نواف النجيدي
10-07-2006, 04:40 PM
أجرت صحيفة الرأي الكويتية لقاء مع فضيلة الشيخ الدكتور/ناصر العمر تطرق فيه لعدد من القضايا المهمة المتعلقة بالمستجدات في الساحة الإسلامية كحماس وحزب الله وطالبان والمحاكم الشرعية وإيران وأمريكا وغيرها ....
ولما فيه من توجيهات سديدة أحببت نقله ،ولأنه طويل جعلته على حلقات ......
الحلقة الأولى:
• زيارتكم جاءت للتعزية في الفقيد عبد الله المطوع، فماذا تعرف عنه وما علاقتك به؟
- أولاً أتقدم لعائلة المطوع بالعزاء بفقيدهم، الشيخ عبد الله بن علي المطوع، وفي الوقت نفسه أعزي أهل الكويت والمسلمين في أي مكان، لأن هذا الرجل - كما تعرفون ويعرف الناس ويشهد له الجميع - لم يعد أثره ونفعه على عائلته فقط ولا على المجتمع الكويتي فحسب، بل على المسلمين في أنحاء الأرض.
ولهذا فالخسارة فيه كبيرة، وأقول كلمة حق فيه أنه رجل نادر، اجتمعت فيه كثير من الصفات من خلال معرفتي به، وان كنت أعتبر معرفتي المباشرة به محدودة ولا ترتقي لمن هو في منزلته ومكانته، وكنت أتمنى لو كانت أكبر من ذلك، ولكن بما عرفه الآخرون وعرفته الأمة عنه، فالرجل يعد صاحب الأيادي البيضاء وداعماً للعمل الاسلامي أينما كان، داعماً للفقراء والمساكين ولقيام المساجد والمؤسسات الاسلامية وكفالة الدعاة، تجد أنه في كل باب خير ضرب بسهم وافر، لأن الله أكرمه وأكرم عائلته بهذا المال الوفير، فأحسن استخدامه واستثماره.
اذن فهو يعد من الرجال الداعمين للمشروعات الخيرية والاغاثية والدعوية في البلاد الاسلامية.
وثانيا يعد رجلا مؤسسا، فقد أسس عدداً من المؤسسات الدعوية أو ساهم في تأسيسها، كجمعية الارشاد وجمعية الاصلاح التي أصبح رئيسا لها حتى وفاته رحمه الله، ويتميز الرجل كذلك بصفات شخصية أعدها نادرة لمستها منه من خلال لقاءاتي معه في المملكة وبالذات في أبها، وزياراتي المحدودة للكويت، فمثلا كان الرجل صاحب عبادة ظاهرة من التزام الصلوات بالمساجد والمحافظة على الأذكار وقراءة القرآن والجلوس في المسجد الى طلوع الشمس وغير ذلك من أوجه العبادة المعروفة.
ويتميز الرجل، وهكذا أحسبه وقد قدم الى ربه، بصفاء النفس وسلامة القلب، فتجده لا يتعرض الى المسلمين بسوء - وهذا يجتمع مع عفة اللسان - وفي الوقت نفسه تجد أن قلبه مفتوح للجميع فلا يسأل من قدم اليه طالبا المساعدة ان كان تبع الجماعة الفلانية أو غيرها، ولكن كل ما في الأمر أنه يتوثق أن هذا المشروع لخدمة المسلمين فيدعمه، وأعرف أنه وقف مع عدد من الدعاة الذين أوذوا في سبيل الله في بلادهم فوقف معهم على اختلاف مواطنهم وبلدانهم وانتماءاتهم.
وقضية سلامة القلب وعفة اللسان وكرم الخلق مع البذل تعد نادرة، وأخيرا أحسب الرجل والله حسيبه يحمل همّا عظيما جدا هو همّ هذه الأمة.
لا أذكر أني زرته في مجلسه في أبها بالصيف أو حتى في الكويت، الا وجدت المجلس يعمر بهموم المسلمين، ما رأيت مجالسه تعمر بالأحاديث العامة التي لا جديد فيها فضلا عن أن يكون فيها غيبة أو نميمة أو اساءة لآخرين، فتجد من أول ما تدخل المجلس القضية المطروحة تتعلق بهموم المسلمين في الداخل أو الخارج.
وأذكر في لقاء لي معه في العام قبل الماضي عندما جئنا الى مؤتمر الجمعيات الخيرية وشاركت به، تحدثت واياه في بيته في ما يتعلق بموضوع المرأة والهجمة على المرأة المسلمة وخصوصا في الكويت ومحاولة البعض لاقحامها في مجالات ليست من اختصاصها، فكان له رأي قاله لي ويحاول قدر الامكان أن يبين لبعض المتأثرين بهذا الأمر أن لا تقحم المرأة في أي عمل لا يتوافق مع طبيعتها وضمن الضوابط الشرعية، وكان هذا من الهموم التي يحملها، وأضف الى ذلك ما يعرف عنه من الشفاعات في داخل الكويت وفي خارجها.
أعتقد أن رجلا يحمل هذا الهم مع اطراده على هذا المنهج حتى آخر يوم من حياته، بل حتى آخر ساعة كما حدثني أقاربه بذلك أننا أمام رجل نادر في زمنه - رحمه الله -.
كل هذا مع أن الرجل بلغ من العمر سنين كثيرة وضربته أمراض عديدة كما حدثني بعض أقاربه، ومع ذلك لم تثنه عن القيام بمسؤولياته وما آمن به، فهو يقوم بنشاط لا يقوم به بعض الناس في الثلاثينات والأربعينات، وهو في سن الثمانين رحمه الله. فالأمة تحتاج الى هذا النوع من الرجال في الثبات وحمل الهم، والاتصاف بالصفات الخلقية التي تكون صفة للداعية المسلم.
• ذكرت آخر لقاء تم مع العم « أبو بدر» رحمه الله، فمتى وكيف كان أول لقاء لك معه؟
- أول لقاء قد يكون حين زرت الكويت زيارة خاطفة في مرحلة الدكتوراه قبل أكثر من عشرين سنة، وكان المشرف أحد الأساتذة في جامعة الكويت، فالتقيت معه، وربما أكون التقيت معه قبل ذلك لا أذكر بالتحديد، ولكن قطعا قبل أكثر من عشرين سنة، وكان لقاء عابرا.
ولكن تعرفت عليه أكثر من خلال زياراته للمملكة سواء في مكة أو في الرياض، وأكثرها ابان الغزو العراقي للكويت، والتقيت معه كثيرا، ثم كنا نلتقي في أبها فأزوره في منزله سنويا في أبها، لأن لديه أشبه ما يكون بالديوانية أو الندوة، والتقيت معه كذلك حينما زرت الكويت في مؤتمر الجمعيات الخيرية قبل سنتين تقريبا حيث دعانا الى منزله، وآخر لقاء لي معه كان في البحرين عندما حضرت مؤتمر نصرة النبي صـلى الله عليه وسلم.
>>>>>>>>>>>يتبع
ولما فيه من توجيهات سديدة أحببت نقله ،ولأنه طويل جعلته على حلقات ......
الحلقة الأولى:
• زيارتكم جاءت للتعزية في الفقيد عبد الله المطوع، فماذا تعرف عنه وما علاقتك به؟
- أولاً أتقدم لعائلة المطوع بالعزاء بفقيدهم، الشيخ عبد الله بن علي المطوع، وفي الوقت نفسه أعزي أهل الكويت والمسلمين في أي مكان، لأن هذا الرجل - كما تعرفون ويعرف الناس ويشهد له الجميع - لم يعد أثره ونفعه على عائلته فقط ولا على المجتمع الكويتي فحسب، بل على المسلمين في أنحاء الأرض.
ولهذا فالخسارة فيه كبيرة، وأقول كلمة حق فيه أنه رجل نادر، اجتمعت فيه كثير من الصفات من خلال معرفتي به، وان كنت أعتبر معرفتي المباشرة به محدودة ولا ترتقي لمن هو في منزلته ومكانته، وكنت أتمنى لو كانت أكبر من ذلك، ولكن بما عرفه الآخرون وعرفته الأمة عنه، فالرجل يعد صاحب الأيادي البيضاء وداعماً للعمل الاسلامي أينما كان، داعماً للفقراء والمساكين ولقيام المساجد والمؤسسات الاسلامية وكفالة الدعاة، تجد أنه في كل باب خير ضرب بسهم وافر، لأن الله أكرمه وأكرم عائلته بهذا المال الوفير، فأحسن استخدامه واستثماره.
اذن فهو يعد من الرجال الداعمين للمشروعات الخيرية والاغاثية والدعوية في البلاد الاسلامية.
وثانيا يعد رجلا مؤسسا، فقد أسس عدداً من المؤسسات الدعوية أو ساهم في تأسيسها، كجمعية الارشاد وجمعية الاصلاح التي أصبح رئيسا لها حتى وفاته رحمه الله، ويتميز الرجل كذلك بصفات شخصية أعدها نادرة لمستها منه من خلال لقاءاتي معه في المملكة وبالذات في أبها، وزياراتي المحدودة للكويت، فمثلا كان الرجل صاحب عبادة ظاهرة من التزام الصلوات بالمساجد والمحافظة على الأذكار وقراءة القرآن والجلوس في المسجد الى طلوع الشمس وغير ذلك من أوجه العبادة المعروفة.
ويتميز الرجل، وهكذا أحسبه وقد قدم الى ربه، بصفاء النفس وسلامة القلب، فتجده لا يتعرض الى المسلمين بسوء - وهذا يجتمع مع عفة اللسان - وفي الوقت نفسه تجد أن قلبه مفتوح للجميع فلا يسأل من قدم اليه طالبا المساعدة ان كان تبع الجماعة الفلانية أو غيرها، ولكن كل ما في الأمر أنه يتوثق أن هذا المشروع لخدمة المسلمين فيدعمه، وأعرف أنه وقف مع عدد من الدعاة الذين أوذوا في سبيل الله في بلادهم فوقف معهم على اختلاف مواطنهم وبلدانهم وانتماءاتهم.
وقضية سلامة القلب وعفة اللسان وكرم الخلق مع البذل تعد نادرة، وأخيرا أحسب الرجل والله حسيبه يحمل همّا عظيما جدا هو همّ هذه الأمة.
لا أذكر أني زرته في مجلسه في أبها بالصيف أو حتى في الكويت، الا وجدت المجلس يعمر بهموم المسلمين، ما رأيت مجالسه تعمر بالأحاديث العامة التي لا جديد فيها فضلا عن أن يكون فيها غيبة أو نميمة أو اساءة لآخرين، فتجد من أول ما تدخل المجلس القضية المطروحة تتعلق بهموم المسلمين في الداخل أو الخارج.
وأذكر في لقاء لي معه في العام قبل الماضي عندما جئنا الى مؤتمر الجمعيات الخيرية وشاركت به، تحدثت واياه في بيته في ما يتعلق بموضوع المرأة والهجمة على المرأة المسلمة وخصوصا في الكويت ومحاولة البعض لاقحامها في مجالات ليست من اختصاصها، فكان له رأي قاله لي ويحاول قدر الامكان أن يبين لبعض المتأثرين بهذا الأمر أن لا تقحم المرأة في أي عمل لا يتوافق مع طبيعتها وضمن الضوابط الشرعية، وكان هذا من الهموم التي يحملها، وأضف الى ذلك ما يعرف عنه من الشفاعات في داخل الكويت وفي خارجها.
أعتقد أن رجلا يحمل هذا الهم مع اطراده على هذا المنهج حتى آخر يوم من حياته، بل حتى آخر ساعة كما حدثني أقاربه بذلك أننا أمام رجل نادر في زمنه - رحمه الله -.
كل هذا مع أن الرجل بلغ من العمر سنين كثيرة وضربته أمراض عديدة كما حدثني بعض أقاربه، ومع ذلك لم تثنه عن القيام بمسؤولياته وما آمن به، فهو يقوم بنشاط لا يقوم به بعض الناس في الثلاثينات والأربعينات، وهو في سن الثمانين رحمه الله. فالأمة تحتاج الى هذا النوع من الرجال في الثبات وحمل الهم، والاتصاف بالصفات الخلقية التي تكون صفة للداعية المسلم.
• ذكرت آخر لقاء تم مع العم « أبو بدر» رحمه الله، فمتى وكيف كان أول لقاء لك معه؟
- أول لقاء قد يكون حين زرت الكويت زيارة خاطفة في مرحلة الدكتوراه قبل أكثر من عشرين سنة، وكان المشرف أحد الأساتذة في جامعة الكويت، فالتقيت معه، وربما أكون التقيت معه قبل ذلك لا أذكر بالتحديد، ولكن قطعا قبل أكثر من عشرين سنة، وكان لقاء عابرا.
ولكن تعرفت عليه أكثر من خلال زياراته للمملكة سواء في مكة أو في الرياض، وأكثرها ابان الغزو العراقي للكويت، والتقيت معه كثيرا، ثم كنا نلتقي في أبها فأزوره في منزله سنويا في أبها، لأن لديه أشبه ما يكون بالديوانية أو الندوة، والتقيت معه كذلك حينما زرت الكويت في مؤتمر الجمعيات الخيرية قبل سنتين تقريبا حيث دعانا الى منزله، وآخر لقاء لي معه كان في البحرين عندما حضرت مؤتمر نصرة النبي صـلى الله عليه وسلم.
>>>>>>>>>>>يتبع