يوسف بن عبد الله البلوي
11-13-2006, 09:49 PM
.
..
كتبت عند مناسبتها ..
وهنا أنشرها لكم .. على تواضع ..
...
.
بالأمس أنهيت إجراءات إخلاء طرفي من الجامعة ..
واستلمت شهادتي الجديدة وشهادتي القديمة ،
توقفت مع ذلك الشخص الذي امتثلت صورته في أعلى
الشهادة القديمة ..
تلك هي صورتي على شهادةة الثانوية العامة ..
قبل أن أخوض غمار سنوات الجامعة ..
أتأملها مقارنا بها صورتي اليوم ..!!
فتذكرت "حياةً" ليست قصيرة كانت بين الصورتين ..
والتفت فإذا أنا بين أحضان المكان الذي احتضن تلك الحياة ..
فذهبت لا ألوي على شيء أزور تلك المرابع ..
هنا .. مسجد الجامعة ..
لكم أحببت هذا المكان ..
لقد كان في الحقيقة المكان الوحيد الذي أشعر فيه بأنني
بمنأى آمن عن الغربة .. التي كادت تقضي علي تلك الأيام ..
هنا ..
الممر الذي شهد خطوات متكررة ..
مثقلة بهمومي تلك الأيام ..
لكم واستني هذه الأشجار على جانبيه ،
وكم آنسني ذلك المنظر النظر لتلك الخضرة الغناء ..
وهنا .. الكرسي الخشبي القديم ..
الذي لم يتغير مكانه حتى الآن ..
عليه كنت .. أجلس باعتياد .. لأتصفح ورقات الكتب ..
محاولاً الهرب عبرها إلى زمن غير زمني .. ومحيط غير واقعي ..
أتذكر تلك الليلة حين كنت أقرأ الكتاب الجوهرة "جواهر الأدب"
فغشتني موجة ذكرى لأهلي وبلدي .. وأنا أقرأ بيت ابن زيدون :
أضحى التنائي بديلاً من تدانينا .. وناب عن طيب لقيانا تجافينا
فاهتاج عصف الشعور بجوانحي ..
بللت بعده دمعاتي صفحات ذلك الكتاب ..
هنا ..
قاعات المحاضرات ..
وهنا كنت أمتزج بعالم بشري مختلط ليس لي نصيب
من الاندماج فيه إلا ما تفرضه علي أشياء عابرة .. لا تدوم ..
هنا في هذا البهو .. كنت أتأمل الغادي والرائح ..
والناطق والصامت .. المبتسم والمكروب ..
كنت أنظرهم .. لا أجساداً تتحرك حولي ..
بل قلوباً حمراء نابضة .. بلا توقف ..
فأرى حبها لممارسة هوايتها ..
هواية رسم مكنوناتها على الوجه بتعابير الملامح وتجاعيدها ..
ولا يخلو الأمر من استعمال ألوان شحوب وخطوط دموع ..
فأرجع إلى قلبي فأجده في أنين حنينه لا يبرح ..
كسير الحال معدم القدرة .. إلا من بعض بوح
سطره على الأوراق مداد كان له نعم المواسي ..
تأملت بعد ذلك ..
فوجدتني قطعة حياة كانت هنا ..
بكامل عناصر وجودها ..
لا يفصلها عني الآن إلا عامل الزمن العجيب ..
الذي يمنع الواقع الحاضر من معاودة معايشتها ..
فيتكفل بها الخيال معتمداً على إملاءات الذكريات التي لا تكاد تهمل منها شيئاً ..
لتتجسد تلك الحياة المفعمة .. نبضاً ، وحساً ، وبوحاً ..
سعادة وحزناً ، اهتماماً ولهواً ، جداً ولعباً ..
ولا ألبث بعد ذلك أن أعود إلى واقعي الحاضر ..
وأودع حياتي تلك .. هنا ..
في هذه المرابع ..
وأمضي ....
إلى حيث مكان آخر ..
يحوي حياة أخرى .....
..
كتبت عند مناسبتها ..
وهنا أنشرها لكم .. على تواضع ..
...
.
بالأمس أنهيت إجراءات إخلاء طرفي من الجامعة ..
واستلمت شهادتي الجديدة وشهادتي القديمة ،
توقفت مع ذلك الشخص الذي امتثلت صورته في أعلى
الشهادة القديمة ..
تلك هي صورتي على شهادةة الثانوية العامة ..
قبل أن أخوض غمار سنوات الجامعة ..
أتأملها مقارنا بها صورتي اليوم ..!!
فتذكرت "حياةً" ليست قصيرة كانت بين الصورتين ..
والتفت فإذا أنا بين أحضان المكان الذي احتضن تلك الحياة ..
فذهبت لا ألوي على شيء أزور تلك المرابع ..
هنا .. مسجد الجامعة ..
لكم أحببت هذا المكان ..
لقد كان في الحقيقة المكان الوحيد الذي أشعر فيه بأنني
بمنأى آمن عن الغربة .. التي كادت تقضي علي تلك الأيام ..
هنا ..
الممر الذي شهد خطوات متكررة ..
مثقلة بهمومي تلك الأيام ..
لكم واستني هذه الأشجار على جانبيه ،
وكم آنسني ذلك المنظر النظر لتلك الخضرة الغناء ..
وهنا .. الكرسي الخشبي القديم ..
الذي لم يتغير مكانه حتى الآن ..
عليه كنت .. أجلس باعتياد .. لأتصفح ورقات الكتب ..
محاولاً الهرب عبرها إلى زمن غير زمني .. ومحيط غير واقعي ..
أتذكر تلك الليلة حين كنت أقرأ الكتاب الجوهرة "جواهر الأدب"
فغشتني موجة ذكرى لأهلي وبلدي .. وأنا أقرأ بيت ابن زيدون :
أضحى التنائي بديلاً من تدانينا .. وناب عن طيب لقيانا تجافينا
فاهتاج عصف الشعور بجوانحي ..
بللت بعده دمعاتي صفحات ذلك الكتاب ..
هنا ..
قاعات المحاضرات ..
وهنا كنت أمتزج بعالم بشري مختلط ليس لي نصيب
من الاندماج فيه إلا ما تفرضه علي أشياء عابرة .. لا تدوم ..
هنا في هذا البهو .. كنت أتأمل الغادي والرائح ..
والناطق والصامت .. المبتسم والمكروب ..
كنت أنظرهم .. لا أجساداً تتحرك حولي ..
بل قلوباً حمراء نابضة .. بلا توقف ..
فأرى حبها لممارسة هوايتها ..
هواية رسم مكنوناتها على الوجه بتعابير الملامح وتجاعيدها ..
ولا يخلو الأمر من استعمال ألوان شحوب وخطوط دموع ..
فأرجع إلى قلبي فأجده في أنين حنينه لا يبرح ..
كسير الحال معدم القدرة .. إلا من بعض بوح
سطره على الأوراق مداد كان له نعم المواسي ..
تأملت بعد ذلك ..
فوجدتني قطعة حياة كانت هنا ..
بكامل عناصر وجودها ..
لا يفصلها عني الآن إلا عامل الزمن العجيب ..
الذي يمنع الواقع الحاضر من معاودة معايشتها ..
فيتكفل بها الخيال معتمداً على إملاءات الذكريات التي لا تكاد تهمل منها شيئاً ..
لتتجسد تلك الحياة المفعمة .. نبضاً ، وحساً ، وبوحاً ..
سعادة وحزناً ، اهتماماً ولهواً ، جداً ولعباً ..
ولا ألبث بعد ذلك أن أعود إلى واقعي الحاضر ..
وأودع حياتي تلك .. هنا ..
في هذه المرابع ..
وأمضي ....
إلى حيث مكان آخر ..
يحوي حياة أخرى .....