أحمد بن حمودالعرادي
11-09-2006, 12:54 AM
طول الأمل
الحمدلله رب العالمين والصلاة والسلام على اشرف الانبياء والمرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد
أخواني الاحباب واخواتي الفاضلات
لقد ذم الله أقواماً طالت آمالهم فالهتهم عن العمل للدار الآخره ,, ففاجأهم الآجل وهم غافلون , كانوا يتمنون أن مد الله لهم في العمر ليستدركوا ما فات
ولكن هيهات هيهات .
قال تعالى (رُبَمَا يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْ كَانُوا مُسْلِمِينَ = ذَرْهُمْ يَأْكُلُوا وَيَتَمَتَّعُوا وَيُلْهِهِمُ الْأَمَلُ فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ) (الحجر:3
وطول الأمل :
هو الاستمرار في الحرص على الدنيا والانكباب عليها مع كثرة الإعراض عن الآخرة
ولقد أخبر النبي صلى الله عليه وسلم أن كثير من الناس طالت آمالهم حتى جاوزت آجالهم .
وان من عجيب أمر أبن آدم أنه كلما اقترب من أجله طال أمله وزادت رغبته في الدنيا وحرصه عليها ولا يسلم من هذا إلا من سلمه الله وهم قليل
عن ابي هريرة رضي الله عنه قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول " لا يزال قلب الكبير شاباً في أثنتين , في حب الدنيا وطول الأمل " صحيح البخاري
قال ابن حجر في فتح الباري (( وفي الأمل سر لطيف , لأنه لولا الأمل ما تهنى أحد بعيش , ولا طابت نفسه أن يشرع في عمل من أعمال الدنيا , وإنما المذموم منه الاسترسال فيه , وعدم الاستعداد لأمر الآخرة , فمن سلم من ذلك لم يكلف بإزالته ))
فالعاقل من لم يغره طول الامل , ولم ينسه ماهو فيه من النعيم ما وعد الله به كل حي
قال تعالى ((كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَمَنْ زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ) (آل عمران:185)
وعن عبدالله بن عمر رضي الله عنه قال : أخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم بمنكبي فقال (( كن بالدنيا كأنك غريب أو عابر سبيل ))
وانظر الى هذا الصحابي الجليل ماذا كان يقول قال (( اذا اصبحت فلا تنتظر المساء , واذا أمسيت فلا تنتظر الصباح , وخذ من صحتك لمرضك , ومن حياتك لموتك )) رواه البخاري
زاد الترمذي (( وعُد نفسك من أهل القبور فإنك لا تدري يا عبدالله ما اسمك غداً ))
قال ابن رجب : هذا الحديث فيه أصل عظيم في قصر الأمل , وانه لا ينبغي للمؤمن أن يتخذ هذه الدنيا وطناً ومسكناً , وانما يكون حاله فيها كأنه على جناح سفر يهيئ جهازه للرحيل )) جامع العلوم والحكم
((وعن الحسن لما احتضر سلمان الفارسي رضي الله عنه بكى وقال : إن رسول الله صلى الله عليه وسلم عهد إلينا عهداً فتركنا ما عهد الينا أن يكون بلغة أحدنا من الدنيا كزاد الراكب قال : ثم نظرنا فيما ترك فاذا قيمة ما ترك بضعة وعشرون درهماً أو بضعة وثلاثون درهماً )) مسند الامام أحمد وصححه ابن حبان
فعلى العاقل أن يغتنم أيام حياته فما يدريه لعله لم يبق له منها إلا يسير .
قال ابن القيم رحمه الله (( ما مضى من الدنيا أحلام وما بقي منها أماني , والوقت ضائع بينهما ))
ويتولد من طول الأمل الكسل عن الطاعة , والتسويف بالتوبة , والرغبة في الدنيا , والنسيان للآخرة , والقسوة في القلب , لأن رقته وصفاءه إنما يقع بتذكر الموت والقبر والثواب والعقاب وأهوال يوم القيامة
كما قال تعالى (( فطال عليهم الامد فقست قلوبهم ))
ولذلك يقول علي رضي الله عنه (( إن أخوف ما أخاف عليكم : اتباع الهوى وطول الأمل , فاما اتباع الهوى فإنه يصد عن الحق , وأما طول الأمل فإنه ينسي الآخرة , ولا تكونوا من أبناء الدنيا فإن اليوم عمل ولا حساب , وغداً حساب ولا عمل )) صحيح البخاري
هذا وفي الختام اصلي على الهادي الامين نبي الاولين والاخرين محمد صلى الله عليه وسلم
الحمدلله رب العالمين والصلاة والسلام على اشرف الانبياء والمرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد
أخواني الاحباب واخواتي الفاضلات
لقد ذم الله أقواماً طالت آمالهم فالهتهم عن العمل للدار الآخره ,, ففاجأهم الآجل وهم غافلون , كانوا يتمنون أن مد الله لهم في العمر ليستدركوا ما فات
ولكن هيهات هيهات .
قال تعالى (رُبَمَا يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْ كَانُوا مُسْلِمِينَ = ذَرْهُمْ يَأْكُلُوا وَيَتَمَتَّعُوا وَيُلْهِهِمُ الْأَمَلُ فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ) (الحجر:3
وطول الأمل :
هو الاستمرار في الحرص على الدنيا والانكباب عليها مع كثرة الإعراض عن الآخرة
ولقد أخبر النبي صلى الله عليه وسلم أن كثير من الناس طالت آمالهم حتى جاوزت آجالهم .
وان من عجيب أمر أبن آدم أنه كلما اقترب من أجله طال أمله وزادت رغبته في الدنيا وحرصه عليها ولا يسلم من هذا إلا من سلمه الله وهم قليل
عن ابي هريرة رضي الله عنه قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول " لا يزال قلب الكبير شاباً في أثنتين , في حب الدنيا وطول الأمل " صحيح البخاري
قال ابن حجر في فتح الباري (( وفي الأمل سر لطيف , لأنه لولا الأمل ما تهنى أحد بعيش , ولا طابت نفسه أن يشرع في عمل من أعمال الدنيا , وإنما المذموم منه الاسترسال فيه , وعدم الاستعداد لأمر الآخرة , فمن سلم من ذلك لم يكلف بإزالته ))
فالعاقل من لم يغره طول الامل , ولم ينسه ماهو فيه من النعيم ما وعد الله به كل حي
قال تعالى ((كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَمَنْ زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ) (آل عمران:185)
وعن عبدالله بن عمر رضي الله عنه قال : أخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم بمنكبي فقال (( كن بالدنيا كأنك غريب أو عابر سبيل ))
وانظر الى هذا الصحابي الجليل ماذا كان يقول قال (( اذا اصبحت فلا تنتظر المساء , واذا أمسيت فلا تنتظر الصباح , وخذ من صحتك لمرضك , ومن حياتك لموتك )) رواه البخاري
زاد الترمذي (( وعُد نفسك من أهل القبور فإنك لا تدري يا عبدالله ما اسمك غداً ))
قال ابن رجب : هذا الحديث فيه أصل عظيم في قصر الأمل , وانه لا ينبغي للمؤمن أن يتخذ هذه الدنيا وطناً ومسكناً , وانما يكون حاله فيها كأنه على جناح سفر يهيئ جهازه للرحيل )) جامع العلوم والحكم
((وعن الحسن لما احتضر سلمان الفارسي رضي الله عنه بكى وقال : إن رسول الله صلى الله عليه وسلم عهد إلينا عهداً فتركنا ما عهد الينا أن يكون بلغة أحدنا من الدنيا كزاد الراكب قال : ثم نظرنا فيما ترك فاذا قيمة ما ترك بضعة وعشرون درهماً أو بضعة وثلاثون درهماً )) مسند الامام أحمد وصححه ابن حبان
فعلى العاقل أن يغتنم أيام حياته فما يدريه لعله لم يبق له منها إلا يسير .
قال ابن القيم رحمه الله (( ما مضى من الدنيا أحلام وما بقي منها أماني , والوقت ضائع بينهما ))
ويتولد من طول الأمل الكسل عن الطاعة , والتسويف بالتوبة , والرغبة في الدنيا , والنسيان للآخرة , والقسوة في القلب , لأن رقته وصفاءه إنما يقع بتذكر الموت والقبر والثواب والعقاب وأهوال يوم القيامة
كما قال تعالى (( فطال عليهم الامد فقست قلوبهم ))
ولذلك يقول علي رضي الله عنه (( إن أخوف ما أخاف عليكم : اتباع الهوى وطول الأمل , فاما اتباع الهوى فإنه يصد عن الحق , وأما طول الأمل فإنه ينسي الآخرة , ولا تكونوا من أبناء الدنيا فإن اليوم عمل ولا حساب , وغداً حساب ولا عمل )) صحيح البخاري
هذا وفي الختام اصلي على الهادي الامين نبي الاولين والاخرين محمد صلى الله عليه وسلم