الباسل
10-22-2006, 03:16 AM
http://www.majalisna.com/gallery/25/25_17618_1121284867.jpg
لأسد من الحيوانات المفترسة التي سكنت الجزيرة العربية والعراق والشام ومصر وما جاورها، وقد كان لهذا الحيوان مواضع عديدة، عرفت بـ «المآسد» جمع مأسدة. وكان العرب يسمون مأوى الأسد «العريس» و«العريسة» وكان يصعب عليهم صيده وهو في عريسته، فضرب بذلك المثل: «كمبتغي الصيد في عريسة الأسد». والعريسة في لسان العرب: الشجر الملتف.
ومن المآسد التي عرفت في بلاد العرب:
- عَثَّر: موضع باليمن، وقيل: هي أرض مأسدة. بناحية تبالة.
- خَفيّة: موضع في سواد الكوفة بالعراق. وكل موضع أشب الفياض.. كثير الأُسْدِ يسمى (خفّان).
- الشراة: طريق في سلمى، كثيرة الأسد. وقيل: الشراة جبل بنجد لطيئ، وجبيل بتهامة كثير السباع، وضربوا بأسد الشراة المثل.
طرق الصيد
لقد افتنّ العرب في صيد الأسد، ذكر الاستاذ زكي محمد حسن بعضها وهي يركب الصياد فرساً مدرباً على مواجهة الأسد، ويتظاهر الفارس بالهرب، فيتبعه الأسد، ولكنه لا يدركه، لأن الفرس اسرع منه، فيتعب بسرعة، ثم يستدير الصياد نحوه، وعند اقترابه يرشقه بسهم هادفاً احدى اقدامه، ويبقى الأسد مستمراً بالملاحقة، والصياد يواصل رميه بالسهام حتي تقل المسافة بينهما تدريجيا، ثم يضع الصياد نهاية للأسد المتعب بسهام اخرى.
ويستطيع رجل واحد، إنْ لمس الشجاعة في نفسه ان يتصدى للأسد، ويتسلح برمح وسيف وعدد من السكاكين، فان هاجمه الأسد، سدد رمحه نحو رقبته، وحاول ضربه بالسيف على سيقانه، ولاسيما الخلفية، ويقفز الى الخلف، وربما حاول ان يطعن احدى عينيه، او يصيبه في فمه إن أمكن، وقد يغمد خنجراً في جسم الاسد، ثم يقف جانباً يراقب الأسد المنهار وهو يلفظ انفاسه الاخيرة.
وقصة بشر هذا، أنه كان يطلب مهراً لابنة عمه التي يحبها، فصادفه أسد يروم قوتاً لأشباله: ولم يشأ بشر ان يبقى على فرسه، حين وجده يتراجح تهيباً وخوفاً، وأدرك انه معقور لا محالة، ففضل النزول إلى الارض، لانها اثبت من مهره ظهراً.
طرق أخرى
وثمة طريقة اخرى لصيد الأسد، لا تخلو من مخاطرة، وذلك بأن يقوم بها رجل شجاع رابط الجأش، ينبطح عند عرين الأسد، ويعمل أصواتاً، ثم يقذف حصى داخل العرين، فاذا خرج الاسد، تحرك الصياد نحوه، وقد لف يده اليسرى بالصوف، فاذا عض الاسد ذلك الصوف فانه بهذا يكشف عن جسمه للصياد، فتواتيه الفرصة، لاستعمال سيفه.
- ذكر كشاجم في (المصائد والمطارد) وسيلة أخرى من وسائل صيد الاسد تسمى (اللبابيد)، وتصنع من الصوف، يستتر بها الصياد، فاذا قدم الاسد، حسر الصياد رأسه وباغته، ثم يبادر الى تكبيله، وبعدها يكون الأسد أسيراً لا يملك حيلة يفلت بها. وقال كشاجم مقدما الاسد باللبابيد» ثم، يبسط الشاعر خروجه مع جماعة كالأسود ليذعر بهم الأسود، قد استتروا بلبود حمر كأنها صنعت من الحديد، ولكنها تحميهم أكثر منه، واختفوا في مكان تمر منه الأسود. ولما اقتربت والشرر يتطاير من نواظرها، امر جماعته بالسجود ليحتالوا لها، كانت أذنابها معقودة، وهاماتها كالصخر الشديد، ومع ذلك فانهم استطاعوا الايقاع بها، فشددوا بعضها بالقيود، وفرّ الآخر يبكي على ما فقد، يحدث نفسه بالثأر له:
ويصاد الأسد ايضاً بتعاون رجلين، يقوم أحدهما بخداع الأسد، بينما يتبعه الآخر محاولاً اصابة اقدام الاسد الخلفية، وعندما يستدير الاسد نحوه، يسارع الاول الى شل سيقانه، ليتمكن شريكه من غمد سيفه في جسم الطريدة، ويحرص على ايصاله الى القلب. أما اذا هاجم الأسد الصياد الأول في البداية، فان الثاني يلجأ الى طعنه في عينيه ليعمى ويسهل الانقضاض عليه.
وثمة طريقة أخرى، وان كانت شاقة، لكنها تتطلب الحذر والانتباه والاستجابة الدقيقة السريعة، يقوم بها جماعة من الصيادين، يترقبون الأسد حتي ينام وقت القيلولة، ثم يتقدمون منه بشكل دائري، وبكل هدوء، والرماح بأيديهم، وبعد ان يتمكنوا من تطويقه، يوجهون رماحهم نحوه، وهو موجود وسطهم، وباشارة اخرى يقذفونه برماحهم.
ويتخذ الصيادون من (المِلْسَن) طريقة لصيد الأسد. والملسن حجر يجعلونه في أعلى باب بيت، يبنونه من حجارة، ويجعلون ُلْحَمَة الأسدِ في مؤخّره، فاذا دخل الاسد فتناول اللحمة، سقط الحجر على الباب فسده وبذلك يحبس، فلا يستطيع الخروج ويقال لذلك البيت (الرواحة).
وكان العرب يصيدون الأسد بالزُّبى، جمع زُبية، وهي حفائر تحفر على نشز من الأرض وتغطى، وفيها أو بقربها كلب أو ما أشبهه، حتي يأتي الأسد فيسقط فيها.
أورد (كشاجم) أبياتاً لم ينسبها، فيها وصف لصيد الأسد بالزُّبية، اذ يقع الأسد الهصور أسيراً، يسوقه حظه العاثر اليها، فهو لا يرجو مهرباً، فكانت خير عقاب للأسد، وهكذا الايام.
أما (أسامة بن منقذ) صاحب (شيزر) فقد حدثنا في كتابه (الاعتبار) عن أمهر الصيادين، ومنهم والده، وقال في نفسه، انه شهد الصيد سبعين سنة، وأنه حضر قتال الأسد في مواقف لا تحصى وقتل عدداً منها، وقد اكتشف اثناء جولاته أن الأسد كالانسان، فيها الجبان، وفيها الشجاع، وان الاسد اذ خرج من موضعه، لابد له من الرجوع اليه، وأنه مثل سواه من الحيوانات، يخاف ابن آدم ويهرب منه، وفيه غفلة وبله، ما لم يجرح، فاذا جرح فحينئذ هو الأسد.
لقد حظي الأسد بصيت لامع في حيوان الجاحظ وحيوان الدميري، ولشدة احترام العرب للأسد، جعلوا له زهاء خمسمائة اسم، ومن فرط احترامهم لهذا الحيوان المفترس، ضربوا به المثل في الشجاعة.
http://www.majalisna.com/gallery/25/25_17618_1121285012.jpg
http://www.majalisna.com/gallery/25/25_17618_1121284968.jpg
منقول
لأسد من الحيوانات المفترسة التي سكنت الجزيرة العربية والعراق والشام ومصر وما جاورها، وقد كان لهذا الحيوان مواضع عديدة، عرفت بـ «المآسد» جمع مأسدة. وكان العرب يسمون مأوى الأسد «العريس» و«العريسة» وكان يصعب عليهم صيده وهو في عريسته، فضرب بذلك المثل: «كمبتغي الصيد في عريسة الأسد». والعريسة في لسان العرب: الشجر الملتف.
ومن المآسد التي عرفت في بلاد العرب:
- عَثَّر: موضع باليمن، وقيل: هي أرض مأسدة. بناحية تبالة.
- خَفيّة: موضع في سواد الكوفة بالعراق. وكل موضع أشب الفياض.. كثير الأُسْدِ يسمى (خفّان).
- الشراة: طريق في سلمى، كثيرة الأسد. وقيل: الشراة جبل بنجد لطيئ، وجبيل بتهامة كثير السباع، وضربوا بأسد الشراة المثل.
طرق الصيد
لقد افتنّ العرب في صيد الأسد، ذكر الاستاذ زكي محمد حسن بعضها وهي يركب الصياد فرساً مدرباً على مواجهة الأسد، ويتظاهر الفارس بالهرب، فيتبعه الأسد، ولكنه لا يدركه، لأن الفرس اسرع منه، فيتعب بسرعة، ثم يستدير الصياد نحوه، وعند اقترابه يرشقه بسهم هادفاً احدى اقدامه، ويبقى الأسد مستمراً بالملاحقة، والصياد يواصل رميه بالسهام حتي تقل المسافة بينهما تدريجيا، ثم يضع الصياد نهاية للأسد المتعب بسهام اخرى.
ويستطيع رجل واحد، إنْ لمس الشجاعة في نفسه ان يتصدى للأسد، ويتسلح برمح وسيف وعدد من السكاكين، فان هاجمه الأسد، سدد رمحه نحو رقبته، وحاول ضربه بالسيف على سيقانه، ولاسيما الخلفية، ويقفز الى الخلف، وربما حاول ان يطعن احدى عينيه، او يصيبه في فمه إن أمكن، وقد يغمد خنجراً في جسم الاسد، ثم يقف جانباً يراقب الأسد المنهار وهو يلفظ انفاسه الاخيرة.
وقصة بشر هذا، أنه كان يطلب مهراً لابنة عمه التي يحبها، فصادفه أسد يروم قوتاً لأشباله: ولم يشأ بشر ان يبقى على فرسه، حين وجده يتراجح تهيباً وخوفاً، وأدرك انه معقور لا محالة، ففضل النزول إلى الارض، لانها اثبت من مهره ظهراً.
طرق أخرى
وثمة طريقة اخرى لصيد الأسد، لا تخلو من مخاطرة، وذلك بأن يقوم بها رجل شجاع رابط الجأش، ينبطح عند عرين الأسد، ويعمل أصواتاً، ثم يقذف حصى داخل العرين، فاذا خرج الاسد، تحرك الصياد نحوه، وقد لف يده اليسرى بالصوف، فاذا عض الاسد ذلك الصوف فانه بهذا يكشف عن جسمه للصياد، فتواتيه الفرصة، لاستعمال سيفه.
- ذكر كشاجم في (المصائد والمطارد) وسيلة أخرى من وسائل صيد الاسد تسمى (اللبابيد)، وتصنع من الصوف، يستتر بها الصياد، فاذا قدم الاسد، حسر الصياد رأسه وباغته، ثم يبادر الى تكبيله، وبعدها يكون الأسد أسيراً لا يملك حيلة يفلت بها. وقال كشاجم مقدما الاسد باللبابيد» ثم، يبسط الشاعر خروجه مع جماعة كالأسود ليذعر بهم الأسود، قد استتروا بلبود حمر كأنها صنعت من الحديد، ولكنها تحميهم أكثر منه، واختفوا في مكان تمر منه الأسود. ولما اقتربت والشرر يتطاير من نواظرها، امر جماعته بالسجود ليحتالوا لها، كانت أذنابها معقودة، وهاماتها كالصخر الشديد، ومع ذلك فانهم استطاعوا الايقاع بها، فشددوا بعضها بالقيود، وفرّ الآخر يبكي على ما فقد، يحدث نفسه بالثأر له:
ويصاد الأسد ايضاً بتعاون رجلين، يقوم أحدهما بخداع الأسد، بينما يتبعه الآخر محاولاً اصابة اقدام الاسد الخلفية، وعندما يستدير الاسد نحوه، يسارع الاول الى شل سيقانه، ليتمكن شريكه من غمد سيفه في جسم الطريدة، ويحرص على ايصاله الى القلب. أما اذا هاجم الأسد الصياد الأول في البداية، فان الثاني يلجأ الى طعنه في عينيه ليعمى ويسهل الانقضاض عليه.
وثمة طريقة أخرى، وان كانت شاقة، لكنها تتطلب الحذر والانتباه والاستجابة الدقيقة السريعة، يقوم بها جماعة من الصيادين، يترقبون الأسد حتي ينام وقت القيلولة، ثم يتقدمون منه بشكل دائري، وبكل هدوء، والرماح بأيديهم، وبعد ان يتمكنوا من تطويقه، يوجهون رماحهم نحوه، وهو موجود وسطهم، وباشارة اخرى يقذفونه برماحهم.
ويتخذ الصيادون من (المِلْسَن) طريقة لصيد الأسد. والملسن حجر يجعلونه في أعلى باب بيت، يبنونه من حجارة، ويجعلون ُلْحَمَة الأسدِ في مؤخّره، فاذا دخل الاسد فتناول اللحمة، سقط الحجر على الباب فسده وبذلك يحبس، فلا يستطيع الخروج ويقال لذلك البيت (الرواحة).
وكان العرب يصيدون الأسد بالزُّبى، جمع زُبية، وهي حفائر تحفر على نشز من الأرض وتغطى، وفيها أو بقربها كلب أو ما أشبهه، حتي يأتي الأسد فيسقط فيها.
أورد (كشاجم) أبياتاً لم ينسبها، فيها وصف لصيد الأسد بالزُّبية، اذ يقع الأسد الهصور أسيراً، يسوقه حظه العاثر اليها، فهو لا يرجو مهرباً، فكانت خير عقاب للأسد، وهكذا الايام.
أما (أسامة بن منقذ) صاحب (شيزر) فقد حدثنا في كتابه (الاعتبار) عن أمهر الصيادين، ومنهم والده، وقال في نفسه، انه شهد الصيد سبعين سنة، وأنه حضر قتال الأسد في مواقف لا تحصى وقتل عدداً منها، وقد اكتشف اثناء جولاته أن الأسد كالانسان، فيها الجبان، وفيها الشجاع، وان الاسد اذ خرج من موضعه، لابد له من الرجوع اليه، وأنه مثل سواه من الحيوانات، يخاف ابن آدم ويهرب منه، وفيه غفلة وبله، ما لم يجرح، فاذا جرح فحينئذ هو الأسد.
لقد حظي الأسد بصيت لامع في حيوان الجاحظ وحيوان الدميري، ولشدة احترام العرب للأسد، جعلوا له زهاء خمسمائة اسم، ومن فرط احترامهم لهذا الحيوان المفترس، ضربوا به المثل في الشجاعة.
http://www.majalisna.com/gallery/25/25_17618_1121285012.jpg
http://www.majalisna.com/gallery/25/25_17618_1121284968.jpg
منقول