل المودة للآخرين .
نعم .. لكلمتك الطيبة التي تبني الصدقات الشرعية وتذهب الأحقاد.
نعم ..لصدقة متقبلة تسعد مسكينا ، وتفرح فقيرا ، وتشبع جائعاً.
نعم ..لجلسة مع القران تلاوة وتدبرا وعملا وتوبة واستغفاراً .
نعم ..لكثرة الذكر والاستغفار، وإدمان الدعاء ، وتصحيح التوبة .
نعم ..لتربية أبنائك على الدين ،وتعليمهم السنة ، و إرشادهم لما ينفعهم .
نعم ..للحشمة والحجاب الذي أمر الله به ، وهو طريق الصيانة والحفظ.
نعم ..لصحبة الخيرات ممن يخفن الله ، ويحببن الدين ، ويحترمن القيم.
نعم .. لبر الوالدين ، وصلة الرحم ، و إكرام الجار ، وكفالة الأيتام .
نعم .. للقراءة النافعة ، والمطالعة المفيدة ، مع الكتاب الممتع الراشد .
لا .. !
لا .. لصف عمرك في التوافه ، من حب للانتقام ومجادلة لا خير فيها .
لا .. لتقديم المال وجمعه على صحتك وسعادتك ونومك وراحتك.
لا .. لتتبع أخطاء الآخرين واغتيابهم ونسيان عيوب النفس.
لا .. للانهماك في ملاذ النفس ، و إعطائها كل ما تطلب وتشتهي.
لا .. لضياع الأوقات مع الفارغين ، و إنفاق الساعات في اللهو .
لا .. لإهمال الجسم والبيت من النظافة ، والروائح الذكية ، والنظام.
لا .. للمشروبات المحرمة ، والدخان والشيشة ، وكل خبيث.
لا .. لتذكر مصيبة مرت ، أو كارثة سبقت ، أو خطأ حصل .
لا .. لنسيان الآخرة والعمل لها ، والغفلة عن تلك المشاهد .
لا .. لإهدار المال في المحرمات ، والإسراف في المباحات ، والتقصير في الطاعات .
جــــزاك الله خيـــراً ..
** النجــــاح .. بالطبع لهُ مفاتيح .. وهــــو ليس باباً مُغلق وإنمــــا في كتابكم ( مفـــتاح النجــاح ) وجــدنا الحل ووجدنا
المفاتيح الحقيقية التي أوردتها في هذا الكتاب الجميل وهـــو مُقسم على فصول .. وقفت كثيراً عند الفصل الثالث وهو بعنوان
( اعـــرف نفسك ) .. لأنهُ بالفعل لابد ان نعرف ذواتنا
وأنفُسنا كي نصل لنجاح ولكن كيف أعـــرف نفسي ..؟؟؟
فضيلة الشيخ / عائض القرني :
ومعنى ذلك أن تتعرف على مواهبك التي منحك الله، فتوظفها في بابها، سواءً علماً أو عملاً أو مهنة،
فإن لكل مذهباً ومشرباً صنوان وغير صنوان، وقد علم كل أناس مشربهم، ولكل وجه هو موليها،
والناس أجناس، فحق على العاقل أن يمهر فيما يجيد، وكل ميسر لما خلق له، ومن يلاحظ حياة أصحاب الرسول صلى الله عليه وسلم
يجد أن كل واحد منهم أجاد في بابه، فأبو بكر ضرب في كل غنيمة بسهم ولكنه برز في الخلافة والقيادة مع العدل والزهد والإخلاص والصدق...
وعمر قوي في ذات الله شديد على أعدائه، عادل في حكمه، وعثمان رحيم شفوق ذو تهجد وصدقات وبر وحياء ورقة،
وعلى شجاع صارم خطيب نجيب فقيه...
وأبي سيد القراء، ومعاذ إمام العلماء، وخالد رمز الأبطال، وابن عباس ترجمان القرآن،
وحسان مقدم الشعراء، وزيد بن ثابت كبير علماء الفرائض، وأبو هريرة شيخ الرواة، وهكذا...
فاكتسب معارفك بنفسك بمهارتك وتجاربك ومزاولتك للأعمال ومباشرتك للحياة...
إن الكتب تلقن الحكمة، لكنها لا تخرج الحكماء، وإن الذين امتازوا في العلوم والفنون لم يتعلموا في المدارس
فحسب بل تعلموا في مدرسة الحياة ومصنع التجار ..
إن كتاباً في فن السباحة يعطي مفاتيح في هذا الباب لكن لا يمنع الجاهل بالسباحة من الغرق، لكن
أفضل طريقة له أن يهبط إلى النهر ليتعلم فيه مباشرة ً...
ومثله الخطيب البارع فإنه لم يمهر ويتميز لأنه قرأ مجلدات في فن الخطابة، بل لأنه صعد المنابر وأخطأ
وأصاب، وفشل ونجح، وجرب وتدرب، حتى بلغ الغاية في هذه الموهبة...
فإذا أردت البراعة في أي علم أو عمل أو موهبة فاغمس نفسك فيه وانصهر في معاناته، واحترق بحبه، والشغف به إلى درجة العشق وللناس فيما يعشقون مذاهب، وكما قال الشاعر:
وإنما رجل الدنيا وواحدها ** من لا يعول في الدنيا على رجل
فلا تظن أن النجاح سوف يقدم لك هبة على طبق من ذهب وإن أقبح نصر هو ما كان عن هبة:
وأقبح النصر نصرالأغبياء ** فهم سوى فهم كم باعوا وكم كسبوا
لكن النجاح الغالي هو ما حصل بجهد وعرق ومشقة ودموع ودماء وسهر وتعب ونصب وتضحية وفداء، وكما قال أبو الطيب:
لولا المشقة ساد الناس كلهم ** الجود يفقر والإقدام قتال
إن الناس لا يرحمون الفاشل، وإن الساقط مغضوب عليه وكما قيل: إذا وقع الجمل كثرت سكاكينه،
لأن الناس لا يحترمون إلا كل ناجح متفوق، فتراهم ينظرون إليه خاشعة أبصارهم، إذا كنت عالماً
أو نابهاً أو غنياً أو مرموقاً أو مصلحاً، أما البليد الغبي الفاشل الساقط فلا تلمحه العيون، لأنها لا تراه أصلاً:
من يهن يسهل الهوان عليه ** ما لجرح بميت إيلام
فعليك بطريق التعب والمشقة حتى تصل: (وَجَاهِدُوا فِي اللَّهِ حَقَّ جِهَادِهِ)(الحج: من الآية78) ..
وإياك ثم إياك والكسل والتواني والتسويف والأماني فإنها رؤوس أموال المفاليس:
(رَضُوا بِأَنْ يَكُونُوا مَعَ الْخَوَالِفِ )(التوبة: من الآية87) ..
إن الله يحب المجاهدين ويكره العجزة الفاشلين، وإن ألذ خبز هو ما حصل بعد عرق الجبين، وإن أهنأ نوم ما كان بعد تعب، وإن أحسن شبع ما سبقه
جوع، وإن الورد لا يفوح حتى يعرق، وإن العود لا يزكو حتى يحترق:
لولا اشتعال النار فيما جاورت ** ما كان يعرف نفخ طيب العود
إن الماء الراكد يأسن ويتغير طعمه، لكن إذا جرى وسرى طاب وعذب، وإن الكلب الجاهل حرام صيده،
لكن صيد الكلب المدرب حلال، لأنه أتى بعد جهد ودربه ومعرفة، يقول الشاعر:
تريدين إدراك المعالى رخيصة ** ولا بد دون الشهد من إبر النحل
فالبدار البدار قبل تقضى الأعمار فلا راحة مع الليل والنهار:
ولا تقل الصبا فيه امتهال ** وفكر كم صبي قد دفنتا ..
جـــــزاك الله خــــــيراً ..
** لن أخـــرج بعــيداً ولكــن عندما تحدث فضيلتكم في هــذا الفصل عن معرفة النفس .. كان فيه تشجيع للعمل وبذل الجُهد
هُنــا تذكرت مقالـــة لفضيلتكم وهي بعنوان ( قتل الكـــلام بالعمــل ) هـــل لنـــا أن نعـــرف ماذا تقصدون بهذه العبارة؟؟؟
فضيلة الشيخ / عائض القرني ..
أترك أعمالك تتحدث عنك واسكت أنت، فلا تلقِ خطباً تتحدث فيها عن إنجازك وتفوقك وجميل سيرتك فتبتلى بمكذبٍ وحاسد، وتكون عرضة للسخرية والازدراء، ولكن قدم علماً حسناً جميلاً بدعياً يسر الناظرين، وأعطِ مثلاً حياً من الأخلاق والسيرة الحسنة والسجايا الحميدة، فهي أعظم شهادة على عظمتك وسموك وعلو منـزلتك. إن الفاشلين أكثر الناس أقوالاً وأقلهم أعمالاً فهم يتحدثون عن أعمال وهمية وعن منجزات خيالية ليكسبوا رضا الناس وإعجابهم فما يزدادون إلا مقتاً، وليتهم اكتفوا بذلك، بل زادوا الطين بلة، فنشروا الأراجيف والشائعات واستهلكوا أوقاتهم في كثرة الكلام، وتركوا (العمل)، ولم يقدموا للأمة سوى (الكلام)، لكن الناجحون يقدمون من النتائج الباهرة الرائعة ما يلفت الأنظار، ويخطف الأضواء، ويدهش العقول. إن أخطر حالات الذهن يوم يفرغ صاحبه من العمل فيكون كالسيارة المسرعة في انحدار بلا سائق؛ تجنح ذات اليمين وذات الشمال، ثم تهوي إلى الأسفل!، فانتبه –أخي القارئ- ودعك من كثرة الكلام بلا طائل، واقض على أوقات الفراغ التي يحلو فيها القيل والقال، ويعذب فيها الاسترخاء، وهيئ نفسك للقيام بأعمال مثمرة، بدلاً من إرهاق حبالك الصوتية بالكلام، وتعذيب نفسك بتتبع عورات الناس.. قم الآن صلِّ، أو اقرأ، أو سبِّح، أو طالع، أو اكتب، أو رتب مكتبتك، أو أصلح بيتك، أو انفع غيرك حتى تقضي على الفراغ، واقتل الكلام بالعمل.
إن الحياة لا تعترف باللابثين في أماكنهم، القابعين في ثكناتهم، لكنها ترحب بالعالمين العاملين، الصاعدين سلم المجد درجة درجة، الذين يؤدون رسالتهم في الحياة، ويلبون مراد النشأة الأولى، والمطلب الحق، ويجيبون على سؤال فاطرهم (أيحسب الإنسان أن يترك سدى) ؟!.. وإذاً فاصمت وأعمل وأسكت وأبذل فسوف تجد من أصحاب الضمائر الحية من يدعو لك، ويثني عليك، ويشيد بأعمالك الجليلة وخصالك النبيلة، والناس شهداء الله في أرضه، وقل لكل حاسد: الجواب ما تراه دون ما تسمعه !..
جـــــــزاك الله خــــيراً ..
** وبمــا أننا في شهر رمضان المُبارك , وبما أن البعض ارتبط عندهُ شهر رمضان بالإسراف والتبذير في الأطعمة نُريد من
فضيلتكم توجيه لنـــا وللجميع عن هــذا الأمـــر ..
فضيلة الشيخ / عائض القرني ..
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه وبعد .
الإسراف من الذنوب والخطايا التي وقعت في الأمم المنحرفة وقد نها الله عنه وذمه فقال تعالى ( ولا تسرفوا.)
الإسراف عادة لقوم لا يرجون لله وقارا ، ولا يحترمون نعم الله عز وجل، قال سبحانه ( ولا تبذر تبذيرا. )لقد أكثر بعض الناس من الإسراف في رمضان.
فمن صور الإسراف: الإكثار من الطعام فوق الحاجة ، فان من الناس من تعود كثرة المطعومات والمشروبات ، فتراه في رمضان يملأ
مائدته في الإفطار والسحور بكل ما لذ وطاب ثم تكون عرضة للإتلاف والرمي .
يا أيها الصائم إياك إياك والإسراف ، إن في المسلمين فقراء ومساكين ومحتاجين ومملقين ففطر عباد الله بما زاد على حاجتك لتكون لك ذخرا
عند الله عز وجل ، قال سبحانه عن عباده الصالحين : (وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِيناً وَيَتِيماً وَأَسِيراً) (الانسان:8)
.
وقد صح عنه عليه الصلاة والسلام أنه قال " يقول عز وجل يوم القيامة : يا ابن آدم استطعمتك ولم تطعمني قال وكيف أطعمك وأنت رب العالمين ؟
قال : أما علمت أن عبدي فلانا استطعمك فما أطعمته ، أما إنك لو أطعمته لوجدت ذلك عندي ....)
ومن صور الإسراف : الإسراف في النوم فوق القدر المطلوب ، وخاصة في النهار ، فان بعض الصائمين جعلوا من أيامهم
غفلة وسباتا عميقا ، والعجيب أن هؤلاء يسرفون في سهر لا طائل من ورائه ، سهر ضائع في القيل والقال والتوافه، والبعض يسهر
في مزاولة أمور محرمة ومكروهة تغضب المولى تبارك وتعالى .
ومن صور الإسراف: الإسراف في الإعداد لعيد الفطر وتكليف النفس فوق طاقتها والتبذير في الإنفاق من لباس وهيئة ولعب ومباهج
حتى إنك لترى بعض الفئات من الناس ينفقون الألوف المؤلفة في هذه الترهات بينما هم أبخل الناس في أبواب الخير وفي طرق البر .
فيا من أنعم الله عليه بالمال ، في المجتمع يتيم وفي الناس مسكين ، وفي جوارك فقير ، ألا تطعم جائعا ، ألا تكسو عاريا ، ألا تبني مسجدا ،
ألا تواصل منقطعا، ألا تفك كربة مكروب.
ومن صور الإسراف عند بعض الصائمين كثرة الزيارة من غير طائل ولا فائدة والإكثار من الخلطة بالناس لغير مصلحة ،
والاجتماع بالآخرين لغير نفع، فيذهب الزمن هدرا والعمر بددا والأيام ضياعا والأوقات لعبا ولسان الحال يقول (يا حسرتا على ما فرطنا فيه.
كذلك كثرة اجتماعات الناس على غير منفعة ، وكثرة المجالس الفارغة.
تعيش الدهر ويحك في غرور بها حتى إذا مت انتهيتا
ومن صور الإسراف : إدمان التسلية والترفيه في اللعب من كرة وتمارين رياضية ، والتنزهات ونحوها على حساب وقت الجد والعبادة
والذكر والتلاوة وتحصيل العلم والدعوة والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، حتى إن بعض الناس يدفع الوقت دفعا عجيبا وينفقه بيد التبذير
وغدا سيعلم إذا بعثر ما في القبور وحصل ما في الصدور أي شئ فعل .
إذا أنت لم ترحل بزاد في التقى ولاقيت بعد الموت من قد تزودا ندمت على أن لا تكون كمثله وأنك لم ترصد لما كان ارصدا
ولعل صور الإسراف عند كثير من الناس متعددة.
• قوم أسرفوا في المعاصي والذنوب ، فإسرافهم أخطر إسراف وأسوأ تبذير
• وقوم أسرفوا في الوقت فنثروه شذر مذر وهم من أعظم الناس حسرة يوم العرض الأكبر.
• وقوم أسرفوا في الطعام والشراب واللباس فما زادهم إلا تعاسة وقلقا.
• وقوم أسرفوا في المباحات من لعب وتسليات وتنزهات فهم في الحقيقة مغبونون في أعمارهم.
** وفي الخــتام أحبتي / لايسعني إلا أن أتقدم بالشُكر الجزيل والدُعاء لشيخنا الفاضل ..
وأن يجزيه الله عنا خير الجزاء وأن يُبارك لهُ فيما يُقدمهُ ويغفر لهُ ولوالديه إنه سميعٌ مُجيب ..
ونعِــدكم بإكمال ماتبقى من هـــذا الحــوار مع فضيلته ..
http://albluwe.com/~uploaded//1561/1160102480.gif