نواف النجيدي
11-20-2006, 12:34 AM
دقيقة للتوبيخ أو للمديح
التاريخ : 28/10/1427 هـ
عبدالله الخطيب
أسلوب الدقيقة الواحدة ، أسلوب حديث في التربية.
للأبناء، للزوجات، للمرؤوسين، للزملاء، في مكان العمل،...الخ.
يحتاج المسئول أو رب الأسرة أو الأم وغيرهم ممن له رعية يتابعها ويوجهها
إلى طرق للتوجيه تصحيحاً للأخطاء وارتقاءً للأفضل.
ومن هذه الطرق أسلوب الدقيقة الواحدة.
إذا كنت تعاني من تمرد أبنائك
أو كنت تشعر بوجود مشكلة في تربيتك لأولادك
يعتبر الدكتور سبنسر جونسون أن هذا الأسلوب يجعل الأبناء يشعرون بعدم الرضا عن تصرفهم الخاطئ ، ولكن بالرضا عن أنفسهم.
فكيف يتم ذلك بدقيقة واحدة ؟
إذا عاد ابنك متأخراً إلى البيت ، وكان قد كرر تأخره خلال الأسبوع ، انظر إلى عينيه مباشرة ، وقل له : " لقد عدت متأخراً ، وكررت ذلك للمرة الثانية هذا الأسبوع " .
ثم ينبغي أن تعبر عن حقيقة شعورك بالغضب " أنا غاضب جداً منك يا بني ، أنك كررت ذلك مرتين " .
وأهم ما في الأمر أنك تريد من ابنك في النصف الأول من الدقيقة أن يشعر بما تشعر به. إذ لا يكفي أن يتلقى أبناؤنا التأنيب ، لكن المهم أن يشعروا به. وسيشعر ابنك بعد كلامك المختصر معه ، والمعبر بصدق عن شعورك نحو تصرفه أنه لا يحب ما فعل. وهنا يشعر بالخطأ . وهذا بالضبط ما تريده من النصف الأول من الدقيقة . تريد ابنك أن يشعر بأنه غير مرتاح .
ولكن ماذا تفعل إذا شعر ابنك بالضيق ، وأخذ يدافع عن نفسه ؟ وهنا ينبغي أن تكمل النصف الآخر من الدقيقة ، فهو مفتاح النجاح لعملية التأنيب التي تقوم بها.
ففي النصف الأول من الدقيقة قلت لطفلك أنك غاضب منه ، ومصاب بخيبة أمل فيه ، وحزين بسبب سلوكه الخاطئ .. وفي النصف الآخر من الدقيقة انظر إلى وجهه واجعله يشعر بأنك تقف إلى جانبه ولست ضده . وقل له ما يريد سماعه منك . قل له أنه شخص طيب ، وأنك تحبه ، ولكنك غير راض عن سلوكه تلك الليلة ، وأن هذا الأمر يزعجك جداً . ثم ضمه إلى صدرك أو غير موضوع الكلام إلى موضوع جميل حتى تعلمه أن التأنيب قد انتهى دون أن تذكر له ذلك .
وهكذا ففي النصف الأول من الدقيقة قمت بتوبيخ طفلك بأسرع وقت ممكن، وحددت له ما فعل ، وعبرت عن شعورك بالغضب تجاه ما قام به .
أما النصف الآخر من الدقيقة ففيه لحظات هدوء ومحبة ومنح للثقة . تذكر خلالها أنك لا تقبل بسلوك طفلك الحالي ، ولكنه ولد طيب ، وتشعره بأنك تحبه وتحتضنه.
و بهذه الطريقة يشعر ابنك أنها تؤلم أكثر بكثير من أسلوب التعنيف أو الضرب . ويشعر الأبناء أن تصرفاتهم السيئة لن تمر دون حساب . وأنهم أشخاص طيبون ومحبوبون .
إن نفس هذه الطريقة تستخدم مع الآخرين في العمل أو السوق أو أي مكان مع اختلاف نوع العبارات حسب الأشخاص ودرجة العلاقة معهم.
فأنت تشعر الآخر أنك تحبه لكنك لا تحب التصرف الذي قام به.
وهنا تستل من نفسه الشعور بالإهانة ومحاولة الانتصار لذاته لأنك لم تتعدى على ذاته، بل قمت باحترام هذه الذات وأصبح الانتقاد موجهاً لفعل محدد فقط.
ودقيقة للمديح :
إذا قام ابنك بعمل يستحق المديح ، فاجعله يشعر بالسعادة حينما يحسن. مثلما أنك وبخته حين أساء . لاحظ أبناءك حينما يحسنون التصرف ، وقل لهم بالتحديد ماذا فعلوا من أمر حسن . أخبرهم بسرورك لما فعلوه ، وتوقف عن الكلام لثوان قصيرة ، فإن صمتك يشعرهم أنهم راضون عن أنفسهم.
واختم مديحك بالاحتضان أو أن تربت على كتفه بحنان حتى تشعره أنك مهتم به. ورغم أن مدح أبنائك لا يستغرق أكثر من دقيقة واحدة ، فإن إحساسهم بالرضا عن أنفسهم سيرافقهم طوال حياتهم .
ودقيقة لعطلة نهاية الأسبوع :
حاول أن تجلس مع أبنائك قبل عطلة نهاية الأسبوع ، اسألهم كيف يريدون قضاءها . دعهم يضعوا خطة يحددون فيها أهدافهم ، وما سيفعلونه في تلك العطلة.
اجمع تلك الأهداف ، ودعهم ينظرون إليها دقيقة واحدة . ثم يرى كل واحد فيما إذا كانت تلك الأهداف تتوافق مع سلوكهم . فأحدهم يضع خطة يضبط فيها طريقة تحدثه مع الآخرين مثلا ، فلا يتحدث بصوت مرتفع يزعج من حوله . وآخر يضع هدفه تصحيح طريقة مشيه ، إن كانت مشيته غير مألوفة خلال فترة معينة. وهكذا.
وينظر كل فرد إلى أهدافه الخاصة ، ويلاحظ فيما إذا كان سلوكه ينسجم مع أهدافه. ولن يستغرق ذلك منه أكثر من دقيقة واحدة .
وهكذا يشعر الأبناء بالثقة بالنفس ، والقدرة على إدارة شؤون الحياة ، فتصبح حياتهم أكثر إشراقا وحيوية .
اتبع أسلوب الدقيقة الواحدة في حياتك، مع أبنائك ، فالتأنيب بدقيقة ، والمديح بدقيقة، ولكنها حقا دقيقة مثمرة
التاريخ : 28/10/1427 هـ
عبدالله الخطيب
أسلوب الدقيقة الواحدة ، أسلوب حديث في التربية.
للأبناء، للزوجات، للمرؤوسين، للزملاء، في مكان العمل،...الخ.
يحتاج المسئول أو رب الأسرة أو الأم وغيرهم ممن له رعية يتابعها ويوجهها
إلى طرق للتوجيه تصحيحاً للأخطاء وارتقاءً للأفضل.
ومن هذه الطرق أسلوب الدقيقة الواحدة.
إذا كنت تعاني من تمرد أبنائك
أو كنت تشعر بوجود مشكلة في تربيتك لأولادك
يعتبر الدكتور سبنسر جونسون أن هذا الأسلوب يجعل الأبناء يشعرون بعدم الرضا عن تصرفهم الخاطئ ، ولكن بالرضا عن أنفسهم.
فكيف يتم ذلك بدقيقة واحدة ؟
إذا عاد ابنك متأخراً إلى البيت ، وكان قد كرر تأخره خلال الأسبوع ، انظر إلى عينيه مباشرة ، وقل له : " لقد عدت متأخراً ، وكررت ذلك للمرة الثانية هذا الأسبوع " .
ثم ينبغي أن تعبر عن حقيقة شعورك بالغضب " أنا غاضب جداً منك يا بني ، أنك كررت ذلك مرتين " .
وأهم ما في الأمر أنك تريد من ابنك في النصف الأول من الدقيقة أن يشعر بما تشعر به. إذ لا يكفي أن يتلقى أبناؤنا التأنيب ، لكن المهم أن يشعروا به. وسيشعر ابنك بعد كلامك المختصر معه ، والمعبر بصدق عن شعورك نحو تصرفه أنه لا يحب ما فعل. وهنا يشعر بالخطأ . وهذا بالضبط ما تريده من النصف الأول من الدقيقة . تريد ابنك أن يشعر بأنه غير مرتاح .
ولكن ماذا تفعل إذا شعر ابنك بالضيق ، وأخذ يدافع عن نفسه ؟ وهنا ينبغي أن تكمل النصف الآخر من الدقيقة ، فهو مفتاح النجاح لعملية التأنيب التي تقوم بها.
ففي النصف الأول من الدقيقة قلت لطفلك أنك غاضب منه ، ومصاب بخيبة أمل فيه ، وحزين بسبب سلوكه الخاطئ .. وفي النصف الآخر من الدقيقة انظر إلى وجهه واجعله يشعر بأنك تقف إلى جانبه ولست ضده . وقل له ما يريد سماعه منك . قل له أنه شخص طيب ، وأنك تحبه ، ولكنك غير راض عن سلوكه تلك الليلة ، وأن هذا الأمر يزعجك جداً . ثم ضمه إلى صدرك أو غير موضوع الكلام إلى موضوع جميل حتى تعلمه أن التأنيب قد انتهى دون أن تذكر له ذلك .
وهكذا ففي النصف الأول من الدقيقة قمت بتوبيخ طفلك بأسرع وقت ممكن، وحددت له ما فعل ، وعبرت عن شعورك بالغضب تجاه ما قام به .
أما النصف الآخر من الدقيقة ففيه لحظات هدوء ومحبة ومنح للثقة . تذكر خلالها أنك لا تقبل بسلوك طفلك الحالي ، ولكنه ولد طيب ، وتشعره بأنك تحبه وتحتضنه.
و بهذه الطريقة يشعر ابنك أنها تؤلم أكثر بكثير من أسلوب التعنيف أو الضرب . ويشعر الأبناء أن تصرفاتهم السيئة لن تمر دون حساب . وأنهم أشخاص طيبون ومحبوبون .
إن نفس هذه الطريقة تستخدم مع الآخرين في العمل أو السوق أو أي مكان مع اختلاف نوع العبارات حسب الأشخاص ودرجة العلاقة معهم.
فأنت تشعر الآخر أنك تحبه لكنك لا تحب التصرف الذي قام به.
وهنا تستل من نفسه الشعور بالإهانة ومحاولة الانتصار لذاته لأنك لم تتعدى على ذاته، بل قمت باحترام هذه الذات وأصبح الانتقاد موجهاً لفعل محدد فقط.
ودقيقة للمديح :
إذا قام ابنك بعمل يستحق المديح ، فاجعله يشعر بالسعادة حينما يحسن. مثلما أنك وبخته حين أساء . لاحظ أبناءك حينما يحسنون التصرف ، وقل لهم بالتحديد ماذا فعلوا من أمر حسن . أخبرهم بسرورك لما فعلوه ، وتوقف عن الكلام لثوان قصيرة ، فإن صمتك يشعرهم أنهم راضون عن أنفسهم.
واختم مديحك بالاحتضان أو أن تربت على كتفه بحنان حتى تشعره أنك مهتم به. ورغم أن مدح أبنائك لا يستغرق أكثر من دقيقة واحدة ، فإن إحساسهم بالرضا عن أنفسهم سيرافقهم طوال حياتهم .
ودقيقة لعطلة نهاية الأسبوع :
حاول أن تجلس مع أبنائك قبل عطلة نهاية الأسبوع ، اسألهم كيف يريدون قضاءها . دعهم يضعوا خطة يحددون فيها أهدافهم ، وما سيفعلونه في تلك العطلة.
اجمع تلك الأهداف ، ودعهم ينظرون إليها دقيقة واحدة . ثم يرى كل واحد فيما إذا كانت تلك الأهداف تتوافق مع سلوكهم . فأحدهم يضع خطة يضبط فيها طريقة تحدثه مع الآخرين مثلا ، فلا يتحدث بصوت مرتفع يزعج من حوله . وآخر يضع هدفه تصحيح طريقة مشيه ، إن كانت مشيته غير مألوفة خلال فترة معينة. وهكذا.
وينظر كل فرد إلى أهدافه الخاصة ، ويلاحظ فيما إذا كان سلوكه ينسجم مع أهدافه. ولن يستغرق ذلك منه أكثر من دقيقة واحدة .
وهكذا يشعر الأبناء بالثقة بالنفس ، والقدرة على إدارة شؤون الحياة ، فتصبح حياتهم أكثر إشراقا وحيوية .
اتبع أسلوب الدقيقة الواحدة في حياتك، مع أبنائك ، فالتأنيب بدقيقة ، والمديح بدقيقة، ولكنها حقا دقيقة مثمرة